تشهد صناعة الموسيقى العالمية تحولا لافتا في السنوات الأخيرة، مع صعود ملحوظ لدور النساء في مختلف جوانب المجال، بدءا من الأداء والغناء، ووصولا إلى الإنتاج والإدارة الفنية، بل الأرباح التجارية أيضا.

ورغم أن الفنانات لطالما شكون من مواجهتهن تحديات بنيوية ومجتمعية في هذا القطاع، فإنهن اليوم يسهمن بشكل غير مسبوق في إعادة تشكيل ملامح الصناعة.

فقد نشرت صحيفة غارديان البريطانية تقريرا لفت إلى أن الفنانات يحققن تقدما ملحوظا في صناعة الموسيقى، جعل البعض يعتبرهن القوة الدافعة الجديدة في المجال. يأتي هذا التقدم في وقت بدأت فيه المؤسسات الكبرى تعيد النظر في طريقة تعاملها مع المواهب النسائية ومنحها دعمًا أكبر من حيث الإنتاج والتسويق.

على سبيل المثال، تمكنت فنانات مثل تايلور سويفت، وليزو، وأريانا غراندي من تحقيق إنجازات غير مسبوقة في تصدر قوائم المبيعات والتأثير الثقافي.

وبرزت تايلور سويفت نموذجا للنجاح، إذ كانت جولتها "إيراس" (Eras) الأعلى ربحا في التاريخ بتخطيها المليار دولار أميركي، متفوقة على جولة الفنان البريطاني ألتون جون.

وفي حفل جوائز "غرامي"، ألقت سويفت خطابا ألهم النساء في الصناعة، مشجعة إياهن على مواجهة التحديات والمضي قدما لتحقيق أحلامهن.

إعلان

أما الأميركية بيونسيه، فتعدّ بدورها أكثر الفنانين فوزا بجوائز غرامي في التاريخ، بواقع 32 جائزة متخطية كل أساطير الغناء أمثال مايكل جاكسون وكوينسي جونز.

المغنية الأميركية ليزو أثناء مشاركتها في قمة "أقوى النساء تأثيرًا" التي نظمتها مجلة "فورتشن" عام 2024 (غيتي)

فيما يلي نستعرض أبرز العوامل التي أسهمت في تعزيز مكانة النساء في الساحة الفنية:

1- المنصات الرقمية

مع تطور التكنولوجيا وظهور المنصات الرقمية مثل سبوتيفاي ويوتيوب وتيك توك، أصبحت النساء أكثر قدرة على إيصال أصواتهن إلى العالم دون الحاجة للاعتماد الكامل على شركات الإنتاج التقليدية. فوفقًا لتقرير نشرته غارديان البريطانية، استفادت الفنانات كثيرا من هذه المنصات، فقد أتاحت لهن التسويق المباشر لأعمالهن وبناء قاعدة جماهيرية ضخمة دون قيود.

تايلور سويفت، على سبيل المثال، استطاعت من خلال إستراتيجياتها الذكية على وسائل التواصل الاجتماعي أن تسيطر على قوائم المبيعات العالمية. ولم تكن ألبوماتها الأخيرة مجرد أعمال موسيقية، بل حملات تسويقية مدروسة جمعت بين الإبداع الفني والتواصل المباشر مع الجمهور.

2- الحملات الاجتماعية

كذلك أصبحت الموسيقى أداة فعالة للتعبير عن قضايا النساء ودعم حركات التغيير. فألبومات مثل "كوز آي لوف يو" (Cuz I Love You) لليزو، و"فيوتشر نوستالجيا" (Future Nostalgia) لدوا ليبا، حملت رسائل لتمكين المرأة وحققت نجاحات باهرة.

ووفقًا لتقرير موقع جوائز "غرامي"، فإن العديد من الفنانات مثل ليدي غاغا وبيونسيه استخدمن موسيقاهن كمنصات لدعم قضايا مثل المساواة في الأجور، ومناهضة التحرش، وتعزيز التنوع.

المغنية الأميركية سيلينا غوميز أثناء حضورها فعالية نظمتها مجلة "فاراييتي" في بالم سبرينغز بكاليفورنيا (غيتي) 3- الحفلات والجوائز

شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في تمثيل النساء بحفلات الجوائز الموسيقية الكبرى. تقرير "غرامي" أكد أن نسبة النساء المرشحات للجوائز زادت 23% منذ عام 2018. هذا التقدم يعكس جهودًا متواصلة من قبل الصناعة للاعتراف بمواهب النساء وإسهاماتهن.

إعلان 4- الدخول إلى الكواليس

على صعيد آخر، لم تعد النساء يكتفين بدور الفنانات، بل أصبحن من كبار المنتجين والمديرات التنفيذيات في صناعة الموسيقى. فوفقًا لتقرير جامعة كوين ماري في لندن، فإن زيادة عدد النساء في المناصب القيادية بشركات الإنتاج أحدثت تغييرًا ملموسًا في طريقة دعم الأصوات النسائية.

على سبيل المثال، منتجتان مثل ليندا بيري وفيبي بريدجرز أسهمتا في دفع حدود الإبداع الموسيقي للنساء.

5- الدعم الجماهيري

وإذ إن الجمهور هو القلب النابض لأي صناعة، كان دعم الجماهير للفنانات عاملًا حاسمًا في نجاحهن. فمن خلال التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي والمشاركة في حملات مثل #WomenInMusic، أظهر الجمهور رغبة قوية في تعزيز مكانة النساء في الموسيقى.

المغنية الأميركية بيلي إيليش بعد فوزها بجائزة الأوسكار لأفضل أغنية أصلية سنة 2024 عن أغنيتها "وات واز آي ميد فور" (الفرنسية) 6- الحركات النسوية

استطاعت حركة "أنا أيضًا" (Me Too) النسوية التي انطلقت عام 2006 أن تجعل صناع الفن العالمي يعيدون النظر في سياستهم الخاصة بالتفرقة بين الجنسين، في محاولة منهم لتحسين صورتهم أمام الرأي العام.

وازدادت نسبة تعاقدات شركات الموسيقى الكبرى مع المغنيات لأكثر من 20% من بعد عام 2017، خاصة مع زيادة نسب المبيعات للألبومات النسائية إلى 22% بجانب ارتفاع نسبة الترشيحات الموسيقية للعنصر النسائي إلى حوالي 15% في السنوات الأخيرة.

وكل ذلك مكّن عددا من المغنيات بأن يكنّ على رأس أحد مخططات بيلبور لـ33 أسبوعًا على مدار عام 2023، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الاستماع إلى 48.8% لمصلحتهن خلال العام نفسه وهي أعلى نسبة في تاريخ الموسيقى النسائية خلال القرن 21.

7- توجهات موسيقية مبتكرة

أهّلت هذه الحالة من الرواج الموسيقي الفنانات لابتكار أنماط موسيقية مختلفة من خلال مزج أكثر من توجه في أغنية واحدة، وهو ما اشتهرت به المغنية الأميركية الشابة بيلي أيليش التي تعدّ قائدة الموجة الموسيقية الجديدة مثل أغنيتها الشهيرة "باد غاي" (Bad Guy) التي دمجت فيها البوب والهيب هوب وإلكترو بوب.

وهو أيضا ما سارت عليه مغنيات أخريات أبرزهن البريطانية دوا ليبا، والإسبانية روزاليا، والأميركية أريانا غراندي.

ومع تزايد الابتكار في التكنولوجيا والتغيرات الثقافية، يبدو مستقبل النساء في صناعة الموسيقى أكثر إشراقًا من أي وقت مضى. فالمبادرات المستمرة لتمكين المرأة، مثل تعزيز المساواة في الأجور وتوفير فرص تدريب للشابات، ستسهم في ترسيخ مكانة النساء في الصناعة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المغنیة الأمیرکیة صناعة الموسیقى النساء فی

إقرأ أيضاً:

نوريس يقود هيمنة مكلارين على «التجارب الحرة» في المجر


بودابست (رويترز)

أخبار ذات صلة لوكلير يشيد بفاسور بعد تجديد عقده مع فيراري فيرستابن ينهي الشائعات بـ «إعلان بقاء»!


حقق لاندو نوريس أفضل زمن للفة، بفارق 0.019 ثانية أمام زميله أوسكار بياستري متصدر بطولة العالم لسباقات «الفورمولا-1» للسيارات، إذ هيمن ثنائي فريق مكلارين على المركزين الأول والثاني بالتجارب الحرة الأولى لسباق جائزة المجر الكبرى.
وأنهى نوريس، الذي يتأخر بفارق 16 نقطة عن زميله الأسترالي في الترتيب العام، قبل سباق المجر الذي يسبق أجازة أغسطس، اللفة على حلبة هنجارورينج في دقيقة واحدة و16.052 ثانية باستخدام الإطارات اللينة وسط أجواء مشمسة.
وكان البريطاني انطلق من المركز الأول في نسخة العام الماضي من السباق والتي فاز بها بياستري، وهو أول انتصار له في «الفورمولا-1».
وجاء شارل لوكلير سائق فيراري في المركز الثالث بفارق 0:217 ثانية عن الصدارة، وتلاه الفرنسي إسحاق حجار سائق ريسنج بولز في المركز الرابع.
واحتل لويس هاميلتون، الفائز بسباق المجر ثماني مرات وهو رقم قياسي، المركز الخامس بسيارة فيراري، وعانى من مشكلات فنية في سيارته.
واحتل أوليفر بيرمان سائق هاس المركز السادس متقدماً على ثنائي مرسيدس كيمي أنتونيلي وجورج راسل، بينما جاء بطل العالم ماكس فرستابن سائق رد بول في المركز التاسع وأكمل لانس سترول سائق أستون مارتن المراكز العشرة الأولى.
واشتكى راسل من مشكلة في توازن سيارته وقال إنه واجه صعوبة في المنعطفات.
أما الياباني يوكي تسونودا، زميل فرستابن بفريق رد بول، فقد احتل المركز 17.
وحل البرازيلي فيليبي دروجوفيتش مكان فرناندو ألونسو سائق أستون مارتن، إذ يعاني الإسباني من آلام في الظهر، واحتل المركز 16.
وشارك الإستوني بول آرون مكان نيكو هولكنبرج بفريق ساوبر، واحتل المركز الأخير في التجارب بعد أن اضطر للتوقف قبل منتصفها بسبب مشكلة فنية.

مقالات مشابهة

  • اسماعيل الشيخ يكتب: صناعة المحتوى في زمن الفقاعة
  • قرارات ترامب.. وسيلة تفاوضية أم هيمنة أمريكية على النظام العالمي؟
  • رحمة حسن تكشف معاناتها من الصلع.. تعرف على أسباب حدوثه؟
  • كريم محمود عبد العزيز يواجه هيمنة «التواصل الاجتماعي»
  • «تعريفات ترامب» تعيد ترتيب المشهد الاقتصادي العالمي
  • أبو العينين: الصناعة اليوم الترند العالمي.. والتطورات التقنية هي القيمة المضافة والفكر والإبداع
  • النائب محمد أبو العينين: الصناعة هي «التريند» العالمي اليوم.. والذكاء الاصطناعي يعلي من القيمة المضافة
  • نوريس يقود هيمنة مكلارين على «التجارب الحرة» في المجر
  • النصر مع رونالدو من لمسة محلية إلى هيمنة برتغالية… فهل انتهت أسطورة ماجد؟
  • في ذكرى تعاقد الأهلي مع أفشة.. كيف حافظ على هيمنة النسر الأحمر؟