من ثورة 1919 إلى دستور 1923.. فوز حزب الوفد بأول انتخابات برلمانية.. ماذا حدث؟
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
في لحظة تاريخية فارقة، شهدت مصر في عام 1924 أول انتخابات برلمانية بعد صدور دستور 1923، لتؤسس بذلك مرحلة جديدة من الحياة الديمقراطية في البلاد.
وجاء فوز حزب الوفد الساحق في هذه الانتخابات كترجمة لرغبة الشعب المصري في التغيير واستعادة السيادة الوطنية.
السياق السياسي: من الثورة إلى الدستوركانت انتخابات 1924 تتويجًا لجهود الحركة الوطنية التي قادها الشعب المصري بعد ثورة 1919، التي نادت بالاستقلال والحرية، تلك الثورة، التي تزعمها سعد زغلول ورفاقه من حزب الوفد، أجبرت بريطانيا على التفاوض مع المصريين، مما أدى إلى إصدار دستور 1923، الذي نص على إقامة نظام ملكي دستوري بوجود برلمان منتخب.
حزب الوفد والاستعداد للانتخابات
تصدر حزب الوفد المشهد السياسي في ذلك الوقت بفضل شعبيته الكبيرة التي اكتسبها من قيادته للحركة الوطنية ومطالبته بإنهاء الاحتلال البريطاني.
قاد سعد زغلول، زعيم الوفد، حملة انتخابية واسعة شملت مختلف مناطق مصر، حيث استطاع الحزب حشد الجماهير ببرنامجه الذي ركز على تحقيق الاستقلال الكامل، وحماية حقوق الشعب، وترسيخ مبادئ الدستور الجديد.
نتائج الانتخابات: انتصار كاسح للوفدأسفرت الانتخابات عن فوز حزب الوفد بأغلبية ساحقة، حيث حصل على 188 مقعدًا من أصل 214 في مجلس النواب، هذا الفوز أعطى الحزب تفويضًا شعبيًا قويًا لتشكيل أول حكومة دستورية في تاريخ مصر الحديث.
حكومة سعد زغلول: إنجازات وتحدياتعقب فوز الوفد، تولى سعد زغلول رئاسة الوزراء، ليصبح أول زعيم شعبي يقود حكومة مصرية منتخبة، خلال فترة حكمه، واجهت الحكومة تحديات كبيرة، أبرزها التعامل مع الاحتلال البريطاني وقضايا السيادة الوطنية. ومن بين الإنجازات التي حققتها حكومة الوفد:
1. تعزيز سيادة القانون وتفعيل مواد الدستور.
2. العمل على تطوير التعليم والإدارة.
3. دعم الفلاحين وتحسين أوضاع الطبقة العاملة.
لكن التوتر مع بريطانيا ظل قائمًا، مما أدى إلى أزمات سياسية متكررة أبرزها حادثة مقتل السير لي ستاك، سردار الجيش المصري وحاكم السودان، في نوفمبر 1924، الحادثة أدت إلى تصعيد سياسي انتهى باستقالة حكومة سعد زغلول في العام نفسه.
الوفد والشعب: علاقة لا تنفصمرغم التحديات التي واجهها حزب الوفد خلال قيادته للبلاد، ظل الحزب يتمتع بشعبية جارفة، فقد نجح في تمثيل صوت الشعب المصري الذي كان يطمح إلى التحرر الكامل من الاستعمار البريطاني وإرساء قواعد العدالة والديمقراطية.
تأثير الانتخابات على الحياة السياسية في مصرمثل فوز حزب الوفد في أول انتخابات برلمانية خطوة كبيرة نحو ترسيخ التجربة الديمقراطية في مصر.
ورغم أن هذه التجربة تعرضت لاحقًا لانتكاسات بسبب التدخلات الملكية والصراعات مع الاحتلال البريطاني، إلا أن انتخابات 1924 ظلت رمزًا لإرادة الشعب المصري وسعيه لتحقيق سيادته على أرضه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجيش المصري الشعب المصري حزب الوفد سعد زغلول الانتخابات البرلمانية المزيد الشعب المصری سعد زغلول
إقرأ أيضاً:
بنعبد الله يحضى باستقبال حار في كوبا ويناقش تطورات القضية الفلسطينية والحصار الأمريكي على هافانا
استهل وفد حزب التقدم والاشتراكية، برئاسة الأمين العام محمد نبيل بنعبد الله، وعضوية سعيد البقالي، عضو المكتب السياسي المكلف بالعلاقات الخارجية، زيارته الرسمية إلى كوبا بعقد سلسلة لقاءات سياسية مع قيادات عليا في الحزب الشيوعي الكوبي ومؤسسات أكاديمية ودبلوماسية كوبية.
وحسب معطيات نشرها الحزب، فقد حظي الوفد باستقبال حار لدى وصوله إلى مطار هافانا الدولي، قبل أن يجري مباحثات معمقة مع كل من إيميليو لوثادا كارسيا، عضو المكتب السياسي ورئيس قسم العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الكوبي؛ وخورخي بروتشي لورنزو، عضو سكرتارية اللجنة المركزية ورئيس قسم الشؤون الاقتصادية؛ والدكتور خورخي أرطادو، رئيس جامعة نيكو لوبيز التابعة للحزب الشيوعي الكوبي؛ بالإضافة إلى فرناندو غونثالس لورط، رئيس المعهد الكوبي للصداقة مع الشعوب.
كما قام الوفد بزيارة إلى مركز فيدل كاسترو، أحد الرموز الكبرى في التاريخ الثوري الكوبي والعالمي، حيث تم التوقف عند إرثه الفكري والنضالي.
وتميزت اللقاءات بنقاشات تناولت مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها:
تداعيات الحصار الاقتصادي المفروض على كوبا من طرف الولايات المتحدة الأميركية، والآثار القاسية للعقوبات الجائرة المفروضة على الشعب الكوبي، الذي يواصل صموده البطولي في وجه هذه الإجراءات؛
إشادة الجانب الكوبي بالمواقف التضامنية الثابتة التي عبّر عنها حزب التقدم والاشتراكية في مناسبات عدة، دعماً لكفاح الشعب الكوبي من أجل الكرامة والسيادة؛
تأكيد الوفد المغربي على تطلع الشعب المغربي إلى استكمال وحدته الترابية، ومواصلة مسار البناء الديمقراطي والتنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية.
واستعرض الجانبان السياق الدولي الراهن، وما يشهده من تحولات عميقة بين تطلعات الشعوب نحو الحرية والتحرر، ومحاولات قوى الهيمنة الرأسمالية فرض نفوذها على العالم؛
كما تم بحث تطورات القضية الفلسطينية، في ظل التصعيد غير المسبوق الذي تشهده غزة، والإدانة المشتركة للجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال في حق المدنيين الأبرياء.
وجرى الاتفاق على تعزيز التعاون الثنائي بين الحزبين في مختلف المجالات السياسية والتكوينية والتضامنية.
وتندرج هذه الزيارة في إطار توطيد علاقات الصداقة التاريخية بين حزب التقدم والاشتراكية والحزب الشيوعي الكوبي، وتعزيز أواصر التضامن بين الشعبين المغربي والكوبي في نضالهما المشترك من أجل السيادة والتقدم.
كلمات دلالية التقدم والاشتراكية بنعبد الله زيارة