أهمية الاستشارات القانونية ضمان الحقوق وتجنب المخاطر
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
نتطرق في السطور التالية إلى أهمية الاستشارات القانونية، وذلك لكونها تلعب دورًا حيويًا في حياة الأفراد والشركات، حيث تساهم في تعزيز الوعي القانوني وضمان اتخاذ قرارات سليمة ومبنية على أسس قانونية، فسواء كنت تواجه قضية قانونية معقدة أو تحتاج إلى إرشاد حول العقود والاتفاقيات، فإن الحصول على استشارة قانونية من خبير متخصص يعتبر خطوة ضرورية لحماية حقوقك وتجنب المخاطر المحتملة.
الاستشارات القانونية هي عملية تقديم نصائح وإرشادات من قبل محامٍ أو مستشار قانوني متخصص لمساعدة الأفراد أو المؤسسات على فهم حقوقهم وواجباتهم، أو توجيههم حول كيفية التعامل مع قضية معينة ضمن الإطار القانوني.
أهمية الاستشارات القانونية- تتيح الاستشارات القانونية للأفراد والشركات فهم حقوقهم وواجباتهم بوضوح، مما يمنع التعدي أو التنازل عن الحقوق دون علم.
- تساعد الاستشارة القانونية في تحليل الوضع القانوني وتجنب المشاكل أو النزاعات المستقبلية من خلال اتخاذ خطوات استباقية.
- توفر المشورة القانونية فهمًا دقيقًا للخيارات المتاحة والتبعيات القانونية لكل قرار، وذلك من خلال توجيه المتضررين حول الطرق القانونية الصحيحة لحل النزاعات، سواء عبر المحاكم أو الحلول البديلة مثل التحكيم والوساطة.
- تساهم الاستشارات القانونية في صياغة العقود بطريقة تحمي الطرفين وتمنع الثغرات القانونية التي قد تسبب نزاعات مستقبلية.
- دعم الامتثال القانوني للشركات، حيث تساعد الاستشارات القانونية في ضمان الامتثال للأنظمة السعودية، مما يحمي كافة الشركات والمؤسسات من أية غرامات أو عقوبات.
جدير بالذكر أنه يمكنك طلب استشارة قانونية أونلاين من خلال منصة شورى للخدمات القانونية الآن، فقط قم بتحميل تطبيق شورى وتصفح خدماتنا.
فوائد الحصول على استشارات قانونية- يتيح الحصول على استشارة قانونية فرصة التعامل مع خبراء لديهم معرفة عميقة بالأنظمة المحلية والدولية.
- بدلاً من البحث الشخصي عن المعلومة القانونية، يوفر المستشار القانوني لك الإجابات الأكثر دقة وأسرع في الوقت.
- قد تؤدي الأخطاء القانونية إلى خسائر مالية كبيرة. تساهم الاستشارات القانونية في الوقاية من هذه الأخطاء.
- معرفة أنك تمتثل للقوانين وتحمي حقوقك يساعد على تقليل القلق المرتبط بالنزاعات القانونية.
متى تحتاج إلى استشارة قانونية؟- قبل توقيع العقود، سواء كانت عقود عمل، عقود تجارية، أو عقود إيجار.
- في حالة النزاعات، سواء كانت نزاعات عائلية، تجارية، أو جنائية.
- عند بدء مشروع جديد، لفهم المتطلبات القانونية مثل التراخيص والامتثال.
- عند مواجهة قضايا قانونية معقدة، مثل قضايا الإرث، النزاعات العقارية، أو القضايا الجنائية.
- لحماية الملكية الفكرية، مثل تسجيل العلامات التجارية أو حقوق التأليف والنشر.
أهمية الاستشارات القانونية للشركات- تساعد الشركات على الامتثال للقوانين واللوائح التي تنظم الأعمال.
- تقلل الاستشارات القانونية من المخاطر المرتبطة بالقرارات التجارية.
- تساعد الاستشارات القانونية في تسوية النزاعات التجارية، حيث تقدم حلولًا فعالة للنزاعات بين الشركاء أو مع العملاء والموردين.
- حماية الملكية الفكرية، حيث تساهم الاستشارات القانونية في تسجيل العلامات التجارية وبراءات الاختراع وحماية حقوق النشر.
في نهاية حديثنا عن أهمية الاستشارات القانونية نود التأكيد على أن الاستشارة القانونية توفر لك الإرشاد اللازم لاتخاذ قرارات مبنية على أسس سليمة، فلا تتردد في الحصول على استشارة قانونية مع شورى للخدمات القانونية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الحصول على
إقرأ أيضاً:
الكـونية العـنـصريـة
أكثـرُ أوهام كونيّـةِ القيـم فُـشُـوًّا ورواجـًا، في عالـم اليـوم، وهْـمُ «كونيّـة الحقوق» واستوائِـها على نظامٍ من المبادئ والقواعد واحـدٍ وجامع في العالم كلِّـه. عهـدُ البشريّـة بهذا الوهـم ليس جـديدًا؛ فـلقد شهدت على أمثـلةٍ لـه منذ نهايات عـقـد الأربعينيّـات من القرن العشرين كان أظهرها جميعًا صدور «الإعـلان العالميّ لحقوق الإنسان»؛ لكنّـه الوهم الذي ما فتئ يتزايد كثـافةً وسعةً مع توالي الزّمـن وصولًا إلى لحظـة انعطافـه الكبرى مع ميلاد العولمة وزحْـف حركتها على المجتمعات والدّول، في أركان الأرض قاطبة، على امتـداد الأعوام الخمسة والثّـلاثين الماضية. ولقد تعاورت سياساتُ الدّول الكبرى في النظام الدولي والمنظّماتُ الدّوليّـة الرّسميّـة، التّـابعة للأمـم المتّحدة، ثـمّ المنظّـماتُ الدّوليّـة غيرُ الحكوميّـة على تدبيح خطاب كونيّـة الحقوق هذا والتّـرويجِ له، بـل الذّهابِ في الدّفاع عنه ضدّ منتـقديه إلى حـدود اتّهامهم بمحاولة النّـيْل من منظومة الحقوق المتعارَف عليها.
وغالبًا ما كان المايسترو الذي يدير معزوفة الحقوق بين هذه المؤسّسات الدّوليّـة واحدًا: إنّـه الحاكم بأمره للنّظام الدّوليّ، منذ قيامه، قبل ثمانية عقود، والرّاعي للمنظّـمات الحقوقـيّـة غـيـرِ الحكوميّـة بالإنفاق والتّوجيه السّياسيّ والتّمكين لقولها وفعْـلِها في القـرار الدّوليّ.
يقضي زعـمُ كونيّـة الحقوق، عند القائلين بها، بوجوب التّسليم بأنّ المعايير التي توزَن بها حقوقُ الإنسان والحقوقُ الاجتماعيّـة- الاقتصاديّـة في العالم معايـيرٌ موحَّـدة ساريةٌ، بالضّـرورة، على الجميع: دولًا ومجتمعات؛ وأنّ أي دعـوةٍ إلى التّـمسُّك بالهـويّات والخصوصيّات لـدفْع أحكام تلك الكـونيّـة دعوى باطلةٌ مردودة على أصحابها، وقد تكون - أبعـد من هـذا - منتهكـةً للقانون الدّوليّ.
هـكذا، يستـغلّ دعاةُ الكونيّـة سوابقَ صدور قرارات دوليّـة للبناء عليها بالقول إنّها كـونيّـةٌ مـعترفٌ بها ومحـطُّ إجمـاعٍ دوليّ وهي، بالتّالي، جزءٌ لا يتجزّأ من القانون الدّوليّ، وكـلُّ اعتـراضٍ عليها اعتـراضٌ على القانون الدّوليّ وانتهاكٌ لأحكامه يقـتضي ردْعـًا من نـوعٍ مّـا. هكـذا، أيضًا، يقضي التّسليمُ بكونيّـة المعايـير تلك بضرورة تكيـيف المنظومات القانونيّـة للدّول جميعِها بما يتـناسب والأحكام القانونيّـة الدّوليّـة في مجال حقوق الإنسان والحقوق الاجتماعيّـة- الاقـتصاديّة.
إنّ سيادة الدّول في مجال التّـشريع وإصدارِ القوانين لا يعود، في منظور هـذه «الكـونيّة»، أكـثر من دعـوًى غرضُها الرّئيس التّـنصُّـل من التـزام الأحكام التي يفرضها القانون الدّوليّ على الجميع، وهي دعوى لن تعفيَ أصحابَها من الخضوع لما تـقضي به تلك الأحكام بحسبانها أحكامًا مرجعُها إلى القانون الدّوليّ؛ فهي مدعوّة إلى الخضوع لها طوعاً وبإرادتها، وإلاّ أُكْـرِهت على ذلك بالقـوّة. هذه، مـثلًا، حال تلك الدُّول التي عُـدَّت «مارقـة» في نظـر دعاة كونيّـة الحقوق، فـتلقّـت وجْباتٍ من العقاب الدّوليّ متـفاوتـةَ القـسوة: من العـقوبات الاقـتصاديّة إلى الحصار إلى الحرب عليها!
يصطدم المرءُ، هـنا، بحقيقـة الفجوة الكبيرة التي تـنـتصب بين دعـوى الكونيّـة هذه وواقعٍ موضوعيّ مجافٍ لا يشهد لها. صحيح أنّها دعوى تـترجم نفـسَها في سياساتٍ دوليّـة، وأنّ هذه السّياسات مطبَّـقة على قسـمٍ كبير من أمم العالم ودولـه، مع ذلك لا شيء فيها يدلُّ على اسمها؛ إذْ ليس فيها من الكونيّـة سوى ادّعاؤُها المعلن.
ولنا، في الشّأن هـذا، دليلان على قـلـناه:
أوّلهما أنّ مفعول هذه التّـشريعات الكونيّة مطلوبٌ أن يسريَ على دولٍ بعينها من دون أخرى: على الدّول الصّغرى في العالم وحدها - وهي تـنتمي إلى الجنوب والشّـرق - ومعها على الدّول الكبرى المناهضة للغرب والمنافِسـة له. إنّ على هذه الدّول أن تُخْضِـع منظوماتها القانونيّـة القوميّـة للأحكام التي تقضي بها القوانين الدّوليّـة في مضمار الحقوق والتّـشريع وِفْـق والمعايـير التي بها تـتحـدّد، ثمّ عليها - بالتّـالي- أن تـتحمّـل تبعات التّـنكّـب عن التـزامها بما في ذلك ما يمكن أن يرتّـبه عليها التّـنكّـب ذاك من عـقوبات. في المقابل، تظلّ دول الغرب الكبرى - خاصّـةً الولايات المتّحدة الأمريكيّـة- محتفظـةً بمنظوماتها القوميّـة، غيرَ متجاوبةٍ مع دعوات تكييف قوانينها مع القوانين الدّوليّـة ولا حتّى آبهـة لِـمَـا يعنيه سلوكها السّياسيّ هذا - القائم على ازدواجيّـة صارخة في المعايير- من تناقضٍ صارخ مع العالم ومن انفضاحٍ كبير لأُزعوماتها حـول كونيّـة الحقوق!
وثانيهما أنّ التّـفاوت الصّارخ بين حقوق الأمم والدّول في ما تـتمتّـع به من حقوقٍ بمقتضى القوانين النّظريّـة الدّوليّـة يفضح، من جهـته، مزعمة الكونيّـة تلك ويميط النّـقاب عمّا تحمله من رياء. نعم، ليس للأفراد الحقوق عينُها في الدّول جميعها وعلى قـدم المساواة بينها فيها. حقّ التّـنقُّـل الحرّ مكفول لكلّ مواطنٍ في الغرب في بقاع العالم كلِّها من غير قيود، فيما هو مقـيَّـد في معظم دول العالم بشروطٍ تعجـيزيّـة من دول الغرب (نظام التّأشيرة أحدُها مثـلًا).
وهـذا مَثَـل واحد من مئات الأمثلة النّظـير. ثمّ ليس لشعوب العالم وأممه من الحقوق الوطنيّة والقوميّة في السّيادة والوحدة ما لشعوب الغرب وأممه مع أنّ احتلال أراضيها وتجزئة الاستعمار لكياناتها أفعالٌ تـنـتهك القانون الدّوليّ وتعتدي عليه! حتّى أقـدس الحقوق - التي لم يمنحها قانونٌ - وهـو الحقّ في الحياة تستكـثـرُه دولٌ كـثيرةٌ في الغرب على شعوبٍ ترزح تحت وطأة الاحتلال والعـدوان والفـقر والتّجويع فـتراها ضالعة في انتهاكه أو ساكـتة عن ذلك الانتهاك! فأيـن «كونيّة الحقوق» في هذا؟!
إذا كان ما تُفصح عنه سياساتُ القـوى المتحكّـمة بالنّظام الدّوليّ هو الكونيّـةُ في عُرفها، فهي قطـعًا كونيّـةٌ عنصريّـة تقـسِّم سكّـان الأرض إلى فئتين على طرفي نقيض: فئة البشر وفئة ما دون البشر. يستحقّ الأوّلون إنسانيّـتهم التي اعتُـرِف لهم بها وما ينجُم منها من سابغ الحقوق كاملةً غيـرَ منقوصـة، فيما لا يستحقّ الثّانون من الحقوق إلاّ ما قـدَّر سادةُ العالم أنّها الحقوقُ التي يستحقّـونها: على مثـال ما يملك الإنسان أن يقـدّر ما هي الحقوق التي تـتمتّع بها حيواناتُه الأليفة في البيت! فـقط في مثـل هذه العنصريّـة النّـكراء، يمكن للعقل أن يُدرِك معنًى مفهومًا لهـذه «الكونيّـة»...