هل المهدي من علامات الساعة وكيف تروج له الجماعات المتطرفة؟ الأزهر يحسم الجدل
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
هل المهدي من علامات الساعة؟ يظهر المهدي في آخر الزمان حيث ينتشر في الأرض الفساد، والظلم، وتَكثُر المُنكَرات، فيأذن الله بخروج رجل صالح يجتمع له المؤمنون، فيكون قائدًا حاكمًا يُصلِح اللهُ على يديه أحوالَ الأمّة، ويكون اسمه محمد بن عبدالله، ويخرج من مكة المُكرمة، فيُبايعه الناس عند الكعبة على السمع، والطاعة، والاتِّباع، فيحكم المسلمين بضع سنين يَنعمون فيها بالعدل والخيرات، وتَعظُم الأمّة.
وروي عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: "يخرجُ في آخرِ أُمَّتي المهديُّ، يَسقِيه اللهُ الغَيْثَ، وتُخرِجُ الأرضُ نباتَها، ويُعطِي المالَ صِحاحًا، وتكثُرُ الماشيةُ، وتَعظُمُ الأُمَّةُ، يعيشُ سبعًا، أو ثمانيًا" وقد تحدّث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أيضًا عن صفات المهدي الخَلقيّة بقوله: «المَهْديُّ منِّي، أجلى الجبهةِ، أقنى الأنفِ، يملأُ الأرضَ قسطًا وعدلًا».
المهدي المنتظر
أكد الدكتور أحمد عبد العال، الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن فكرة "المهدي المنتظر" قد تم استغلالها عبر العصور من قبل الدجالين وأصحاب الأجندات المتطرفة، ورغم هذا الاستغلال، أن الإيمان بالمهدية لا يعني نفي وجود المهدي، بل هو حقيقة إيمانية عند أهل السنة، إذ وردت فيه أحاديث بلغت حد التواتر المعنوي.
وأشار الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، في تصريح له، إلى أن المهدي المنتظر بحسب المعتقد السني هو رجل شاب من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن اسمه يُشتق من الحمد، مثل "محمد" أو "محمود" أو "أحمد"، كما أن "المهدي" هو لقب له وليس اسمه.
وأضاف عبد العال أن التنظيمات المتطرفة قد استغلت فكرة المهدي بشكل خطير، حيث صورت نفسها كجماعات مظلومة جاءت لرفع الظلم عن الناس، مما دفعها إلى التحريض على التعجيل في خروج المهدي عبر الانخراط في المعارك والصراعات، مشددا على أن فكرة التعجيل بخروج المهدي ليست فكرة دينية، بل هي مغالطة لم ترد في القرآن أو السنة.
وفيما يتعلق بمنهج البحث العلمي في هذه القضايا، أكد عبد العال أن فهم النصوص الشرعية يتطلب أدوات علمية سليمة، وأن من أبرز ما يميز المهدي المنتظر هو أنه لا يعرف نفسه ولا يدعو الناس إليه، موضحا أن المهدي لا يسعى للحكم أو الثورة، بل هو رجل مصلح يسعى لجمع القلوب ويُبايع رغم كراهته لذلك، كما جاء في الحديث الشريف.
وركز عبد العال على أن فكر المهدي ذاته يرد على المتطرفين، حيث يتحدث الحديث النبوي عن المهدي قائلاً: "يملأ الأرض قسطًا وعدلاً كما ملئت جورًا وظلمًا"، وبالتالي، فإن المهدي يعمل على التعمير والبناء، في حين أن التنظيمات المتطرفة لا ترى إلا الخراب والدمار.
أمين الفتوى يوضح حكم بيع الذهب بالذهب
أمين الفتوى يكشف حكم الإسلام في ظروف المرضى خلال رمضان
وأبان أن فكرة التعجيل بالمخلص تتناقض مع المنطق الديني والاجتماعي، إذ إن التغيير الإيجابي يتحقق عبر العمل السلمي والتطوير، لا بالعنف والتدمير، مؤكدا على أهمية أن يكون المسلم إيجابيًا ومنتجًا في حياته وفي مجتمعه، حتى في أوقات الشدة.
وأضاف: "حتى وإن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا تقوم الساعة حتى يغرسها فليغرسها"، مشددًا على ضرورة العمل المستمر والمساهمة الفاعلة في إصلاح المجتمع حتى آخر لحظة.
أفاد بأن العديد من الأديان، سواء السماوية أو غير السماوية، تتشارك في فكرة وجود مخلص يظهر في آخر الزمان ليقوم بمهمة إنقاذ البشري، موضحا أن هذه الفكرة قد أثارت العديد من الأساطير حول صفات هذا المخلص، وموعد ظهوره، وهوية هذا الشخص، ما جعلها مادة خصبة للاستغلال من قبل التنظيمات المتطرفة.
وأبان هذه التنظيمات قد استغلت فكرة المهدي المنتظر بشكل كبير، حيث زعمت أنها تساهم في تمهيد الطريق لظهوره من خلال أعمالها مثل الجهاد أو إقامة دولة الخلافة، مشيرا إلى أحد التنظيمات المتطرفة التي ربطت أعمالها العنيفة بفكرة "المعركة الكبرى" أو "الملحمة" التي ستحدث في آخر الزمان في دابق، وزعمت أن هذه المعركة ستسهم في تمهيد الطريق لظهور المهدي.
والمح إلى أن هذه الفكرة تم استغلالها بشكل خاطئ، وأن التطرف في قضية المهدي قد ظهر في اتجاهين، الأول هو اتجاه أولئك الذين فهموا قضية المهدي بشكل غير صحيح، حيث اعتمدوا على جزء بسيط من الأدلة الواردة في هذا الموضوع، مما دفعهم إلى تصديق من يدعي المهدية أو حتى إسقاطها على من لم يدعِها، و في المقابل، هناك اتجاه آخر، وهو إنكار المهدي بشكل كامل، وكأنهم لم يقرأوا الأحاديث الصحيحة التي وردت في هذا الشأن.
ولفت إلى أن العلماء المسلمين كانوا قد ردوا على هؤلاء المنكرين، وبينوا أن الأحاديث المتعلقة بالمهدي صحيحة ومتواترة، حيث أخرجها العديد من الأئمة مثل أبي داوود، والترمذي، وابن ماجه، وقد أُسندت إلى أكثر من 50 صحابيًا وتابعيًا، مما يثبت صحة هذه العقيدة في الإسلام.
وشدد على أهمية التوجه الصحيح لفهم قضية المهدي المنتظر بعيدًا عن الخرافات والشعوذات، محذرًا من التهاون في شعائر الإسلام أو الوقوع في الفتن بسبب هذه الادعاءات الباطلة، مؤكدا أن مثل هذه الاعتقادات المنحرفة تؤدي إلى الفتن والتفرقة والجهل، وهو ما يستوجب التصدي لها بفهم صحيح ومتوازن من خلال تعاليم الدين وفتاوى العلماء الموثوقين.
وختم بالتأكد على أن الأمر يتطلب وعيًا جمعيًا من المسلمين للتصدي لهذه الأفكار المتطرفة والحرص على اتباع المنهج العلمي السليم لفهم قضايا الدين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علامات الساعة المهدي المهدي المنتظر المزيد التنظیمات المتطرفة المهدی المنتظر عبد العال فی آخر
إقرأ أيضاً:
فكرة غير موجودة.. جنش يعنرض على اتهامات التفويت لمصلحة الزمالك
أبدى محمود عبد الرحيم “جنش”، حارس مرمى الزمالك ومودرن سبورت السابق والاتحاد السكندري الحالي، استيائه الشديد من الاتهامات التي طالته بشأن التفويت لصالح نادي الزمالك خلال فترة وجوده مع نادي مودرن سبورت، مؤكدًا أن هذا الاتهام لا يمت للحقيقة بصلة.
جنش: أخاف من الله وليس من جماهير الأندية
وفي تصريحات إعلامية مع أحمد شوبير، شدد جنش على أنه لم يفوّت أي مباراة طوال مسيرته، موضحًا: “عمري ما أفوّت أي مباراة.. هو أنا هخاف من جمهور الزمالك ومش هخاف من ربنا؟”، معتبرًا أن مثل هذه الاتهامات تمس سمعته وشرف مهنته.
“ألعب من أجل رزقي ورزق أولادي”
وأوضح الحارس المخضرم أن لاعبي كرة القدم يعتمدون على مجهودهم داخل الملعب كمصدر رزق، قائلًا: “بنزل أموّت نفسي في كل مباراة عشان أكسب، لأن دي شغلتي وعيش عيالي”، مؤكدًا أن فكرة التفويت غير موجودة في قاموس الاحتراف.
اتهامات الجماهير.. وسوء التوفيق
وأشار جنش إلى أن بعض الجماهير المنافسة تحاول تفسير الأمور بشكل خاطئ من خلال اللقطات أو النتائج، معتبرًا أن الأمر لا يتجاوز سوء توفيق قد يمر به أي لاعب. وأضاف: “اتهامي بالتفويت باطل، وما يحدث مجرد سوء توفيق.. والتفويت حاجة لا ترضي ربنا”.
أصعب هجوم واجهه في مسيرته
وعبّر جنش عن حزنه العميق من الهجوم الأخير الذي تعرض له، معتبرًا أنه هجوم خرج عن إطار كرة القدم تمامًا، وقال: “ده أكتر هجوم زعلني لأنه خارج الكورة”، منتقدًا بعض من يسعى للتريند على حسابه، قبل أن يضيف بحدة: “اللي بيقول كده هيقابل ربنا إزاي؟ هو لما يطلع تريند يومين على قفايا هيروح فوق عند ربنا يعمل إيه؟ هيتشوي”.
أكد جنش في ختام حديثه أنه سيظل يؤدي عمله باحترافية كاملة، ولن يسمح للاتهامات الباطلة بأن تؤثر على تركيزه أو مسيرته، مشددًا على أنه يحترم كل الجماهير، لكنه لا يخضع لأي ضغوط سوى ضميره أمام الله