كانوا أبداً كراماً وفرساناً وشرفاء، وكان سلاحهم العقيدة والالتزام والتسامح والاعتدال والشرعية والقانون. وعبر هذه المنظومة من القيم النبيلة اقتحم الأوباش والغزاة والمرتزقة واللصوص والقتلة مئات القرى البريئة بالجزيرة المتسامحة المطمئنة، نهبوا كل شئ كل شئ حتى أقراط الصغيرات، واغتصبوا الحرائر اللائي ما كن يحلمون أن ينظر إليهن ولو من وراء حجاب.

وقتلوا آلاف الشباب الذين كانوا في سماء المجد كالأقمار.

وعندما مضت الصدمة وتصدى النشامى للقتلة وعادت مدني حرة مستقلة من جديد، ومئات القرى آبت إلى حضن الوطن الحبيب، أحصى الثقاة المغدورين من شباب الجزيرة، فكان القتلى بالآلاف، وكان قتل الثأر بالعشرات من هؤلاء المجرمين، ورغم هذا قامت الدنيا ولم تقعد كأنهم لم يشاهدوا قتلى رفاعة والهلالية وتمبول ود النورة وودراوة والسريحة وازرق والأخريات. وما دام (الحساب ولد) فعلى المتباكين من أهل المرض والغرض أن يطرحوا من العشرات من هلكاهم من الالاف من شهداءنا ( ويدونا الباقي)

إن هذه الهجمة الزائفة الكذوب هي مجرد محاولة يائسة لطمس انتصار مدني الباهر وتحرير الجزيرة ولفت الانظار بعيداً عنها. ودرء هزيمتهم النفسية من انتصار العاصمة الذي بات قاب قوسين أو أدنى، وكسر الفاشر الجسورة لكل محاولات كسر العظم البلاتيني الذي استعصى على الأجنبي الممول والغازي، وقد صدق الفنجري حين قال بين يدي الحدث:
خسارة السني نار تستاهل الثكليب
والضايق الحرام بالصح بخاف الشيب
كواي العزاز لابد ينالو لهيب
وهمّال المُراح ما برجى منه حليب

حسين خوجلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

يونامي ترحل: كفى وصاية

13 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة: في لحظة تاريخية تلامس أعماق الروح العراقية، تغادر بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) أرض الرافدين نهائياً، بعد اثنين وعشرين عاماً من الوجود الذي بدأ في 2003.

إنها ليست مجرد إغلاق لبعثة سياسية، بل هي شهادة حية على انتصار إرادة شعب، ودليل دامغ على أن العراق قد نضج ليحكم مصيره بيده، بعيداً عن أي وصاية خارجية.

أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بحكمة عميقة: انتهاء عمل يونامي لا يعني قطيعة مع الأمم المتحدة، بل بداية فصل جديد يقوم على الشراكة الحقيقية.

هذا الفصل الجديد يعكس حق العراق الأصيل في تقرير مستقبله بنفسه، بعد أن أثبت استقراره السياسي والأمني، ونجاحه في بناء مؤسسات ديمقراطية قادرة على الصمود.

الحكومة الحالية، أكملت مشوار السنوات السابقة، ونجحت في إبعاد العراق عن محاور الصراع الإقليمي، وأرسيت توازناً داخلياً وخارجياً يجعل بلادنا جسراً للسلام لا ساحة للنزاع.

المشاريع الإنمائية والعمرانية الضخمة، التي غيرت وجه المدن والأرياف، تؤكد أن ديمومة الإعمار أصبحت واقعاً ملموساً، لا حلماً بعيداً.

في هذا السياق، يبرز رحيل يونامي كرمز للتحرر الجماعي.

إنه انتصار للكرامة الوطنية، يشفي جراح الماضي ويفتح أبواب الأمل.

ومع ذلك، يظل الطريق أمامنا يتطلب يقظة مستمرة. يجب أن يستمر مسار التوازن الداخلي والخارجي، ليبقى العراق قوياً مستقلًا، جاهزاً لمواجهة التحديات، وأبرزها محاربة الفساد المستشري، الذي بدأ ينحسر في السنوات الأخيرة بفضل الإصلاحات الجريئة.
إن رحيل يونامي ليس نهاية، بل بداية عصر جديد من السيادة الكاملة، حيث يعود العراق إلى موقعه الطبيعي كقلب نابض للشرق الأوسط.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • سعد الصغير باكيًا: حسبي الله ونعم الوكيل في اللى مجاش عزاء أحمد صلاح وكان فاضي
  • سطيف: إنقاذ 3 أشخاص جوالة كانوا تائهين في جبل بابور
  • الفنان أشرف عبد الباقي بالمنيا : المخرج خالد جلال صانع أجيال
  • ترامب يهدد بـ رد شديد بعد هجوم تدمر الذي أسفر عن مقتل جنديين أميركيين ومترجم مدني
  • مقتل عسكريين أميركيين ومترجم مدني بهجوم في تدمر السورية
  • البنتاغون: مقتل جنديين من الجيش الأمريكي ومترجم مدني في سوريا
  • يونامي ترحل: كفى وصاية
  • العدو الإسرائيلي يعتقل مدنيَين سورييَن إثر توغل في ريف القنيطرة
  • أول تعليق لحلمي عبد الباقي بعد إحالته الى التحقيق… وهذه التفاصيل
  • حسين فخري باشا.. القائد الذي دمج التعليم والبنية تحتية بروح مصرية