قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «إنما أخشى عليكم اثنين: طول الأمل، واتباع الهوى، فإن طول الأمل ينسي الآخرة، وإن اتباع الهوى يصد عن الحق، وإن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، والآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل».

أبناء الدنيا وأبناء الأخرة

 هذه الكلمات العميقة التي تحمل في طياتها حكمة عظيمة ونصيحة شاملة هي تذكير للمؤمنين في كل زمان ومكان.

الدنيا والآخرة: طريقان متعاكسان

يصور الإمام علي الدنيا والآخرة كمسافرتين تسيران في اتجاهين متعاكسين؛ فالدنيا تسير نحو الزوال والابتعاد، بينما الآخرة تقترب يومًا بعد يوم. وكل إنسان عليه أن يختار الطريق الذي يسلكه، إما أن يكون من أبناء الدنيا الذين ينغمسون في ملذاتها وزخارفها، أو من أبناء الآخرة الذين يستعدون لها بالأعمال الصالحة والإيمان الصادق.

طول الأمل وأثره على القلوب

يشير الإمام علي إلى أول خطر يواجه الإنسان وهو "طول الأمل"، أي الرغبة في حياة طويلة والانشغال بالدنيا دون إدراك أن الحياة قصيرة وزائلة. 

طول الأمل يجعل الإنسان ينسى الآخرة، ويغفل عن الاستعداد لها، فتجد المرء يخطط للمستقبل الدنيوي وينسى أن الموت قد يكون أقرب مما يظن.

اتباع الهوى: عائق عن الحق

أما الخطر الثاني، فهو اتباع الهوى. الهوى هو ميل النفس إلى الشهوات والرغبات دون ضبط أو توجيه. وعندما يتبع الإنسان هواه، يصدّه ذلك عن الحق، فيبتعد عن طريق الاستقامة ويغفل عن أوامر الله ونواهيه.

كيف نكون من أبناء الآخرة؟

يدعو الإمام علي إلى أن يكون المسلم من أبناء الآخرة لا من أبناء الدنيا، مشيرًا إلى أن أبناء الآخرة هم الذين يدركون حقيقة الحياة ويعيشون بهدف الفوز برضا الله وجنته. ويمكن تحقيق ذلك من خلال:

تجديد النية واستحضار الآخرة دائمًا: بأن يدرك الإنسان أن الدنيا دار اختبار وليست مستقرًا.التوازن بين العمل للدنيا والآخرة: فلا يترك المسلم نصيبه من الدنيا، ولكنه يجعل الآخرة هدفه الأسمى.الإكثار من العمل الصالح: بالصلاة، والزكاة، والصدقة، وصلة الرحم، وغيرها من الطاعات.مجاهدة النفس: لضبط الهوى وعدم الانسياق خلف شهوات النفس.التوبة والاستغفار: لتطهير القلب من الذنوب وإعادة توجيه النفس نحو الله.اليوم عمل وغدًا حساب

يختم الإمام علي بقوله: «فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل».

 هذه العبارة تذكرنا بأن الدنيا دار عمل وسعي، بينما الآخرة هي دار الجزاء، فلا يمكن تعويض ما فات من الطاعات بعد الموت. لذا، على المؤمن أن يغتنم كل لحظة من حياته ليعمل للآخرة، ويتجنب الغفلة والانشغال بالدنيا.

 وختاما، هل نحن من أبناء الدنيا الذين يتبعون أهواءهم وينسون الآخرة؟ أم أننا من أبناء الآخرة الذين يسعون لرضا الله وجنته؟ القرار بأيدينا، والعمل الآن، قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدنيا الآخرة الدنيا والآخرة الامل الإمام علي النية تجديد النية الإمام علی ا حساب

إقرأ أيضاً:

القدس.. قرارات إخلاء جديدة لمنازل في سلوان لصالح مستوطنين

رفضت محكمة الاحتلال الإسرائيلي المركزية، أمس الأحد، استئناف عائلة الرجبي على قرار إخلاء منزلها لصالح المستوطنين في حي بطن الهوى في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى.

وقال مركز معلومات وادي حلوة الحقوقي في القدس إن إجراء المحكمة الأخير تثبيت لقرار الإخلاء لصالح جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية بدعوة ملكية الأرض ليهود تعود أصولهم إلى اليمن منذ عام 1881.

وكانت المحكمة المركزية الإسرائيلية رفضت في يوليو/تموز الماضي استئناف العائلة على قرار الإخلاء، مما دفعها إلى التوجه للمحكمة العليا التي رفضت الالتماس أيضا وثبتت قرار الإخلاء.

وقالت محافظة القدس -في منشور لها على فيسبوك- إن العقار مكون من 3 طوابق، تحتوي 3 شقق سكنية وتؤوي 16 فردا.

حي مهدد بالمصادرة

يُذكر أن محكمة الاحتلال أصدرت قبل أيام قرارات إخلاء بحق عائلتي عودة والشويكي من منزليهما في حي بطن الهوى لصالح مستوطنين.

وبدأت قضية منازل حي بطن الهوى بعد أن رفعت جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية دعوى قضائية عام 2015 ضد العائلات، بدعوى أنها تسكن فوق أرض كان يملكها يهود من اليمن قبل احتلال فلسطين عام 1948.

وتطل المنازل المهددة بالإخلاء على الزاوية الشرقية الجنوبية من سور القدس والمسجد الأقصى، ولا يفصل بينهما إلا وادي قدرون بمسافة نحو 300 متر فقط.

ويتعرض حي بطن الهوى في سلوان، الذي يسكنه نحو 10 آلاف مقدسي، لعملية تهويد واسعة، حيث يهدد الإخلاء أكثر من 80 عائلة في الحي، وفق ما أكده رئيس لجنة الحي زهير الرجبي، في حديث سابق للجزيرة نت.

مقالات مشابهة

  • إدارات أمن عدد من مديريات إب تحيي ذكرى الولاية
  • دعاء واحد يجمع لك خيري الدنيا والآخرة في العام الهجري الجديد 1447
  • الإمام الأطروش.. الداعية الإسلامي الحصيف والمَثَلُ الأعلى للمُبَلِّغيْن والقادة في عصرنا الراهن
  • أبناء طرطوس: زيادة الرواتب تزيد الأمل بمستقبل أفضل
  • القدس.. قرارات إخلاء جديدة لمنازل في سلوان لصالح مستوطنين
  • فرع الزكاة وجامعة جبلة بإب يُحييان ذكرى يوم الولاية
  • «إن شاء الله الدنيا تتهد».. سلمى أبو ضيف تستعد للاحتفال بالعرض الخاص لفيلمها الجديد
  • آداب الرجوع من الحج.. الإفتاء توضح
  • مصالحات الأزهر تنهي خصومة ثأرية بالصعيد بين "آل الشهاينة "و "آل العقل".. بعد 12 عام
  • استمرت أكثر من 12 عامًا.. الأزهر ينهي خصومة ثأرية في صعيد مصر