البوابة نيوز:
2025-06-22@16:57:46 GMT

٢٥-١-٢٥  عيد الشرطة رقم 73

تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اسلمي يا مصر إننى الفدا

ذى يدى إن مدت الدنيا يدا

أبدًا لن تستكيني أبدًا

إننى أرجو مع اليوم غدًا

ومعي قلبي وعزمي للجهاد

ولقلبي أنت بعد الدين دين

لك يا مصر السلامة وسلامًا يا بلادي

إن رمى الدهر سهامه أتقيها بفؤادي

وأسلمي فى كل حين

يامصر يا قلب القلب وعشق العشق وروح الفؤاد، فداكى كل عزيز وغالٍ، يتنافس عشاقك وأبناؤك لتقديم أرواحهم في أى لحظة فداء أمنك وأمانك وإستقرارك وسلامة أراضيكى وحيث أننا نعيش في هذه الفترة أجواء إحتفالات الشرطة المصرية ٢٥-١-٢٥ العيد رقم ٧٣ ونحتفل برجال شرطتنا الأبطال الذين أقسموا يوم تخرجهم: (أقسم بالله العظيم أن أحافظ علي النظام الجمهوري وأن أحترم الدستور والقانون وأرعي سلامة الوطن وأؤدى واجبي بالذمة والصدق) وقد صدقوا ماعاهدوا وأقسموا عليه صدقًا وتفانيًا ووفاءًا، الذين قدموا شهداء ونماذج بطولية تقشعر لها الأبدان وتهتز لها المشاعر والوجدان ويجعلنا في ظل إحتفالاتهم نؤدى لهم التحية ونشكرهم من قلوبنا على ماقدموه من تضحيات كى نحيا في أمن وأمان، ومهما قدمنا لكم من شكر وإمتنان وعرفان لن نوفيكم حقكم ابدا وهناك قول دارج في شوارعنا المصرية (تسلمى ياشدة لإنك تختبري الرجال) وأعتقد بعد ما مررنا به جميعًا منذ بداية ٢٠١١ إلى ٢٠١٣ وما تعرضت له مصر وجهاز شرطتها لأنه كان هدفًا من الأهداف الرئيسية وهى إسقاط الدولة ومؤسساتها وأجهزتها (جيش وشرطة) وإقتحام السجون وحصار المحكمة الدستورية العليا واغتيال النائب العام وحرق المحاكم والاقسام ومقرات أمن الدولة كمخطط اساسي لهدم مصر كدولة نظام ومؤسسات وإستبدالها بدولة مليشيات وتنظيم إرهابي وتقسيمها لدويلات وزرع الطائفية والمذهبية ولكن الله حماها برجالها العظماء وأبطالها وكان الشعب ظهيرهم عندما علم الحقيقة وعاش أصعب فتراته بدون أمن او أمان في ظل إرهاب وترهيب وخوف ورعب ولم يعد آمنًا في نفسه وبلده وأهله وماله وعلم علم اليقين إن دور الشرطة من أخطر الأدوار في الشارع المصري وإن الشعور بالأمن والأمان أهم من أى شيء في الدنيا فأصبح ظهيرهم وسندهم كما هم ظهيره وسنده وكان لزاما علينا أن نعترف بذلك ونقدم الشكر والعرفان والتقدير على كل جهودهم المبذولة وبطولاتهم ونقرأ الفاتحة على أرواح شهدائنا من الشرطة المصرية.

وقد تساءل البعض ما سر تاريخ ٢٥يناير؟ ولماذا أصبح العيد الرسمى للشرطة؟

 سر إختيار ذلك اليوم نبدأه بمقوله قالها الجنرال إكس هام قائد القوات البريطانية في منطقة مدن القنال معلقا على شجاعة وبسالة الشرطة المصرية بالإسماعيلية في معركتهم أمام الجيش الإنجليزى: (لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف ولذا فان من واجبنا احترامهم جميعا ضباط وجنود) وذلك بعد معركة ضارية حدثت بينهم وبرغم انها معركة غير متساوية القوى او متكافئة لكن رجال الشرطة تصدوا لآخر لحظة ونفس وكان السبب الرئيسي للمعركة هو تعبير عن رفض الشرطة المصرية لإنذار الجيش الإنجليزى الذي جاء في نصه تسليم السلاح، وإخلاء مبنى المحافظة من كل رجال الشرطة المصرية وكان ذلك الإنذار من توابع أحداث سريعة دامية ونعود لتدرج الأحداث قبل تلك المعركة وكيف بدأت، كانت البداية في تاريخ 8 أكتوبر 1951 حيث قامت الحكومة المصرية والتى كان يمثلها حزب الوفد بقرار إلغاء معاهدة 1936 التى كانت بين مصر والإنجليز والتى جاء فيها: وجب الفرض علي مصر وإلزامها بالدفاع عن المصالح البريطانية وتمركز القوات الإنجليزية في مدن القناة، وكان حزب الوفد هو من قام بالتوقيع علي تلك المعاهدة وبعد قرار إلغاء تلك المعاهدة كانت النتيجة التوتر في العلاقات بين مصر وبريطانيا وإمتناع التجار والموردين عن كافة الإمدادات لمعسكرات الإنجليز بالمواد الغذائية، وإستقال حوالى 41 ألف عامل من معسكرات الإنجليز بمدن القنال وصار الفدائيون يقومون بتنفيذ عمليات بصورة موسعة وكبيرة جدا أحدثت خسائر فادحة في معسكرات الإنجليز وقواتهم، وكلما قام الفدائيون بالتفجيرات يكون رد فعل الجانب البريطانى أبشع وأعنف وأشرس  ويقومون بالهجوم على القري المسالمة والمواطنين الأبرياء ويبطشون بهم شر بطش حتى جاء يوم الجمعة 25 يناير1952 وقام الجنرال (إكس هام) قائد القوات البريطانية في منطقة القنال بإستدعاء ضابط الإتصال المصري وقام بتسليمه إنذار جاء فيه الأوامر بتسليم الشرطة المصرية بالإسماعيلية جميع أسلحتها للقوات البريطانية وإخلاء مبنى المحافظة وإنسحابهم إلى القاهرة وذلك لتأكدهم أنها مركز للفدائيين وإن الشرطة المصرية كانت تقوم بالتسهيل  والتسليح والإمداد للفدائيين وإنهم يقومون بالتستر عليهم داخل الأقسام سواء قبل تنفيذ عملياتهم او بعد تنفيذها  ضد القوات البريطانية وكان رد الشرطة المصرية هو رفض ذلك الإنذار وقام الضابط المسؤول بالإتصال بوزير الداخلية فؤاد سراج الدين باشا وإبلاغه بماحدث ورفضه الإنذار والذي قام بدوره بتحيتهم وتأييد موقفهم ودعمهم الكامل والتام وطلب منهم الصمود. وفورا جاء رد الجيش البريطانى الغاضب بمحاصرة وقصف مبنى المحافظة بالدبابات والقنابل وكان ضباط وجنود الشرطة البواسل يدافعون عن المبنى وبكل مافيه ومن فيه بإستماته وكان من ضمنهم اليوزباشي صلاح ذوالفقار والنقيب مصطفي رفعت يتصدون للهجمات بمنتهى الشجاعة والبسالة وقام قائدهم بالرد علي الجنرال (إكس هام) قائلا: (لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة) وإستمرت تلك المعركة حوالى 6 ساعات متواصلة رغم عدم تكافؤها او إنعدام الإمداد لقوات الشرطة المصرية فالقوات البريطانية كانت حوالى أكثر من 7 الاف جندى وضابط، والقوات المصرية حوالى 850 ضابط وجندى إلا أنهم إستمروا في المواجهة والتصدى للضربات ورغم خسارتهم المعركة وإستشهاد حوالى 64 شهيد وكان هناك العديد من الأسري والمصابين بالإضافة إلى مدنيين كانوا يدافعون مع القسم. وقامت قوات الإنجليز بعد القبض علي الأحياء المصابين والأسري والمدنيين بسجنهم في منطقة بعيدة جدا في صحراء الإسماعيلية وقاموا بهدم وحرق القري التابعة للمحافظة زاعمين أنها مقرات للفدائيين، ورغم كل ذلك إلا أن القوات الإنجليزية إعترفت أن قوات الشرطة المصرية أذهلتهم وصدمتهم بقوتهم وشجاعتهم وبسالتهم.

وفي عام ٢٠٠٩ تقرر لأول مرة يوم ٢٥يناير يوم عيد للشرطة المصرية وإعتباره إجازة رسمية للحكومة والقطاع العام المصري وإحتفالًا بهم وبتضحياتهم. وهذا العام نحتفل كشعب مصر العظيم بعيد الشرطة رقم ٧٣.

عيد كل من أستشهدوا من الشرطة المصرية من أبناء مصر منذ ٢٠١١ وحتى اليوم في مكافحة ومحاربة الإرهاب والجريمة ونحتفل بكل رجال الشرطة الذين يحملون أرواحهم على أكفهم كل يوم وكل لحظة لحماية الوطن.

إنه عيد الأمن والأمان على يد أبناء مصر الأبرار الأبطال 

لم ولن ننسي دورهم العظيم أبدا ما حيينا

فقد عادت مصر آمنة بجهودهم وبطولاتهم وشهدائهم.

كل سنة والشرطة المصرية بخير وسعادة وحفظ وحماية من الله

حفظكم الله 

و١٢٠مليون تعظيم سلام 

وتحيا مصر

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: عيد الشرطة شيرين موسى القوات البریطانیة الشرطة المصریة رجال الشرطة

إقرأ أيضاً:

لماذا تبدأ السنة الهجرية في محرم رغم أن الهجرة كانت في ربيع الأول؟

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: هل حقًّا أن هجرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كانت في ربيع الأول؟ ولو كانت كذلك، فلماذا نحتفل ببداية السَّنَة الهجرية ويوم هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر المحرم؟

وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: إن هجرته صلى الله عليه وآله وسلم كانت في ربيع الأول، وكان العزم عليها والاستعداد لها في شهر المحرم، ولهذا كانت بداية العام به، وكذا الاحتفال بها يكون في شهر المحرم، فيكون الاحتفال بها بمعنى الهجرة لا بخصوص يومها.

الحكمة من جعل الهجرة النبوية بداية التقويم الإسلامي

وأشارت الإفتاء الى أن الهجرة حدث عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية، استحقت أن تكون بداية للتقويم الإسلامي؛ لما مثلته من معانٍ سامية ورفيعة؛ إذ كانت دليلًا جليًّا على تمسك المؤمنين بدينهم؛ حيث هاجروا إلى المدينة تاركين وطنهم وأهلهم وبيوتهم وأموالهم، لا يرغبون في شيء إلا في العيش مسلمين لله تعالى؛ ولذلك مدحهم سبحانه وأشاد بهم؛ فقال تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾[الحشر: 8]، كما أنها كانت البداية الحقيقية لإقامة بنيان الدولة، ووضع أحكامها التشريعية التي صارت أساسًا لإنشاء النظم المجتمعية، وضبط العلاقات الإنسانية والدولية، وإقرارًا لمبدأ التعايش والتعددية.

دعاء استقبال العام الهجري الجديد.. للرزق والتيسيرهل يؤثر نسيان تسبيح الركوع على صحة الصلاة؟.. أمين الفتوى يجيبفائدة عظيمة يكشفها المفسرون.. لماذا فضل الله الأم على الأب؟استعن بالله.. الأوقاف تقدم نصائح لطلاب الثانوية خلال الامتحانات

بداية التقويم الهجري وأول من وضعه

وأوضحت انه يعرف تاريخ كلِّ شيء بأنه غايته ووقته الذي ينتهي، وأما عرفًا: فهو توقيت الفعل بالزمان؛ ليعرف ما بين قدر ابتدائه وأي غاية فرضت له، وقيل: هو عبارة عن يوم ينسب إليه ما يأتي بعده، وقيل: عبارة عن مدة معلومة تعد من أول زمن مفروض؛ لتعرف الأوقات المحددة، فلا غنى عن التاريخ في جميع الأحوال الدنيوية والأخروية. ينظر: "فيض القدير" للإمام المناوي (1/ 101، ط. المكتبة التجارية الكبرى).

وقد كانت العرب أول الأمر تؤرخ بعام الفيل، وهو عام مولده صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يزل التاريخ كذلك في عهد سيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، وعهد أبي بكر، رضي الله عنه، إلى أن وَلِي عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه، فجمع الصحابة واتفقوا رضي الله عنهم على الهجرة بداية للتقويم الإسلامي.

فذكر الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" (4/ 511، ط. هجر): نقلا عن الواقدي أنه قال: [حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه، قال: استشار عمر في التأريخ فأجمعوا على الهجرة] اهـ.

وقد بوَّب البخاري في "صحيحه" لذلك بقوله: "باب التاريخ ومتى أرخوا التاريخ"، وأورد فيه قول سهل بن سعد رضي الله عنه: "ما عدوا من مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا من وفاته، ما عدوا إلا من مقدمه المدينة".

قال ابن كثير (4/ 511): [وقال أبو داود الطيالسي: عن قرة بن خالد السدوسي، عن محمد بن سيرين، قال: قام رجل إلى عمر فقال: أَرِّخوا. فقال: ما أَرِّخوا؟ فقال: شيء تفعله الأعاجم؛ يكتبون: في شهر كذا من سنة كذا. فقال عمر: حَسَنٌ فأَرِّخوا. فقالوا: من أي السنين نبدأ؟ فقالوا: من مبعثه. وقالوا: من وفاته. ثم أجمعوا على الهجرة، ثم قالوا: وأي الشهور نبدأ؟ فقالوا: رمضان. ثم قالوا: المُحَرَّم؛ فهو منصرف الناس من حجهم، وهو شهر حرام. فاجتمعوا على المُحَرَّم] اهـ.

ثم قال (4/ 512): [وروى محمد بن إسحاق، عن الزهري، وعن محمد بن صالح، عن الشعبي، أنهما قالا: أرخ بنو إسماعيل من نار إبراهيم، ثم أرخوا من بنيان إبراهيم وإسماعيل البيت، ثم أرخوا من موت كعب بن لؤي، ثم أرخوا من الفيل، ثم أرخ عمر بن الخطاب من الهجرة، وذلك سنة سبع عشرة أو ثماني عشرة... والمقصود أنهم جعلوا ابتداء التاريخ الإسلامي من سنة الهجرة، وجعلوا أولها من المُحَرَّم، فيما اشتهر عنهم، وهذا هو قول جمهور الأئمة] اهـ.

يقول الزرقاني في شرحه على "المواهب اللدنية" (2/ 153، 154، ط. دار الكتب العلمية): [ولم يؤرخوا بالمولد ولا بالمبعث؛ لأن وقتهما لا يخلو من نزاع من حيث الاختلاف فيهما، ولا بالوفاة النبوية؛ لما يقع في تذكره من الأسف والتألم على فراقه] اهـ.

سبب التأريخ للعام الهجري بشهر المحرم

ونوهت انه من المعلوم أن دخول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة كان في شهر ربيع الأول وإنما كان العزمُ على الهجرة والاستعداد لها في شهر المُحَرَّم بعد الفراغ من موسم الحج الذي وقعت فيه بيعة الأنصار؛ ثم قالوا: وأي الشهور نبدأ؟ قالوا: رمضان، ثم قالوا: المُحَرَّم، فهو مُنْصَرَفُ النَّاسِ مِنْ حَجِّهِمْ، وهو شهر حرام فاجتمعوا على المُحَرَّم.

قال الحافظ ابنُ كثير في "البداية والنهاية" (4/ 512) [والمقصود أنهم جعلوا ابتداء التاريخ الإسلامي من سنة الهجرة، وجعلوا أولها مِن المُحَرَّم فيما اشتهر عنهم، وهذا هو قول جمهور الأئمة] اهـ.

قال أبو القاسم السُّهيْلي في "الروض الأنف" (4/ 151، ط. دار إحياء التراث العربي): [قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة يوم الإثنين حين اشتد الضحاء وكادت الشمس تعتدل لثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول، وهو التاريخ فيما قال ابن هشام] اهـ.

وقد سبق ذكر أثر سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه أنهم ما عَدُّوا إِلَّا مِن مَقدَمِ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الْمَدينة.

كما روى الحافظ البيهقي عن أبي البَدَّاح بن عاصم بن عدي، عن أبيه، قال: "قدِم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، فأقام بالمدينة عشر سنين".

وفي روايةٍ عن ابن شهاب، قال: "كان بين ليلة العقبة وبين مهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أشهر أو قريب منها، وكانت بيعة الأنصار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة العقبة في ذي الحجة، وقدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة في شهر ربيع الأول، وتوفي في ربيع الأول لتمام مهاجره من مكة إلى المدينة عشر سنين". ينظر: "دلائل النبوة" للإمام البيهقي (2/ 511، ط. دار الكتب العلمية).

وتابعت: ما ذُكر هو مذهب الجمهور، ولم يخالف سوى ابن حزم رحمه الله؛ فمذهبه أن أول السنين الهجرية شهر ربيع الأول الذي قدم فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة مهاجرًا، ولكن لم يتابَع عليه؛ إذ الجمهور على أن أول التاريخ من محرم تلك السَّنَة.

قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (7/ 464، ط. دار المعرفة) عن غزوة خيبر: [وحكى ابن التين عن ابن الحَصَّار أنها كانت في آخر سَنَة ست، وهذا منقول عن مالك، وبه جزم ابن حزم، وهذه الأقوال متقاربة، والراجح منها ما ذكره ابن إسحاق، ويمكن الجمع بأن مَن أطلق سَنَة ست بناه على أن ابتداء السَّنَة من شهر الهجرة الحقيقي، وهو ربيع الأول] اهـ.

وقد حاول العلماء طلب مناسبة اختيار المُحَرَّم لبداية التاريخ، فذكروا حرمته وفضله؛ قال الحافظ السخاوي في "فتح المغيث" (4/ 306، ط. مكتبة السُّنَّة): [لكونه شهر الله، وفيه يُكسى البيت، ويُضرب الوَرِق، وفيه يوم تاب فيه قوم فتيب عليهم] اهـ.

وقيل: لأن فيه اجتماعًا للأشهر الحرم في السَّنَة الواحدة؛ قال أبو هلال العسكري في "الأوائل" (ص: 151، ط. دار البشائر- طنطا): [أراد بذلك اجتماع الأشهر الحرم في سنة واحدة] اهـ.

وقيل: "لكونه وقت انصراف الناس وصدَرهم إلى بلادهم؛ قالوا: قدم المدينة في ربيع الأول؛ لأنه منصرف الناس من حجهم، وهو شهر حرام". ينظر: "التوشيح" للإمام السيوطي (6/ 2474، ط. مكتبة الرشد).

جاء في "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفا" للحافظ مغلطاي (1/ 168، هامش 1، ط. دار القلم، الأولى ت: الفتيح): [وقالوا في سبب جعله من المُحَرَّم على الرغم من أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قدم المدينة في ربيع الأول: لأنه منصرف الناس من حجهم، وهو شهر حرام، فأجمعوا على المُحَرَّم. وفي قول آخر: لتجتمع الأشهر الحرم في سَنَة واحدة] اهـ.

وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (7/ 268): [وقد أبدى بعضهم للبداءة بالهجرة مناسبة؛ فقال: كانت القضايا التي اتفقت له ويمكن أن يؤرخ بها أربعة: مولده، ومبعثه، وهجرته، ووفاته، فرجح عندهم جعلها من الهجرة؛ لأن المولد والمبعث لا يخلو واحد منهما من النزاع في تعيين السَّنَة، وأما وقت الوفاة فأعرضوا عنه؛ لما توقع بذكره من الأسف عليه، فانحصر في الهجرة. وإنما أخروه من ربيع الأول إلى المُحَرَّم؛ لأن ابتداء العزم على الهجرة كان في المُحَرَّم؛ إذ البيعة وقعت في أثناء ذي الحجة، وهي مقدمة الهجرة، فكان أول هلال استهل بعد البيعة والعزم على الهجرة هلال المُحَرَّم، فناسب أن يجعل مبتدأ، وهذا أقوى ما وقفت عليه من مناسبة الابتداء بالمُحَرَّم] اهـ.

الحكمة من الاحتفال بالسنة الهجرية في شهر المحرم

أما فيما يتعلق باحتفالنا بالسَّنَة الهجرية في شهر المُحَرَّم من كلِّ عام، فهو احتفال بما مثَّلته من معانٍ سامية ورفيعة، كالرغبة في العيش بسلامٍ، وهجران كل قبيح إلى كلِّ صحيح، وذلك بمجاهدة النفْس وتزكيتها، وهو أمر مُرغَّب فيه شرعًا؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ» رواه الشيخان.

قال الإمام النووي في "شرح مسلم" (13/ 8، ط. دار إحياء التراث العربي): [وفي هذا الحثُّ على نيةِ الخير مطلقًا، وأنه يُثاب على النية] اهـ.

وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «المُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ» رواه البخاري.

قال العلَّامة ابن حجر في "فتح الباري" (11/ 319): [أعلَمَهم أنَّ مَن هجَر ما نهى الله عنه كان هو المهاجر الكامل... وهذا الحديث مِن جوامع الكَلِم التي أُوتِيها صلى الله عليه وآله وسلم] اهـ.

وفي الاحتفال بهذا الموسم المبارك امتثال للأمر القرآني بتذكر أيام الله تعالى، وما فيها من نعمٍ وعبرٍ وآيات؛ قال تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ [إبراهيم: 5].

وكذلك هو وسيلة لتذكر نصر الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم في الهجرة على مشركي مكة، بأن يسر له أمر الانتقال إلى المدينة والدعوة إلى الله فيها وحفظه من إيذاء المشركين، وانتقل بذلك من مرحلة الدعوة إلى مرحلة الدولة، مما كان سببًا لنصرة الإسلام وسيادته؛ قال تعالى: ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ [التوبة: 40]، والوسائل لها حكم المقاصد.

وبينت بناء على ما سبق: أن هجرته صلى الله عليه وآله وسلم كانت في ربيع الأول، وكان العزم عليها والاستعداد لها في شهر المحرم، ولهذا كانت بداية العام به، وكذا الاحتفال بها يكون في شهر المحرم، فيكون الاحتفال بها بمعنى الهجرة لا بخصوص يومها.

طباعة شارك بداية التقويم الهجري التقويم الهجري التقويم الإسلامي سبب التأريخ للعام الهجري شهر المحرم أول من وضع التقويم الهجرى

مقالات مشابهة

  • كأس العالم للأندية.. مدافع دورتموند: مباراة صن داونز كانت مثيرة
  • الحكومة البريطانية: لم نتلق طلبا أمريكيا بدعم التحرك ضد إيران
  • للحانات البريطانية قواعدها الخاصة.. إليك ما تحتاج لمعرفته قبل زيارة إحداها
  • فيديو نادر يظهر أبراج الكويت حينما كانت تحت الإنشاء
  • ترامب يكذب تصريحات مديرة الاستخبارات حول إيران: "كانت مخطئة"
  • بعيو: لو كانت درنة تحت حكم الدبيبة لما شهدت حياةً ولا إعمار  
  • لماذا تبدأ السنة الهجرية في محرم رغم أن الهجرة كانت في ربيع الأول؟
  • هيئة الغذاء البريطانية: مشروبات مثلجة تحتوي على مادة سامة للأطفال
  • عون: بيروت كانت وستبقى نبض الحياة
  • ياسر ريان: لا يوجد مقارنة بين يحيى عطية الله وعلي معلول وكان من الأفضل مشاركة كريم الدبيس أمام بالميراس