والدي لا يهتم لمصيري بعد أن انكسر ظهري..
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
سيدتي، بعد التحية والسلام أحييك وأحيي كل قراء منبر قلوب حائرة وأتمنى من كل قلبي أن أسعد برد يثلج صدري فأنا والله في ورطة ما بعدها ورطة.
سيدتي، لست أطلب منك سوى أن تنيري دربي فقد إستبدّ بي اليأس والقنوط. بسبب والدي الذي قضى على كل جميل في حياتي بدء بفرض الزواج عليّ بشخص لا أكن له من الحبّ شيئا. انتهاء برفضه مسألة عودتي إلى البيت بعد طلاقي من ذلك الزوج.
سيدتي أنا حقا أعاني الأمرين، فحجم المعانات تكبدتها بمفردي، ولا أرى سوى الظلام عنوانا لمستقبلي المبهم بعد طلاقي. فعوض أن أجد لي صدرا حنونا يحتوي ألمي وشجني ويكون الدفع لي في الحياة. وجدت نفسي بسبب أبي أذهب لبيت عمي لأقضي بعض الأيام بين أبنائه وزوجته.
والكل هناك مستغرب من ردة فعل والدي الذي هدد والدتي وأخواتي البنات إن هم تواصلوا معي أو فتحوا لي أبواب البيت في غيابه. هل يعقل هذا سيدتي؟ أهذا هو مصيري؟. كيف لي أن أبدّد يأسي بعد كل ما إستفحل بي من همّ؟. أنا بائسة محبطة، فهل من كلمة تجبر بخاطري؟.
أختكم ل.نورة من الشرق الجزائري.
الرد:متعبة هي التفاصيل التي تأتي بعد خيبة أمل كبيرة تمسّ بالطيبين. قلبك المسجّى بالحزن والأسى بنيتي لم يجد من يحتضنه. وقد أدار أقرب المقربين إليك ظهره في عزّ الأزمة.
هو والدك الذي من المفروض أن يكون أول المرحبين بك بعد كل هذا الإنكسار والهوان الذي ذقته. الله وحده أعلم إن كان بتصرفه هذا يداري فداحة خطئه بتزويجه لك لمن هو ليس أهلا بقلبك وكيانك. أم أنه ضعف أمام ما سيكون من كلام الناس وتهكمهم وأفكارهم المغلوطة عنك إن هم بلغهم خبر طلاقك.
من الصعب أن تغيري موقف أبيك في الوقت الحالي، ولن يكون بمقدورك فتح باب الحوار معه. ومن جهتي أنصحك أن تحمدي الله أنك وجدت بيت عمّك الذين أغدقوا عليك بالحنوّ والعطف. الذي سرعان ما سيجبر قلبك ويعيد لك ثقتك بنفسك.
وليكن عمك هو مفتاح عودة المياه إلى مجاريها بينك وبين أبيك. حيث أنه عليه أن يعقّله ويخاطب فيه المروءة والأنفة قبل حسّ الأبوة. خاصة أنك لست مسؤولة عن طلاقك. فأنت بنيتي لم تقصري في حق زوجك، كما أنك وإلى آخر لحظة وأنت على ذمته كنت المطيعة له والوديعة.
حاولي في ظل كل ما يحدث أن تتحليّ بالصبر فهو مفتاح الفرج بالنسبة إليك. كما أن تهديدا والدك لوالدتك وأخواتك لهو الدليل القاطع على ضعف حجته ولامسؤوليته. وإلا فكيف له أن يتنصل لك بعد طلاق تلى زواج لم تكون يوما راضية عنه أو قابلة ببنوده أمام زوج خائن مستبدّ.
قاومي وتأكدي من أن أي ليل طويل سينتهي ببزوغ فجر الفرج.ودعي اليأس والقنوط جانبا. فما عشته من ظلم وتقتير يكفي لأن تعانقي الحزن رفيقا لك ما بقي لك من عمرك.
كان الله في عونك بنيتي ولا تخافي، فبعد كلّ شدة فيض من الفرج.
ردت: س.بوزيدي.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
ابن المقريف: والدي بدأ معارضة القذافي بـ3000 دولار وإيمان لا يتزعزع
وفي بودكاست "مغارب" (يمكن مشاهدة الحلقة كاملة عبر هذا الرابط) كشف طارق كيف انتهت عائلة نافذة في حضن المعارضة، بعد أن كانت شريكة في بناء مؤسسات الدولة الليبية.
ولد أواخر الستينيات في العاصمة البريطانية، حيث كان والده محمد يوسف المقريف يُكمل دراسته العليا، ويعيش مع زوجته وطفله الوحيد آنذاك بشقة صغيرة في حي فولهام. ورغم البُعد الجغرافي، لم يكن البيت معزولا عن قضايا المنطقة وكان مقصدا للنخب العربية، كما يتذكر طارق.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4البرنامج النووي الليبي.. دعمه سرا عالم باكستاني وكشفته استخبارات أميركاlist 2 of 4معمر القذافي.. رحلة جنون العظمة ونهاية مؤسفةlist 3 of 4قذاف الدم ينشق عن نظام القذافيlist 4 of 4معمر القذافي يجيب على السؤال.. كيف تقود انقلابا عسكريا ناجحا؟end of listوعاد الطفل مع أسرته إلى بنغازي مطلع السبعينيات، ليعيش في بيت جدّه وسط المدينة القديمة، حيث شكّل حي سوق الجريد وأزقته الذاكرة الأولى التي وسمت علاقته بالمكان. وهناك، اصطدم باختلاف القواعد، حين ضربه سائق عربة "كروسة" لأنه تعلق بها، في لحظة فهم فيها أن ليبيا ليست لندن.
وكان والده حينها قد التحق بالجامعة الليبية معيدا، قبل أن يُعيّن لاحقا رئيسا لديوان المحاسبة بدرجة وزير عام 1972، مما وضعه في قلب الدولة الناشئة بقيادة مجلس الثورة، رغم توجسه من حكم العسكر، ومن مآلات المشروع القذافي، كما يروي نجله.
حماسة وقلق
يصف طارق المرحلة الأولى من حكم العقيد بأنها كانت مزدوجة الإحساس، فقد جمعت بين حماسة التطوير وقلق المصير، فالمملكة الليبية كانت قد أنجزت كثيرا في وقت وجيز، ويقول طارق بصفته الاقتصادية إن منجزاتها التنموية بين 1951 و1969 تُحسب لها، مقارنة بالفوضى التي تركها القذافي بعد 4 عقود.
وعاشت الأسرة بين بنغازي وطرابلس، لكنها بقيت لصيقة بالمجتمع والنخبة، وظل بيتهم مقصدا للأساتذة والطلبة والنقاشات السياسية، ويستذكر طارق طفولته حيث لم تكن المظاهر المادية طاغية، بل ساد نمط من التضامن الاجتماعي حتى بين كبار المسؤولين.
ويؤكد أن والده حافظ على توازنه الفكري وسط تقاطعات الانتماءات، فكان بيته ملتقى وزراء النظام، كما لأساتذة محسوبين على تيارات إسلامية ويسارية، دون أن يتخلى عن دوره الأكاديمي أو ينعزل عن المجتمع.
إعلانولكن أجواء المدرسة بدأت تتغير، لا سيما بعد عام 1977، حين اختُرقت المناهج التعليمية بأفكار "الكتاب الأخضر" وأُدخل التدريب العسكري الإجباري للتلاميذ، ويقول طارق إنه فُوجئ بأن عليه شرح مقولات مثل "البيت لساكنه" ثم فهم لاحقا أن المدرسة لم تكن تملك من أمرها شيئا.
ويرى أن هذه الشعارات لم تكن إلا تمهيدا لتأميم العقارات، ونهب أملاك الليبيين تحت غطاء الأيديولوجيا، حيث تم حرق السجل العقاري، مما أدى إلى مأساة اجتماعية ما تزال البلاد تدفع ثمنها حتى اليوم.
السفر للهند
أواخر السبعينيات، سافر والده إلى الهند سفيرا، وبقي طارق في بنغازي مع خالته، يزورها كل صيف. وهناك، عاش لحظات فارقة، إذ شهد منزلهم زيارات من شخصيات بارزة، من بينها رئيس الوزراء الهندية الراحلة أنديرا غاندي أثناء خضوعها للإقامة الجبرية، والتي التقته في إحدى المناسبات.
ويتذكر طارق تلك المرحلة بوصفها مزدحمة بالرموز والتحولات، فبيتهم في نيودلهي لم يكن فقط بيتا دبلوماسيا، بل كان مركزا لحوارات الجالية المسلمة الهندية التي حاول والده الدفاع عن حقوقها ضمن عمل دبلوماسي فريد، بعيد عن ضجيج طرابلس.
ولكن المفارقة الكبرى في مسار الأسرة جاءت عام 1980، حين قرر الوالد الانشقاق علنا عن نظام القذافي، في خطوة كانت محفوفة بالمخاطر، فالنظام وصف خصومه بـ"الكلاب الضالة" ولم يتردد في تصفية المعارضين حتى خارج البلاد.
ويقول طارق إن والده أخذه جانبا في أحد الأيام، وأخبره بنيته مغادرة البلاد إلى غير رجعة، قائلا له "سنعارض، لن نعود، ولن يكون لدينا شيء نعتمد عليه سوى الله" عندها سأله طارق "كم نملك؟" فرد الوالد "لدينا 3000 دولار فقط".
ويتابع طارق "كنت أحمل الشنطة بنفسي، وأنا أفكر: هل حقا سنواجه نظام القذافي بهذه الحقيبة؟" مضيفا أن تلك اللحظة بلورت فهمه العميق لمعنى التضحية والاختيار الأخلاقي.
دعم مغربي
نزلوا أولا في المغرب، حيث أقاموا في الدار البيضاء عدة أشهر، ثم بدأت مرحلة جديدة من النضال السياسي، بدعم مغربي غير مباشر للمعارضة الليبية، ويؤكد طارق أن لقاءات والده مع السلطات المغربية كانت قصيرة لكنها جوهرية، ولم تتدخل الرباط في التفاصيل.
ويرى طارق أن وجود عائلته في المغرب آنذاك لم يكن فقط خطوة لطلب اللجوء، بل كان جزءا من مناورة سياسية أوسع، أراد بها النظام المغربي الضغط على القذافي، خاصة أن الرباط كانت قد احتضنت محاولات انقلابية ضده.
وفي هذا السياق، بدأت تتشكل لدى طارق صورة مختلفة عن السياسة، حيث بات يرى في المعارضين قادة شجعانا، لا سند لهم سوى الإيمان بالله وعدالة قضيتهم، وبعضهم -كما يقول- ضحى بكل شيء دون دعم مالي أو حماية اجتماعية، وهو ما أثر فيه شخصيا.
ويتذكر رحلته لاحقا إلى الولايات المتحدة، حين وصل وفي جيبه 500 دولار فقط، لا يعرف أحدا ولا يملك خطة واضحة. وكان الدافع -كما يقول- هو اليقين بأن الله لا يخذل من يترك وطنه طلبا للحرية.
قصة طارق ليست مجرد سيرة شخصية، بل نافذة على التحولات الليبية العميقة، من مملكة تنهض ببنيانها إلى دولة تنهار بفعل الشعارات، ومن بيت أكاديمي في بنغازي إلى منفى دبلوماسي في الهند، ثم محطة للمعارضة في الرباط، وصولا إلى شوارع أميركا بجيوب خاوية وأحلام كبيرة.
إعلان 25/6/2025