سواليف:
2025-07-28@01:45:31 GMT

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. سوق الوجوه

تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT

#سوق_الوجوه!

من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي

نشر الإثنين .. 20 / 5 / 2019


كلما أردت أن أرى الأمور أكثر وضوحاً ذهبت إليه، وكلما اختلطت الأحداث الكبرى حولي تجوّلت فيه ، انه عرّافتي البشرية ،وفنجان قهوتي المقلوب..
يدهشني #سوق_الجمعة لأنه عالم واضح تماماً ، مفتوح لمن يقرأه دون مكياج أو تلميع ، إنه خزعة من ظهر وطن، بالمناسبة كل الذين تراهم على شاشات التلفاز لهم نظراء في سوق الجمعة.

.ترى الذي يقسم أغلظ الأيمان في لحظة ثم يتراجع عنها عندما يدفع له سعراً جيداً، ترى اللصّ الذي يدّعي انه لا يقبل الا بلقمة حلال ويكتب على بسطته آية: “وفي السماء رزقكم وما توعدون”، ترى الشيخ الأزعر الذي يواري بلحيته أخلاقه الرديئة ولا يتوانى في استخدام الألفاظ البذيئة كل من خالفه أو ناقشه أو نافسه..

مقالات ذات صلة صحف إسرائيلية: حماس هي غزة وغزة هي حماس 2025/01/21

في سوق الجمعة ترى من يتقبّل الشتيمة القاسية بحق عرضه ومحارمه ويبتسم لها كي يبقى في مكانه الاستراتيجي ، وترى من يتبّرع من ذات نفسه للوشاية بزميله البريء عند دورية الشرطة حتى يصادروا بضاعته أو يفتحوا تحقيقاً بمصدرها ، وترى ماسح الأحذية الذي مهمّته الأساسية الا يتّسخ حذاء سيده او من يدفع له الأجرة الزهيدة لا يرفع رأسه الا ليرى الرضي بعد إتمام المهمّة ، بينما جلّ نظره في تفاصيل الحذاء .

في سوق الجمعة ترى #المكافح الذي جاء إلى هذا المكان ليعيش،وترى الديك منتوف الريش..في هذا العالم المستقيم ، ترى من يسعى الى #الكسب_الحلال في ظل فوضى #الحرام، هو لا يختلط بهم وان وضع بضاعته قرب بضاعتهم ، وترى النصّاب الذي يوهمك بأنه الأصدق والأنقى والذي يختلف عن غيره، وترى الصامت الذي لا يتكلّم حتى لو سُئل عن بسطة جاره..

حتى الحيوانات والكائنات في سوق الجمعة لها حكاية …هناك ديوك عتيقة وكبيرة في السن ،تساقط ريشها وتكسّرت أظافرها وهرمت تماماً..فعرضها صاحبها بسعر زهيد ، أغضبني أنه يعاملها بقسوة وهي في أرذل العمر،يدلق باقي فنجان القهوة عليها..ويجبرها على التدخين من سيجارته ويركلها برجله ليضحك بعض زملائه، سألتهم..بم تستخدم هذه الديوك الهرمة؟..قالوا: تذبح ويفرم لحمها “همبرغر” مثلاً..

بالقرب من ساحة الديوك ،ساحة للدجاج الملوّن.. هندي.. بلدي..مصري..سألته ما ميزّة الدجاج البلدي: قال يبيض كثيراً ويأكل قليلاً..”مثلنا يعني”..والهندي؟.. قال: عنقه أطول !…
كما لفت انتباهي في سوق الحرامية ، زاوية من الخشب و”التربلاي” مليئة بالأرانب المرتجفة ،صاحبها يتكىء على “بكم” أزرق وكل دقيقتين يقول الرجل لابنه أو للصبي الذي يعمل عنده..نفّس ع الأرانب يا ولد..فيركل الولد الكرتونة القريبة منه تجاه الأرانب وهو ملهياً بالتلفون فلا تحدث أمراً..الأرانب كانت تطأ بعضها بعضاً للوصول الى ثقب الهواء الأوحد في الجو الساخن ..فيصيح المالك من جديد..ولك نفّس شوي ع الأرانب يا ولد..فيركل الولد نفس الكرتونة لتعود الى مكانها السابق..وهكذا دون تغيير..لا المالك جاد، ولا الولد مهتم،ولا الأرانب تشكو..
في سوق الجمعة يمكنك أن تجد نفسك هناك..ومن بين كل الوجوه المعروضة ، قد تجد وجهك..تأمله جيداً..شاهد نفسك عن قرب..ثم احكم على ذاتك إن شئت!

احمد حسن الزعبي
[email protected]

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سوق الجمعة المكافح الكسب الحلال الحرام فی سوق الجمعة

إقرأ أيضاً:

ما الذي يطبخه توماس باراك بين سورية ولبنان؟

ما الذي يطبخه توماس باراك بين سورية ولبنان؟

مقالات مشابهة

  • رئاسة على المحك: هل يجرؤ النواب على تغيير الوجوه على أعتاب الدورة الجديدة: هل آن أوان فرز رئيس جديد
  • للاطمئنان على صحته.. وزير الثقافة يزور الكاتب صنع الله إبراهيم بمعهد ناصر
  • انتخابات فاشلة مزورة لتدوير نفس الوجوه التي دمرت البلاد والعباد
  • وزير الثقافة: نقل الكاتب صنع الله إبراهيم إلى معهد ناصر
  • وزير الثقافة: نقل الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم إلى معهد ناصر بالتنسيق مع وزارة الصحة
  • ما الذي يطبخه توماس باراك بين سورية ولبنان؟
  • «وأن ليس للإنسان إلا ما سعى».. آية قرآنية تتجسد مع «ناشئ المنيا» داخل القطار
  • جاهة الكاتب عبد المجيد المجالي (صور)
  • وفيات الجمعة 29-7-2025
  • وفيات الجمعة .. 25 / 7 / 2025