بعد ١٥ شهرًا من الغطرسة الإسرائيلية والصمود الفلسطينى أمام الآلة العسكرية تمت الهدنة بوساطة مصرية بعد ولادة متعسرة لاتفاق لوقف إطلاق النار بين رجال غزة وجبناء آل صهيون، وانطفأت النار بعد أن تخضبت الأرض الفلسطينية بدماء طاهرة أبت إلا أن تدافع عن أرضها، ولا تفرط فى شبر واحد منها- وهكذا حال الأوطان وأهلها- غير آبهة بأبناء صهيون «إسرائيل وأمريكا أقوى دولة فى العالم».

. لقد فعلها رجال غزة رغم الضعف فى الإمكانيات.. لقد فعلها رجال غزة رغم إبادة أسر لهم عن بكرة أبيهم.. لقد فعلها رجال غزة رغم الدمار الذى آلت إليه بيوتهم، لقد فعلها رجال غزة رغم مرارة الفقدان الذى سيعيشونه طيلة حياتهم، لقد فعلها رجال غزة رغم الأطلال التى لن يتبقى منها شىء بفعل آلة الإعمار غدًا ومحو كل أثر طيب للبيت والبشر.. أقولها رغم رؤية البعض لها أنها لا تعنى شيئًا أمام الدمار الذى حل بالأرض والبشر، ولكنه تراب الوطن يا سادة كالعِرض.. أقولها بملء الفم، وبأعلى صوت.. أقولها وإن عارضتنى.. إنه انتصار الأرض والوطنيين وهزيمة المتصهينين المستوطنين لا غير، نعم هى الهزيمة بمعناها الحقيقى للعسكرية، هى الهزيمة الإنسانية.. هى الهزيمة الاقتصادية.. هى الهزيمة الجيو سياسية.. هى الهزيمة الديموغرافية.. هى الهزيمة الأمنية.. فالإجبار على الهدنة هو الهزيمة والخسارة.. نعم الخسارة.. فلم تكن ٤٢٥ يومًا تدور فيها آلة الحرب بالقليلة، ولكن انعكاسها سيصيب مفاصل دولة الاحتلال جميعًا.. فهذه خسارة فى العتاد العسكرى كما وصفها الخبراء العسكريون فهم إلى حاجة لتجديد مخزون الأسلحة والمعدات كما قال نتنياهو وصرحت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية.
كما أن جميع الطائرات المقاتلة التابعة للقوة أصابتها الشيخوخة، وهذا ما سيجبر إسرائيل على المضى قدما فى شراء أسراب جديدة مع التركيز على طائرات إف-15 وإف-35»، وهذا سيضر بالاقتصاد ويزيد من تكلفة المعيشة على الفرد، وهؤلاء المستوطنين.
وهذه خسارة أيضًا ولكن فى الاقتصاد القومى لها وهو ليس بمنأى عن الحرب ولكن هو أول من تصابه لعنة الحروب، فقد تكبد الاقتصاد الإسرائيلى خسائر فادحة، حيث أظهرت معطيات بنك إسرائيل ووزارة المالية الإسرائيلية «هذا إن صدقوا» أن تكلفة الحرب منذ 7 أكتوبر الماضى حتى نهاية مارس 2024، بلغت أكثر من 270 مليار شيكل «73 مليار دولار».
وخلال الأسبوع الجارى فى ما أعلنته الحكومة الإسرائيلية «هذا إن صدقت» عن وصول العجز المالى إلى 6.9% من الناتج المحلى الإجمالى عام 2024، أى حوالى 136 مليار شيكل «36.1 مليار دولار».. ولكن صحيفة كالكاليست أكدت أن الحقيقة تبدو أكثر قتامة، إذ تُظهر التحليلات أن العجز الحقيقى يصل إلى 7.2% من الناتج المحلى الإجمالي، أى حوالى 142 مليار شيكل «37.7 مليار دولار».
كما تراجعت الاستثمارات فى الفترة من أكتوبر 2023 إلى سبتمبر 2024، إلى جانب انخفاض حاد بنسبة 30% فى عدد الاستثمارات الأجنبية والإسرائيلية.
كما كانت لغزة خسائر فى العقارات بالمليارات ، ففى قطاع البناء الإسرائيلى بلغت الخسائر الأسبوعية 644 مليون دولار وأن 50% من مواقع البناء أغلقت بسبب النقص فى الأيدى العاملة، جراء استدعائهم للتجنيد وتعطل البناء.
أما فى قطاع السياحة فقد أغلقت 60 ألف شركة سياحة فى 2024، بسبب تداعيات الحرب المستمرة على قطاع غزة، حسب ما نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، «هذا إن صدقت» بجانب انخفاض السياحة لـربع مليون بعد أن كانت ٣ ملايين سائح سنويًا.
أما الخسائر والهزيمة الديمغرافية فقد بلغ عدد اليهود الذين غادروا إسرائيل منذ بدء الحرب الأخيرة ٨٠٠ ألف غير الهجرة الداخلية عن غلاف غزة، حسب سلطة الإسكان والهجرة فى وزارة الداخلية الإسرائيلية «هذا إن صدقت»، وقد نشر معهد أبحاث الأمن القومى الإسرائيلى «هذا إن صدق» حصاد الحرب حتى 7 أكتوبر 2024، بأن عدد قتلى الجيش الإسرائيلى خلال سنة من الحرب بلغ 1697 جنديًا وضابطًا، وأصيب نحو 5 آلاف، بينهم 695 جراحهم خطيرة، و٢٨٠ أسير لدى حماس، وبلغ عدد المصابين المدنيين الإسرائيليين 19 ألفًا، علمًا أيضًا بأن تعداد إسرائيل ٩ ملايين نسمة فقط فى ٢٠٢٥.. علمًا بأنها في حربها مع دولة نظامية كمصر فى ١٩٧٣ فقدت ٢٨٢٣ جنديًا وجرح ٨٨٠٠، و٥٠٠ أسير ومفقود وكان تعدادهم يومها ٣ ملايين والنصف. 
كما أن كل هذه الخسائر مجموعة أدت إلى زيادة معدلات الفقر، حتى أن ربع الإسرائيليين يعيشون تحت خط الفقر، فى حين تضرر 65% من الإسرائيليين ماليًا، وهو تغير في التركيبة الديموغرافية.
أما عملية طوفان الأقصى فأثبتت إمكانية خرق جدار الأمن والردع الذى كان الاحتلال يضفى عليه هالة أسطورية، خصوصًا من جانب تكنولوجيا التنصت، ما جعل المواطن لا يشعر بالأمان فى دولتهوهي الهزيمة الأمنية.
إن مناظر خروج أطفال ونساء غزة من تحت الأنقاض والركام التى بسببها رفعت أعلام دول ضد عدم إنسانية الإسرائيليين لن تمّحِى من أذهان شباب الغرب، وإصابات هؤلاء الأطفال وانتشارهم فى جميع المستشفيات، عرى شعاراتهم الجوفاء وإنسانيتهم الزيفاء، بهذا انهزمت ديمقراطيتهم وإنسانيتهم أمام العالم كله، وتبعتها هزيمة سياسية بعد توتر علاقتها بكثير من الدول العربية والغربية.
وأخيرًا وليس آخرًا، فقد سقطت القوة الاستخبارية والأمنية لهؤلاء المتغطرسة بطوفان الأقصى، كما سقطت قوتهم أمام فصيل كان هدف حرب بالقضاء عليه وعزله عن سلاحه وقطاعه، كما سقطوا فى عودة أسراهم فى بقعة لا تتجاوز مئات الكيلومترات.. وسقطوا وهو الأهم فى الاستيلاء على الأرض وتهجير من عليها.. وأولًا وأخيرًا سقطوا أمام شعوبهم.. وما دامت الخسائر لدى الطرفين أرواحًا وأموالًا، وبقت الأرض لأهلها، إذن فمن المنهزم؟
اللهم احفظ مصر وأهلها وجيشها وارفع قدرها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإسرائيلية صهيون

إقرأ أيضاً:

معاريف: إسرائيل لن تزود الأردن بـ 50 مليون متر مكعب من المياه متفق عليها

قالت صحيفة معاريف العبرية، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي، أبلغت الأردن بعدم نيتها تسليم حصة المياه السنوية المتفق عليها للمملكة.

وأشارت إلى أن تل أبيب لن تزود الأردن بحوالي 50 مليون متر مكعب من المياه، منصوص عليها في اتفاق "السلام" الموقع عام 1994.

وبحسب الصحيفة، يقول الإسرائيليون إن المشكلة فنية تتعلق بالماء والتسعيرة، فيما تقول وزارة المياه في الأردن إن السبب ليس هندسيا.

وزعمت الصحيفة أن الأردن أبدى استعدادا سابقا للتفاوض على التسعيرة، ولا رد من "إسرائيل" حتى الآن.

وبموجب اتفاقية "وادي عربة" للسلام الموقعة بين الجانبين عام 1994، تزوّد إسرائيل الأردن بـ50 مليون متر مكعب سنويا من مياه بحيرة طبريا، يتم نقلها عبر قناة الملك عبد الله إلى المملكة، مقابل سنت واحد (الدولار = 100 سنت) لكل متر مكعب.

وفي 2021، توصل الأردن وإسرائيل إلى اتفاق تزوّد بموجبه الأخيرة المملكة بـ50 مليون متر مكعب من المياه الإضافية المشتراة، بموجب اتفاقية موقعة بينهما عام 2010، انبثقت عن اتفاقية 1994.



وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، قررت عمّان سحب سفيرها من تل أبيب، كما رفضت عودة سفير إسرائيل إلى الأردن، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وفي الشهر ذاته أيضا، قرر الأردن وقف توقيع اتفاقية كانت مقررة مع إسرائيل، تهدف إلى تبادل المياه بالطاقة، في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، رغم حاجة عمان لها، في وقت تُصنّف المملكة ثاني أفقر دولة بالمياه في العالم، وفق المؤشر العالميّ للمياه.

وكان الأردن والإمارات و"إسرائيل" قد وقّعوا عام 2021 "إعلان نوايا"، للدخول في عملية تفاوضية لبحث جدوى مشروع مشترك لمقايضة الطاقة بالمياه.

وجاء القرار الأردني بوقف اتفاقية تبادل المياه بالطاقة ردا على الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، ووسط تجاهل تل أبيب الواضح لمواقف عمّان وحراكها الدبلوماسي الداعي لوقف الحرب، بالتوازي مع اعتراضها على فكرة تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

وقررت عمّان عدم توقيع الاتفاقية، بعد استهداف الجيش الإسرائيلي محيط المستشُفى الميداني الأردني في غزة وإصابة 7 من كوادره.

مقالات مشابهة

  • مشعل: وجه “إسرائيل” القبيح كُشف أمام العالم بعد السابع من أكتوبر
  • السفير الأوكراني يدعو الشركات المصرية للمشاركة في إعادة إعمار بلاده بعد الحرب
  • اقتربت من مليوني جنيه.. مزايدة نارية على لوحة سيارة مميزة| اعرف الخطوات
  • ‏إسرائيل توافق على بناء نحو 800 وحدة سكنية في 3 مستوطنات بالضفة الغربية
  • اتحاد الأئمة السنغالي يدين زيارة رجال دين إلى إسرائيل
  • اتحاد الأئمة في السنغال يدين بشدة زيارة وفد إسلامي إلى إسرائيل
  • معاريف: إسرائيل لن تزود الأردن بـ 50 مليون متر مكعب من المياه متفق عليها
  • إسرائيل أعادت فتح ملف جنوب لبنان... هل تذهب إلى الحرب؟
  • فهم استراتيجيات إدارة المخاطر في تداول الفوركس
  • إسرائيل تخصص 2.7 مليار شيكل لإقامة 17 مستوطنة جديدة بالضفة