من غزة إلى “إخوان الصدق” في اليمن!!
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
يمانيون../
في خطاب النصر للملثم رسائل للكيان وحلفائه وأدواته والمطبعين من خذلوا غزة، وللأمة وأحرار العرب والعالم، وقدّم الشكر لليمن وشعبه، وخص بالاسم “أنصار الله”، دون أصحاب الدفع المسبق.
ورسائل إلى من يعتبر نفسه سنداً حصرياً لغزة في السلم، وفي الحرب، يكتفى بالتفرج والتشكيك في مواقف جبهات الإسناد، والانشغال بإرضاء الكفيل، والبحث عن سبيل لرفع الحظر على سفن الكيان، متخيلاً المواجهات مع العدو وحروب الإبادة مسرحيات.
وهكذا قال الناطق العسكري القسامي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أبو عبيدة، في خطاب النصر المظفر: “نخص بالذكر إخوان الصدق أنصار الله، وشعبنا الشقيق المبارك في يمن الحكمة والإيمان، الذين شعرنا كم يشبهون غزة وتشبههم، في العظمة والكبرياء، وفي التحدي والكرامة، وفي النخوة والعزة”.
وأضاف في تسجيل مرئي، عقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مساء يوم الأحد: “فاجأ عنفوان اليمنيين العالم، وفرضوا معادلات من حيث لا يحتسب العدو ومن وراءه، وشكلوا نموذجاً فريداً تاريخياً، كيف أنه متى ما توفرت الإرادة لمقاومة عدو الأمة، فإن ذلك ممكن ولو من بعد مئات، بل آلاف الأميال، فطوبى لليمن”.
وفي خطابه الـ30 ، أكد المقاوم المثلم، أنه مًنذ بدء عملية “طوفان الأقصى”، يوم 7 أكتوبر 2023، قدم شعبه الفلسطيني تضحيات غير مسبوقة على مدى471 يوما، من أجل حرّيته في معركة الطوفان، التي دقت المسمار الأخير في نعش الكيان الزائل.
من غزة إلى اليمن!!
من أبزر رسائل الشكر والعرفان لليمن، وأحراره وقواته المسلحة، رسالة رئيس حركة حماس خليل الحية، قال فيها: “نستذكر بكل كلمات الشكر والامتنان، كلَّ من وقف معنا في جبهات الإسناد وعلى رأسهم الأخوة في اليمن إخوان الصدق الذين تجاوزوا البُعد الجغرافي، وغيّروا من معادلة الحرب والمنطقة، وأطلقوا الصواريخَ والمُسيَّرات على قلب العدو”.
وحيا الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، قائلاً: “التحية إلى اليمن السعيد وقائد أنصار الله – قائد الثورة، السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، والشعب اليمني المُقاوم النبيل والشجاع والصامد، لما قدّموه من تضحيات، ويدهم على الزناد من أجل فلسطين”.
وأكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، إن مشاركة اليمن لمعركة “طوفان الأقصى”، ستبقى علامة فارقة لدى شعبنا وأمتنا، ولا يمكن أن ننسى دور إخواننا في اليمن الذين كان حضورهم في المعركة فاعلا ومجديا ومؤثرا على الرغم من بُعد المسافة.
في نظر قيادي حماس أسامة حمدان، فإن “انتصار السيد عبدالملك الحوثي لغزة جاء من واقع قيمي وأخلاقي ومبادئ وقناعات، هذا هو القائد الذي ينتصر مهما كانت التحديات، ومُنذ اليوم الأول قال لغزة ولفلسطين: لستم وحدكم”.
أما رئيس المبادرة الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي، فقال: “أريد أن يسمعني كل يمني، أرجو أن تعرفوا أن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته يقف اليوم احتراماً وتقديراً وفخراً بكم وبما فعلتموه معه، هذا الموقف المشرف والأصيل والعظيم والمؤثر لن ننساه أبدا”.
صنعاء تبارك غزة
وبارك المجلس السياسي الأعلى في اليمن انتصار فلسطين ومجاهدي فصائل المقاومة في غزة.. وأكد في بيان يوم الأحد الفائت، أن الجمهورية اليمنية ستراقب التزام الاحتلال بتنفيذ الاتفاق، وأن قواتها المسلحة ستكون في حالة استعداد وجاهزية لمواجهة أي طارئ ومواصلة إسنادها للشعب الفلسطيني بكل الطرق الممكنة.
واعتبر نائب رئيس الهيئة الإعلامية لحركة أنصار الله، نصر الدين عامر، تحايا النصر ورسائل الشكر والتهاني من قيادات المقاومة الفلسطينية ومقاتلي القسام، وأهل غزة إلى اليمن، أعز وأغلى الرسائل، قائلاً: “فعلاً اليمن وغزة قلب وجسد واحد بإذن الله، هذا هو الفخر، وهذا هو العز يا شعب اليمن، هذا كله بفضل الله الذي وفقنا لنصرة غزة”.
وحاز موقف اليمن المساند لغزة ومقاومتها عسكرياً وسياسياً وشعبياً وإعلامياً، تفاعلاً إعلامياً كبيراً على المنصات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، أبرزها منصة “X”.
من حقك يا يمن!!
إذ قال رئيس تحرير جريدة “رأي اليوم”، الصحفي عبدالباري عطوان: “من حق أهلنا في اليمن أن يحتفلوا بهذا الانتصار الذي فرضته المقاومة في غزة؛ لأنهم لعبوا دوراً كبيراً في إرغام العدو الصهيوني، وأفلسوا ميناء إيلات، واستنزافه حتى اللحظات الأخيرة”.
وأضاف: “اليمن هو الوحيد الذي وقف مع غزة، وسيظل مع اهل فلسطين حتى تحرير كل التراب الفلسطينية”.
خلوكم مع أسيادكم
وقال الناشط السياسي ياسر اليماني: “السيد عبدالملك الحوثي والأنصار والجيش اليمني يسجل لهم التاريخ والأجيال هذه المواقف المشرفة مع غزة والأقصى وفلسطين”.
وأضاف في تغريده بـ”X”: “قيادات حماس تذكِّر بمواقف اليمن، لا يجي مرتزق يقلك أيش عملت صنعاء؟ انتبهوا خلوكم مع أسيادكم المتصهينين المطبعين، انتصرت غزة وسقط رهان المطبعين، انتصرت غزه بثبات أبنائها”.
لولا بأس اليمنيين
واعتبر الدكتور رفيق عبد السلام: “اليمن مادة الإسلام ومعدن العروبة، وشريكاً كاملاً في الانتصار التاريخي لغزة”، وقال: “لولا بأس اليمنيين وقدرتهم على مناوشة العدو بحراً وجواً ما أذعن لوقف إطلاق النار مذموماً مدحوراً بعد شعور حلفائه ووكلائه عجزه في الحسم العسكري”.
وأضاف: “أعز الله العرب والإسلام بيمن الكرامة والعزة”.
وقال الباحث في الدراسات العسكرية، محمود جمال: “أشعل اليمن جبهة إسناد لغزة في حين كان العدو وحلفاؤه لا يحسبون له حسابا، وصعَّد عملياته على الرغم من ضربات ما يسمى بالتحالف”.
وأضاف: “جبهة اليمن ضربت عُمق العدو، وحاصرته في البحر الأحمر، وكبدته خسائر اقتصادية، لقد قدم اليمن عملاً بطولياً وإسناداً عسكرياً مهماً لغزة”.
اليمن أثبت قوته
واعتبر الناشط مخلوف طهراوي انتصار غزة انتصاراً تاريخياً لليمن بعد أن أثبت الأخير قوة إسناده لغزة في مواجهة أمريكا وحلفائها وأدواتها، قائلاً: “تلك القوة ستجعل تحالف العدوان حتماً يعلن الخروج اللامشروط من اليمن، متخلياً عن مرتزقته”.
غزة تنتصر باليمن
وأكد الخبير السياسي الفلسطيني الدكتور فايز أبو شمالة، انتصار غزة باليمن، الذي خلخل موازين القوة، وأربك حسابات أمريكا، وأكد أنه الدولة العربية الحرة والمستقلة، يمتلك قراره، وينتمي لأمته، ويقاتل من أجل فلسطين والمسجد الأقصى.
وقال الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية: “لن ينسى الفلسطينيون تضحيات اليمنيين، فهم أصل العرب ووجوههم بيضاء”.
اليمن قوة لا تُستهان
واعتبر الناشط نبيل رجب، اليمن البلد العربي الوحيد، الذي ساند غزة عسكرياً بدافع أخلاقي وإنساني لوقف حرب الإبادة.. مؤكدا أنه أصبح قوة عسكرية لا يُستهان بها، على العرب الاستفادة من قدراته.
وحيا Don Clioni من الجزائر اليمن، بالقول: “من الجزائر أحيي أبطال اليمن الذين لم يتوقفوا عن إسناد غزة حتى اللحظات الأخيرة”.
رسالة إلى الأفاكين
وقال الناشط أحمد مطهر في تغريده: “المتحدث باسم كتائب القسام يخرس المنافقين الأفاكين من إخونج اليمن الخائبين الخاسرين ممن ارتموا في أحضان الصهاينة والأمريكان، ويواصلون المتاجرة المفضوحة زاعمين الوقوف إلى جانب غزة وحماس”.
وأضاف: “والسؤال ماذا قدمتم يا أقزام حتى تندفعوا للتسلق وركوب موجة الانتصار؟”.
وقال رئيس الجمعية العربية للعلوم السياسية الدكتور جمال زهران: “على الرغم من خروجه من حرب عدوانية لمدة 9 سنوات، كان موقف اليمن المساند لغزة مفاجئة حقيقة، فلم يتخلَّ عن دوره القومي والعروبي في دعم القضية الفلسطينية”.
نرفع القبعات لليمن
وغردت “بنت قطر” بـ”X”، قائلة: “صنعاء قبل قليل هيبة في كل شيء حتى احتفالاتهم هيبة، وأصبحت المعادلة كالتالي: غزة تنتصر – صنعاء تحتفل – الرياض تنوح، لله دركم يا أهل اليمن”.
وقالت الناشطة ماري راهال: “كانت بوصلة صواريخ اليمن صوب الاحتلال إسنادا لغزة.. نرفع لليمن القبعات”.
وأشار محمد يامي في تغريده، إلى الدور الكبير لجبهة اليمن في إجبار الكيان على وقف إطلاق النار، قائلاً: “صنعاء وأنصار الله وشعب اليمن العظيم صاروا قوة ضاربة لا يستهان بها في المنطقة”.
ودخل اتفاق وقف العدوان على غزة بين كيان الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في غزة حيز التنفيذ، صباح يوم الأحد 15 يناير 2025، بعد حرب إبادة صهيونية استمرت 15 شهراً، ارتقى فيها 47 ألف شهيد، وأكثر من 110 آلاف مصاب، و15 ألف مفقود.
حصاد الإسناد اليمني
وأعلن اليمن مشاركته العسكرية؛ نصرة لغزة ومقاومتها، وفرَض حصاراً بحرياً على سفن “إسرائيل”، والمرتبطة بها، وأطلق ما يقارب 1165 صاروخا باليستيا وفرط صوتي ومسيّرة على أهداف في عُمق الكيان المؤقت.
وكبَّدت قواته المسلحة دول العدوان الأمريكي – البريطاني 220 قِطعة بحريَّة تجارية وعسكرية ضمن معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، المساندة لغزة.
نهاية القول:
ويل لمن تخلى عن إنسانيته وخذل غزة وولى أمره وقراره وباع ضميره ووطنه وتاجر بحقوق شعبه وثرواته، وخضع لضباط التحالف وقادة الاستعمار الجديد، وأيد عدوانه وضرب طائراته لوطنه، من أولئك إخوان الكذب، الذين اختبأوا 471 يوما، واحتفلوا بنصر غزة مع المحتفلين.
السياســـية -صادق سريع
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: أنصار الله فی الیمن فی غزة
إقرأ أيضاً:
حرب الجبهات المتعددة.. عندما تسقط “ثاد” وتنهار خزينة تل أبيب
يمانيون | تقرير
في مشهد يعكس انقلاب المعادلات الاستراتيجية في المنطقة، كشفت تقارير أمريكية وصهيونية متزامنة عن حجم الانهيار التدريجي في منظومة الردع الأمريكية-الصهيونية، جراء تصاعد الضربات من إيران، الذي بات يفرض إيقاعه الخاص على قواعد الاشتباك، ويستنزف الخصمين الأكبرين في المنطقة: الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الصهيوني.
وبحسب ما نشرته مجلة “نيوزويك” الأمريكية، فإن منظومة الدفاع الجوي الأمريكية “ثاد”، التي كانت حتى وقت قريب تُعد ذروة التكنولوجيا العسكرية الأمريكية، تعرّضت لاستهلاك واسع النطاق، بلغ 20% من مخزونها العالمي خلال الأسابيع القليلة الماضية، في ظل محاولات محمومة لحماية كيان العدو من الضربات الإيرانية الدقيقة.
هذا الرقم وحده، في السياق العسكري، يُعد مؤشرًا مرعبًا لدى صناع القرار في واشنطن. فالتفوق الأمريكي في الردع الصاروخي قائم على قدرة السيطرة والانتشار وتعدد الجبهات. وحين يضطر البنتاغون إلى توجيه خمس ترسانته الدفاعية لمجرد حماية كيان الاحتلال من إيران، فإن ذلك يُعبّر بوضوح عن عجز استراتيجي لا يمكن إخفاؤه.
تكاليف مرهقة.. “ثاد” يلتهم المليارات
التقرير أورد أن تكلفة الصواريخ التي أطلقت ضمن منظومة “ثاد” تجاوزت 820 مليون دولار خلال الجولة الأخيرة، وهو مبلغ ضخم حتى على مقاييس الجيش الأمريكي، خاصة وأنه يتعلق بجبهة واحدة فقط من أصل جبهات متعددة في العالم.
وتُقدّر كلفة الصاروخ الاعتراضي الواحد اليوم بـ 15 إلى 18 مليون دولار، وقد تصل إلى 27 مليون دولار إذا أُضيفت إليها نفقات التطوير والاختبار، وهو ما يعني أن كل عملية اعتراض أصبحت تُماثل في كلفتها تشغيل سرب طائرات مقاتلة!
فشل دفاعي متعدد الجبهات.. من إيران إلى اليمن
المجلة الأمريكية لم تتوان عن تأكيد الإخفاقات المتكررة في اعتراض عدد من الضربات الإيرانية، رغم رصدها وتتبّعها، وهو ما يعكس تطورًا نوعيًا في التقنيات المستخدمة من طرف طهران، بما يشمل التحليق المنخفض، والتشويش، واستخدام موجات صواريخ تغرق الدفاعات في وقت واحد.
لكن الأخطر أن هذا الفشل لم يقتصر على الجبهة الإيرانية، بل تمدد ليشمل العجز عن اعتراض الصواريخ اليمنية التي بدأت تُشكّل تهديدًا مباشرًا للمرافئ والمنشآت في عمق فلسطين المحتلة.
وتؤكد مصادر أمنية صهيونية أن الضربات اليمنية الدقيقة فاجأت الجيش الصهيوني من حيث نوعية الأهداف وقدرة الاختراق، رغم غطاء دفاعي أمريكي مشترك يشمل منظومات باتريوت وثاد وباراك، الأمر الذي يُثير علامات استفهام خطيرة حول مستقبل الحرب متعددة الجبهات التي يُحذّر منها الجنرالات في تل أبيب منذ أشهر.
صراع داخل كيان العدو.. والمال يُفجّر الخلافات
توازيًا مع الانكشاف العسكري، يشهد كيان العدو أزمة تمويل عميقة تنذر بانقسام داخلي غير مسبوق، كشفته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، التي تحدّثت عن خلاف محتدم بين وزارة الحرب ووزارة المالية حول تمويل الحرب ضد إيران.
وقالت الصحيفة إن الجيش طالب بتجديد مخزون الصواريخ الاعتراضية بشكل عاجل، إلا أن وزارة المالية رفضت الاستجابة، متهمة الجيش بإهدار الميزانية على “قوات الاحتياط” دون نتائج ملموسة.
ويُطالب جيش العدو بما لا يقل عن 60 مليار شيكل (نحو 18 مليار دولار) لتغطية تكاليف الحرب مع إيران، وكذلك العملية العسكرية الأخيرة على قطاع غزة، في وقت لم تُخصّص فيه هذه النفقات ضمن الميزانية الجديدة، ما يعني أن الخزانة الصهيونية تواجه فجوة مالية يصعب تجاوزها دون تقليص النفقات الاجتماعية والاقتصادية الداخلية.
12 مليار دولار كخسائر مباشرة.. والرقم مرشح للارتفاع
بحسب التقديرات التي أوردتها “يديعوت”، فإن الخسائر المباشرة للحرب مع إيران بلغت 12 مليار دولار، وتشمل الإنفاق العسكري، تعويضات الأضرار، تكاليف إعادة الإعمار، والنفقات الطارئة.
وتوقعت الصحيفة أن يرتفع هذا الرقم إلى 20 مليار دولار إذا استُكملت تقديرات الأضرار غير المباشرة، خاصة تلك المرتبطة بتعويض الجبهة الداخلية، وخسائر القطاع الخاص، وتوقف المشاريع الاستثمارية.
هذا الرقم يُعادل تقريبًا نصف ميزانية الدفاع السنوية للكيان الصهيوني، ويزيد من القلق داخل الأوساط الاقتصادية الصهيونية، خصوصًا مع استمرار الاحتجاجات الداخلية، وتراجع الجاذبية الاقتصادية لفلسطين المحتلة في أعين المستثمرين، وهروب الكفاءات نحو أوروبا والولايات المتحدة.
اليمن وإيران يغيران المعادلة بالكامل
يؤشر هذا المشهد إلى تحول نوعي في الصراع، لم يعد فيه كيان العدو قادرًا على فرض شروطه، ولا الولايات المتحدة قادرة على دعمه دون أن تتكبد كلفة استنزافية مباشرة.
لقد نجحت إيران واليمن، في نقل المعركة إلى داخل الجبهة المعادية، لا عبر الضربات الصاروخية فقط، بل من خلال فرض حرب استنزاف طويلة الأمد تُنهك الاقتصاد والسياسة والمجتمع الصهيوني.
كما أن هذا التحول يُعيد تشكيل العقيدة الدفاعية الأمريكية، التي باتت تُواجه لأول مرة اختبارًا وجوديًا حقيقيًا لمنظوماتها. فالحديث عن 20% من مخزون “ثاد” لم يعد تفصيلًا لوجستيًا، بل مؤشراً على تآكل تدريجي في جاهزية الجيش الأمريكي لأي مواجهة كبرى مع خصومه التقليديين، مثل الصين وروسيا، ما يثير الذعر في أوساط القيادة المركزية الأمريكية.
الردع انكسر.. والمعركة لم تبدأ بعد
تكشف هذه التطورات المتسارعة أن منظومة الردع الأمريكية-الصهيونية قد تصدعت من الداخل، وأن الحسابات القديمة القائمة على التفوق العسكري والانكفاء الآمن لم تعد قائمة.. ففي زمن الصواريخ الذكية، والطائرات المسيّرة، والاقتصادات المرنة لدى إيران واليمن، لم تعد كلفة الحرب تقاس بميزانيات الجيوش فحسب، بل بقدرة الشعوب على الصمود، وإرادة القوى على فرض معادلات جديدة.
الواقع يُشير إلى أن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد، وأن ما يجري حتى الآن ليس سوى مقدمات لمرحلة ردعية جديدة تتشكل من طهران إلى صنعاء، ومن بيروت إلى غزة، وأن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وجدا نفسيهما عالقين في حرب استنزاف لا نهاية لها، تخسر فيها واشنطن ترسانتها، ويخسر العدو صموده الداخلي، بينما تكسب المقاومة زمام المبادرة يومًا بعد يوم.