حرائق لوس أنجلوس تشعل القلق.. خسائر بيئية واقتصادية كبرى.. تدمير 38 ألف فدان فى حرائق الغابات وسنوات لإعادة إحياء المدينة.. خبير جيولوجي: تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة العامل الرئيسى للحرائق
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تشهد مدينة لوس أنجلوس الأمريكية حرائق غابات مدمرة منذ 7 يناير 2025، تسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة، ومن المتوقع أن تكون من بين أكثر الكوارث الطبيعية تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.
ودمرت حرائق الغابات في لوس أنجلوس نحو 38،000 فدان من الأراضي، أي ما يعادل حوالي 2.5 ضعف حجم جزيرة مانهاتن في نيويورك، وأتت على أكثر من 10،000 مبنى.
من المتوقع أن يستغرق إعادة بناء هذه المباني أكثر من 10 سنوات، وستترك هذه الحرائق تأثيرًا طويل الأمد على الاقتصاد الأمريكي يمتد لعقود.
بدايه انتشار الحرائق
انتشرت النيران بسرعة مذهلة بينما كان سكان حي باسيفيك باليساديس غرب لوس أنجلوس يراقبون الدخان يتصاعد من التلال المجاورة لمنازلهم صباح يوم 7 يناير. في البداية، كانت المساحة المحترقة نحو 10 أفدنة، ولكن في غضون 25 دقيقة فقط، امتد الحريق ليشمل أكثر من 200 فدان.
خلال الساعات التي تلت اندلاع الحريق، امتدت النيران لتشمل المنازل والمسارح والمطاعم والمتاجر والمدارس. وبحلول صباح التاسع من يناير، كانت حرائق باليساديس قد دمرت 17،234 فدانًا، بينما اندلعت حرائق أخرى في مناطق مختلفة من لوس أنجلوس، مما جعلها واحدة من أسوأ الحرائق في تاريخ المدينة، حسبما أفاد خبير الأرصاد الجوية الرئيسي في أكيو ويذر، جوناثان بورتر.
اسباب انتشار الحرائق
أكد الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة أن أسباب انتشار الحرائق فى لوس أنجلوس هى التقلبات المناخية فى السنوات الأخيرة أدت إلى ارتفاع الحرارة نسبيا، وفقدان الغطاء الثلجي خلال فصل الشتاء مما يتسبب في انخفاض الأمطار، وانخفاض الرطوبة عن معدلاتها، وبالتالى زيادة جاف الأشجار، وزيادة وتيرة الحرائق ومخاطرها، خاصة فى وجود رياح قوية.
و أضاف شراقى فى تصريح خاص لـ "البوابة" أن معظم الحرائق طبيعية وكانت عن طريق البرق، وأحيانا عن طريق النشاط البشري مثل إلقاء سجائر غير منطفئة، أو احتراق أجهزة كهربائية، أو ارتفاع درجة حرارة السيارات، أو من شبكة نقل وتوزيع الكهرباء، أو حفلات شوى اللحوم فى المناطق الشجرية، أو الحرق العمد.
و تابع الشراقى أن منذ أوائل الألفية الجديدة، أصبحت حرائق الغابات في كاليفورنيا أكثر خطورة بسبب تراكم الأخشاب في الغابات، وزيادة عدد السكان. كما ساعد على سرعة انتشار الحرائق انخفاض الأمطار منذ أكتوبر الماضى، وقوة الرياح التى تسمى سانتا آنا Santa Ana، أحيانا تسمى رياح الشيطان أو الرياح الحمراء لما تسببه من انتشار الحرائق بسرعة كبيرة، كما أنها تساعد على زيادة جفاف التربة والأشجار وانخفاض رطوبة الهواء الذى يعتبر مفتاح اندلاع الحريق الأولي حيث يكون الهواء جافًا في البداية بسبب المواقع الجافة التي نشأ منها، ويزداد جفافا فى اتجاهه نحو الجبال، تراوحت سرعة رياح سانتا آنا القوية بين 90 - 160 كم/ساعة خلال الأيام الماضية والتى هبت من الشرق إلى الغرب، أى من مناطق الغابات إلى المناطق السكنية، وانتشرت الحرائق فى أماكن متفرقة باجمالى مساحة تزيد عن 35 ألف فدان، واحتراق 12 ألف منزل، وإخلاء أكثر من 150 ألف مواطن، وخسائر بعشرات المليارات من الدولارات.
وعن التأثير على البيئة علق الدكتور عباس شراقى أن التأثير المباشرمن الحرائق هو الدمار الكبير الذى يؤثر على السكان والبيئة والذى يحتاج الى سنوات طويلة خاصة فى عودة الغابات الى ماكانت عليه، وكذلك زيادة ثانى اكسيد الكربون وهو من غازات الاحتباس الحرارى، الغابات هى الرئة للكرة الارضية التى تخلصنا من ثاني أكسيد الكربون وتعطى أكسجين.
الخسائر الاقتصادية
من المتوقع أن تتراوح إجمالي الأضرار والخسائر الاقتصادية، والتي تشمل الأضرار غير المؤمن عليها والأثر الاقتصادي غير المباشر مثل فقدان الأجور وتعطل سلسلة التوريد، بين 52 مليار دولار و57 مليار دولار، وفقًا لتقدير أولي من شركة "أكيوويذر".
ويسير الاتجاه أن تتحمل شركات التأمين العالمية أكثر من 135 مليار دولار من الخسائر بسبب الكوارث الطبيعية في عام 2024، وفقًا لتقرير أصدره معهد "سويسري" الشهر الماضي.
شهدت وزارة المياه والطاقة في مدينة لوس أنجلوس - أكبر شركة مرافق بلدية أمريكية - انخفاض سنداتها وخفض التصنيف الائتماني مع استمرار الحرائق في الاشتعال.
مخاطر تهدد سكان لوس أنجلوس
نصحت السلطات في لوس أنجلوس النازحين بتأجيل العودة إلى منازلهم أسبوعًا آخر على الأقل بسبب مخاطر النفايات السامة وتقطع خطوط الكهرباء والغاز التي تشكل خطرا وسط الأنقاض.
وتهدد الانهيارات الأرضية والمباني المدمرة بزيادة الخسائر في المناطق التي ضربتها الحرائق بسبب مياه خراطيم إطفاء الحرائق والأنابيب المكسورة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: لوس أنجلوس الولايات المتحدة نيويورك مانهاتن انتشار الحرائق لوس أنجلوس أکثر من
إقرأ أيضاً:
خبير جيولوجي: التغير المناخي يهدد بزيادة النشاط الزلزالي في منطقتنا.. فيديو
الرياض
حذر الخبير في الجيولوجيا والتغيرات المناخية، الدكتور أحمد ملاعبة، من تزايد احتمالية النشاط الزلزالي في المنطقة نتيجة التغيرات المناخية التي بدأت تُحدث تأثيرات عميقة في بنية الأرض.
ودعا ملاعبة خلال حديثه على قناة “العربية”، إلى ضرورة الاستعداد الاستباقي قبل أن تقع الأزمة، في ظل ما يشهده العالم من تحولات مناخية متسارعة وغير مسبوقة.
ورغم أن حديث ملاعبة قد يبدو مفاجئًا للبعض، إلا أن عددًا من الدراسات العلمية الحديثة بدأت تربط بالفعل بين التغيرات المناخية وظواهر جيولوجية منها الزلازل، خصوصًا في مناطق ذات خصائص معينة.
وبحسب أبحاث أجريت في فرنسا واليابان والولايات المتحدة، فإن الارتفاع الكبير في منسوب الأمطار أو الثلوج، إضافة إلى ذوبان الأنهار الجليدية، يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في الضغط على القشرة الأرضية، ما قد يسرع من حدوث زلازل صغيرة أو متوسطة، إذا كانت الفوالق الجيولوجية في وضع غير مستقر.
فعلى سبيل المثال، أظهرت دراسة في جنوب فرنسا أن فترات هطول الأمطار الغزيرة تبعتها زيادة ملحوظة في عدد الزلازل الخفيفة خلال الأسابيع التالية.
وفي اليابان، توصل فريق من معهد MIT إلى أن الثلوج الكثيفة وهطول الأمطار ساهمت في تحفيز بعض الهزات الأرضية، نتيجة تغيّر الضغط في الطبقات العميقة.
وفي جبال كولورادو، كشفت أبحاث أن ذوبان الأنهار الجليدية أدى إلى تحفيز حركة بعض الفوالق الجيولوجية، مما يدعم فرضية أن التغير المناخي قد يكون عاملًا إضافيًا في تحفيز الزلازل مع مرور الوقت.
ورغم أن هذه الظواهر سجلت بشكل أوضح في مناطق باردة أو رطبة، إلا أن منطقتنا الجافة ليست بمنأى تمامًا، فارتفاع منسوب مياه البحر، أو حدوث تغييرات مفاجئة في المخزون الجوفي للمياه، قد يساهم في تغيير الضغوط السطحية، وخصوصًا على الفوالق القريبة من السواحل، وهو ما يتطلب رصدًا علميًا دقيقًا واستعدادًا مبكرًا.
علميًا، يُجمع المتخصصون على أن الزلازل الكبرى تنجم في الأساس عن حركة الصفائح التكتونية، وهي عمليات عميقة ومعقدة لا ترتبط مباشرة بالطقس أو المناخ، إلا أن التغيرات المناخية قد تُسرع من وقوع زلازل صغيرة، أو تُسهِم في زعزعة فوالق غير مستقرة.
https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/07/X2Twitter.com_o4lIQCOPooCtgWYv_360p.mp4