لجريدة عمان:
2025-06-06@23:43:34 GMT

« التغير المناخي وعقوباته الوخيمة»

تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT

« التغير المناخي وعقوباته الوخيمة»

مع بداية هذا العام، اجتاحت حرائق مدمرة لوس أنجلوس والمناطق المحيطة بها، مما خلف وراءه دمارا واسع النطاق. وقد أظهرت الدراسات العلمية أن تغير المناخ أسهم بشكل كبير في زيادة مخاطر الحرائق، حيث ارتفع متوسط المساحات المحترقة سنويا في غرب أمريكا الشمالية بنسبة تتراوح بين 16% و62% مقارنة بعالم دون تغير مناخي بفعل الإنسان.

وأكدت الدكتورة تشانتيل بيرتون من مكتب الأرصاد الجوية البريطاني أن تغير المناخ ساعد في خلق ظروف جوية شديدة الحرارة والجفاف، مما يجعل السيطرة على الحرائق أكثر صعوبة.

وتسهم التغيرات المناخية في زيادة وتيرة الحرائق من خلال عدة عوامل، منها ارتفاع درجات الحرارة التي تجعل التربة والنباتات أكثر عرضة للاشتعال، وانخفاض معدلات هطول الأمطار الذي يؤدي إلى فصول جفاف أطول وأشد، بالإضافة إلى الرياح القوية التي تسهم في انتشار الحرائق بسرعة.

وقد شهدت كالفورنيا مؤخرًا فصول جفاف أشد من السنوات السابقة، مما أدى إلى جفاف التربة والنباتات بشكل أكبر، كما أن عام 2024 كان من أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق، مما ساهم في تفاقم مشكلة الحرائق. بالإضافة إلى ذلك، ساعد تغير نمط الرياح، وزيادة الرياح القوية والجافة، في انتشار الحرائق بشكل أسرع وأوسع. ضعف إدارة الغابات أدى إلى تراكم الأشجار الميتة والشجيرات القابلة للاشتعال، ما جعل الوضع أكثر تعقيدا.

هل سنشهد حرائق مماثلة في المستقبل؟

من المتوقع أن تصبح حرائق الغابات أكثر تواترا وشدة في المستقبل، نتيجة لتغير المناخ وغياب التدخلات الفعّالة. هناك العديد من العوامل مثل ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة الجفاف، واستمرار إزالة الغابات ستزيد من مخاطر حدوث هذه الحرائق في مختلف أنحاء العالم.

هل سلطنة عمان معرضة لحوادث مشابهة؟

على الرغم من أن سلطنة عمان ليست عرضة لحرائق غابات كبيرة كالتي شهدناها في كاليفورنيا، إلا أن بعض المناطق الجافة عرضة لحرائق محلية محدودة خلال فترات الجفاف الطويلة. حيث إن وجود النباتات المحلية في المناطق الجبلية والوديان تعد بيئة قابلة للاشتعال، ولكن محليًا يتم العمل على تقليل هذه المخاطر من خلال إدارة الموارد الطبيعية بشكل مستدام.

كيف للعالم أن يتصدى لهذه الظواهر؟

لتقليل مخاطر الحرائق المستقبلية، من الضروري اتخاذ خطوات عاجلة مثل تعزيز الإدارة المستدامة للغابات عبر إزالة الأشجار الميتة وتقليل الكثافة النباتية. كما يجب التحول إلى الطاقة النظيفة لتقليل الانبعاثات الكربونية والمساهمة في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. إضافة إلى ذلك، يجب زيادة التوعية المجتمعية حول أهمية تجنب السلوكيات غير المسؤولة التي قد تسهم في إشعال الحرائق. وأخيرا، يجب تعزيز التعاون الدولي من خلال تمويل المشاريع البيئية وتبادل الخبرات والتقنيات المتقدمة في إدارة الغابات.

كما لا يمكن إغفال دور الأنشطة البشرية في تفاقم مشكلة الحرائق. حيث إن قطع الأشجار والزحف العمراني يؤديان إلى تقليل رطوبة التربة وزيادة تعرضها للاشتعال، كما أن الإهمال مثل إشعال النيران في مناطق حساسة قد يزيد من مخاطر الحرائق.

عواقب بيئية واقتصادية للحرائق

أدت الحرائق إلى تدمير مساحات كبيرة من الغابات وفقدان التنوع البيولوجي وموائل الحيوانات البرية، كما أسهمت في زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. هذه الحرائق تكبد الاقتصاد العالمي خسائر ضخمة نتيجة لتكاليف إخماد الحرائق وإعادة بناء البنية الأساسية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن تلوث الهواء الناتج عن الحرائق يزيد من مخاطر الأمراض التنفسية والقلبية، وكذلك تلوث المياه يزيد من تحديات الصحة العامة.

وتمثل حرائق الغابات في أمريكا إنذارا عالميا حول التداعيات الخطيرة لتغير المناخ. والتصدي لهذه الظاهرة يتطلب جهودا مشتركة من الحكومات والمجتمعات والأفراد، مع التركيز على التخفيف من آثار تغير المناخ وتعزيز الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية. حيث إنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية دون تدخل جاد، فإن الأضرار ستتجاوز حدود أمريكا لتصبح تهديدا عالميا.

مها البلوشية أخصائية شؤون مناخيه بهيئة البيئة

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: تغیر المناخ

إقرأ أيضاً:

كندا.. أكثر من 400 منزل محروق وإجلاء 9 آلاف مواطن بمناطق مختلفة

تشهد مقاطعة ساسكاتشوان الكندية أزمة حريق غير مسبوقة أودت بأكثر من 400 منزل ومبنى، وأجبرت السلطات المحلية على إجلاء أكثر من 9 آلاف شخص من مناطق عدة، وسط تصاعد حدة الحرائق التي انتشرت بسرعة كبيرة.

وأعلنت حكومة المقاطعة حالة الطوارئ إثر تفاقم الوضع، وفق ما أوردته صحيفة “ريجينا ليدر بوست” في 30 مايو 2025، حيث تم إجلاء أكثر من 8 آلاف شخص في البداية، مع توقعات بارتفاع عدد النازحين إلى 15 ألفاً خلال الأيام القادمة، بحسب تصريحات رئيس وزراء المقاطعة سكوت مو.

وتُشير البيانات الرسمية الصادرة عن وكالة السلامة العامة في ساسكاتشوان إلى وجود 21 حريقاً نشطاً في المقاطعة، منها 8 حرائق خارج نطاق السيطرة، ما يعكس خطورة الوضع ويزيد من المخاوف على سلامة السكان والممتلكات.

يُذكر أن موسم حرائق الغابات في كندا انطلق في 3 مايو مع تسجيل أولى البؤر في مقاطعة ألبرتا، قبل أن تمتد النيران بسرعة إلى مقاطعات أخرى، حيث شهدت منطقة شمال غرب مانيتوبا في 13 مايو حريقاً ضخماً أتى على مساحة تقدر بـ 42 ألف هكتار.

وبالرغم من جهود فرق الإطفاء والسلطات المحلية، ما تزال عدة مقاطعات كندية تواجه حرائق متفرقة، في ظل ظروف جوية جافة وأجواء حارة ساعدت على تفاقم الأزمة، مما دفع السلطات إلى تكثيف عمليات الإخلاء وتوفير الدعم للمتضررين.

وتُعد هذه الحرائق واحدة من أكبر الكوارث البيئية في كندا هذا الموسم، مع تأثيرات واسعة على المجتمعات المحلية والبيئة، في وقت تستمر فيه الجهود المكثفة للسيطرة على النيران والحد من أضرارها.

Thousands in Canada’s Manitoba ordered to evacuate in wildfire emergency

There are now 134 active fires across Canada, including in British Columbia, Alberta, Saskatchewan, Manitoba and Ontario. Half are considered out of control.

Video: sandra yaworski pic.twitter.com/iAWC9PfFqJ

— Steve Gruber (@stevegrubershow) May 30, 2025

مقالات مشابهة

  • شيخة الظاهري: أبوظبي في طليعة الجهود العالمية للحد من التغير المناخي
  • كندا.. أكثر من 400 منزل محروق وإجلاء 9 آلاف مواطن بمناطق مختلفة
  • البيئة تبحث مع وكالات الأمم المتحدة سبل التكيف مع تغير المناخ
  • المانغروف.. خط دفاع ضد التغير المناخي يتعرض للهجوم
  • رئيس الإرشاد الزراعي يستعرض استراتيجية التكيف مع تغير المناخ
  • الآلاف يفرون من منازلهم مع انتشار حرائق الغابات في كندا
  • تطوير الأصناف.. ما هي استراتيجية الزراعة للتكيف مع تغير المناخ والتخفيف من مسبباته؟
  • الأصابعة بلا حرائق… وبدء صرف تعويضات للمتضررين
  • في الاسبوع الوطني للوقاية من الحرائق: غاباتنا رئتنا فلنحافظ عليها
  • كندا.. الحرائق تلتهم أكثر من 400 منزل وآلاف السكان يفرّون