ثورة فضائية.. الصين تنتج الأكسجين ووقود الصواريخ في المدار
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
الصين – تمكن طاقم مركبة “شنتشو-19” على متن المحطة الفضائية الصينية “تيانغونغ” من إنتاج الأكسجين ومكونات وقود الصواريخ باستخدام تقنيات مبتكرة.
وذكرت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” الصينية أن هذه التجارب تُعد خطوة مهمة نحو تمهيد الطريق لاستكشاف الفضاء على المدى الطويل، بما في ذلك تحقيق هبوط مأهول على سطح القمر بحلول عام 2030.
وأوضحت الصحيفة أن طاقم المركبة نجح في إجراء أول تجربة تقنية في العالم لعملية التمثيل الضوئي الاصطناعي في الفضاء، مما أدى إلى إنتاج الأكسجين. وشملت التجارب، التي استخدمت فيها محفزات من أشباه الموصلات، تحويل ثاني أكسيد الكربون والماء إلى أكسجين وإنتاج الإيثيلين، الذي يمكن استخدامه في تصنيع وقود المركبات الفضائية. وتقوم هذه التقنية بمحاكاة عملية التمثيل الضوئي الطبيعية للنباتات، ولكن باستخدام أساليب هندسية تعتمد على الفيزياء والكيمياء.
وأضافت الصحيفة أن هذه التجارب هدفت أيضًا إلى دراسة تأثير انعدام الجاذبية على عملية التمثيل الضوئي الطبيعي. في المقابل، تعتمد المحطة الفضائية الدولية حاليًا على التحليل الكهربائي لتوليد الأكسجين، حيث يتم استخدام الطاقة الكهربائية من الألواح الشمسية لتقسيم الماء إلى هيدروجين وأكسجين، مما يوفر الهواء القابل للتنفس لرواد الفضاء. ومع ذلك، تستهلك هذه العملية كميات كبيرة من الطاقة، مما يجعلها غير مناسبة للبعثات الفضائية البعيدة، مثل تلك المتوجهة إلى القمر أو المريخ.
وتتميز التقنية الصينية الجديدة بأنها تعمل بكفاءة في درجة حرارة الغرفة والضغط الجوي الطبيعي، على عكس الطرق التقليدية التي تتطلب درجات حرارة وضغوطًا عالية لاستعادة ثاني أكسيد الكربون.
المصدر: تاس
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
(200) عام على "ثورة الديسمبريين"
"كن على ثقة يا رفيقي// بأن يأتي فجر السعادة الجذابة// وتنهض روسيا من سباتها// وستسجل أسماءنا// على أنقاض حكم الطاغية".. هكذا خلّد شاعر روسيا الأشهر "ألكسندر بوشكين" واحدة من ثورات الحرية الكبرى بروسيا وأوروبا، وهي "ثورة الديسمبريين" التي تحل ذكراها الـ (200) في 14 من ديسمبر الجاري، والتي لها قصة تستحق أن تُروى.
في ديسمبر 1825م، فارق الإمبراطور "ألكسندر الأول" الحياة وتولى الحكم بعده "نيقولاي الأول"، والذي حل محل أخيه الأكبر "قسطنطين بافلوفيتش" الذي تنازل عن تصدر قائمة ولاة العهد.
وهنا، قام مجموعة من النبلاء الروس بمحاولة الثورة - أو الانقلاب- على القيصر الجديد في العاصمة "سان بطرسبرج"، وذلك بدعم من بعض كبار ضباط وجنود الوحدات العسكرية الروسية (عددهم 3 آلاف ضابط وجندي). وقد هدفت هذه الثورة إلى الحيلولة دون تربع "نيقولاي الأول" على العرش، إضافة إلى المطالبة بإجراء إصلاحات سياسية واجتماعية مثل: إلغاء القِنانة (تحرير الفلاحين) وإصلاح نظام إدارة الدولة، وأيضًا اعتماد دستور للبلاد، وجعل جميع المواطنين يحظون بالمساواة في الحقوق، إضافة إلى إعلان حرية الصحافة والضمير وممارسة المهنة، وتأسيس محكمة المحلفين، فضلًا عن الغاء الخدمة العسكرية العامة، وتعيين كبار المسؤولين في الدولة بعد انتخابهم من قِبل الشعب.
ولم تكن هذه الأفكار وليدة اللحظة، بل سبقها كفاح سنوات مما عُرف بـ "اتحاد الخلاص".. وهو عبارة عن حركات سياسية واجتماعية نشيطة تهدف لتغيير أوضاع روسيا الإمبراطورية إلى الأفضل. وكان من أبرز رموز هذه الحركة الثائرة نبلاء مثل: "نيكيتا مورافيوڤ"- "ميخائيل مورافيوف"- "سيرجي تروبيتسكوي"- العقيد "پاڤل بيستيل"- الشاعر المعروف "كوندراتيه ريلييڤ"، فيما كان الشاعر الشهير "بوشكين" عضوًا في إحدى هذه الحركات.
وفي 14 ديسمبر 1825م، انتظم الثوار في ساحة مجلس الشيوخ (ساحة الديسمبريين فيما بعد)، وقد حاول محافظ "سان بطرسبرج" الجنرال "ميخائيل ميلورادوڤيتش" إثناء الثوار عن تجمهرهم ضد القيصر الجديد، إلا أنه تلقى رصاصة غاضبة أودت بحياته. بعدها، أصدر "نيقولاي الأول" أوامره للجيش بسحق هذه الثورة وإطلاق النار على المتمردين بالمدفعية، مما أفضى إلى إسالة دماء العشرات، وهروب كثير من الثوار، حيث انتهى الأمر بمقتل نحو 1271 شخصًا وفشل الثورة تمامًا.
وقد تم إلقاء القبض على 648 عسكريًا و62 بحارًا وحبسهم في قلعة "پتروپاڤلوڤسكايا"، وتمت محاكمة 123 شخصًا، حيث صدر بحق 36 منهم حكم الإعدام (تم تنفيذه في 5 ضباط من النبلاء فقط)، فيما حُكم على 17 نبيلًا بتجريدهم من "فئة النبلاء"، كما حُكم على جزء منهم بالأعمال الشاقة والنفي إلى سيبيريا، فضلًا عن إنزال رتبة بعض الضابط إلى "رتبة جندي".
يذكر أن الإمبراطور "ألكسندر الثاني" قد أصدر عند توليه الحكم عام 1856م مرسومًا بالعفو عن "الثوار الديسمبريين"، حيث عاد النبلاء المنفيون من سيبيريا إلى موسكو، وبطرسبرج.