عربي21:
2025-10-28@01:43:14 GMT

أسفار غزة

تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT


طائرات تكتنز بالذخيرة، تحطّ في ساحاتكم، فتوزّعون الموت على الشوارع والخيام، تصهر النيران الأجساد، وتُبيد الإنسان والمكان. هي لغة الغرب مع الشرق، فلا شيء غريب.

نراوغ القذائف، ونقفز تحت الغارات. نتمترس خلف عناوين شوارعنا وحيطان بيوتنا، وبالطلقات القليلة وبما تيسّر نصطاد جنودكم. نجرّدهم من كل الحديد الذي يختبئون خلفه، ننقضّ عليهم بأيدينا وبعض من آمالنا.



تحرقون كل ما تطاله أنظاركم، بالطائرات والدبابات، ثم تجهزون على ما تبقى عندما يظهر جنودكم، يأتون مدججين بالسلاح، متمترسون بالحديد، يملؤهم الرعب ويحرّكهم الحقد. يقتلون الجريح ويرقصون على جثة مقاتل ثم يتلاعبون بصبي أصبح وحيدا، يحيطون به ويدخلونه في دائرة الموت، تتعالى ضحكاتهم وصوت رصاصهم حتى يقضي رعبا بلا قلب ولا ذكريات.

نخرج إليكم حفاة جائعين، تسبقنا قلوبنا، نغير على أوكاركم وننسف دروعكم فأنتم لا تطيقون انكشافها. بدونها تصبحون عاجزين، تتلفتون في كل اتجاه، لتضيق عليكم الأرض، فتنطلق السيقان تسابق الريح بحثا على ملجأ بعيد.

تحمّلنا كل الموت القادم من شتى أصقاع الأرض ومن كبد السماء تقذفونه وتضحكون، تحمّلنا كل الجوع بعد أن أغلقتم علينا الأفق، وأصبحنا من غير قمح وزرع. احتملنا كل العطش عدا ما تجود به السماء من مطر، لكننا أبقينا بنادقنا مُشهرة في وجوهكم، فنحن ملتصقون بأرض كانت لنا دوما.

ترى لو لم تجدوا بيتا يؤوي غطرستكم، وفراشا وثيرا تخلد إليه هواجسكم، أو نقودا تلبي حاجاتكم ورغباتكم، أو شوارع تأمنون السير فيها، أو مدنا مزينة بالأضواء ومترعة باللهو والمرح.. هل كنتم تقولون إن هذه الأرض وعْد الإله وأنها عنوان عقيدتكم، وَوُجهة نبيكم في رحلة الخلاص؟

انظروا كم تحمّلنا لنبقى، وتساءلوا كم تتحمّلون. نعم اسألوا أنفسكم كم تتحمّلون قبل قرار الرحيل؟ ألم يخطر ببالكم سؤال كهذا؟ إنه أس وجودكم. هو سؤال أزلي قائم بيننا، لن يجيبه أحدنا، فالإجابة سيلفظها التاريخ يوما
انظروا كم تحمّلنا لنبقى، وتساءلوا كم تتحمّلون. نعم اسألوا أنفسكم كم تتحمّلون قبل قرار الرحيل؟ ألم يخطر ببالكم سؤال كهذا؟ إنه أس وجودكم. هو سؤال أزلي قائم بيننا، لن يجيبه أحدنا، فالإجابة سيلفظها التاريخ يوما. دعونا ننتظر فالوقت لعبتكم، وتظنّوه دوما صاحبكم، لكنه سيكون يوما قاتلكم.

سجونكم قلاع وحصون خارج أسوار الإنسانية، مَن يخرج منها لا يبقى منه الكثير ليحيا، فيعيش بالقليل الذي بقي منه ثم يموت وحسرة الحياة تغصّ في حلقه، يعيش قليله فقط لأن أحلامه لم تنطفئ، وظلت في صدره جذوة يحتضنها مثل جنين.

تملؤكم شهوة القتل فتحاربون كل مظاهر الفرح بالحرية، تنتزعون راياتنا وتُسكتون زغاريدنا وتحاربون رقصاتنا، لكنكم لا تمسكون ما يضج في صدورنا من عشق للأرض والحياة ومن أمل بعيد حر لوطن يعيش بسلام على هذه الأرض. أبدا لن يتوقف بعطشكم طوفان أماني عودتنا أو دورة الزمان تعود إلينا.

كل ما تفعلوه فقط من أجل أن تبقوا يوما آخر، فنحن من ينتظر زمانه، انتظار البحر للنهر ليعود بعد غياب، فنحن من أديم هذه الأرض.. من قمحها وزيتونها.

الموت عرس لمن يبقى، وعرس لمن يقضي، إنه مظهر آخر للحياة، هو دورة أخرى للوجود وليس النهاية التي تعشعش في أحشائكم فترفضون ما يعدكم الإله بعده.

في معتقل "سديه تيمان" تجلّى عفن التاريخ، ملأت رطوبة القبور الأجواء، فملأت العقول التائهة والأنظار الزائغة لتصبّ كل ويلاتها وأحقادها على جسد السجين الهزيل، جسد نبت من الحنين لقريته المغتصبة، وعاش أحلامه التي تريدون اغتيالها يوما بيوم. بعضهم تعب وقضى، لكن البقية ظلّت قلوبهم معلّقة بالسماء، فنحن لنا إله لكن ليس كإلهكم، كما نحن لسنا مثلكم، فالربّ لم يرفع الطور فوق رؤوسنا لنسجد، لأننا نحبه وهو يحبنا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الأرض الجوع الرحيل القتل احتلال غزة قتل سجون جوع مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

تجديد حبس المتهم بقتل طليقته فى المنوفية 15 يوما على ذمة التحقيقات

قرر قاضى المعارضات بمحكمة السادات بمحافظة المنوفية ، تجديد المتهم بقتل طليقته أمام مدرسة بمنطقة حى الزيتون بمدينة السادات بمحافظة المنوفية، 15 يوما على ذمة التحقيقات.

وقال المتهم بقتل طليقته أمام مدرسة بمنطقة حى الزيتون بمدينة السادات بمحافظة المنوفية: ندمان على اللى حصل منى وماكنش قصدى أقتلها خالص، كنت عايز أخوفها بس، لكن اللى حصل إن ماكنتش فى وعى خالص، وقمت بالتعدى عليها بسلاح أبيض وطعنتها عدة طعنات، وساعتها كنت مش حاسس بحاجة خالص والشيطان حول حياتى لكابوس".

وأضاف المتهم، خلال إعترافاته الأولية، إن المجنى عليها كانت تمنعه من رؤية أبنائه وتصر على ذلك.

وقررت النيابة العامة بمركز السادات بمحافظة المنوفية، حبس عاطل قتل طليقته بعدة طعنات بسبب خلافات بينهما فى المنوفية ، أربعة ايام على ذمة التحقيقات.

تمكنت مباحث مركز السادات بمديرية أمن المنوفية ، من إلقاء القبض على عاطل قتل طليقته بعدة طعنات ، تم تحرير محضرا بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

تلقى اللواء علاء الدين الجاحر مدير أمن المنوفية ، إخطارا من العميد نضال المغربى مأمور مركز شرطة السادات بمديرية أمن المنوفية ، يفيد من وصول جثمان سيدة مطعونه عدة طعنات بمدينة السادات بمحافظة المنوفية، نتيجة قيام طليقها بطنعها عدة طعنات وفر هاربا، نتيجة خلافات بينهما، وتمكنت مباحث المركز برئاسة الرائد مصطفى البش رئيس المباحث، من إلقاء القبض على المتهم، وتم  تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

 

 



مقالات مشابهة

  • 50  يوما على عمل لجان حصر الإيجار القديم.. وموعد تطبيق الزيادة الجديدة
  • هكذا خطط مسبوق قضائي لعملية سطو بعد 20 يوما من الإفراج عنه بالشراقة
  • علماء يطورون علاجاً للصلع في 20 يوماً
  • انتخبونا — اعترافات مرشحٍ سكران
  • ماذا يحدث للجسم عند تناول الشوفان لمدة 30 يوما؟
  • ترامب يكشف ما ناقشه مع أمير قطر.. ويرد على سؤال حول موعد انتشار قوة غزة
  • تجديد حبس المتهم بقتل طليقته فى المنوفية 15 يوما على ذمة التحقيقات
  • 100 يوم صحة: 138 مليونا و946 ألف خدمة طبية مجانية خلال 98 يوما
  • مبعوث الرئيس الأمريكي: العراق يتحسن يوماً بعد يوم
  • ترامب: أود لقاء كيم جونغ أون