بوابة الفجر:
2025-12-01@06:49:10 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: سمة هذا الوطن "الحــــــب"!!

تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT



غريب جدًا هذا العنوان لمقالي اليوم، فعلى مدى كتابتى لمقالاتي اليومية، وتعرضى في كتاباتي لمشاكل وموضوعات متعددة ومترامية الأطراف، مما أعتقد أنها تثير لدى القارئ المتابع، رأيًا أو إقتراحًا أو إعتراضًا، أو نقدًا لموقف أو رأي، وتخلل تلك الأعمدة اليومية عديد من المواقف تباينت من سرور أو فرح بنصر حتى لو كان لفريق (كرة القدم المصري) أو حزن وبكاء على هزيمة وطنية، مثل غرق ( عبارة السلام ) المشئومة في البحر الأحمرأو إثارة وإنتباه وإنزعاج وغضب ثم فرح شديد، وحلم يكاد يتحقق وإذ بالحلم حقيقة بأن يأتي يوم (11فبراير 2011 )، لكي تنجلي عن الأمة (غُمْة) نظام إستبد بكل شئ، بادئًاَ بالرأي والقرار وبالتنفيذ، دون مراعاة لأية نصائح أو مصالح الأمة، ومع ذلك كان "الحب" هو المسيطر على كل قوى الشعب المصري خلال تظاهره بشبابه بدءًا من (25يناير) وحتى (11فبراير)، ورغم أن الشعب دفع الدم وضحى بشهداء من أبنائه إلا أن "الحب" قد سيطر على الجميع فيما بينهم وإصرارهم أيضًا على بلوغ الهدف، الذي بدى حلمًا فأصبح حقيقة لم يكن يتوقعها أكثر المتفائلين، من المشاركين في تلك الثورة الشعبية أو الراصدين لهذه الأحداث منذ بدايتها وحتى اليوم، حتى أننا في حديث على سحور مع بعض الأصدقاء المهمومين بالشأن العام، كان السؤال، هل فعلًا نحن (يقظين) وأننا حققنا كشعب هذا الحدث العظيم ،" خلع الرئيس"،  وإسقاط رموز النظام، ومحاكمتهم، رغم إيماننا الأكيد بأن "النظام مازال قائمًا "حينها حلمًا بالفعل كان وأصبح واقع، وحقيقة مؤكدة ولعل حالة "الحب" التى عاشها شعب مصر، وبحث عن أليات للتعبير عن هذه الحالة العقلية من خلال الأغاني التى شدت في (ميدان التحرير)، سواء جماعيًا أو على مجموعات، إلا أن مذياع الميدان كان يشدوا بأغاني ثورة (يوليو 1952)، "عبد الحليم حافظ" و"شادية" و"أم كلثوم" 
و "محمد عبد الوهاب "، حالة "الحب" التى يمر بها شعب مصر في هذه الأيام، يجب أن نسجلها وأن نحترمها، وأن نفتقدها أيضًا، حيث سرعان ما دب الخلاف بين طوائف هذا الشعب، تحت رايات غريبة عن الوطن، وخروج فئات من وسط هذا التجمع الكبير للوطن لكي تحاول أن تأخذنا إلى دروب شديدة الظلام حتى إستطاعت تلك الطوائف من التمكن من مقاليد الأمور وكانت النفرة الكبرى يوم 30 يوليو 2013 ،وبيان الجيش والشعب يوم 3 يوليو بإعلان خارطة طريق لإسترداد الدولة، يجب أن نتذكر حالة الحب التى عاشها شعب مصر وتلك الأغاني التى تغنينا بها في تلك الأيام المشهودة.


كانت حالة "الحب" التى عاشها شعب مصر حالة (حب سياسي) حب للوطن، حب للإنتماء لقضايانا المحلية والدولية، كان "الحب" سائدًا على كل المشاعر، وليس بمعنى (المجتمع الأفلاطوني) أو المدينة الفاضلة، ولكن كان هذا هو الشعور وكان هذا هو الغالب حتى الأطفال الذين توقفوا عن الذهاب إلى المدارس والشباب إلى الجامعات، وشكلوا (اللجان الشعبية )لحماية الممتلكات العامة والخاصة، في غياب الأمن الغريب والمفاجئ.
هذه الحالة من "الحب الجماعي" لمصر،شئ يجب الإعتزاز به ،وليست القوى السياسية المتنازعة حول مستقبل الوطن،حيث حققنا بهذا الحب تشكيل كل مؤسساتنا الدستورية وإختيارنا لرئيس الجمهورية بأغلبية ساحقة، ليتنا نتذكر ونضع نصب اعيننا حالة "الحب" التى إعترت شعب مصر من يوم 30 يونيو 2013، وفور سماع بيان الفريق السيسى يوم 3 يوليو 2013.
[email protected]

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: شعب مصر

إقرأ أيضاً:

الحب خسارات كبيرة وغير مقصودة

الخميس، 9 مايو 1991، سان دييغو، كاليفورنيا

(1)

اليوم، أتقدم بإصرار أكبر وحسم نهائي إلى القرار الذي كنت قد تردَّدت في اتخاذه: ضرورة إجراء الصَّدمة الكهربائيَّة.

لم تعد العقاقير المضادة للاكتئاب تفعل شيئًا (بل إن العكس هو الصحيح؛ فقد صار من المعروف «إكلينكيًّا» أن تناول أقراص الـWellbutrin لفترة طويلة يمكن أن يحرِّض الأفكار الانتحاريَّة ويحضَّ عليها عوضًا عن لجمها). يا الله!

فليكن، ولتذهب الكهرباء إن شاءت بهذه الذَّاكرة إلى الجحيم.

(2)

يا له من حدث هائل يستحق التَّدوين، والذِّكر، والإشادة، وينبغي أن تقام له المآدب، وترقص الغواني، وتخفق الرَّايات؛ ففي هذا اليوم المجيد الذي من أعمال ربِّنا الذي في السماوات، وبعد أكثر من سنتين من التَّوسلات، والتَّسويفات، والتَّذكيرات، حصلت أعجوبة كونيَّة لا تحدث إلا مرة واحدة في كل عشرة قرون على الأقل؛ فقد وفى زاهر الغافري أخيرًا بوعده وأرسل «خطبة البيان» لعلي بن أبي طالب. ليس هذا فحسب، بل بمعجزة كونيَّة خارقة أخرى -وللرَّب المجد والخلود في الأعالي- أرفق زاهر أيضًا دراسة عن شعريَّة التَّصوف في حالة الحلَّاج التي، والحق يقال، وعد بها منذ ستة أشهر فقط؛ وبالتالي لا لوم، ولا تأخير، ولا تثريب، بل إشادة بالتَّبكير.

أما أحمد راشد ثاني، طبعًا وبالتأكيد، فقد وعد بإرسال «الخطبة» نفسها منذ أكثر من سنتين أيضًا. ويُفتَرَضُ أنني ما أزال أريق ماء توقي رجاء وانتظارًا لولا شهامة ونخوة زاهر، طبعًا، وحرارة حميَّته.

لديَّ إفادات دقيقة ومحدَّدة بأن السَّيدين المُبَجَّلين أنطونين آرتو وآرثر رامبو، اللذين لا يستطيع الصَّديقان العزيزان زاهر وأحمد الادعاء بأنهما أكثر تشتُّتًا وجوديًّا، واغترابيًّا، وعدميًّا، وعبثيًّا، وأبستميولوجيًّا، وأنطولوجيًّا، وميتافيزيقيًّا، إلخ، منهما، كانا -أي آرتو ورامبو- أكثر حرصًا على الوعود المتعلِّقة بالأدبيَّات مع من تربطهم بهما صداقة الكلمة.

إنني سعيد للغاية لحصولي أخيرًا على «خطبة البيان» بعد أن أخفقت كل جهودي للحصول عليها من مصادر أخرى إلى الحد الذي يجعلني أصرخ: ذلك غير معقول، غير معقول أبدًا!

الثلاثاء، 14 مايو 1991، سان دييغو، كاليفورنيا

(1)

حصلت على دقائق قليلة من واجبات الجامعة البليدة ليس لكتابة هذه السُّطور فحسب، ولكن لتصفُّح الصَّفحات السَّابقة من هذا الكرَّاسات أيضًا. وقد اكتشفت تناقضات أنا وحدي من يستطيع إثبات تماسكها وتناغمها (consistency).

وعلى الرَّغم من أني كنت قد قدَّمت في شيء من مساقات التَّخصص ورقة بحثيَّة لأحد أساتذتي اتخذت فيها موقفًا داحضًا للمزاعم بتناقض سقراط في حواره «The Crito»، فإنني أدرك تمامًا استحالة الاتِّساق المطْلق.

(2)

كلما رآني البحر من زرقة الاندحار، من مجز الصُّغرى إلى سان دييغو: صخرة ثقيلة أقُدُّها من سلاسل هذا الهواء الصلب، أربط بها ساقي، أتمهَّد، وأغطس نحو ظلمة العمق، حيث أستلقي على جنبي الأيمن، ملقيًا رأسي على زندي، ضامًّا ركبتيَّ إلى صدري، حيث أنام عاريًا، في رحمٍ من ماء، بلا أرق، كما لم تلدني مريم إبراهيم: أحلم، وحين أفيق أكون قد أصبحت موجة لا يضرُّها الأرق، ولا يضيرها أن تهجع.

الخميس، 16 مايو 1991، سان دييغو، كاليفورنيا

(1)

على الأمهات ألا ينجبن المزيد من الشعراء؛ فذلك خير للأرض، لأن أولئك سيعيش العالم عالة عليهم أيضًا.

كان ينبغي منذ البداية أن يُعلم أن الشُّعراء لا يصلحون للعالم، ولا العالم يصلح للشُّعراء.

كان ينبغي منذ البداية أن تكون الهندسة أفضل للجميع.

(2)

هذه التَّصنيفات البائسة بين اكتئاب وجودي، واكتئاب «إكلينكي»، واكتئاب ليلي، واكتئاب نهاري، واكتئاب موسمي، واكتئاب قبل الأكل، واكتئاب بعد الطعام، واكتئاب مزاجي، وما شابه، كلام فارغ لا يثير سوى الاكتئاب.

هناك اكتئاب واحد فقط: هناك كونٌ مريض، وهناك رجلٌ مريض. «أنا رجل مريض. أنا رجل خبيث. أنا رجلٌ يبعث على النُّفور» (دوستويفسكي، «ملاحظات من تحت الأرض»).

(3)

هكذا هو الأمر ببساطة: وجهي بلون الغروب، حرارة جسدي لاهبة، رأسي يغلي وأنا أنتظر منذ ساعات أن يتدفق ما حواه عبر فتحتي الأذنين كي ينتهي هذا الوجع، وأكون الشَّاهد الوحيد عليه.

الجمعة، 17 مايو 1991، سان دييغو، كاليفورنيا

وقفت في أثناء تصفُّح صحف اليوم على أن العلماء يتوقعون أن تستمر الشمس في الإشعاع لمدة خمسة ملايين سنة قادمة.

حسن جدًا، وماذا سيفعل البؤساء التَّافهون الذين لا رغبة لديهم في المغادرة قبل ذلك الموعد؟

الأحد، 19 مايو 1991، سان دييغو، كاليفورنيا

الخيط الرَّمادي لهذا الفجر يقطعه وجه [...] بقسماته ملائكيَّة الحزن، وحُسنِها الخَفِر، وخجل عينيها الهادئتين منذ أن تيتَّمت وهي لا تزال طفلة صغيرة. لا أتذكر أننا لعبنا مع بعضنا البعض ونحن طفلين ولو لمرة واحدة، فقد كانت المسافة الجغرافية تفصلنا. رأيتها للمرة الأولى (عمليًا) وقد أصبحت فتاة فائقة الجمال، وقد أحببتها كثيرًا، وهي أحبتني كثيرًا.

بعد ذلك بسنوات طويلة، في فجر اليوم، تسيل دماء غزيرة من وجنتيها البارزتين الجميلتين (كنت، في الحقيقة، أغازلها بتشبيههما بمختلف أنواع الفواكه المستديرة من دون أن أفقه، عهدذاك، موضوعة أن المرأة تُعامَلُ بوصفها «وجبة» في القاموس الغرامي البلدي)، بينما هي تتقدم مترنحة نحوي بابتسامة مُرَّة لضحيَّة تكشف في احتضارها عن هويَّة قاتلها، وسبَّابتها ممدودة نحوي بالاتهام.

يحدث ذلك في صحراء شاسعة لون رمالها خليط من البرتقالي والأصفر الفاقع، وليس بها سوى كوخ خشبي متهالك يتدفق قربه نبع ماء صغير.

أقف بجوار الكوخ وأحاول الصراخ أن عليها ألا تشير بسبَّابتها الاتِّهاميَّة إليَّ فأنا لست مسؤولًا عما حدث. لكني لا أستطيع الصراخ والكلام فقد تجمَّد كل شيء في حلقي، ما جعلني أشعر بالاختناق قبل أن أفيق بفزع مع الاستحالة، والندم، وكثير من العَرَق.

الحب خسارات كبيرة وغير مقصودة، ووجع الخسارات كبير في النوم واليقظة.

عبدالله حبيب كاتب وشاعر عُماني

مقالات مشابهة

  • عبدالله بن سالم: التضحية للوطن أشرف الأعمال
  • عبدالله الحميدان: ارتقوا في ميادين الواجب والشرف
  • عبدالله النعيمي: أرقى مثال في الانتماء والبذل
  • الحب خسارات كبيرة وغير مقصودة
  • جمال عبدالله لوتاه المدير التنفيذي لمجموعة شركات كلينكو: يوم الشهيد يُجدّد في القلوب معاني الوفاء والاعتزاز بتضحيات أبناء دولة الإمارات البررة
  • وزارة الخارجية تحيي ذكرى شهداء الوطن الأبرار في يوم الشهيد
  • .. وإن ارتدى “الثوب” العربي! 
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: ترامب يحب توقيعه
  • عائلة الأردني رائد حماد تطالب روسيا بإعادة جثمانه
  • حماد يشارك في اجتماع المكتب التنفيذي للجنة الدولية لألعاب البحر المتوسط