د.حماد عبدالله يكتب: سمة هذا الوطن "الحــــــب"!!
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
غريب جدًا هذا العنوان لمقالي اليوم، فعلى مدى كتابتى لمقالاتي اليومية، وتعرضى في كتاباتي لمشاكل وموضوعات متعددة ومترامية الأطراف، مما أعتقد أنها تثير لدى القارئ المتابع، رأيًا أو إقتراحًا أو إعتراضًا، أو نقدًا لموقف أو رأي، وتخلل تلك الأعمدة اليومية عديد من المواقف تباينت من سرور أو فرح بنصر حتى لو كان لفريق (كرة القدم المصري) أو حزن وبكاء على هزيمة وطنية، مثل غرق ( عبارة السلام ) المشئومة في البحر الأحمرأو إثارة وإنتباه وإنزعاج وغضب ثم فرح شديد، وحلم يكاد يتحقق وإذ بالحلم حقيقة بأن يأتي يوم (11فبراير 2011 )، لكي تنجلي عن الأمة (غُمْة) نظام إستبد بكل شئ، بادئًاَ بالرأي والقرار وبالتنفيذ، دون مراعاة لأية نصائح أو مصالح الأمة، ومع ذلك كان "الحب" هو المسيطر على كل قوى الشعب المصري خلال تظاهره بشبابه بدءًا من (25يناير) وحتى (11فبراير)، ورغم أن الشعب دفع الدم وضحى بشهداء من أبنائه إلا أن "الحب" قد سيطر على الجميع فيما بينهم وإصرارهم أيضًا على بلوغ الهدف، الذي بدى حلمًا فأصبح حقيقة لم يكن يتوقعها أكثر المتفائلين، من المشاركين في تلك الثورة الشعبية أو الراصدين لهذه الأحداث منذ بدايتها وحتى اليوم، حتى أننا في حديث على سحور مع بعض الأصدقاء المهمومين بالشأن العام، كان السؤال، هل فعلًا نحن (يقظين) وأننا حققنا كشعب هذا الحدث العظيم ،" خلع الرئيس"، وإسقاط رموز النظام، ومحاكمتهم، رغم إيماننا الأكيد بأن "النظام مازال قائمًا "حينها حلمًا بالفعل كان وأصبح واقع، وحقيقة مؤكدة ولعل حالة "الحب" التى عاشها شعب مصر، وبحث عن أليات للتعبير عن هذه الحالة العقلية من خلال الأغاني التى شدت في (ميدان التحرير)، سواء جماعيًا أو على مجموعات، إلا أن مذياع الميدان كان يشدوا بأغاني ثورة (يوليو 1952)، "عبد الحليم حافظ" و"شادية" و"أم كلثوم"
و "محمد عبد الوهاب "، حالة "الحب" التى يمر بها شعب مصر في هذه الأيام، يجب أن نسجلها وأن نحترمها، وأن نفتقدها أيضًا، حيث سرعان ما دب الخلاف بين طوائف هذا الشعب، تحت رايات غريبة عن الوطن، وخروج فئات من وسط هذا التجمع الكبير للوطن لكي تحاول أن تأخذنا إلى دروب شديدة الظلام حتى إستطاعت تلك الطوائف من التمكن من مقاليد الأمور وكانت النفرة الكبرى يوم 30 يوليو 2013 ،وبيان الجيش والشعب يوم 3 يوليو بإعلان خارطة طريق لإسترداد الدولة، يجب أن نتذكر حالة الحب التى عاشها شعب مصر وتلك الأغاني التى تغنينا بها في تلك الأيام المشهودة.
كانت حالة "الحب" التى عاشها شعب مصر حالة (حب سياسي) حب للوطن، حب للإنتماء لقضايانا المحلية والدولية، كان "الحب" سائدًا على كل المشاعر، وليس بمعنى (المجتمع الأفلاطوني) أو المدينة الفاضلة، ولكن كان هذا هو الشعور وكان هذا هو الغالب حتى الأطفال الذين توقفوا عن الذهاب إلى المدارس والشباب إلى الجامعات، وشكلوا (اللجان الشعبية )لحماية الممتلكات العامة والخاصة، في غياب الأمن الغريب والمفاجئ.
هذه الحالة من "الحب الجماعي" لمصر،شئ يجب الإعتزاز به ،وليست القوى السياسية المتنازعة حول مستقبل الوطن،حيث حققنا بهذا الحب تشكيل كل مؤسساتنا الدستورية وإختيارنا لرئيس الجمهورية بأغلبية ساحقة، ليتنا نتذكر ونضع نصب اعيننا حالة "الحب" التى إعترت شعب مصر من يوم 30 يونيو 2013، وفور سماع بيان الفريق السيسى يوم 3 يوليو 2013.
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: شعب مصر
إقرأ أيضاً:
إسحق أحمد فضل الله يكتب: (نشرة مشاعر)
(نشرة مشاعر)
وكأنهم ينظرون إلى قفا السودان الذي يخرج من السودان… موجة من الكتابات عن المبدعين/ الذين ذهبوا/ تنطلق الآن،
والأسماء التي تتدفق الآن بعضها هو:
خالد فتح الرحمن
شابو
أبو آمنة حامد
يحيى فضل الله
الصلحي
عصام
معتصم حسين
النور عثمان
محجوب شريف
مصطفى سند
محمد عبد الحي
القدال
كجراي
جيلي عبد الرحمن
الفيتوري
صلاح أحمد إبراهيم
محمد المكي إبراهيم
إبراهيم إسحق
وبعض هؤلاء ما زال بين الناس… حفظه الله.
لكن…
ما يدهشك هو شيء تتفرد به كتابات السودانيين، وهو… النبل.
ومن يقرأ ما يسمى مذكرات، يجد أن أهل الكتابات هذه يطبخون ويلتهمون أجساد الآخرين باستمتاع.
والأسلوب هذا تتلوث به أقلام عربية إلى درجة أن بعض النقاد يأخذ على العقاد أنه ترك (العبقريات) ناقصة…
ناقصة لأن العقاد الذي كتب عن عثمان وعمر وخالد لم يشر إلى (لحظات الضعف البشري) عندهم…
يعني: الرذائل…
والرذائل ظلت هي (البهارات والمشهيات) في مذكرات أهل الغرب كلهم…
والعالم مبتلى بهذا… مبتلى بمهرجان العفونات… إلا في السودان…
وقالوا إن بغضهم لما كتب عن أحد كبار الشخصيات، يجد من يقول له:
:: لماذا لم تكتب عن كذا وكذا؟ (يعني بعض عورات الرجل)
قال هذا:
::: أُفّو…؟
و(أُفّو) هذه لا تحتاج إلى من يترجمها لك إن كنت سودانيًا…
(٢)
وأشياء لا نراها إلا بعد أن ننظر إلى قفاها وهي تنصرف.
قالت الممثلة المشهورة الشديدة الثراء… وهي تتحدث من فراش السرطان:
عندي مئات الملابس الرائعة، ولكني الآن لا أرتدي إلا قطعة قماش تابعة للمستشفى.
عندي مئات الأحذية، لكني الآن لا أتحرك إلا على كرسي له عجلات.
أستطيع أن أطوف مطارات ومدن العالم، لكني الآن أحتاج إلى من يوصلني إلى باب الحمام.
أستطيع أكل أفخم ما يأكل الناس، لكني الآن لا آكل إلا تفاحة… وكبسولات الحبوب الكيماوية…
ما أشتهيه الآن هو أن أملأ رئتي من الهواء… لكن قالوا: هذا خطر…
(٣)
أعجبتنا يومًا قصة نزاع حول سمكة… ونشرناها… لنجدها الآن تحدث وتهدد وجودنا.
ومن قصص الجنوب: صيادان يتنازعان ملكية سمكة… ويذهبان إلى المحكمة. والمحكمة تحجز السمكة (معروضات)، والقضية تمتد…
والسمكة تجف… وتهترئ… وتتساقط… وتفنى… والنزاع مستمر.
والآن، اللجنة الرباعية التي تجتمع وتنفض حول السودان هي لجنة تعرف ما تفعل.
اللجنة تعرف أنها تجتمع وتنفض… والسودان يتآكل… ويتناثر و…
وكامل إدريس يدرس… ويدرس…
وأحد معاني كلمة “يَدرُس” هو… يَطحن.
والمطحون هو نحن…
ويبقى أن القائمة أعلاه، قائمة الشعراء والفنانين، ليس فيها اسم واحد من ماركة الاقتصادي الذي جرجر ألمانيا من تحت خراب الحرب العالمية، لتصبح واحدة ممن يقودون اقتصاد العالم.
بينما عن السودان، يقول صلاح أحمد إبراهيم في أقصر وأفصح قصيدة:
(النيل وخيرات الأرض هنالك
ومع ذلك… ومع ذلك)
هذا في الستينات…
ولما أوشك السودان أن يفتح عينيه اقتصاديًا… صنعوا “قحت”.
لسنا ملائكة، فأحدهم يشير أمس إلى أن محمد صادق، الطيار الذي ضرب الضربة الأولى التي زلزلت الجنجويد، اتصل به من المطار زميله وطلب أن ينزل.
ومحمد نزل.
وهذا يضربه بالرشاش… لأن الأخير، الزميل… الصديق… كان يوقّع على حقيقة أنه جنجويدي.
جنجويدي؟ نعم
لكن… سوداني؟ لا…