الجزيرة:
2025-08-02@22:42:03 GMT

ترامب لا ينوي حقًا إنهاء الحروب في العالم

تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT

ترامب لا ينوي حقًا إنهاء الحروب في العالم

أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء 21 يناير/ كانون الثاني الجاري، إلى أنه "سينظر في فرض عقوبات جديدة على روسيا في حال رفض نظيره الروسي فلاديمير بوتين التفاوض مع أوكرانيا للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب".

قد يشعر المتابع بشيء من الاستغراب عند مراجعة تصريحات ترامب قبل وبعد تنصيبه، لا سيما فيما يتعلق بتوجيه "الإطراء" إلى شخصية بوتين باعتباره رجلًا ذكيًا، ومن خلال تأكيده أن حرب أوكرانيا ما كانت لتكون، وأنه سيعمل على حلّها في أسرع وقت ممكن.

ولكنّ تصريحاته هذه لا تنسجم مع ممارساته، فهي تحمل الكثير من التعالي والفوقية في طياتها، الأمر الذي يستفز به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويزيد عقدة على تعقيدات هذه الأزمة، لا سيما أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كان قد وقع على مرسوم يحظر فيه على الطرف الأوكراني إجراء أي مفاوضات مع موسكو عندما كان في ولايته الشرعية، فلماذا ينقل ترامب المشكلة إلى الجانب الروسي؟

تشعر روسيا بأن ترامب ينصب لها فخًا لأخذها إلى الاستسلام، لا سيما بعد حديثه عن مفعولية عقوبات بلاده على روسيا وإنهاكها للاقتصاد الروسي، وأنه مستعد لمدّ كييف بالسلاح، رغم وصف أهم داعمي ترامب، إيلون ماسك، زيلينسكي بـ "سارق القرن".

إعلان

ليس صحيحًا أن ترامب يريد أن ينهي الحروب في العالم، فهو ليس برجل سلام، هذا ما تؤكده مقولته أنه "سيفرض السلام بالقوة". ولكن السؤال الذي يفرض نفسه: أي سلام يريد ترامب فرضه على العالم؟ وهل يعني بالقوة استخدام السلاح؟

قد يكون السلام الأوكراني مجرد تمنيات عند الرجل، لأن الحرب في أوكرانيا معقّدة ومتداخلة. وقد تكون نظريته "الانفتاحية" تجاه الصين، مجرد "بالونات" إعلامية، رغم الاتصال الذي حصل مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، والذي تناول فيه التعاون لتحقيق التنمية العالمية.

لكنّ العداوة بين البلدين مبنية على قاعدة "فخ ثيوسيديدس" المؤرخ اليوناني، الذي يفرض حتمية "الصدام" بين قوتين: إحداهما صاعدة "الصين اليوم"، والثانية فارضة "الولايات المتحدة".

لا سلام مع بكين، وما زيادة نسبة الضرائب إلى 10% التي اقترحها ترامب على الواردات الصينية إلا دليل. وما يؤكد ذلك، طلب ترامب الاستحواذ على 50% من منصة "تيك توك" الصينية، إن أرادت الاستمرار في البث في السوق الأميركي، بعدما صدر قرار قضائي أميركي يحظرها من البث.

واضح أن ما يطلبه ترامب هو جزء من الاستمرارية الأميركية في الهيمنة على النظام العالمي، عبر كافة وسائلها وتحديدًا وسائل التواصل الاجتماعي.

إن الشعار الترامبي "أميركا أولًا"، لا يعني وضع حدود للتدخل الأميركي في العالم، والتركيز فقط على حل القضايا الداخلية كقضية التحول الجنسي الذي خصص له هجومًا مركزًا في خطاب القسَم.

ولا يعني أيضًا الالتزام فقط بتطبيق "عقيدة مونرو"، حيث من الواضح أننا سنرى في عهده تجسيدًا لهذا المبدأ ساري المفعول في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1823. ذلك المبدأ الذي يفرض على الشق الغربي من الكرة الأرضية عدم السماح لأي دولة أجنبية بالتدخل في شؤون القارتين الأميركيتين؛ الشمالية، والجنوبية.

إعلان

لهذا يفترض من إدارة ترامب الاهتمام أكثر بالشأن الفنزويلي الغني بالنفط، والعمل على تغيير نظام نيكولاس مادورو ليكون مصيره شبيهًا بمصير الرئيس السوري بشار الأسد، بسبب انغماسه الكلي مع محور الصين وروسيا وتحديدًا إيران.

كما يريد ترامب فرملة "الطحشة" للمنافسين الجيوسياسيين لبلاده، الروسي والصيني، من خلال وضع اليد على جزيرة غرينلاند التي يجد فيها "موقع المواجهة" مع روسيا في منطقة القطب الشمالي. وأيضًا وضع اليد على قناة بنما، لاعتباره أن الشركات الصينية بات لها حضور استثماري من خلال إدارتها ميناءين على هذه القناة، ما يفرض صعوبات على الحركة البحرية الأميركية.

لم يكتفِ ترامب بفتح النار على هذه الدول، بل ذهب بعيدًا مع توقيعه قرارًا تنفيذيًا أعاد بمقتضاه إدراج كوبا ضمن القائمة الأميركية للدول "الراعية للإرهاب"، ملغيًا بذلك الإعفاء الذي أصدره سلفه الرئيس جو بايدن قبل نهاية ولايته الرئاسية.

عين ترامب على "مونرو"، كيف لا والأزمات الداخلية باتت تشكل عبئًا على أي إدارة أميركية تصل البيت الأبيض. لهذا قد يشكك البعض في أن تخاذل الديمقراطيين في مواجهة الجمهوريين في الانتخابات الأخيرة، ليس بسبب ضعف شخصية مرشحتهم كامالا هاريس، بل لأنّ المرحلة القادمة تحتاج إلى رجل جريء في اتخاذ القرار لدرجة "الجنون".

ومن أفضل من الرئيس ترامب لتحمل تلك المسؤولية، وأخذ القرارات التي قد تصل إلى صدام مباشر مع أعداء الولايات المتحدة، بدءًا بقرار ضرب إيران؟ هذا القرار الذي على ما يبدو قد "نضج" عند مصادر القرار الأميركي كما الإسرائيلي، وما يحتاج إلا إلى تحديد ساعة الصفر.

لا نستطيع أن نقول إن أميركا زمن ترامب ستنسحب من القرارات الدولية، ويجب ألا يتخيل المتابع أن واشنطن ستترك للصين أي فرصة للدخول إلى مركز القيادة العالمية. فما أعلنت عنه وزارة الخارجية الصينية ليس دليلًا، بل مراوغة أميركية، عن أنها ستدعم منظمة الصحة العالمية في مهامها على خلفية انسحاب الولايات المتحدة من المنظمة بقرار من الرئيس دونالد ترامب الذي قال الاثنين 20 يناير/ كانون الثاني: "هذه المنظمة تخدعنا".

إعلان

لا يريد ترامب أن يسحب بلاده من القيادة العالمية، ولا أن يدمر النظام العالمي الليبرالي الذي هو صنيعة بلاده، بل جلّ ما يهدف إليه هو إزالة التهديدات الخارجية والداخلية التي قد تعصف بالولايات المتحدة. كيف لا، والرجل وصل إلى السلطة في زمن باتت كل من روسيا والصين تشعران أنهما قريبتان جدًا من إحداث التغيير في النظام العالمي، فهل سيقف متفرجًا؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

بعد اجتماع لافروف.. الشيباني سيلتقي الرئيس الروسي

يلتقي وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الخميس، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة موسكو، وفق ما أفادت قناة "العربية/ الحدث" نقلاً عن مصادرها.

اقرأ ايضاًحليف الأسد الدولي يستقبل مسؤولا في حكومة الشرع

وقالت إن هذا اللقاء يأتي بعدما استقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الشيباني لأول مرة منذ إسقاط نظام الرئيس السوري السابق، بشار الأسد.

كما أشار لافروف إلى تطلعات بلاده لاستقبال الرئيس السوري أحمد الشرع في موسكو لحضور قمة بين روسيا والدول العربية في أكتوبر/تشرين الأول، وأن هناك مساعٍ روسية لتقوية العلاقات والروابط مع سوريا، معلنا الاتفاق على إجراء مراجعة شاملة لجميع الاتفاقيات بين البلدين.

واتفق الطرفان على إنشاء مستشفى ميداني في السويداء، ومساعدة سوريا لتجاوز التحديات الراهنة.

كما عرض لافروف على الشيباني المساعدة في التوصل لاتفاق بين دمشق والأكراد.

بالمقابل، أكد الشيباني أن بلاده تريد فتح صفحة جديدة مع روسيا قائمة على التعاون مؤكداً أنه لن يقوم على "الإرث الماضي"، وسيكون احترام القوانين أساس العلاقات بين البلدين.

وأكد على أن التدخل الإسرائيلي المستمر يعقد المشهد في السويداء، وأن على إسرائيل عدم التدخل في شؤون سوريا أو استخدام ورقة الأقليات.

اقرأ ايضاً10 جنود إسرائيلية حصيلة حدث أمني غير عادي في غزة

وتأتي هذه الزيارة بينما تسعى الإدارة السورية الجديدة إلى طمأنة الدول العربية والغربية بأن سوريا ستكون شاملة لكل الأطياف مع استعادة العلاقات الدبلوماسية، وأنها لن تكون مصدر إزعاج لأية جهة.

أما روسيا التي طالما عرفت بدعمها لنظام الرئيس السابق، بشار الأسد، فلها في سوريا مصالح عديدة بحاجة للنقاش، أهمها القواعد العسكرية.

المصدر: العربية


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند بعد اجتماع لافروف.. الشيباني سيلتقي الرئيس الروسي تانر أولميز يجسّد الإمام الغزالي في عمل درامي منتظر من الحليف إلى الشريك..روسيا تبحث عن سوريا ما بعد الأسد ويتكوف يصل "تل أبيب"..وعيون العالم على وقف العدوان مدرب ليفربول آرني سلوت يُعبر عن حزنه لرحيل لويس دياز Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • كاتب أميركي: على ترامب إدراك ألا أحد يفوز في حرب تجارية
  • كمبوديا ترشح الرئيس الأمريكي لجائزة نوبل للسلام
  • جماهير البرازيل قد تحرم من حضور مونديال 2026
  • بعد اجتماع لافروف.. الشيباني سيلتقي الرئيس الروسي
  • "الجماهير البرازيلية" قد تحرم من حضور كأس العالم 2026
  • وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مستهل لقائه وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني في موسكو: نتمنى أن يتجاوز الشعب السوري التحديات، ونتطلع لزيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى روسيا
  • عاجل. الرئيس اللبناني يدعو حزب الله لتسليم سلاحه: يجب وقف الحروب العبثية على أرضنا
  • في مواجهة رسوم ترامب.. الرئيس البرازيلي يتعهد بالدفاع عن سيادة بلاده
  • ترامب يهدد برسوم جمركية على مشترين نفط روسيا وسط تحديات دول بريكس
  • الرئيس البرازيلي يتعهد بمواجهة العقوبات والرسوم الأمريكية