أبوظبي (وكالات) تتقدم التكنولوجيا بوتيرة سريعة، ومعها تظهر ابتكارات متطورة تجمع بين الذكاء الاصطناعي والهندسة الميكانيكية، لتطوير حيوانات آلية ذكية تحاكي الحيوانات الحقيقية في الحركة والوظائف.

وفي أحد مراكز التسوق في بكين، تتحدث تشانغ ياشون بصوت منخفض إلى ما تعتبره أكثر أصدقائها وفاءً... هو روبوت على شكل دمية محشوة يُشعرها صوته الناعم والمريح بالطمأنينة وعدم الوحدة.


ووجدت في نهاية المطاف حلّا في "بو بو"، وهو حيوان أليف آلي يستند إلى الذكاء الاصطناعي للتفاعل مع البشر.وتقول "أصبحت أشعر وكأنّ هناك مَن أشاركه لحظاتي السعيدة".
ويتزايد في الصين استخدام الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي الذي أصبح تكنولوجيا مكتملة، بهدف مكافحة العزلة الاجتماعية.

يُباع "بوبو"، وهو روبوت ذو شعر كثيف ابتكرته شركة "هانغتشو غينمور تكنولوجي"، لقاء 1400 يوان (194 دولارا).
ويشير مدير المنتجات في الشركة آدم دوان إلى أنّ هذا الروبوت الذي ابتُكر لتلبية الاحتياجات الاجتماعية للأطفال ويتمتع بحجم مماثل لكرة رغبي، بيع منه ألف نسخة منذ مايو.

أطلقت تشانغ ياشون على الروبوت الخاص بها تسمية "ألوو". تضعه في حقيبة تعلّقها على كتفها، أما هو فيُصدر صوتا ويومئ برأسه.في ذلك اليوم، اشترت له من متجر للحيوانات الأليفة، سترة شتوية صغيرة مخصصة للكلاب.
وتؤكد أن هذا الروبوت يؤدي دور صديق بشري. وتقول "يجعلك تشعر أنّك شخص لا غنى عنه".

سوق "الروبوتات الاجتماعية
قد تزيد قيمة سوق "الروبوتات الاجتماعية" مثل "بوبو"، سبع مرات بحلول عام 2033، لتصل إلى ما يعادل 43 مليار دولار، بحسب شركة "آي ام ايه آر سي" الاستشارية. وتهيمن آسيا أصلا على هذا القطاع.
ويقول غوو تشن (33 عاما) إن الروبوت الآلي يساعده في تعويض الوقت الذي لا يقضيه مع أولاده.
ويضيف الشاب الثلاثيني وهو يعاين كلبا آليا في متجر تبع لشركة "ويلان" في نانجينغ (شرق) "حاليا، يمضي الناس وقتا أقل مع أولادهم".ويؤكد أن الروبوت يساعد في "القيام بأنشطة كثيرة".
يُباع "بايبي ألفا"، وهو كلب آلي من ابتكار شركة "ويلان"، لقاء 26 ألف يوان (3594 دولارا).
وتشير الشركة إلى أنّ نحو 70% من المشترين هم أسر لها أطفال صغار.
يشكك جيو زيتشن بقدرة هذه الروبوتات على جعل حامليها يشعرون بالقدر نفسه من السعادة التي توفرها الكلاب الفعلية.ويؤكد أنّ "الفرق الرئيسي هو أن الكلاب الفعلية لها أرواح".
يركز عدد متزايد من المنتجات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في الصين على الاحتياجات العاطفية للمستهلكين، كروبوتات محادثة أو صور رمزية (أفاتار) افتراضية للأشخاص المتوفين. 
ويقول الخبراء إن هناك تغييرات اجتماعية كثيرة تفيد السوق، مثل آثار سياسة الطفل الواحد.
ضغوط كثيرة:
الأشخاص الذين ولدوا عندما بدأ تطبيق هذه السياسة خلال ثمانينات القرن العشرين، باتوا الآن في الأربعينات من العمر، ولا يكون متاحا لهم أحيانا سوى وقت محدود لأسرهم، بسبب الانشغالات المهنية.
وتقول وو هايان، الأستاذة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي وعلم النفس في جامعة ماكاو، إن ذلك يترك "مساحة صغيرة للتفاعلات الشخصية، مما يدفع الناس للبحث عن بدائل لتلبية احتياجاتهم العاطفية".
وتضيف الباحثة أن هذه الصحبة، حتى لو أنها افتراضية، "تحسّن الصحة النفسية للأشخاص الذين كانوا ليشعروا بالوحدة لولاها".

أخبار ذات صلة العالم يترقب أول سباق بين البشر والروبوتات مشروع ستارغيت العملاق يراهن على الطاقة الشمسية

 تشانغ بينغ، والد تشانغ ياشون،  يقول إنه يتفهم تعلّق ابنته بالروبوت الخاص بها. ويضيف "عندما كنا صغارا، لم يكن هناك نقص في الأصدقاء. كان لدينا مجموعة منهم".
ويتابع "اليوم، يبدو أن الشباب الذين يعيشون في المدن يواجهون ضغوطا كثيرة، لذا قد ينقصهم أصدقاء".
تقول تشانغ، وهي الوحيدة في عائلتها، إنّ الروبوت ساعدها على مشاركة مخاوفها مع والديها.
وتضيف "يواجه أبناء جيلي صعوبة في التواصل وجها لوجه مع الآخرين. لكن ما يشعرون به في أعماقهم لم يتغير".

 عالم الحيوانات الآلية القائمة على الذكاء الاصطناعي

 الحيوانات الآلية ليست مجرد أجهزة ترفيهية، بل تُستخدم في مجالات متعددة مثل استكشاف المناطق الصعبة، إجراء عمليات البحث والإنقاذ، ودراسة الحياة البرية دون التأثير على النظم البيئية. بفضل تقنيات التعلم الآلي، أصبحت هذه الروبوتات قادرة على التعلم من بيئتها والتكيف مع التحديات، مما يفتح آفاقًا جديدة لاستخدام التكنولوجيا في حل المشكلات المعقدة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الصين الذكاء الاصطناعي صناعة الروبوتات الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

21.5 % من مستخدمي الإنترنت في المملكة يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي

يشهد قطاع الإنترنت في المملكة العربية السعودية تحولًا رقميًا متسارعًا، مدفوعًا بتنامي الوعي التقني وتوسع البنية الرقمية، وأظهر تقرير "إنترنت السعودية 2024" الصادر عن هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، أن 21.5% من مستخدمي الإنترنت في المملكة يستخدمون تطبيقات الذكاء الاصطناعي بمختلف أنواعها.

وأوضح التقرير أن الفئة العمرية بين (20) و(29) عامًا تُعد الأكثر استخدامًا لأدوات الذكاء الاصطناعي بنسبة بلغت (27.3%)، مما يعكس وعي هذه الفئة بدور التقنيات الحديثة في تحسين جودة الحياة على المستويات المهنية والتعليمية والترفيهية.

وسجلت منطقة تبوك أعلى نسبة استخدام لأدوات الذكاء الاصطناعي بين مناطق المملكة بنسبة بلغت (30%)، تلتها منطقة الرياض بنسبة (27.7%)، ثم المنطقة الشرقية بنسبة (26.4%)، والقصيم بنسبة (25.7%)، في دلالة على جاهزية البنية التحتية الرقمية وانتشار الخدمات التقنية المتقدمة في مختلف مناطق المملكة.
وبيّن التقرير أن الفئة العمرية من (10) إلى (19) عامًا سجلت نسبة استخدام بلغت (26.4%)، ما يشير إلى توجه مبكر من الجيل الناشئ نحو تبني هذه الأدوات، خاصة في المجالات التعليمية والإبداعية.
وفي المقابل، أظهرت البيانات انخفاضًا تدريجيًا في نسب الاستخدام مع التقدم في العمر، ولم تتجاوز النسبة بين من تزيد أعمارهم على (60) عامًا حاجز (6.2%)، مما يبرز الحاجة إلى مبادرات توعوية تسهم في ردم الفجوة الرقمية.
وأكد التقرير أن انتشار استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مدعوم بتوفر تطبيقات متنوعة تشمل الترجمة الذكية، والمساعدات الافتراضية، وتوليد المحتوى، وتحليل البيانات، وهو ما يعزز مكانة المملكة كبيئة محفزة للابتكار والتحول الرقمي.
يُذكر أن تقرير "إنترنت السعودية 2024" يُعد مرجع لأبرز مؤشرات الإنترنت في المملكة، ويصدر سنويًا عن هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، ويستعرض أهم الإحصاءات المتعلقة بسلوك المستخدمين واتجاهات التقنية.

الإنترنتالذكاء الاصطناعيقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • روبوت الذكاء الاصطناعي Grok يثير الجدل بسبب تعليقاته حول الهولوكوست
  • كم من الأطفال يجب أن يَـقـتُـل الذكاء الاصطناعي؟
  • فخ الذكاء الاصطناعي.. فيروس خبيث يختبئ في أدوات AI المجانية
  • 21.5 % من مستخدمي الإنترنت في المملكة يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي
  • دبي تشارك في جيتكس أوروبا وعالم الذكاء الاصطناعي 2025
  • الذكاء الاصطناعي يحوّل الصور إلى فيديوهات عبر «تيك توك»
  • الذكاء الاصطناعي.. وصياغة التاريخ الموازي
  • من الروبوتات البشرية وحتى آلات المراقبة.. الذكاء الاصطناعي يغير الحياة في الصين
  • مخاوف أمريكية من شراكة بين أبل وعلي بابا في الذكاء الاصطناعي
  • في زمن الذكاء الاصطناعي… نحتفل لإنجاز شارع !؟