أستاذ قانون دولي لـ «الأسبوع»: دعوات ترامب لتهجير الفلسطينيين جريمة حرب تستوجب المحاكمة
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
علق الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول تهجير الفلسطينيين، مؤكداً أنها تعتبر امتدادا لسياسات تصفية القضية الفلسطينية، وانتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي.
وأضاف مهران، في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»، أن تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن غير مقبولة، مؤكدا أنها تمثل جريمة حرب منصوص عليها في المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة والمادة 7 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
وأكد أستاذ القانون الدولي، أن هذه التصريحات تكشف عن مخطط متكامل يهدف لاستمرار التصعيد في غزة لإجبار السكان على النزوح القسري، حيث يأتي استهداف البنية التحتية والمنشآت المدنية من قبل جيش الاحتلال في إطار سياسة ممنهجة لجعل الحياة مستحيلة في القطاع.
ترامب يسعى لتصفية القضية الفلسطينيةوأضاف الخبير الدولي، أن الهدف الحقيقي من دعوات التهجير يتمثل في تصفية القضية الفلسطينية من خلال إفراغ الأرض من سكانها الأصليين وتغيير التركيبة الديموغرافية للمنطقة، في محاولة لفرض واقع جديد يقوض حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
وأشار مهران، إلى أن موقف القانون الدولي واضح وصريح في رفض التهجير القسري، حيث تصنفه المادة 85 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف كانتهاك جسيم يستوجب المحاكمة، كما تؤكد قرارات الشرعية الدولية على ضرورة حماية المدنيين في النزاعات المسلحة.
ولفت مهران، إلى أن الشعب الفلسطيني أثبت خلال 7 عقود رفضه القاطع لكل مشاريع التهجير والتوطين، مشيراً إلى أن تمسك الفلسطينيين بأرضهم وهويتهم وحقوقهم المشروعة أفشل كل المخططات السابقة لتصفية قضيته العادلة.
كيف تنظر الأمم المتحدة لمقترح ترامب؟وحول موقف الأمم المتحدة من مقترح ترامب، لفت مهران، إلى أن المنظمة الدولية تؤكد باستمرار على عدم شرعية الاحتلال والاستيطان والتهجير القسري، وتشدد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، بل وطالبت في آخر قراراتها بضرورة انسحاب إسرائيل خلال عام من الأراضي المحتلة تنفيذًا لفتوى محكمة العدل الدولية التي أكدت علي عدم قانونية الاحتلال والاستيطان.
ونوه أستاذ القانون الدولي، إلى أن استمرار التصعيد في غزة يهدف لكسر إرادة الشعب الفلسطيني ودفعه للقبول بحلول تصفية قضيته، مؤكداً أن هذا يتعارض مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
وأشاد مهران، بموقف مصر الثابت في رفض التهجير القسري، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن هذا الموقف يستند إلى التزامات قانونية دولية وموروث تاريخي في دعم القضية الفلسطينية العادلة.
وأكد الخبير الدولي، أن مواقف الدول العربية الرافضة لمشاريع التهجير تتوافق مع القانون الدولي والشرعية الدولية، مشيراً إلى أن أي محاولة لفرض حلول قسرية ستزيد من حدة التوتر في المنطقة.
وشدد مهران، على أن المجتمع الدولي مطالب بموقف حازم تجاه هذه الدعوات العنصرية التي تهدد السلم والأمن الدوليين، وضرورة العمل على تحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
من جانبها أكدت الرئاسة الفلسطينية في بيان لها، أن مقترحات التهجير ومحاولة إحياء مشاريع الاستيطان مصيرها الفشل، مؤكدة أن تحقيق السلام والاستقرار لن يتم إلا من خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وتجسيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
وأضافت الرئاسة الفلسطينية، أن أية حلول سواء دولة ذات حدود مؤقتة أو تبادل للأراضي يؤدي إلى المساس بالحدود المعترف بها دوليا وفق قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، مرفوضة ولن يسمح الشعب الفلسطيني بتمريرها على حساب نضاله وثوابته الوطنية ومقدساته.
وأكدت الرئاسة الفلسطينية، أن دولة مصغرة ومشاريع التهجير ومحاولة إحياء مشاريع الاستيطان المرفوضة سيكون مصيرها الفشل أمام صمود الشعب الفلسطيني وتضحياته.
اقرأ أيضاًبعد مقترح ترامب.. مشاهد زحف الفلسطينيين نحو منازلهم المدمرة في غزة يملؤها الفرح والحزن معًا
ترامب يدعو الجمهوريين لدعم مقترحاته حول الهجرة وأمن الحدود
انتهاكًا للشرعية الدولية.. مجلس رؤساء محاكم الاستئناف يدين محاولات تهجير الفلسطينيين
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية ترامب الشعب الفلسطيني غزة حماس الاتفاقيات الدولية التهجير القسري تهجير الفلسطينيين التصعيد في غزة التهجير أستاذ القانون الدولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدكتور محمد مهران تصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين مقترحات التهجير مشاريع التهجير موقف مصر من التهجير القسري الرئاسة الفلسطینیة القضیة الفلسطینیة الشرعیة الدولیة الشعب الفلسطینی القانون الدولی إلى أن
إقرأ أيضاً:
«الهيئة الدولية لدعم فلسطين»: حماية «الأونروا» في غزة واجب للحفاظ على القضية الفلسطينية
أكد رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين، الدكتور صلاح عبد العاطي، أن المساس بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» يعني المساس بالقضية الفلسطينية، مشددًا على أن دور الوكالة الإنساني يشكل الشريان الأساسي لتقديم المساعدات في قطاع غزة.
وأوضح صلاح عبد العاطي، في مداخلة هاتفية لقناة «إكسترا نيوز» اليوم السبت، أن استمرار منع دخول المساعدات الإنسانية، رغم وجود أكثر من 6 آلاف شاحنة على المعابر، يعكس تجاهل إسرائيل للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، داعيًا المجتمع الدولي إلى فرض العقوبات اللازمة لضمان التزام إسرائيل بالقواعد الدولية وحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين.
وأشار إلى أن البيان المشترك الصادر عن وزراء خارجية مصر وسبع دول عربية وإسلامية جاء في توقيت حاسم للتنديد باعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على مقر الأونروا في القدس، ورفع العلم الإسرائيلي وطرد الموظفين، مؤكدًا أن هذه الإجراءات تهدف إلى المساس بالدور الحيوي للوكالة في تقديم المساعدات الإنسانية، خصوصًا في قطاع غزة والمناطق الفلسطينية الأخرى.
اقرأ أيضاًغرق 27 ألف خيمة.. كارثة إنسانية في غزة بسبب المنخفض الجوي وتضرر مليون نازح «عاجل»
«لوموند»: العنف الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية يثير قلق المجتمع الدولي
عاجل.. الأمم المتحدة تعتمد مشروع قرار يطالب إسرائيل بالسماح بالوصول الإنساني الكامل إلى غزة