علق الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول تهجير الفلسطينيين، مؤكداً أنها تعتبر امتدادا لسياسات تصفية القضية الفلسطينية، وانتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي.

وأضاف مهران، في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع»، أن تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن غير مقبولة، مؤكدا أنها تمثل جريمة حرب منصوص عليها في المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة والمادة 7 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وأكد أستاذ القانون الدولي، أن هذه التصريحات تكشف عن مخطط متكامل يهدف لاستمرار التصعيد في غزة لإجبار السكان على النزوح القسري، حيث يأتي استهداف البنية التحتية والمنشآت المدنية من قبل جيش الاحتلال في إطار سياسة ممنهجة لجعل الحياة مستحيلة في القطاع.

ترامب يسعى لتصفية القضية الفلسطينية

وأضاف الخبير الدولي، أن الهدف الحقيقي من دعوات التهجير يتمثل في تصفية القضية الفلسطينية من خلال إفراغ الأرض من سكانها الأصليين وتغيير التركيبة الديموغرافية للمنطقة، في محاولة لفرض واقع جديد يقوض حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

وأشار مهران، إلى أن موقف القانون الدولي واضح وصريح في رفض التهجير القسري، حيث تصنفه المادة 85 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف كانتهاك جسيم يستوجب المحاكمة، كما تؤكد قرارات الشرعية الدولية على ضرورة حماية المدنيين في النزاعات المسلحة.

ولفت مهران، إلى أن الشعب الفلسطيني أثبت خلال 7 عقود رفضه القاطع لكل مشاريع التهجير والتوطين، مشيراً إلى أن تمسك الفلسطينيين بأرضهم وهويتهم وحقوقهم المشروعة أفشل كل المخططات السابقة لتصفية قضيته العادلة.

كيف تنظر الأمم المتحدة لمقترح ترامب؟

وحول موقف الأمم المتحدة من مقترح ترامب، لفت مهران، إلى أن المنظمة الدولية تؤكد باستمرار على عدم شرعية الاحتلال والاستيطان والتهجير القسري، وتشدد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، بل وطالبت في آخر قراراتها بضرورة انسحاب إسرائيل خلال عام من الأراضي المحتلة تنفيذًا لفتوى محكمة العدل الدولية التي أكدت علي عدم قانونية الاحتلال والاستيطان.

ونوه أستاذ القانون الدولي، إلى أن استمرار التصعيد في غزة يهدف لكسر إرادة الشعب الفلسطيني ودفعه للقبول بحلول تصفية قضيته، مؤكداً أن هذا يتعارض مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي وحق الشعوب في تقرير مصيرها.

وأشاد مهران، بموقف مصر الثابت في رفض التهجير القسري، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن هذا الموقف يستند إلى التزامات قانونية دولية وموروث تاريخي في دعم القضية الفلسطينية العادلة.

وأكد الخبير الدولي، أن مواقف الدول العربية الرافضة لمشاريع التهجير تتوافق مع القانون الدولي والشرعية الدولية، مشيراً إلى أن أي محاولة لفرض حلول قسرية ستزيد من حدة التوتر في المنطقة.

وشدد مهران، على أن المجتمع الدولي مطالب بموقف حازم تجاه هذه الدعوات العنصرية التي تهدد السلم والأمن الدوليين، وضرورة العمل على تحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.

عودة الفلسيطنيين لمنازلهم بعد مخطط ترامب للتهجير الرئاسة الفلسطينية ترفض مقترحات التهجير

من جانبها أكدت الرئاسة الفلسطينية في بيان لها، أن مقترحات التهجير ومحاولة إحياء مشاريع الاستيطان مصيرها الفشل، مؤكدة أن تحقيق السلام والاستقرار لن يتم إلا من خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وتجسيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967.

وأضافت الرئاسة الفلسطينية، أن أية حلول سواء دولة ذات حدود مؤقتة أو تبادل للأراضي يؤدي إلى المساس بالحدود المعترف بها دوليا وفق قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، مرفوضة ولن يسمح الشعب الفلسطيني بتمريرها على حساب نضاله وثوابته الوطنية ومقدساته.

وأكدت الرئاسة الفلسطينية، أن دولة مصغرة ومشاريع التهجير ومحاولة إحياء مشاريع الاستيطان المرفوضة سيكون مصيرها الفشل أمام صمود الشعب الفلسطيني وتضحياته.

اقرأ أيضاًبعد مقترح ترامب.. مشاهد زحف الفلسطينيين نحو منازلهم المدمرة في غزة يملؤها الفرح والحزن معًا

ترامب يدعو الجمهوريين لدعم مقترحاته حول الهجرة وأمن الحدود

انتهاكًا للشرعية الدولية.. مجلس رؤساء محاكم الاستئناف يدين محاولات تهجير الفلسطينيين

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية ترامب الشعب الفلسطيني غزة حماس الاتفاقيات الدولية التهجير القسري تهجير الفلسطينيين التصعيد في غزة التهجير أستاذ القانون الدولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدكتور محمد مهران تصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين مقترحات التهجير مشاريع التهجير موقف مصر من التهجير القسري الرئاسة الفلسطینیة القضیة الفلسطینیة الشرعیة الدولیة الشعب الفلسطینی القانون الدولی إلى أن

إقرأ أيضاً:

حزب الوعي: الاعتداء الإسرائيلي على سفينة المساعدات مادلين عدوان سافر على القانون الدولي

يدين "حزب الوعي" بأشد العبارات الجريمة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم بحق سفينة المساعدات الإنسانية "مادلين"، التي كانت متجهة إلى قطاع غزة المحاصر ضمن "أسطول الحرية"، في مهمة إنسانية خالصة تهدف إلى إيصال مواد غذائية وطبية عاجلة إلى المدنيين المحاصرين، في ظل عدوان مستمر تجاوز كل الحدود.

افتتاح مقر لجنة حزب الوعي بمدينة زايد ضمن خطة التوسع التنظيميحزب الوعي: زيارة الرئيس السيسي للإمارات رسالة بثبات السياسة الخارجية لمصرمفتي الجمهورية لرئيس حزب الوعي: دار الإفتاء منفتحة على كل تعاون جاد يخدم الوطنحزب الوعي: التاريخ لن ينسى دور الرئيس السيسي في دعم القضية الفلسطينية

إن إقدام قوات الاحتلال على السيطرة العسكرية على السفينة المدنية "مادلين"، واحتجاز طاقمها، وتحويل وجهتها قسرًا إلى أحد الموانئ الإسرائيلية وهو ميناء أشدود البحري، يُعد عدوانًا سافرًا على القانون الدولي، وانتهاكًا صارخًا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، واعتداءً مباشرًا على جهود الإغاثة الإنسانية والمجتمع المدني العالمي.

لقد جاءت هذه الجريمة لتؤكد مجددًا أن إسرائيل كيان معتدٍ قائم على الجرائم الدولية، والتعدي علي القانون والشرعية، لا يعترف بأي قواعد أو مواثيق، ومستعد لاستخدام القوة ضد كل من يخالف إرادته، حتى وإن كان زورقًا إنسانيًا يقوده نشطاء مدنيون لا يحملون سلاحًا سوى ضمائرهم الحيّة.

إن سفينة "مادلين" تحولت اليوم إلى شاهدٍ صامت على وجه الاحتلال الحقيقي. لقد ضمّت على متنها عددًا من النشطاء الأحرار من أوروبا وأمريكا والعالم العربي، وأبحرت تحت راية الإنسانية لا السياسة. لكنها اليوم باتت شاهدًا حيًا على حقيقة هذا الكيان الذي لا يتورع عن ارتكاب الجرائم حتى في عرض البحر، في وضح النهار، وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع.

لم تكن "مادلين" سوى محاولة من الضمير الإنساني لكسر الحصار، لكنها تحوّلت إلى رمز جديد في هذا الصراع بين العدالة والظلم، بين الكرامة الإنسانية ومنطق الاحتلال.

وإذ يعبر "حزب الوعي" عن موقفه، انطلاقًا من تمثيله لأعضائه، وكونه جزءًا من النسيج السياسي والحزبي في مصر والعالم العربي، فإنه يُحمّل المجتمع الدولي، بكافة مؤسساته، وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن، المسؤولية الكاملة عن إستمرار وإستدامة صمته المُخجل إزاء هذه الممارسات الإرهابية المتكررة.

وندعو في هذا السياق، كل منظمات حقوق الإنسان الدولية، وهيئات المجتمع المدني، والضمائر الحرة حول العالم، إلى:

- إعلان التضامن الكامل مع طاقم سفينة "مادلين" وجميع المشاركين في "أسطول الحرية"، والتأكيد على مبدأ: "لا صمت أبدًا أمام الظلم".

- إطلاق حملة دولية لحماية السفن الإنسانية المتجهة إلى غزة من القرصنة الإسرائيلية.

- فرض آلية دولية لمساءلة إسرائيل بوصفها دولةً تنتهك القانون الدولي، وتستهدف الإغاثة والمدنيين بلا أي رادع.

- الاستمرار في تنظيم أساطيل المساعدات الإنسانية، وعدم الرضوخ لمحاولات الاحتلال بث الرعب واليأس في نفوس المتضامنين.


كما نوجّه رسالة صادقة إلى النشطاء الأحرار في كل أنحاء العالم وإلي كل الشعوب الشريفة:

"لا تخافوا.. ولا تتوقفوا."

ونؤكد في هذا البيان:

- إذا أوقفوا "مادلين"، فلن تتوقف العدالة.
وإن أوقفوا ألف "مادلين"، فستولد ألف روح جديدة تبحر في سبيل الحق والحرية.

- لا تركنوا إلى الصمت، ولا تسمحوا للاحتلال أن يختطف الإنسانية من البحر، كما اختطفها من البر.

- إن استمرار هذا العدوان هو أكبر دليل على أن إسرائيل لا تخشى فقط المقاومة المسلحة، بل تخشى كذلك صوت الإنسانية حين يعلو بالحق، وتخشى أن يُفضَح وجهها أمام العالم وهي تواجه نشطاء مدنيين عُزّل بالبارود والنار والاعتقال.

هذا، وإذ يجدد "حزب الوعي" دعمه الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني، فإنه يؤكد أن العدالة لقضية فلسطين لا تتحقق فقط عبر السلاح، بل أيضًا من خلال المواقف الحرة والشجاعة التي تتبناها شعوب العالم ضد الاحتلال والعنصرية وانتهاك الكرامة الإنسانية.

وستبقى "مادلين" أيقونةً تذكّرنا جميعًا أن الصمت خيانة، وأن الطريق إلى غزة ليس مجرد خطٍّ بحري، بل هو طريق نحو الحرية.

طباعة شارك حزب الوعي العبارات الجريمة الجديدة قوات الاحتلال الإسرائيلي المساعدات الإنسانية مادلين

مقالات مشابهة

  • تعرف على قانون التمرد الذي فعّله ترامب وحالات استخدامه السابقة
  • ‏العاهل الأردني والرئيس اللبناني يؤكدان رفضهما لأية مخططات لتهجير الفلسطينيين
  • “الأحرار الفلسطينية” :العدو الصهيوني يتحد القانون الدولي باستهدافه طواقم الاسعاف
  • أركان جريمة الامتناع عن تسليم الميراث
  • حزب الوعي: الاعتداء الإسرائيلي على سفينة المساعدات مادلين عدوان سافر على القانون الدولي
  • العفو الدولية: “مادلين” كانت بمهمة إنسانية واعتراضها انتهاك للقانون الدولي
  • احذر.. جريمة غسل الأموال تقودك إلى عقوبة السجن 7 سنوات
  • احذر.. جريمة الاختلاس تعرضك لعقوبة السجن المؤبد طبقا للقانون
  • عاجل|محمد بن سلمان يطالب المجتمع الدولي بوقف عدوان غزة وحماية الفلسطينيين: مأساة إنسانية في عيد الأضحى
  • ولي العهد السعودي يطالب المجتمع الدولي بإنهاء معاناة الفلسطينيين