مجلة الأزهر تحتفي بالهجرة النبوية ضمن عدد شهر صفر
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
أصدر مجمع البحوث الإسلامية عدد (صَفَر) لعام 1445هـ من مجلة الأزهر الشريف التي تُتاح بشكل دوري أوَّل كلِّ شهر عربي، وهو العدد الثاني للعام السابع والتسعين من عُمْر المجلة.
مجلة الأزهر تحتفي بالهجرة النبوية ضمن عدد شهر صفروقال الدكتور نظير عيَّاد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية ورئيس تحرير مجلة الأزهر: إنَّ المجلة في عددها الجديد تضمُّ مجموعة من المقالات والموضوعات المتنوِّعة التي يكتبها كبار علماء الأزهر ومصر والعالم العربي، في أبواب المجلة التي تحتوي على: (دراسات في القرآن والسُّـنَّة)، و(تراثيَّات)، و(قضايا التجديد)، و(دراسات في العقيدة والأخلاق)، و(الشريعة الإسلامية وعلومها)، و(في محراب العربيَّة)، و(السِّيرة والتاريخ)، و(مِن أعلام الفكر الإسلامي)، وركنَي الوافدين والواعظات.
وأضاف عيَّاد أنَّ من بين أبواب المجلة كذلك باب (ندوة الشهر)، وباب (مِن نوادر المخطوطات بمكتبة الأزهر الشريف) الذي يعمل على استخراج مكنونات المخطوطات بالمكتبة ونوادرها؛ لتكون زادًا للباحثين من طلَّاب الدراسات العليا ومرحلتَي الماجستير والدكتوراه، إلى جانب باب (موضوعات متنوِّعة) الذي يضمُّ: (استفتاءات القرَّاء)، و(بين المجلة والقارئ)، و(أنباء الأزهر)، و(المسلمون حول العالم)، والقسمين: الإنجليزي، والفرنسي.
وبيَّن الأمين العام أنَّ من أبرز المقالات التي حواها هذا العدد: افتتاحيةً بعنوان: (مِن آثار الهجرة.. التخطيط وصدق التوكل)، ومقالًا في تفسير سورة (النساء) للإمام محمد عبده، و مقالًا بعنوان: (القصد والعفاف) للشيخ محمد الغزالي، بالإضافة إلى عدَّة مقالات للدكتور محمد أبو موسى، عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور محمد عبد الفضيل القوصي، عضو هيئة كبار العلماء سابقًا، والدكتور عبَّاس شومان، وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور حسن الصغير، الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر، والدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، وغيرهم من العلماء الأجلَّاء.
من جانبه، أشار الدكتور حسن خليل، الأمين العام المساعد للثقافة الإسلامية والمشرف على إصدار مجلة الأزهر، إلى أنَّه صدر مع المجلة هديتان ملحقتان بالعدد؛ هما: كتاب (تاريخ الهجرة النبوية وبَدء الإسلام) لفضيلة الشيخ محمود علي الببلاوي، وكتاب (حقائق الإسلام وأباطيل خصومه) للأستاذ عبَّاس محمود العقَّاد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر مجمع البحوث الاسلامية الهجرة النبوية البحوث الإسلامیة الأمین العام مجلة الأزهر
إقرأ أيضاً:
ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: متى تمسكت الأمة بسنة النبي كتب لها النصر
عقد الجامع الأزهر، ملتقى «السيرة النبوية» الأسبوعي، تحت عنوان: «صلح الحديبية: رؤية إسلامية»، بحضور كلٍّ من: فضيلة أ.د عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين الأسبق، وفضيلة أ.د نادي عبد الله محمد، أستاذ الحديث وعلومه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، وأدار اللقاء الشيخ إبراهيم حلس، مدير إدارة الشؤون الدينية بالجامع الأزهر.
قال الدكتور عبد الفتاح العواري، إنّ صلح الحديبية كان تطورًا جديدًا في مسار الدولة الإسلامية الناشئة، بعد أن استقرت أركانها في المدينة المنورة، وأراد النبي ﷺ أن يلفت الأنظار إلى أن الإسلام دين سلام ورحمة، فخرج إلى مكة ومعه ألف وأربعمائة من الصحابة لأداء العمرة، وهم عُزَّل من السلاح، وساق الهدي أمامه دليلًا على السلم لا الحرب، ورسالة للمشركين بأن القلوب تنشد الطواف لا القتال، والوصال لا القطيعة.
وأوضح فضيلته أنّ النبي ﷺ حين علم بمنع قريش له، لم يُقدِم على اقتحام مكة رغم قدرته، بل آثر صلة الرحم وأراد أن يكون مجيئه سبيلًا إلى السلام لا إلى سفك الدماء. فسلك طريقًا وعرًا حتى وصل الحديبية، وبدأت المفاوضات بينه وبين كفار قريش، حتى جاء سهيل بن عمرو لعقد الصلح، فوافق النبي ﷺ على الشروط، رغم ما فيها من إجحاف ظاهر، ليُقدِّم بذلك درسًا نادرًا في فقه السياسة الشرعية، وضبط النفس، وتقديم المصالح الكبرى للأمة، والالتزام بأوامر الله.
وأضاف الدكتور العواري أنّ هذا الصلح جسّد قِيم الوفاء والرحمة، فرسول الله ﷺ قَبِلَ بشروط مجحفة ظاهرًا، لكنه كان يرى ما هو أبعد من السطور، وأسمى من الشروط، لأن الإسلام دين يحترم العهود والعقود، ولا ينقض مواثيقه، على عكس من لا يرقبون في مؤمنٍ إلًّا ولا ذمّة.
واختتم فضيلته كلمته بالتأكيد على أن الإسلام دينُ تسامح وسلام، حتى إن كره الآخرون ذلك، فبينما يسعى أعداء الأمة لمحْوِ كلمة «لا إله إلا الله محمد رسول الله» من الأرض، يجب أن يتيقّظ المسلمون، ويحذروا من عدوهم، ويُعِدّوا العدّة، وتتحد صفوفهم.
من جانبه، قال الدكتور نادي عبد الله إنّ هذا الصلح المبارك صلح الحديبية يحمل في ثناياه من العبر ما يُغيِّر حال الأمة إن وعته، مشيرًا إلى أن بعض الصحابة – كالفاروق عمر – لم يتقبلوا في بادئ الأمر تلك الشروط التي رأوا فيها إجحافًا وظلمًا، لكن بصيرة النبي ﷺ كانت نافذة، وكان يدرك أن في هذا الصلح تمهيدًا لنصر قريب، فهدّأ من روع عمر قائلًا: «إني رسول الله، ولن يضيّعني الله»، فكان درسًا في الثبات والتسليم.
وأوضح فضيلته أنّ هذا الموقف كشف تنوُّع الطبائع داخل الأمة، فكان عمر شديدَ الغيرة على الدين، وأبو بكر بصيرًا ثابتًا، وقال كلمته الخالدة: «الزم غرْز نبيّك»، وهو درسٌ خالدٌ في الثقة بالقيادة النبوية، واليقين بأن سفينة النجاة لا يقودها إلا التمسك بأوامر الله عز وجل وسنة نبيه المصطفى ﷺ.
وأشار الدكتور نادي إلى أنّ هذا الموقف يُلزمنا اليوم بالرجوع إلى هَدْي رسول الله ﷺ عند اشتداد الأزمات، فالنبي لم يكن يخطو خطوة إلا بأمر ربه، ومتى تمسّكت الأمة بغرزه، كُتب لها الفتح، كما كُتب لمكة بعد صلح الحديبية.
وفي ختام الملتقى، أكّد الشيخ إبراهيم حلس، مدير إدارة الشؤون الدينية بالجامع الأزهر، أنّ صلح الحديبية لم يكن نهاية، بل كان وعدًا وتمهيدًا للفتح القريب، مشيرًا إلى قول الله تعالى: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾، ثم قال: ﴿فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ﴾، ثم: ﴿وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾، وهو ترتيبٌ بديعٌ يدلّ على أنّ النصر ثمرةُ الصبر، وأنّ الوفاء بالعهد وصدق النية هو ما يمهّد طريق التمكين، كما فعل النبي ﷺ حين قدّم صلة الرحم على الغلبة، والرحمة على الغضب.