#التشهير و #تشويه_السمعة!
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
أعلِن أوّلًا أن هذه المقالة لا ترتبط بقضية معيّنة، ولا بشخص معيّن، ولا بمؤسّسة معيّنة، ولا ببلد معيّن. فالدول العربية ما زالت تدّعي أنها ديموقراطية ناشئة؛ ولذلك، تخشى من خطرات النسيم أن تجرح خدّيها، ومن لمسات الحرير أن تُدمي بَنانَها.
وبناءً على هذا الخوف، وضعت قوانين تحميها، وتحمي مؤسّساتها، وقادتها، ورموزها، وكل ما يمتّ لها بصِلة، وكن ذلك طبعًا على حساب المواطن الفرد .
ونظرًا لتزايد الدعاوى، ومرونة القوانين “القمعيّة”، فإن بداية خلل، وكسر توازنات اجتماعية، وعائلية، ووظيفية، وأخلاقية بدت بالانتشار الواسع بين الأفراد، وبين الفرد والمؤسّسات، وبين الفرد والقيم بأنواعها: أخلاقية، ثقافية، دينية، فكرية، وحتى عبثية!!!
صار بإمكان أيّ شخص أن “يجرجر” أيّ زميل له، أو بائعٍ اشترى منه، أو كاتبٍ نشر فكرة لم تعجبه؛ ليصبح زبونًا للمحامين، والمحاكم!
نعم، حصّنت الحكومات أشخاصها، وتركت الأفراد نهبًا للمساءلات! وصار بمقدور أي مسؤول أن يسائل أيّ ناقد، أو معارض، بدلًا من العكس! فالشخصيات المسؤولة البارزة، تحاكم الشخصيات المغمورة، بدلًا من العكس!!
(01)
الشخصية العامة
ليس في الفقه القانوني، والقوانين العربية تعريفات للشخصية العامة، بخلاف فقه محاكم حقوق الإنسان التي وضعت عددًا من المواصفات التي تنطبق على مَن يمكن تسميته بالشخصية العامة، كتطبيق قاعدة: من يحكم يُسأل!!، بمعنى: الشخصية العامة هي من يعمل برسم السياسات العامة للدولة، وإنفاق المال، واتخاذ قرارات تتعلق بأوضاع الآخرين، ومصائرهم. وهذا سبب كافٍ لمحاسبة أيّ موظف عام “خادم” من قبل الشعب وهيئاته، ونقده علنًا.
وهذا يعني أن الشخصية العامة يمكن أن تكون رسمية، أو فكرية، أو حزبية، أو عاملة في مجال العمل الرسمي، وغير الرسمي، والتطوعي، وغيره. فالشخص العام، هو كل من يتعامل بالشأن العام. وقد قيل: يتبرع الشخص العام بثلثي عِرضه، وكرامته مجانًا!! بمعنى أنه عُرضة للنقد، والتجريح المقبول، وغير المقبول!! وعليه أن يقبل ذلك!
(02)
نماذج وأحكام
في أرشيف المحاكم الدولية، يمكننا رؤية قضايا ضاق المسؤولون ذرعًا بالنقد، فصدرت أحكام كلها لصالح المتّهَمين، ونصّت أحكام يمكن اختصارها بما يأتي:
(03)
فقه العروبة!
لا يوجد تعريف للشخصية العامة، ولا يوجد نصّ صريح في مصر، والمغرب، والأردن يبيح انتقاد الشخصيات العامة. ويميز القانون العراقي بوضوح بين النقد، والتشهير. فمتى يتطور الفقه العربي بما يحمي المواطن؟!
(04)
ديموقراطيّتنا ناشئة
كأي ديموقراطيّة يحكمها قانون الجرائم الإليكترونية تحت شعار: ديموقراطيّتنا ناشئة، وبذلك سوف نبقى تحت أحكام قوانين حادّة تسمح لــ “مين ما كان” من المواطنين، وغيرهم أن يسحب بعضُهم بعضًا للمحاكم!!!
إذا كانت ديموقراطيّتنا ناشئة، فمتى تنضُج؟ أو هل يُسمح لها بالنُّضج؟!!
فهمت عليّ جنابك؟!
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: تشويه السمعة ذوقان عبيدات
إقرأ أيضاً:
جامعة بني سويف تحتل المركز 1201-1400 عالميا و السابع محليا فى تصنيف QS العالمي
أعلن الدكتور منصور حسن رئيس جامعة بني سويف، حصول الجامعة على المركز 1201-1400 عالميا و السابع محليا فى تصنيف QS العالمي، وذلك للمرة الأولى فى تاريخها .
وأوضح رئيس الجامعة أن تصنيفات كيو إس تعتمد على مجموعة من المعايير، أبرزها السمعة حيث يمثل 45 % من إجمالي وزن المعايير، وهو مقياس يؤثر بشكل كبير في ترتيب الجامعات، لافتاً إلى أن الجهة المسؤولة عن التصنيف تقيس السمعة عبر استطلاعات رأي تُجمع من أكاديميين ورؤساء مؤسسات و ارباب الاعمال المختلفة، يسألون فيها عن جودة أدائها في تخصصات محددة، حتى تظل السمعة عنصراً مركزياً لأنها قائمة على آراء مباشرة من خبراء فى جميع الدول و مختلف التخصصات، ما يجعلها تعكس صورة عالمية عن جودة التعليم والبحث في كل تخصص. لذلك، يميل التصنيف إلى ترجمة مدى الاعتراف الأكاديمي والمهني بالجامعة دوليا.
وأشارت الدكتورة سما الدق مدير مكتب التصنيف الدولي والتنمية المستدامة ، إلى أنه بجانب السمعة يدخل في التصنيف بيانات بحثية تتعلق بحجم الأبحاث المنشورة وأثرها، وكذلك عدد الاقتباسات نسبة لعدد الأبحاث الدولية التي ينشرها أعضاء هيئة التدريس و تستخرج بيانات هذا التصنيف من قاعدة بيانات scopus.
لمزيد من التفاصيل
https://www.topuniversities.com/world-university-rankings...
--