سواليف:
2025-08-09@09:52:52 GMT

نقطة البداية …!

تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT

#نقطة_البداية …!

بقلم م. عبدالرحمن “محمدوليد” بدران

بعد أكثر من عام ونصف من الحرب على غزة والتي عمل الاحتلال فيها على الانتقام من كل بشر وحجر، بل وإبادة أي أمل لحياة ممكنة فيها، حرب استنزفت كل مقومات الحياة الموجودة في القطاع المحاصر، أو لدى أهله الذين مازالوا على عهد الصمود والتحدي حتى اليوم مهما بلغت التضحيات، لتمتد بعدها إلى لبنان واليمن والضفة الغربية في فلسطين المحتلة بل وحتى إلى الأراضي السورية، وهي الحرب التي أنهكت تفكير ونفسية الملايين من الشعوب العربية والإسلامية ومعهم الشعوب الحرة في جميع أنحاء العالم ممن يفكرون ليل نهار في الفظائع التي تجري هناك دون رادع لاحتلال يعمل على أساس قانون خاص به وحده، لا ينتمي لأي قانون أو عرف ديني أو إنساني أو عالمي، وبعد كل هذه الشهور المنهكة كان الجميع يترقب هدنة جديدة يتنفس فيها أهل غزة الصعداء، ولم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن تندلع بدلاً من ذلك حرباً جديدة ربما تكون بمثابة (الأم) لكل سابقاتها من الحروب، واليوم وبعد أكثر من أسبوع على عدوان الاحتلال على الجمهورية الإسلامية في إيران واندلاع المواجهة المباشرة بينهما، بات من الواضح بأن الأمور تزداد تعقيداً، فبعد أكثر من عام ونصف على فشل الاحتلال في إخضاع قطاع غزة وأهله برغم كل ما ارتكب فيه من جرائم، تحول إلى العمل على إخضاع النظام الإيراني بكل ما لديه من قوة وقدرات، والمتمعن في الأمر يستطيع أن يرى بأن هذه المواجهة في حقيقة أمرها هي مواجهة على النفوذ في المنطقة، بين احتلال يكمل سعيه للهيمنة على المنطقة بأسرها وتشكيلها من جديد لتكون بأكملها تحت هيمنته وإرادته، وبين إيران التي فقدت الكثير من نفوذها في المنطقة خلال السنوات الأخيرة خصوصاً بعدما جرى في لبنان وسوريا وستعمل بكل طاقتها على استعادة ولو بعضاً من هذا النفوذ ولو برد الاعتبار أمام عدوان الاحتلال عليها، لكن الناظر للصورة بشكلها الأوسع قد يرى حرباً روسية أوكرانية شرق أوسطية جديدة، ذلك أن حقيقة الحرب الحالية هي بالتأكيد بين النفوذ الأمريكي الداعم للاحتلال وبين النفوذ الروسي/الصيني الداعم لإيران، ولا ننسى بأن هناك خبراء روس مازالوا يعملون حتى اليوم في بعض المواقع النووية الإيرانية كمفاعل بوشهر، ولذلك فإن روسيا ومعها الصين يعلمون تمام العلم بأن خسارة إيران للحرب تعني الخروج تماماً من منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد خسارة النفوذ الروسي في سوريا مؤخراً، وبالتالي ستكون نقطة البداية للسيطرة الأمريكية/الإسرائيلية الكاملة على منطقة الشرق الأوسط بكل مقدراتها وقراراتها، ونهاية أي وجود لنفوذ روسي/صيني فيها، مع التخوف الأمريكي الكبير من نقطة في غاية الأهمية بأن يكون التدخل الأمريكي وإسقاط النظام الإيراني سبباً جديداً لظهور تنظيمات متطرفة أشد قوة من تنظيمات كالقاعدة وداعش ظهرت بعد الحروب الأمريكية على أفغانستان والعراق وإسقاط النظام السابق فيه والأسوأ من ذلك أن تكون نقطة البداية لحرب عالمية جديدة، ومن هنا يتضح بأن ما بعد هذه الحرب لن يكون كما قبله، خاصة مع بحث الاحتلال واستماتته لتسجيل أي انتصار كبير خصوصاً مع الفشل الذريع والمتجدد له أمام صمود غزة وأهلها، إلا أن هذا الاحتلال يثبت كل يوم بأنه لا يتعلم الدروس، وأن جنون العظمة وصل بالقائمين عليه وبداعميه لجهل حقيقة أن سقوط كل شهيد في غزة خاصة وكل فلسطين عامة ستكون دائما نقطة البداية لقيام آلاف مشاريع الشهداء بعده، حتى تحرير أرض فلسطين وعودة الحق لأصحابه، كما ستكون سطراً جديداً في نقطة النهاية لهذا الاحتلال مهما طال به الزمن وتمادى في جبروته وإجرامه بإذن الله، فهذه القضية تجري ليس فقط في أنهار النيل ودجلة والفرات في عالمنا العربي، بل وفي عروق جميع العرب والمسلمين كما تجري الدماء في عروقهم، وستبقى تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ومهما عمل الاحتلال على طمس الحقائق فيها ودفن أهلها بين الرمال.

لكم الله يا أهل غزة يا من تصحو القلوب وتغفو وهي تدعو لكم بالفرج القريب والعوض الجميل، وأن يكتب الله لكم أجمل عوض الصابرين الصامدين، وأنتم من قدمتم وتقدمون دروساً ربما ستعجز كثير من كتب التاريخ عن تدوين عظمتها.

مقالات ذات صلة وللأب عيد .. عيد الأب! 2025/06/21

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: نقطة البدایة

إقرأ أيضاً:

أمريكا تقلّص دعمها العسكري للعراق بسبب قانون الحشد وتعيد رسم خارطة النفوذ

أقدمت وزارة الدفاع الأمريكية، في خفض المنح المالية المقدمة للقوات الأمنية العراقية، من إجمالي بنسبة 45 في المائة للعام 2026 مقارنة بالعام الحالي 2025، حيث قُلل من 381 مليون دولار الى 212 مليون دولار.

وبعد يوم تقريبًا من إعلان وزارة الخارجية الأمريكية وعلى لسان المتحدثة باسمها، تامي بروس, رفضها تشريع قانون "هيئة الحشد" والذي اعتبرته تكريسًا لوجود المجاميع المسلحة المرتبطة بإيران, مشيرة إلى أن تمرير القانون "سيغير ويؤثر على طبيعة الشراكة الأمنية مع العراق" والتي تتعلّق بالمشورة والمساعدات والتجهيزات والتسليح والمنح والتدريب والدعم والعمليات المشتركة التي تقدمها القوات الأمريكية للقوات الأمنية العراقية بمختلف صنوفها.



وبحسب ما نشرة موقع "ذا مونيتور" الأمريكي، فقد أجرى البنتاغون وفق سنته المالية الجديدة التي ستبدأ في تشرين الأول/ أكتوبر 2025 تغييرات في سياسية الإنفاق العسكري مع العراق, حيث تم تقليص الدعم المالي الأمريكي لوزارة الدفاع العراقية من 189.1 مليون دولار في موازنة عام 2025، إلى 48.2 مليون دولار فقط في موازنة عام 2026.


أيضا، سيتم إيقاف دفع رواتب قوات البيشمركة الكردية، وتحويل مسؤولية تمويلها إلى الحكومة المركزية في بغداد، بعد أن كانت هذه الرواتب تُموّل منذ سنوات من قبل الحكومة الأمريكية والتي كانت بقيمة 57.8 مليون دولار.

وذكر الموقع الأمريكي في تقرير له، أن واشنطن بدأت بنقل دعمها المالي من وزارتي الدفاع العراقية وقوات البيشمركة إلى قوات مكافحة الإرهاب العراقية, الذي رُفع تمويله من 9.3 مليون دولار إلى 63.6 مليون دولار ابتداءًا من العام المقبل، لكون الولايات المتحدة تنظر  إلى هذا الجهاز كقوة موازِنة للـ(الفصائل المسلحة التابعة لإيران داخل العراق)، مؤكدا أن هذه الخطوة تأتي ضمن تحوّل استراتيجي في أولويات الدعم الأمريكي داخل العراق.

تشريع قانون "الحشد" يهدد بتصنيف العراق
مراقبون أشاروا إلى أن واشنطن بدأت باستخدام وسائل الضغط على الحكومة في العراق، بسبب بعض سياساتها التي قيل إنها تصب في مصلحة نفوذ إيران، حيث شرعت في إعادة تموضعها الاستراتيجي عبر إدخال تغييرات في نهج إنفاقها العسكري مع العراق بعد 22 عامًا على إنشاء "صندوق تنمية العراق" وتحديدًا في أيار/ مايو 2003 والذي تعهدت من خلاله آنذاك بتلبية متطلبات البلاد التي غزتها في العام نفسه , ومن ضمنها تقديم المعدات والسلاح للقوات الأمنية العراقية.

وطرح معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، توصيات لإدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للرد على احتمال تبني مجلس النواب العراقي تشريعات تساهم في إضفاء الطابع الرسمي المؤسسي على "الحشد الشعبي"، أبرزها تصنيف العراق كدولة راعية للـ"إرهاب".

تمرير قانون "الحشد" سيعيد سيناريو انهيار القطاع المصرفي العراقي
علّق النائب الثاني لرئيس البرلمان، شاخوان عبدالله، على قانون "الحشد الشعبي" خلال مؤتمر صحفي عقد في 2 آب/ أغسطس الجاري، قائلا: "إن هناك قوانين اسمها متعلّق بفئة معيّنة وتشريعها سيضرّ بسائر العراق لكونه يشكل تهديدا كبيرا للبلاد".

أما النائب حسين عرب، فقد حذر من تجاهل الاعتراضات الأمريكية والبريطانية على قانون "الحشد الشعبي" والذي قد يعرض العراق لعقوبات جديدة تعيد سيناريو انهيار القطاع المصرفي.

ورغم إصرار أطراف نافذة في الحكومة من أجل تمرير "قانون الحشد" إلا أن عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية، عامر الفايز، أكّد بأن بعض النواب "الشيعة" لن يدخلوا إلى جلسات البرلمان لتمرير القانون حتى لو وضع في جدول الأعمال، وهو ما يرجح بترحيل القانون إلى الدورة المقبلة مع بقاء الأجواء السياسية متوترة.

ولعل من أسباب إلغاء جلسة البرلمان يوم الـ5 من آب/ أغسطس هو أزمة قانون "الحشد الشعبي" الذي تتسع جبهة معارضيه, حيث شهدت الجلسة اشتباكات بالأيدي وشتائم ذات طابع طائفي عقب خلافًا نشب بين رئيس المجلس محمود المشهداني ونائبه محسن المندلاوي.

واعد - وحدة الرصد|| #العراق: الدائرة الإعلامية لمجلس النواب تمارس التضليل حينما أعلنت عن "إلغاء جلسة يوم (الثلاثاء: 5/ 8/ 2025) بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني" بينما الحقيقة أن الجلسة ألغيت بسبب اشتباكات بالأيدي أعقبت خلافًا نشب بين رئيس المجلس وأحد نوّابه، قبل أن يتحوّل إلى… pic.twitter.com/yc1WartNzu — وكالة أنباء العراق الدولية - واعد (@wa3ediq) August 5, 2025
يشار إلى أن رئيس البرلمان، محمود المشهداني، كشف في 14 تموز/ يوليو الماضي، عن رسائل أمريكية للقادة السياسيين ترفض فيه تمرير "قانون الحشد"، محذرا من تظاهرات قد تشهدها المدن العراقية خلال الفترة المقبلة ، ما سيدفع البلاد إلى إعلان "حكومة طوارئ".

وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، العميد أبو الفضل شكارجي، يوم الخميس 7 آب/ أغسطس، إنّ: ؛الحشد الشعبي في العراق، بات يعمل "بقوة أكبر من السابق وأكثر تنسيقاً وتماسكاً من أي وقت مضى" مشددا على أن أي تهديد سيُقابل برد ساحق من قبل "جبهة المقاومة" التي يُعد الحشد أحد محاورها, وهو تصريح زج فصائل الحشد مجددا ضمن خانة خط الدفاع الأول لإيران , مطيحا بالصورة التي سعى قادة الحشد إلى ترسيخها على أنه يحتل طليعة الدفاع عن السيادة الوطنية، والتي تأكلت بشكل متزايد وفقا لتقرير معهد "ستيمسون" الأمريكي للدراسات.

وشُكل الحشد في أعقاب اجتياح تنظيم "الدولة الإسلامية"، محافظة نينوى الشمالية عقب إطلاق المرجع الديني في النجف علي السيستاني، فتواه الشهيرة "الجهاد الكفائي", والتي ألقاها ممثله عبد المهدي الكربلائي، وذلك في خطبة صلاة الجمعة في كربلاء يوم الـ13 من حزيران/ يونيو 2014، والتي مثّلت الضوء الأخضر للفصائل المسلحة الموجودة بالأساس قبل ذلك التاريخ، لتنظيم صفوفها عبر استقبال المتطوعين من محافظات وسط وجنوب البلاد، والانخراط لقتال التنظيم ووقف زحفه نحو مزيدٍ من المدن.

مقالات مشابهة

  • غرب عدن يشتعل.. اشتباكات بين فصائل الانتقالي تكشف صراعاً على النفوذ
  • أمريكا تقلّص دعمها العسكري للعراق بسبب قانون الحشد وتعيد رسم خارطة النفوذ
  • عن خطة “احتلال غزة”.. فصائل المقاومة الفلسطينية: ستحرق من يتوغل فيها وستعيده مهزوما مكسورا
  • بلدان تحلو فيها تمضية العمر
  • ثقة وتركيز.. جلسة تحفيزية في المقاولون العرب قبل ضربة البداية بالدوري
  • انتخابات تحت ظلال النفوذ: كيف تفقد الدولة حيادها في موسم التنافس السياسي؟
  • البداية من أوغاريت… تجهيز شواطئ مجانية للمصطافين في اللاذقية
  • “الغذاء والدواء”: حليب الأم هو البداية الأنسب لصحة الطفل
  • ريباكينا.. ضحية جديدة في «قائمة مبوكو» بـ«كندا للتنس»
  • الاحتلال يُقيم نقطة استيطان قرب مقام النبي صالح غرب الخليل