تعد القهوة  من أكثر المشروبات التي لا يستغنى عنها الكثيرون في يومهم فأصبحت جزءا لا يتجزأ من الروتين اليومي للكثيرين، لكن هذه المتعة اليومية قد تكون مصحوبة ببعض الآلام الجانبية لدى البعض.

ووفقا للعديد من الدراسات فإن القهوة تتمتع بميزات وفوائد صحية هامة، حيث أن الذين يشربون القهوة بانتظام لديهم خطر أقل للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني ومرض ألزهايمر كما ارتبط استهلاك القهوة بتحسين معدل التمثيل الغذائي، واليقظة العقلية، والأداء البدني، وإطالة العمر.

وتعد القهوة مصدرا غنيا بمضادات الأكسدة، وهي مركبات تحمي الخلايا من التلف الذي تسببه الجذور الحرة. وتعمل مضادات الأكسدة الموجودة في القهوة، مثل البوليفينول والكاتيكين، على تحييد الجذور الحرة، ما يقلل الالتهاب وخطر تلف الخلايا.

ومع ذلك، ليست جميع نتائج دراسات القهوة إيجابية، حيث ارتبط شربها منذ فترة طويلة بعسر الهضم، والحموضة المعوية، والارتجاع الحمضي، وأعراض أخرى في الجهاز الهضمي.

والارتجاع الحمضي هو حالة يتدفق فيها الحمض من المعدة إلى المريء، بينما الحموضة المعوية هي الإحساس بالحرقة في الصدر الناتج عن الارتجاع الحمضي.

ومع ذلك، يمكن لعشاق القهوة الاستمتاع بمشروبهم المفضل من خلال اتخاذ بعض الخيارات التي يمكنها المساعدة على تجنب مثل هذه الآثار الجانبية، بما في ذلك:

 

التحميص الداكن

يفضل معظم شاربي القهوة التحميص المتوسط، بينما يفضل البعض التحميص الداكن والذي يحدث عندما تتعرض حبوب البن للحرارة لفترة زمنية أطول من التحميص الخفيف والمتوسط، ما يقلل من كمية مضادات الأكسدة فيها.

ومع ذلك، فإن القهوة ذات التحميص الداكن تحتوي على نسبة أقل من الحموضة مقارنة بالتحميص الفاتح، ما يجعلها خيارا أفضل للأشخاص المعرضين للارتجاع الحمضي.

 

القهوة الباردة

القهوة الباردة، أو كما تسمى أيضا القهوة المعصورة على البارد، هي القهوة الناتجة عن عملية نقع حبيبات القهوة في الماء في درجات حرارة باردة لفترة طويلة، لمدة تتراوح بين 12 إلى 24 ساعة، ما ينتج قهوة أقل حموضة.

وهذه الطريقة تجعل القهوة الباردة خيارا أفضل للأشخاص الذين يعانون من الارتجاع الحمضي.

وتحتوي القهوة الباردة على كمية أقل من مضادات الأكسدة مقارنة بالقهوة الساخنة، لأن درجات الحرارة العالية تساعد على إطلاق هذه المركبات من الحبوب.

 

القهوة منزوعة الكافيين

بالنسبة للعديد من محبي القهوة، قد يبدو اختيار القهوة منزوعة الكافيين بمثابة تنازل كبير، ولكنها خيار أفضل للأشخاص الذين يعانون من الارتجاع الحمضي. وذلك لأن الكافيين يعتبر عاملا مسببا للتهيج، لذا فإن القهوة منزوعة الكافيين تكون أقل ضررا.

 

القهوة منخفضة الحموضة

في الآونة الأخيرة، انتشر الحديث عن القهوة منخفضة الحموضة كخيار مناسب للأشخاص الذين يعانون من الارتجاع الحمضي.

ويتم تحميص هذه القهوة باستخدام طريقة التوصيل الحراري، والتي تستغرق وقتا أطول (ثلاث إلى أربع ساعات) بدرجات حرارة أقل مقارنة بالتحميص التقليدي، ما يؤدي إلى تقليل نسبة حمض الكلوروجينيك، وهو حمض قوي يعمل كمضاد للأكسدة. ومع ذلك، أظهرت دراسة حديثة أن القهوة منخفضة الحموضة لا توفر فوائد كبيرة للأشخاص الذين يعانون من الحموضة المعوية أو اضطرابات المعدة.

 

وبالإضافة إلى اختيار نوع القهوة، يمكن للأشخاص الذين يعانون من الارتجاع الحمضي تقليل الآثار السلبية للقهوة عن طريق الحد من تناولها، وشرب القهوة مع أو بعد الوجبات، وتقليل كمية الكريمة والسكر المضافين، واستخدام مرشحات ورقية بدلا من المعدنية، حيث تحبس المرشحات الورقية كمية أكبر من الأحماض أثناء عملية التخمير.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القهوة الزهايمر التمثيل الغذائي اليقظة العقلية مضادات الأكسدة الارتجاع الحمضي القهوة من ومع ذلک

إقرأ أيضاً:

دراسة: ترشيح القهوة قد ينقذ حياتك وهذا عدد فناجين الإسبريسو الآمن يوميا

كشفت دراسة سويدية حديثة، نشرت في فبراير/شباط الماضي، عن أن القهوة المحضرة بواسطة آلات القهوة ذاتية الخدمة المنتشرة في أماكن العمل، تحتوي على مستويات مرتفعة من مادتي الكافيستول والكاهويول، وهما مركبان موجودان بكثرة في زيوت القهوة، والإفراط فيهما يرتبط بارتفاع الكوليسترول الضار في الدم، رغم بعض فوائدهما الصحية. وذلك بنسبة تزيد 15 مرة على تلك الموجودة في القهوة المصفاة بورق الترشيح.

كذلك قد يكون لإضافة مكونات مثل الكريمة والسكر إلى القهوة "تأثير أكبر على مستويات الكوليسترول وصحة القلب أيضا"، كما تقول مايا فاديفيلو، أستاذة علوم التغذية والصحة بجامعة رود آيلاند، التي لم تشارك في الدراسة.

وقال الباحثون إنه بعد فحص القهوة المحضرة من 14 آلة قهوة، ومقارنتها بقهوة منزلية الصنع، اتضح أن "تسرب هاتين المادتين تسربا كاملا إلى قهوتك، قد يشكل خطرا تراكميا على القلب بمرور السنين"، وخصوصا لدى أولئك الذين يشربون يوميا 3 أكواب أو أكثر من القهوة المحضرة عن طريق الماكينات المكتبية.

وأشاروا إلى أهمية ترشيح القهوة للتقليل من تسرب المواد الضارة، وأوصوا بطرق أفضل لتحضير قهوة خالية من هاتين المادتين، وخصوصا طريقة مكبس القهوة الفرنسي (الكافيتيير)، والقهوة الفورية، والقهوة المرشحة (مفلترة) بورق الترشيح.

شرب القهوة المغلية أو غير المرشحة (غير مفلترة) على نحو متكرر خلال ساعات العمل قد يؤثر على صحة القلب (فري بيك) لا للإسبريسو والقهوة المغلية

في مقابل القهوة المغلية التي تحتوي على مستويات عالية من "أسوأ المواد التي ترفع الكوليسترول"، لدرجة أن أحدث التوصيات الغذائية لدول الشمال الأوروبي تشير إلى ضرورة الحد من شرب القهوة المغلية أو الامتناع عنها، فإن آلة القهوة التقليدية التي تعمل بمرشح التنقيط (فلتر)، أو التي تستخدم مرشحا ورقيا، "ترشح هذه المواد التي ترفع الكوليسترول بشكل شبه كامل". وفقا لما ذكره ديفيد إيغمان، الأستاذ في جامعة أوبسالا، وقائد الدراسة، في مقاله على موقع الجامعة الإلكتروني.

إعلان

فقد أظهرت الدراسة أن شرب القهوة المغلية أو غير المرشحة (غير المفلترة) على نحو متكرر خلال ساعات العمل "قد يكون عاملا مؤثرا بالسلب على صحة القلب والأوعية الدموية، نظرا لتأثيره على تركيزات الكوليسترول في الدم"، إذ احتوت القهوة المغلية على تركيزات عالية من الكافيستول والكاهويول (من 678 إلى 939 مليغراما/لتر)، ولكن سكبها عبر مرشح قماشي أو ورقي خفض هذه التركيزات، لتصبح (من 21 إلى 28 مليغراما /لتر).

كما احتوت أنواع أخرى، مثل قهوة آلات تحضير القهوة المرشحة، والمكبس الفرنسي، على مستويات متوسطة من الكافيستول (حوالي 90 مليغراما/لتر) والكاهويول (حوالي 70 مليغراما/لتر)، باستثناء قهوة الإسبريسو التي تحضّر بتمرير الماء الساخن عبر قهوة مطحونة تحت ضغط عال من دون مرشح، والتي احتوت على مستويات عالية جدا، وصلت إلى 2447 مليغراما/لتر من الكافيستول.

وهو ما يفسر نتائج أبحاث نشرت عام 2022، تظهر ارتباطا وثيقا بين "استهلاك الإسبريسو وارتفاع مستوى الكوليسترول الضار في الدم".

لذا، تقول ميليسا بريست، الاختصاصية الحاصلة على دكتوراه في التغذية، والمتحدثة باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية، والتي لم تشارك في الدراسة، "إن تقليل استهلاك الإسبريسو إلى الحد الأدنى سيقلل من الأخطار"، وتوصي بألا يتجاوز استهلاك الإسبريسو، جرعة واحدة، أو جرعتين يوميا على الأكثر.

القهوة غير المفلترة ترفع الكوليسترول بنسبة كبيرة (بيكسلز) القهوة "المفلترة" بورق الترشيح قاهرة الكوليسترول الضار

فمع أن "استهلاك القهوة يرتبط بالصحة أكثر من الإضرار بها بشكل عام"، فقد ثبت في ثمانينيات القرن الماضي أن "القهوة غير المرشحة تزيد من الكوليسترول الضار (إل دي إل)". وذلك على عكس "القهوة المرشحة ورقيا، والقهوة سريعة التحضير، أو القهوة المحضرة من أقراص القهوة"، وفقا لما أثبتته أبحاث التسعينيات.

وقد وجدت الدراسة السويدية أن متوسط تركيز الكافيستول والكاهويول في قهوة الآلات المكتبية ذاتية الخدمة بلغ 174 و135 مليغراما/لتر على التوالي، مقارنةً ب 11.5 مليغراما/لتر من الكافيستول، و8.2 مليغرامات/لتر للكاهويول، في القهوة المرشحة ورقيا.

إعلان

وقد أظهرت تجارب عشوائية مُحكَّمة استمرت 5 سنوات، نشرت عام 2016، أن كل انخفاض بمقدار مللي مول/لتر في الكوليسترول الضار، يترجم إلى انخفاض نسبي في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية التصلبية، بنسبة 22%، وبالتالي، إلى انخفاض نسبي متوقع في الخطر أكبر بكثير على مدار العمر، يصل إلى حوالي 54%.

وفي مقابل ذلك، فإن العبء التراكمي للتعرض المستمر لرفع الكوليسترول الضار "يسبب مزيدا من تصلب الشرايين، ويزيد من خطر الإصابة بالمرض".

وبناء على نتائجهم، قدّر الدكتور إيغمان وزملاؤه، أن استبدال 3 أكواب من قهوة آلات التخمير بقهوة مرشّحة بالورق لمدة 5 أيام أسبوعيا، "يمكن أن يخفّض مستوى الكوليسترول الضار بنسبة 13% على مدى 5 سنوات، أو 36% على مدى 40 عاما".

وتوضح جوليا زومبانو، اختصاصية التغذية المعتمدة في مركز كليفلاند كلينك للتغذية البشرية، والتي لم تشارك في الدراسة، أن ترشيح القهوة، يمتاز بالتقليل من "الآثار السلبية لمادتي الكافيستول والكاهويول تقليلا ملحوظا"، ولكن دون حجب فوائدهما الصحية التي أثبتتها أبحاث نشرت عام 2019، والتي تشمل "الخصائص المضادة للالتهابات، وارتباطها بتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني".

"القهوة المفلترة" هي الخيار الأكثر أمانا

وأواخر عام 2020، تأكد أن "الاستهلاك المعتاد للقهوة غير المرشحة على مدى 20 عاما من مجموعة نرويجية كبيرة من الأشخاص ارتبط بارتفاع إجمالي الوفيات ووفيات أمراض القلب والأوعية الدموية التصلبية".

وبالنظر إلى جميع النتائج مجتمعة، يبدو أن "القهوة المرشحة هي الخيار الأكثر أمانا، في ما يتعلق بصحة القلب والأوعية الدموية". وهو ما يتفق مع إرشادات التغذية الإسكندنافية لعام 2023، "باستبدال القهوة المرشحة بالقهوة غير المرشحة".

وخلص الباحثون إلى أن "تركيزات الكافيستول والكاهويول في أنواع القهوة المرشحة جيدا، يجعلها الخيار الأمثل لصحة القلب والأوعية الدموية، وبناء على ذلك، ينبغي تفضيل القهوة المرشحة، حتى في أماكن العمل".

إعلان

مقالات مشابهة

  • طبيبة: 20% من المواطنين يعانون من حساسية الأطعمة .. فيديو
  • بيت التحميص: رحلة سعودية مُتمكنة تستثمر الذكاء الاصطناعي لتحقيق ريادة عالمية في صناعة القهوة المختصة
  • ???? تخيل المشهد. الآلاف من الجنجويد الذين عاثوا في السودان قتلا ونهبا واغتصابا يصلون إلى أوروبا!
  • استشاري ينصح بعدم تناول القهوة بعد الثالثة عصرًا .. فيديو
  • دراسة: ترشيح القهوة قد ينقذ حياتك وهذا عدد فناجين الإسبريسو الآمن يوميا
  • النمر ينصح بعدم تناول القهوة مباشرة بعد تناول الطعام
  • عاجل- مدبولي: نسعى لجعل مصر مركزًا إقليميًا لصناعة الحديد والصلب وتوطين الصناعات المغذية لتقليل الضغط على الدولار
  • مختصة تكشف طريقة لتقليل استخدام المبيدات الزراعية
  • ضبط قائد توك توك لسماحه للأشخاص بالجلوس أعلى سقف مركبة بالبحيرة
  • أونروا: أطفال غزة يعانون الجوع والتشريد وسط هجمات عشوائية