كيف كان الصحابة والتابعون يتهيؤون لشهر رمضان؟
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تتجدد في النفوس معاني الاستعداد الروحي والتعبدي، وهي سُنّة درج عليها الصحابة والتابعون، حيث كانوا يستقبلون الشهر الفضيل بشوقٍ ولهفة، ويتهيؤون له بعادات وعبادات تميزت بالإخلاص والجد والاجتهاد. فكيف كان سلفنا الصالح يستعد لاستقبال رمضان؟
الدعاء وطلب بلوغ الشهركان الصحابة والتابعون يدعون الله ستة أشهر قبل رمضان أن يبلغهم الشهر الكريم، ثم يدعونه بعد رمضان ستة أشهر أن يتقبله منهم، تعبيرًا عن شوقهم لهذا الموسم المبارك وخوفهم من عدم إدراكه أو عدم القبول.
من أبرز مظاهر التهيؤ لرمضان عند الصحابة والتابعين، الإكثار من الصيام في شهر شعبان، اقتداءً بالنبي ﷺ الذي كان يصوم أكثره، كما رُوي عن السيدة عائشة رضي الله عنها: "ما رأيت رسول الله ﷺ استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان." (رواه البخاري ومسلم). وكانوا يرون في ذلك تدريبًا للنفس على الصيام، حتى لا يكون الدخول في رمضان مفاجئًا لها.
الاجتهاد في تلاوة القرآنكان الصحابة والتابعون يكثرون من تلاوة القرآن في شهر شعبان، استعدادًا للنهل من بركاته في رمضان. فقد ورد أن الإمام الشافعي كان يختم القرآن في شعبان ورمضان ستين مرة، وكذلك كان عثمان بن عفان رضي الله عنه يختمه كل ليلة. وكانوا يحرصون على تدبر الآيات والاستعداد الروحي لاستقبال كلام الله بتدبر وخشوع.
إخلاص النية وتجديد العهد مع اللهلم يكن الصحابة ينظرون إلى رمضان على أنه مجرد صيام عن الطعام والشراب، بل كانوا يعدونه فرصة لتجديد العهد مع الله، فيستعدون له بالتوبة الصادقة، والتخلص من الذنوب والمعاصي، ورد المظالم، وصفاء القلوب من الأحقاد، حتى يدخلوا الشهر بقلوب طاهرة ونقية.
الصدقة والإنفاق في سبيل اللهمن عادات الصحابة والتابعين أنهم كانوا يكثرون من الصدقة في شعبان تحضيرًا لشهر رمضان، حتى يستطيع الفقراء والمحتاجون استقبال الشهر بفرح وسرور. وكان النبي ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: "كان رسول الله ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل." (رواه البخاري ومسلم).
التخطيط للعبادة وتنظيم الوقتكان الصحابة والتابعون يضعون لأنفسهم خططًا واضحة للعبادة في رمضان، حيث يحددون وردًا يوميًا من القرآن، وجدولًا للصيام، ووقتًا محددًا للذكر والاستغفار، حتى لا يضيعوا لحظة من أوقاته المباركة.
التفرغ للعبادة والاعتكافكان الصحابة يستعدون للاعتكاف منذ بداية رمضان، وخاصة في العشر الأواخر، فكانوا يعتزلون الدنيا، ويكرسون أنفسهم للعبادة، مقتدين بالنبي ﷺ الذي كان يعتكف في المسجد طلبًا لليلة القدر.
لم يكن استقبال الصحابة والتابعين لشهر رمضان مجرد طقوس عابرة، بل كان استعدادًا حقيقيًا، يجمع بين الجسد والروح، ويغلب عليه الإخلاص لله تعالى. واليوم، ونحن على أعتاب الشهر المبارك، علينا أن نستفيد من هذه النماذج المضيئة، فنُحضر قلوبنا وأعمالنا لاستقبال رمضان كما كانوا يفعلون، حتى ننال من بركاته وأجره العظيم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصحابة التابعين شهر رمضان شعبان استعداد ا لرمضان شهر رمضان فی شعبان فی رمضان
إقرأ أيضاً:
اقتراب حلول شهر رجب 1447 هجريا ... تعرف على عدد الأيام المتبقية وفضله
لم يتبق سوى ثلاثة عشر يوما على بداية شهر رجب لعام 1447 هجريا وفقًا للحسابات الفلكية الصادرة عن معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية حيث تشير هذه الحسابات إلى أن ميلاد الشهر المبارك أحد الأشهر الحرم بات قريبا وهو ما يبعث في النفوس شعورا بالخشوع لما يحمله هذا الشهر من مكانةٍ دينية عظيمة.
يولد هلال شهر رجب مباشرة بعد حدوث الاقتران في الساعة الثالثة وخمس وأربعين دقيقة قبل الفجر بتوقيت القاهرة يوم السبت التاسع والعشرين من جمادى الآخرة لعام 1447 هجريًا الموافق للعشرين من ديسمبر 2025 وهو يوم الرؤية.
تفاصيل بقاء الهلال
يبقى الهلال الجديد في سماء مكة المكرمة أربع عشرة دقيقة بعد الغروب بينما يبقى في سماء القاهرة عشر دقائق وتختلف هذه المدة في باقي محافظات مصر بين ثماني دقائق وأربع عشرة دقيقة كما يبقى الهلال في سماء المدن العربية والإسلامية لفترات تتراوح بين خمس دقائق وسبع وعشرين دقيقة عدا مدينة أنقرة بتركيا حيث يغرب الهلال مع غروب الشمس.
بحسب ما أعلنته الحسابات الفلكية ومعمل أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية تكون غرة شهر رجب لهذا العام فلكيًا يوم الأحد الحادي والعشرين من ديسمبر 2025.
استعدادات استطلاع الهلالسيتم استطلاع هلال شهر رجب مساء يوم السبت الموافق عشرين من شهر ديسمبر، حيث تُنشق اللجان العلمية التابعة للمعهد مع دار الإفتاء لإجراء الرصد عبر سبع لجان رئيسية ترسل إلى مطروح والفيوم وسوهاج وقنا وأسوان والخارجة إضافة إلى لجنة المعهد في حلوان وتضم هذه اللجان مختصين من معمل أبحاث الشمس وقسم الفلك ودار الإفتاء ليتم عقب الرصد إبلاغ مفتى الجمهورية بالنتيجة الشرعية.
فضل شهر رجبشهر رجب من الأشهر الحرم التي عظمها الله في كتابه الحكيم كما ورد في قوله تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ وهذه الأشهر هي ذو القعدة وذو الحجة والمحرَّم ورجب وقد أكثرت العرب من أسمائه تعظيمًا له ومن أشهرها الفَرد والأصم كما ذكر ابن دحية في مؤلفاته.
ما ورد في السنة عن رجبوردت إشارات إلى فضل هذا الشهر في بعض الأحاديث ومنها ما رواه النسائي عن أسامة بن زيد رضى الله عنهما حين سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن كثرة صيامه في شعبان فأشار إلى أن الناس يغفلون عنه بين رجب ورمضان وهو ما يدل على منزلة رجب وما كان معروفا عند المسلمين من تعظيمه.
نظام التقويم الهجرييعتمد التقويم الهجري على الدورة القمرية التي يستغرقها القمر في دورانه حول الأرض وتتألف السنة الهجرية من اثنى عشر شهرا تبدأ بالمحرَّم وتنتهى بذي الحجة وقد اعتمد الخليفة عمر بن الخطاب هذا التقويم وجعل الهجرة النبوية بداية له فأصبح مرجعا للمناسبات الدينية والشعائر الإسلامية.