لحج / انسام عبدالله:

كونها تضم أكبر المحال التجارية، والأسواق العامرة والمرافق الخدمية العامة..التي يتوافد إليها غالبية الناس من مختلف قرى ومديريات المحافظة ..تستقبل مديرية الحوطة عاصمة محافظة لحج يوميا مختلف الزوار بغرض التبضع والإستفادة من خدمات مرافقها الحكومية والخاصة بشكلٍ عام .


إذ تم رصد بعض آراء الناس بقصد تلمس أحوالهم عن قرب.

.بعد كم التدهور الإقتصادي المتسارع في الآونة الأخيرة، لا سيما فيما يخص قدرتهم الشرائية كونها الإنعكاس الأول والمباشر والقابل للتأثر بتراجع العملة المحلية الكبير أمام الدولار .


ولعلّ الناس قد اعتادت في مثل هذه الأيام من شهر شعبان المبارك في كل عام على الإستعداد لاستقبال شهر رمضان المبارك بشراء حاجيات المطبخ الرمضاني الخاصة، والتي تُعدُّ أحد أبرز مظاهر الإحتفاء بقدوم الشهر الكريم . حيث يميلون إلى شراء بعض المواد الغذائية الخاصة بصناعة ” الحلويات ” و ” الشوربات” ومختلف الأطعمة التي يتميز بها رمضان المبارك .


حيث لوحظ الإرتفاع ” المهول ” في أسعار هذه المواد الغذائية وبشكل لا يُطاق !


فعلى سبيل المثال تجاوز سعر “القصعة الدانو ” حاجز ال 42000 ! كما وصل سعر قارورة شراب ال ” أورنچ ” إلى ما يقارب ال 15000 ريال ..عدا عن باقي المواد الأساسية المفروغ منها ” فرضا ” كالأرز والدقيق والسكر والزيت ..والتي تعاظمت أسعارها مع وصول سعر الألف السعودي لحاجز ال 580000 ريال ……!!


حالة من الإنهاك الشديدة بدت على من تم أخذ آراءهم من قبلي ..حيث لم يعد لديهم حتى القدرة على إبداء السخط ! ومن حاول إبداء شيء من الإستنكار خنقتهُ “مرارة التعبير ” وصدقا سمعتُ بضعُ غصّاتٍ دامعة حاولوا إخفاءها دون جدوى ..حين بدت جليّة في حشرجة أصواتهم المنطفئة !!



لكم أن تتخيلوا أيها “المتربعون ” على عروش الحكمِ كلا في مكانه ..أن هذا الشعب المسكين ..ينتظرُ هذا الشهر العظيم كلّ عامٍ كي يغتسل من أدران ضغوطات عامٍ كامل ..سببتها سوء إدارتكم للبلاد ..وتخيلوا أنهم لا يجدون ما يشفع لهم عند أطفالهم على الأقل للإحتفاء بقدومه ..إذ أن أكلات رمضان البسيطة هذه وبعضُ ملابس رخيصة يشترونها لأبنائهم كانت تشكل ” رفاهية ما بعدها رفاهية ” قد حُرموها هذا العام المُثقل بالخيبات الإقتصادية والوطنية …


وهنا استوقفتني كلمة أحد المتحدثين وكان معلما..حيث عبر قائلا : ” إنّ رمضان شهرُ عبادة وصوم وتقرب إلى الله لكن الرواتب منقطعة والمدارس معطّلة والوضع الإقتصادي صعب جدا ” ..عندها لم أستطع مناقشتهُ واكتفيتُ ب ” شكرا أستاذ ” .


لم أشأ أن أقول لهُ أن الإيمان لا يقتضي الشقاء .. و أنّ الإحسانَ والعدلَ عبادتان أيضا ..


وهنا لا أوجه كلامي لأي مسؤول كي أطلب منه الرأفة بحال الناس ! فهم ليسوا تجارا ذوو أموال خاصة ..بل موظفين مثلنا ولكنهم ” طاشت يدهم في الصحفة حتى وصلنا لما وصلنا إليه ” ..


لكني أوجه كلامي إلى التجار الفعليين وأصحاب رؤوس الأموال ..عند توزيع زكاتهم وصدقاتهم ..أقول ..ارحموا هذا الشعب الذي تقطعت به سبل العيش حتى غدا لا يقوى على الكلام ..واعلموا أن التجارة مع الله أكثر مردودا في دنياكم وأخراكم ..


كذا لخطبائنا الأجلّاء .. كونوا أنتم الموجه في زمان ضاعت فيه البوصلة ..واخرجوا من دائرة إلقاء اللوم على الضحية ” الشعب ” فقط .. ! ذكرونا جميعا بحقوقنا وواجباتنا ..ووجهوا الخيّرين لمكامن الخير الحقيقية ..فالشعب كله يرزح تحت وطأة التجويع ..وخصوصا ” المعلمين ” الأكارم ..


وختاما لمن كتب الله له عمرا إلى رمضان المبارك أقول .. تقبّل الله طاعاتكم وأعانكم على هذه البلاد ومن يلونها .

المصدر: شمسان بوست

إقرأ أيضاً:

أسامة قابيل: الشماتة تعرض صاحبها للبلاء.. وعلامة غفلة عن الآخرة

قال الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، إن الشماتة في الناس والفرح في مصائبهم صفة مذمومة تدل على مرض في القلب وفراغ في النفس، مشيرًا إلى أن المسلم الحقيقي مشغول بإصلاح نفسه لا بفضح الآخرين.

وأوضح الدكتور أسامة قابيل، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الاثنين: "اللي بيقعد يشمت في الناس، ده مش إنسان سوي، ده إنسان فاضي.. الفاضي بس هو اللي يلاقي وقت يقعد يراقب الناس، ويقطع في فروتهم، ويشمت في مصايبهم، لكن المشغول بعبادته، بشغله، بدينه، بدعوته، مش فاضي للخراب ده".

وأضاف الدكتور أسامة قابيل "الله تعالى ذم الخائضين في الناس، وقال: (وذر الذين اتخذوا دينهم لعبًا ولهوًا وغرتهم الحياة الدنيا).. الإنسان لازم يراقب نفسه، يشوف هو فين من ربنا، بدل ما يتفرج على غيره، ويقيمهم كأنه وكيل على عباد الله".

هل زرع الأشجار داخل المقابر تخفف عن الميت؟ دار الإفتاء تجيبما هدي النبي في إقامة الشعائر والتخفيف عن الناس؟ دار الإفتاء تكشف عنهحكم أخذ مصحف موقوف من المسجد .. الإفتاء تجيبمظاهر التسامح الديني قبل الهجرة النبوية وبعدها.. الإفتاء توضحها

وأكد الدكتور أسامة قابيل أن الشماتة لا تصدر إلا عن قلب مريض أو عقل مشغول بالسوء، مشيرًا إلى أن الحل هو الانشغال بالتوبة والذكر والعمل الصالح، ناصحا "ابدأ بنفسك، وحسِّن قلبك ولسانك، واسأل ربنا أن يهديك للطيب من القول".

أسامة قابيل: الشماتة تعرض صاحبها للبلاء.. والجزاء من جنس العمل

أكد الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، أن الشماتة في الناس، خصوصًا في مصائبهم، لا تمر بلا عقوبة من الله، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: "لا تُظهِر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك"، مشددًا على أن الشامت قد يُصاب بنفس البلاء.

وقال قابيل، اليوم الاثنين: "سيدنا موسى عليه السلام، رغم منزلته، خاف من شماتة الأعداء، وقال: فلا تُشمت بي الأعداء، الشماتة مذلة، وربنا قد يبتليك بما شمتّ به غيرك، عقوبة وعدلًا، لأن الجزاء من جنس العمل".

وأشار إلى أن الشماتة ليست مجرد كلمة، لكنها سلوك قلبي ولساني وجسدي. فهناك من يشمت بقلبه، أو بلسانه، أو يفرح بمصيبة غيره دون أن ينطق، وكل ذلك داخل في الوعيد الشرعي.

واختتم: "لو لقيت حد وقع في بلاء، قول: الحمد لله الذي عافاني، وادعُ له بالفرج، دي أخلاق أهل الجنة، اللي ربنا وصفهم في القرآن بأنهم هُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ. خليك من أهل الطيب، مش من أهل الشماتة".

طباعة شارك الدكتور أسامة قابيل أسامة قابيل علماء الأزهر الأزهر الشماتة في الناس الشماتة

مقالات مشابهة

  • خروج الدابة التي تكلم الناس.. تعرف على هيئة إحدى علامات الساعة الكبرى
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (قالت الأحداث في الزمان كله)
  • قصة يأجوج ومأجوج في السنة النبوية.. اعرف الأحاديث الواردة عنها
  • أسامة قابيل: الشماتة تعرض صاحبها للبلاء.. وعلامة غفلة عن الآخرة
  • ربنا اللي بيحاسب.. أسامة قابيل: لا يجوز الشماتة في موت الفنانين
  • ما هدي النبي في إقامة الشعائر والتخفيف عن الناس؟ دار الإفتاء تكشف عنه
  • حكم صيام شهر المحرم كاملًا.. الأفضل بعد رمضان
  • أستاذ بالأزهر: لا يجوز مشاركة المنشورات الدينية أو الأخبار دون تثبّت
  • مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى المبارك
  • كلية الدراسات الإسلامية تنعى طالبتين من ضحايا حادث الطريق الإقليمي: رحيلهما مُفجع