عربي21:
2025-06-15@17:12:07 GMT

الأونروا ليست في غزة فقط

تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT

تحاول المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية وشبه الحكومية أن تنأى بنفسها دوما عن أتون الصراع لتبقي على مسافة تجعلها تقدم خدماتها الإنسانية من دون معوقات، وأحيانا تجد هذه المنظمات نفسها في أتون معارك لا ناقة لها فيها ولا جمل، كما يحدث الآن مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا. فيمكن أن ننتقد عمل منظمة الأمم المتحدة منذ إنشائها وخذلانها للفلسطينيين منذ النكبة وحتى الآن، لكن لا نستطيع أن ننكر أن إحدى هيئاتها كان لها دور بارز في دعم الشعب الفلسطيني إنسانيا وتعليميا وإغاثيا وهي الأونروا.



يمكن أن نفسر سر الهجوم الإسرائيلي الشرس على الأونروا والذي تصاعد حتى وصل إلى حظرها، وهو الرغبة في تجويع وقتل الشعب الفلسطيني لتركيعه، وفي هذا الإطار يكون كل هذا الهجوم، إذ ليس للأمر تفسير آخر. ولأن الأونروا في النهاية هي وكالة إغاثة أممية، فإن قدرتها على الدفاع عن نفسها محكومة بسقف خطاب الأمم المتحدة. فليس من المتوقع أن تخوض المنظمة حربا دعائية مع إسرائيل، ولهذا فإن هذه المنظمة العريقة ليس لها لسان يدافع عنها وسط هذه الحرب الضروس من إسرائيل.

الهجوم عليها ارتبط بالحرب على قطاع غزة في إطار عملية طوفان الأقصى، الأمر الذي أعطى انطباعا بأن المقصود بكل هذا الهجوم هو قطاع غزة وحدة وعمل المنظمة فيه. وهذا غير صحيح؛ لأن عمل الأونروا بشكل رئيسي ليس محصورا في قطاع غزة
أول ما لفت نظري في الأخبار المتعلقة بالأونروا أن الهجوم عليها ارتبط بالحرب على قطاع غزة في إطار عملية طوفان الأقصى، الأمر الذي أعطى انطباعا بأن المقصود بكل هذا الهجوم هو قطاع غزة وحدة وعمل المنظمة فيه. وهذا غير صحيح؛ لأن عمل الأونروا بشكل رئيسي ليس محصورا في قطاع غزة، إنه يشمل أيضا الضفة الغربية، ولبنان وسوريا والأردن. وهذا يعني أن إعاقة خدمات الأونروا لن يلحق الضرر بفلسطيني غزة وحدهم، ولكن بالفلسطينيين في كل من الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية.

هذا الضرر يلقي بالتبعية مسؤولية مضاعفة على سلطات هذه البلدان، إذ ليس متوقعا أن يُحرم الفلسطينيون من مختلف الأعمار من خدمات التعليم والرعاية الصحية والدعم المهني والدعم النقدي وغيرها من الخدمات ثم يجلسون مكتوفي الأيدي؛ لأنهم سيبحثون عن مصادر بديلة في إطار الحيز الجغرافي الذي يعيشون فيه. في سوريا وحدها يوجد أكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني مسجلين في الأونروا وموزعين على عديد من المخيمات موزعة في معظم المحافظات السورية المعروفة، وهذا يعني أن معاناة السلطة الجديدة في سوريا ستتضاعف وهي معاناة كبيرة أيضا بسبب وجود مهجرين ونازحين سوريين في مخيمات داخل بلدانهم حتى الآن، الأمر نفسه ينطبق على الفلسطينيين المسجلين في الأردن ولبنان والضفة الغربية.

من العار أن يحتاج اللاجئ الفلسطيني في مخيمات النزوح والشتات لهذه الوكالة لمجرد توفير لقمة عيش وإنشاء ومدارس وفرصة تدريب مهنية وسط محيط عربي من دول مختلفة
وليس صحيحا أن القانون الإسرائيلي الذي دخل حيز التنفيذ سيبقى داخل الأراضي الفلسطينية لأنه يأتي في إطار حملة ضد المنظمة وضد تمويلها الذي تقدمه عدد من الدول في العالم. ومن المؤسف أن تدعم الولايات المتحدة هذا القرار الجائر، فالحرب على الأونروا التي تدرجت من اتهامات على نطاق ضيق ثم على نطاق واسع وصولا للحظر الكامل لن تقف عند هذه المحطة، وستستمر حتى في البلدان الأخرى التي تعمل فيها هذه الوكالة الإغاثية عن طريق قطع وتعطيل التمويل.

قبل كل شيء، من العار أن يحتاج اللاجئ الفلسطيني في مخيمات النزوح والشتات لهذه الوكالة لمجرد توفير لقمة عيش وإنشاء ومدارس وفرصة تدريب مهنية وسط محيط عربي من دول مختلفة. ووفقا لمنطق معظم الدول العربية التي ترفض منح الفلسطينيين إقامات دائمة أو ظروف معيشة كريمة، أنها لا تريد للقضية الفلسطينية أن تموت بالمساعدة على تطوين الفلسطيني خارج أرضه، ووفقا للمنطق ذاته فإنه من الأكرم أن تتولى الدول العربية ودبلوماسييها الدفاع عن الأونروا إذا كانت لا تستطيع أن تقدم تقتضيه الشهامة والرجولة وحق الجوار.

x.com/HanyBeshr

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينيين الأونروا الإسرائيلي غزة إسرائيل فلسطين غزة أونروا مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة فی إطار

إقرأ أيضاً:

مقتل 100 شخص على الأقل في هجوم مسلح في نيجيريا

ابوجا-سانا

أعلنت منظمة العفو الدولية أن ما لا يقل عن 100 شخص قتلوا في هجوم مسلح في قرية يليواتا بولاية بينو شمال وسط نيجيريا.

ونقلت شبكة سكاي نيوز الإخبارية عن المنظمة قولها: “إن مجموعة من المسلحين حاصرت عائلات في منازلها، وأطلقت النار عليهم، وأحرقت بعض البيوت الأخرى بسكانها”، مضيفة: إن الهجوم أسفر عن مصرع أكثر من مئة شخص، وإصابة المئات، كما أن العشرات لا يزالون في عداد المفقودين.

وحذرت المنظمة من التصاعد المثير للقلق في الهجمات في مختلف أنحاء ولاية بينو، داعية السلطات النيجيرية إلى اتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ أرواح الناس.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • ليست للياقة وحدها.. الرياضة قد تفتح لك أبواب النوم العميق
  • مقتل 100 شخص على الأقل في هجوم مسلح في نيجيريا
  • الجديد: العملة ليست مؤشراً على قوة الاقتصاد
  • المجلس الوطني الفلسطيني: مجزرة الاحتلال ضد «الجوعى» في غزة جريمة حرب دموية
  • العفو الدولية: محو إسرائيل بلدة خزاعة دليل على ارتكابها إبادة جماعية في غزة
  • إيطاليا تستقبل 500 عامل مغربي في قطاع الميكاترونكس
  • مصدر يكشف طبيعة الأصوات التي سمعت في العراق: ليست قصفا
  • الأمم المتحدة تحذّر من توقف عمليات الإغاثة في غزة بعد انقطاع الاتصالات
  • المتحدث باسم «الأونروا» لـ«الاتحاد»: العملية التعليمية في غزة تشهد تعثراً غير مسبوق
  • «الأوطان ليست حفنة من تراب».. موضوع خطبة الجمعة القادم لوزارة الأوقاف