معهد وايزمان عقل إسرائيل النووي الذي قصفته إيران
تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT
معهد وايزمان للعلوم هو أحد أبرز المراكز البحثية والعلمية في إسرائيل ، وثالث مؤسسة تعليمة أنشئت فيها، ويصنف ضمن المراكز العشرة الأولى في العالم، ويقدم خدمات بحثية متقدمة للجيش الإسرائيلي ، ويطلق عليه لقب "العقل النووي لإسرائيل".
تأسس المعهد عام 1934 في فترة الانتداب البريطاني على فلسطين ، ومنذ إعلان قيام إسرائيل عام 1948 وهي توليه أهمية كبيرة ضمن منظومتها للبحث والتطوير، وله أبحاث علمية وبراءات اختراع في مجالات الفيزياء النووية وعلوم الحياة والتقنيات المتقدمة والنانو والطب الحيوي والتقنيات العسكرية.
قصفت إيران المعهد -الذي يتخذ من مدينة رحوفوت جنوب تل أبيب وسط إسرائيل مقرا له- بصاروخ باليستي في 14 يونيو/حزيران 2025، ما أسفر عن دمار واسع في مختبرات الأبحاث، واندلاع حرائق كبيرة، إضافة إلى أضرار جسيمة لحقت بالبنية التحتية للمعهد.
التأسيسأسسه عام 1934 العالم الكيميائي حاييم وايزمان، الذي شغل منصب رئيس منظمة الصهيونية العالمية وكان أول رئيس لإسرائيل، تحت اسم معهد "دانيال سيف" للأبحاث، وذلك تخليدا لذكرى أبناء متبرع بريطاني ساهم في تأسيس المعهد ودعم هجرة اليهود إلى فلسطين.
وقتها كان المعهد ثالث مؤسسة للتعليم العالي يؤسسها اليهود في فلسطين بعد معهد التخنيون في حيفا والجامعة العبرية في القدس، وكان يركز على الأبحاث الخاصة بتطوير القطاع الزراعي لليهود في فلسطين، وتمكن بالتعاون مع محطة "التجارب الزراعية" اليهودية من تهجين نباتات جديدة.
منذ اللحظات الأولى لتأسيس المعهد، وهو يشكل أحد أعمدة البحث العلمي في إسرائيل، فقد دُعي للعمل فيه كبار علماء اليهود وغيرهم، خاصة الداعمين للحركة الصهيونية وهجرة اليهود إلى فلسطين.
إعلانعام 1944 أسس مجموعة من النشطاء اليهود في الولايات المتحدة الأميركية بقيادة مائير فايسجل، اللجنة الأميركية لمعهد وايزمان بهدف جمع الأموال اللازمة لتوسيعه وتطويره.
وبعدها بعامين، وضع حاييم وايزمان الحجر الأساس للمبنى الجديد للمعهد، وبنى مبناه الرئيسي وملاحقه المختلفة.
في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1949، أعيدت تسمية المعهد وأطلق عليه اسم مؤسسه "معهد الدكتور حاييم وايزمان"، وفي عام 1959 أسس المعهد شركة "ييدا" للترويج لابتكاراته.
أبحاث وبراءات اختراعيصدر معهد وايزمان العشرات من الأبحاث سنويا في مجالات الفيزياء النووية وعلوم الحياة والتقنيات المتقدمة والنانو والطب الحيوي والتقنيات العسكرية والكيمياء والأدوات الطبية الدقيقة والرياضيات، وله مئات براءات الاختراع، الأمر الذي جعل البعض يطلق عليه لقب "العقل النووي لإسرائيل".
كما يصدر المعهد دراسات دورية حول الأمراض السرطانية ومعالجتها، وبحوثا في علم الجينات، ويستضيف حوالي 50 مؤتمرا علميا دوليا كل عام.
ويولي المعهد اهتماما كبيرا لتطوير طرق التعليم في المواضيع العلمية، بحيث يؤسس باحثوه طرقا وأساليب جديدة في التدريس لاسيما الجامعي، ويصدر الكتب التعليمية لوزارة التربية والتعليم الإسرائيلية في الرياضيات والطبيعة والفيزياء والكيمياء وغيرها من المواضيع العلمية.
ويدير القسم ثلاثة مراكز وطنية للمعلمين: المركز الإسرائيلي لمعلمي الكيمياء، والمركز الإسرائيلي للعلوم والتكنولوجيا في المدارس الإعدادية، والمركز الإسرائيلي لمعلمي الفيزياء.
وسجل المعهد منذ تأسيسه نحو ألفي براءة اختراع، وفيما يلي أبرز ابتكاراته وأبحاثه:
ابتكار جهاز كمبيوتر "إيزاك"، الذي يعتبر الأساس لصناعة الكمبيوتر في إسرائيل، عام 1945. هو أول مؤسسة إسرائيلية تعد أبحاثا حول مرض السرطان، وأول مؤسسة تبني مسرعات الجسيمات. بناء أول برج للطاقة الشمسية في إسرائيل عام 1989. اختراع دواء "كوباكسون" لعلاج مرض التصلب اللويحي المتعدد عام 1997، وقد حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية. إنشاء حديقة "كريات وايزمان" للتكنولوجيا الفائقة. في أبريل/نيسان 2004 طور المعهد أول كمبيوتر بيولوجي في العالم، واخترعه البروفيسور إيهود شابيرا. عام 2006 أسس مبادرة أبحاث الاستدامة والطاقة لدعم الاكتشافات العلمية في مجال الطاقة البديلة. تصنيع أنظمة تشفير وفك تشفير البث التلفزيوني. ابتكار أنظمة الليزر الخاصة بقطع الماس بشكل دقيق وحساس. أطلق المعهد أول حاسوب كمي في إسرائيل في عام 2022. ابتكار طريقة لزراعة العظام من متبرع غير متوافق في الثدي، وعلاج الأورام السرطانية الحميدة باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي. تطوير أنواع مختلفة من المحاصيل الزراعية المحسنة مثل: القمح الغني بالبروتين، والبطيخ الذي ينضج مبكرا. إعلان خدمات عسكريةيقدم المعهد خدمات بحثية متقدمة للجيش الإسرائيلي، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي وأنظمة الرصد والمراقبة وتحليل البيانات الاستخباراتية الضخمة وتوجيه الطائرات بدون طيار.
كما يعمل المركز على تطوير أسلحة ذاتية التحكم أو شبه ذاتية، وتطوير أجهزة التوجيه والتعقب الدقيقة، وتطوير تقنيات تشويش وتقنيات الحماية الإلكترونية المتقدمة، وتقديم بحوث تتعلق بتقنيات نووية أو طاقة موجهة، فضلا عن دعم أنظمة الأقمار الاصطناعية العسكرية.
عشرات المختبراتيضم المعهد أكثر من ثلاثين مختبرا في شتى المجالات العلمية، ومكتبة علمية كبيرة تضم آلاف الكتب والمجلات والأبحاث والموسوعات العلمية، فضلا عن قاعات للمحاضرات وللمؤتمرات ومساكن للباحثين وطواقم العاملين.
ويحتوي المعهد على خمس كليات، وهي: الأحياء والكيمياء الحيوية والكيمياء والفيزياء والرياضيات وعلوم الحاسوب، وتضم هذه الكليات 17 قسما علميا، أبرزها: قسم تدريس العلوم ووحدة الآثار العلمية.
متحف حاييم وايزمان أحد أبرز المؤسسات التي تتبع المعهد، ويضم الأعمال والمقتنيات والأدوات الخاصة بهذه المؤسسة، وخاصة أرشيفها الذي يحتوي على أكثر من 200 ألف وثيقة بما في ذلك مراسلاته مع ألبرت أينشتاين واللورد آرثر جيمس بلفور.
وتعد كلية فاينبرغ أهم المؤسسات العلمية التابعة للمعهد، وهي أول مؤسسة أكاديمية في إسرائيل تدرس علوم الكمبيوتر، وتركز على البحث العلمي المكثف، وتوفر فرصا للعمل مع مجموعات بحثية رائدة في العلوم على المستوى الدولي.
ومذ تأسيسها عام 1958 حتى عام 2024، منحت الكلية أكثر من ثلاثة آلاف من طلبتها درجة الماجستير وأكثر من 5 آلاف درجة الدكتوراه ونحو 4500 درجة ما بعد الدكتوراه. وتبلغ نسبة الإسرائيليين منهم 81٪، والأجانب 19٪.
يمنح المعهد الطلبة الجامعيين الذين يدرسون في كلية فاينبرغ التابعة له، درجتي الماجستير والدكتوراه في علوم الطبيعة دون رسوم، وفي المقابل يحصل على دعم مالي من الجاليات اليهودية حول العالم والمنظمة الصهيونية العالمية والعديد من الجمعيات العلمية اليهودية والحكومة الإسرائيلية.
ويقول المعهد إنه "يفخر بتأسيس شبكة دولية واسعة من الأصدقاء والداعمين، الذين يشاركون رؤيته للعلوم لخدمة البشرية"، ويُكرم هؤلاء المتبرعين بإطلاق أسمائهم على مبانيه وساحاته وقاعاته وساحاته المختلفة.
جوائز وتصنيفات دوليةحصل المعهد والعديد من الباحثين فيه على جوائز وتصنيفات عالمية، من أبرزها:
إعلان حصول الباحث بالمعهد آدا يوناث على جائزة نوبل للكيمياء عام 2009. حصول الباحثين بالمعهد أرييه وارشيل ومايكل ليفيت على جائزة نوبل في الكيمياء بالاشتراك مع عالم ثالث لعام 2013. حصول ثلاثة باحثين في المعهد على جائزة تورينغ في علوم الكمبيوتر، وذلك في أعوام 1996 و2002 و2012. حصول الباحث بالمعهد يعقوب ساجيف على جائزة كافلي لتكنولوجيا النانو عام 2022. فوز 10 باحثين من المعهد بجائزة بلافاتنيك للعلماء الشباب. صنف المعهد ضمن أفضل 25 مؤسسة بحثية في العالم وفقا لمؤشر" يو مالتيرانك" عام 2019. احتل المعهد الرتبة السابعة في أوروبا والأولى في إسرائيل بعدد المنح البحثية من مجلس البحوث الأوروبي، وذلك عام 2021. صنفت جودة الأبحاث في المعهد في المرتبة العاشرة عالميا في مؤشر لايدن للعام 2024. عام 2024 احتل المعهد الرتبة 69 عالميا والأولى في إسرائيل في مؤشر شنغهاي لتصنيف المؤسسات الجامعية. قصف إيرانيفي يوم 14 يونيو/حزيران 2025 تعرض معهد وايزمان للعلوم إلى قصف إيراني بصواريخ باليستية، في سياق تصعيد عسكري مع طهران بدأنه إسرائيل بهجوم على منشآت نووية وعسكرية إيرانية.
وأسفر القصف الإيراني عن دمار واسع في مختبرات الأبحاث واندلاع حرائق كبيرة، إضافة إلى أضرار جسيمة لحقت بالبنية التحتية للمعهد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی إسرائیل على جائزة
إقرأ أيضاً:
فايننشال تايمز: هذا هو “الجبل النووي” الذي يؤرق إسرائيل
#سواليف
هي للمخططين العسكريين الإسرائيليين أشبه بجب نار؛ إنها #منشأة #نووية لتخصيب اليورانيوم مطمورة على عمق نصف كيلومتر أسفل #جبل، وتخضع لحراسة مشددة، وتحيط بها #منظومة_دفاعات_جوية، وتقع في قرية جنوب مدينة قم الدينية القديمة.
هكذا استهلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية تقريرها عن #منشأة_فوردو، التي تقف شاهدا على رغبة طهران في حماية برنامجها النووي المصمم ليصمد أمام أي هجوم مباشر شامل أو اختراق، ويحفظ أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم عالي التخصيب الموجودة بداخله سليمة بما يكفي لإنتاج #سلاح_نووي.
وتفيد الصحيفة، أن المنشأة مخبأة تحت صخور صلبة ومغطاة بخرسانة مسلحة تجعلها بعيدة عن مرمى نيران أي من الأسلحة الإسرائيلية المعروفة للعامة، وهي أيضا دليل على قلق إيران الإستراتيجي.
الركيزة الأهم
ويقول بهنام بن طالبلو، الباحث البارز في “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” الأميركية، إن منشأة فوردو هي “بداية كل شيء ومنتهاه في العملية النووية الإيرانية”، توضح الصحيفة البريطانية.
وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية نقلا عن هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، أن طهران أعلنت يوم السبت أن فوردو تعرضت لهجوم، رغم أن الأضرار كانت محدودة.
إعلان
وفي المقابل، تشير الصحيفة البريطانية إلى أن إسرائيل نجحت في تدمير محطة التخصيب التجريبية الإيرانية الأكبر فوق الأرض في نطنز، حسبما قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رافائيل غروسي لمجلس الأمن يوم الجمعة.
ووفقا لتحليل صور الأقمار الصناعية مفتوحة المصدر التي التقطها معهد العلوم والأمن الدولي في العاصمة الأميركية واشنطن، فإن قاعات الطرد المركزي تحت الأرض، ربما أصبحت عديمة الجدوى بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بإمدادات الكهرباء في منشأة نطنز وسط إيران.
ونقلت فايننشال تايمز عن داني سيترينوفيتش، الخبير في الشأن الإيراني بمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، “إن منشأة فوردو ستكون عصية على إسرائيل بدون مساعدة الولايات المتحدة، فهي شديدة التحصين وتقبع في عمق الجبل”، معربا عن عدم يقينه بشأن ما يمكن أن تحدثه الضربات الإسرائيلية من ضرر هناك.
قدرات كبيرة
وأضاف أن إيران لم تصل بعد إلى نقطة الصفر بما يعني مرحلة تعرض برنامجها النووي للتدمير، إذ يعتقد أنه لا يزال لديها قدرات كبيرة، وستكون منشأة فوردو “الهدف الأصعب وربما الأخير” في الحملة العسكرية الإسرائيلية.
ورغم ذلك، فإن سيترينوفيتش يقول، إن منشأة فوردو هي القاعدة العسكرية الرئيسية الوحيدة تحت الأرض التي تعرضت لهجوم مباشر؛ في سابقة تُظهر المخاطر الاستثنائية التي أقدم عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– بالسماح بشن الهجمات على إيران في وقت سابق من هذا الأسبوع.
ومع أن المسؤولين الإيرانيين، ظلوا ينفون امتلاكهم قنبلة نووية، إلا أن الصحيفة تزعم أن طهران تمضي في سبيل ذلك، استنادا إلى تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تؤكد أن بمقدور إيران تحويل كامل مخزوناتها من اليورانيوم عالي التخصيب، المقدّر بنحو 408 كيلوغرامات، لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم لصنع 9 أسلحة نووية في غضون 3 أسابيع فقط.
إعلان
وعقدت الصحيفة مقارنة بين المنشأتين النوويتين في نطنز وفوردو. فالمجمع الصناعي المترامي الأطراف في مدينة نطنز يحتوي على ما يصل إلى 16 ألف جهاز طرد مركزي، إلا أنه مصمم لإنتاج يورانيوم منخفض التخصيب.
بدائل أقوى
وعلى النقيض من ذلك، فإن ما يميز فوردو، هو المتانة الجيولوجية التي تجعل قاعات الطرد المركزي فيها غير قابلة للاختراق فعليا بواسطة القنابل التقليدية التي يتم إطلاقها من الجو. وقد يستعصي ذلك حتى على القنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات من طراز (جي بي يو-57) المصممة لتدمير المخابئ المحصنة بشدة والقادرة على اختراق 60 مترا من الخرسانة تحت الأرض.
وحسب تقرير الصحيفة، يعتقد المحللون أن الهجمات الإسرائيلية إذا لم تنجح في تدمير مفاعل فوردو، فإنه قد يكون سببا في تسريع انسحاب إيران من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، ومن ثم في وقف تعاونها مع الوكالة الذرية، وتصنيع قنبلتها النووية.
وما يزيد من المخاطر -من وجهة نظر فايننشال تايمز- هو أن فوردو ليست المنشأة الوحيدة فائقة الأمان التي يمكن لإيران أن تلجأ إليها. فقد عملت طهران أخيرا على بناء منشأة أكثر عمقا وأفضل حماية تحت الجبل المعروف باسم ” بيكآكس”، على بعد بضعة كيلومترات جنوب نطنز.
وفي حين يُعتقد أن فوردو لديها مدخلان إلى الأنفاق، فإن لدى بيكآكس 4 منها على الأقل، مما يجعل من الصعب إغلاق المداخل بالقصف. كما أن مساحة قاعاته تحت الأرض أكبر.
وطبقا لتقرير الصحيفة، يخشى بعضهم من إمكانية استخدام إيران المنشأة لتجميع سلاح نووي أثناء تعرضها لهجوم. ولا تزال طهران تمنع مفتشي الوكالة الذرية من دخولها.