أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية “إف دي أيه”، الموافقة “على نوع جديد من مسكنات الألم مصمم للقضاء على مخاطر الإدمان والجرعة الزائدة المرتبطة بالأدوية “الأفيونية” مثل “فيكودين وأوكسيكونتين”.

وقالت إدارة الغذاء والدواء الأميركية “إف دي أيه”، “إنها وافقت على دواء “جورنافكس” من شركة “فيرتكس” للأدوية للألم قصير المدى الذي غالبا ما يتبع العمليات الجراحية أو الإصابات”.

وأضافت في بيان: “يعد هذا أول نهج دوائي جديد لعلاج الألم منذ أكثر من 20 عاما، ويقدم بديلا لكل من الأدوية “الأفيونية” والأدوية التي تباع دون وصفة طبية مثل “الإيبوبروفين والأسيتامينوفين”، لكن فعالية الدواء المتواضعة وعملية تطويره الطويلة تسلط الضوء على التحديات التي تواجه البحث عن طرق جديدة للسيطرة على الألم”.

وقال البيان: “أظهرت الدراسات التي شملت أكثر من 870 مريضا يعانون من آلام حادة نتيجة لعمليات جراحية في القدم والبطن أن دواء شركة “فيرتكس” قدم تخفيفا أكبر من الحبة الوهمية، لكنه لم يتفوق على الحبوب المركبة من المواد الأفيونية والأسيتامينوفين الشائعة، وسيباع الدواء الجديد بسعر 15.50 دولارا لكل حبة، مما يجعله أغلى بكثير من الأدوية الأفيونية المشابهة التي غالبا ما تتوافر كأدوية جنيسة بسعر دولار واحد أو أقل”.

هذا “وتعمل الأدوية “الأفيونية” على تخفيف الألم عن طريق الارتباط بالمستقبلات في الدماغ التي تستقبل إشارات الأعصاب من أجزاء مختلفة من الجسم، وهذه التفاعلات الكيميائية هي التي تسبب أيضا التأثيرات الإدمانية “للأفيون”، بينما يعمل “دواء فيرتكس” بطريقة مختلفة، حيث يقوم بحظر “البروتينات” التي تحفز إشارات الألم التي ترسل لاحقا إلى الدماغ”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أدوية أدوية مسكنة للألم مسكن ألم

إقرأ أيضاً:

الجمهور.. شريك في الألم لا في القرار

 

سعيد المالكي

 

في كل مرة يُكرّر فيها منتخبنا الأول لكرة القدم فنّ الإخفاق، تمتلئ المنصات بالتذمّر، وتعلو الأصوات، وتشتعل التحليلات الغاضبة. جمهورٌ موجوع، لا شك، وحزنُه في حقيقته ليس غضبًا بقدر ما هو حبّ للوطن، ورغبة صادقة في أن يراه في المكانة التي يستحقها. لكن، هل تكفي العاطفة وحدها لصناعة الإنجازات؟

يبدو أنَّ هناك من ما يزالون يعتقدون أن النجاح يُستحضر كما تُستحضر الأسماء: نجمع مجموعة ممن يلعبون كرة قدم، نُطلق عليهم "منتخبًا وطنيًا"، نُحيطهم بطاقم تدريبي، ونُنشئ لجانًا واتحادًا، ثم ننتظر الميداليات وكأنها ستسقط من السماء. والحقيقة المؤلمة أن الإنجازات لا تُولد من الاجتماعات، ولا من الشعارات، ولا من البيانات الختامية.

الإنجاز الرياضي، كغيره من الإنجازات، يحتاج إلى عمل حقيقي، احترافي، طويل النفس، يُبنى من القاعدة لا من المنصّة. يحتاج إلى تخطيط، وتأهيل، ومحاسبة، واستمرارية، لا إلى صراعات انتخابية محتدمة على كرسي الرئاسة، تُدار أحيانًا خلف الكواليس أكثر مما تُدار في الملعب. صراعاتٌ يعلم الجميع أنها، في كثير من الأحيان، لا تحركها الرغبة في خدمة الرياضة بقدر ما يُشعلها بريق المناصب وما يرافقه من وجاهة وظهور. لسنا بصدد التعميم، أو الإشارة إلى شخصٍ بعينه، فالمخلصون كُثرٌ بلا شك، لكن المشهد العام لا يوحي بأنَّهم أصحاب القرار في معظم الأحيان.

ولا ننكر أن جيلًا قد تألق فيما مضى لفترة مرّت كأنها حلم، لم يُكتب له أن يحقق أكثر من كأس الخليج، ومع ذلك ظلّ ذلك التتويج متوهّجًا في الذاكرة، لا لأنه كان عظيمًا بحد ذاته بقدر ما كان وعدًا بما يمكن أن نكون عليه. لكن الأدهى أننا عجزنا بعده عن تكرار التجربة، أو حتى المحافظة على مجموعة أو جيل يشبهه، ويبدو -للأسف- أنه لن يتكرر في المدى المنظور. بالتالي: هل كان ذلك التألق مجرّد "غلطة غير مقصودة" من الزمن؟ أم أن المسؤولين آنذاك كانوا أكثر وعيًا، وأفضل تخطيطًا، وأقرب إلى صناعة المنتخب كمشروع لا كمناسبة؟

وإذا ما نظرنا إلى ما يحدث على أرض الواقع اليوم، فإن طبيعة العمل نفسها لا تشير -في كثير من الأحيان- إلى أن الهدف الحقيقي هو المنافسة الجادة وصناعة الألقاب، بقدر ما توحي بأن الغاية لا تتجاوز حدود المشاركة "لإبراء الذمة"، وربما الترفيه، وكأن الحضور بحد ذاته أصبح إنجازًا يُكتفى به، بغضّ النظر عمّا تحمله النتائج من خيبات.

ويبدو أن النظرة السائدة ما زالت تختزل الرياضة في كونها مجرّد نشاط ترفيهي، في وقتٍ تحوّلت فيه -لدى كثير من الدول- إلى صناعة متكاملة، واقتصاد ضخم، وتجارة مربحة تُدر مليارات. نعم، تلك الدول تنفق كثيرًا على الرياضة، لكنها تجني أضعاف ما تنفقه عبر الاستثمار، والرعايات، وحقوق البث التلفزيوني، وصناعة النجوم، وتحريك السياحة، وبناء الصورة الذهنية للدولة. ما يُصرف هناك يُعد استثمارًا بعائد، لا تبذيرًا بلا مردود كما قد نتصوّر.

أما نحن، فنقف في المنتصف: لا نعامل الرياضة كصناعة تُدار بعقلية السوق والاستثمار، ولا نديرها كرسالة وطنية ذات مشروع طويل المدى.

الإنجاز الوحيد الذي يبدو أنه يتحقق بدقة وانتظام في كل محفل رياضي، هو سباق المسؤولين نحو السفر، وحجز المقاعد في المنصّات، والصور التذكارية، والظهور الإعلامي. مشاركة محسوبة، نعم، لكنها، في كثير من الأحيان، تبدو وكأنها الغاية لا الوسيلة. يعود المنتخب بخيبة، وتعود الحقائب ممتلئة بالصور، وتعود البيانات الرسمية بلغة مطمئنة لا تُطمئن أحدًا.

في المقابل، يعود الجمهور إلى بيته مُحبطًا، ويبدأ استعدادُه النفسي للدورة القادمة من الخيبة، متسلحًا بالأمل من جهة، وبالشك من جهة أخرى.

لستُ في موقع تقديم نصائح فنية أو الدخول في الجوانب المتخصصة، فذلك ميدان أهل الخبرة. إنما هو حديث يخرج من موقع المتابع المحب، الذي يتابع المشهد منذ زمن طويل ويقرأ انعكاساته. والمقصود منه، قبل كل شيء، هو التخفيف على الجمهور الذي يعيش ضغطًا نفسيًا نابعًا من حبه لفرقه وبلده، لا إصدار أحكام ولا توزيع اتهامات، بل توصيف لواقع يراه الجميع ويتكرر.

الجمهور الكريم، باستمرار هذا النهج، قد لا تجنون سوى حرق الأعصاب، واستنزاف المشاعر. وربما -من باب الحفاظ على صحتكم النفسية- عليكم أن تُشاهدوا مشاركات منتخباتكم كما هي: مشاركات لا منافسات، حضورًا لا صراع ألقاب، متابعة بلا سقفٍ من التوقعات، حتى لا تتحول كل بطولة إلى موعد جديد مع الإحباط.

وهنا لا أتحدث عن عدم تقبّل الخسارة في أي منافسة، فالخسارة جزء طبيعي من الرياضة ووجهٌ آخر للفوز، لكنني أتحدث عن واقعٍ أخطر من ذلك: غياب توقّع الفوز أصلًا، ويُضاف إلى ذلك أن الأداء في كثير من الأحيان لا يوحي بإتقانٍ يُبنى عليه الأمل، فتجتمع الخسارة مع تدنّي المستوى، ويصبح الإخفاق مضاعف الأثر، وكأنَّ الدخول للمنافسات بات إجراءً شكليًا لا مشروعًا تنافسيًا.

متى نبدأ بصناعة الإنجاز من حيث يُصنع فعلًا، لا من حيث يُصوَّر؟ ومتى نكفّ عن التعامل مع الرياضة بوصفها مناسبة موسمية، ونبدأ في إدارتها كمشروع وطني طويل الأمد، تُحاسَب فيه الإدارات قبل اللاعبين، وتُقاس فيه النتائج بسنوات العمل لا بعدد السفرات؟

الجمهور مُنهَك نعم، لكنه لا يحلم بمعجزات. يريد فقط أن يرى طريقًا واضحًا، يُفضي يومًا ما إلى إنجازٍ مستحق، لا إلى عذرٍ متكرر.

مقالات مشابهة

  • الجمهور.. شريك في الألم لا في القرار
  • الترخيص في مهنة التخليص الجمركي .. ما الذي يلزمك لبدء العمل؟
  • وليد بحرية يكشف تفاصيل خطط تسجيل أكثر من 300 دواء مصري لدى السلطات الصحية في جامبيا
  • «حاملة الطائرات التي لا تغرق: إسرائيل، لماذا تخشى السعودية أكثر مما تخشى إيران؟»
  • “صحة”‏ غزة تحذر من الإبادة الصحية بعد وصول الأدوية إلى أدنى مستوياتها
  • رقعة ذكية مرنة تُحوِّل اللمس مباشرةً إلى نصوص رقمية
  • كيف يؤثر الغضب والشعور بالظلم على الألم لدى الإنسان؟
  • نظام دوائي مبتكر يوفر علاجا أكثر دقة للألم
  • وزير السكن يأمر بإتمام الأشغال بمشروع 10507 مسكن “عدل” سيدي عبد الله
  • تسبب الخرف.. طبيب أعصاب يحذر من عادة ليلية شائعة وخطيرة