انفراد.. «الإنتاج الحربي» تطرح منتجات معززة بتقنيات الذكاء الاصطناعي: تابلت وشاشات وكاميرات
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
تُطلق وزارة الإنتاج الحربي، ممثلة في شركة بنها للصناعات الإلكترونية «مصنع 144 الحربي»، خلال الفترة المقبلة، منتجات إلكترونية جديدة، وذلك في ضوء توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بالعمل على توطين أحدث التكنولوجيات في مصر بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية.
وأجرت جريدة «الوطن» جولة تفقدية لخطوط إنتاج المصنع وتفقدت منتجاته التي ستطرحها وزارة الإنتاج الحربي خلال الفترة القليلة المقبلة، وهي المنتجات التي تحمل اسم «لونج لايف»، في ضوء خطة الوزارة بالعمل على تسويق مختلف منتجات المصانع الحربية تحت هذا المسمى.
وقال المهندس طارق العباسي، رئيس مجلس إدارة شركة بنها للصناعات الإلكترونية «مصنع 144 الحربي»، إن أولى المنتجات التكنولوجية الجديدة للمصنع، هي أجهزة «تابلت»، والذي طورته الشركة ليواكب أحدث أجهزة التابلت المنتجة بمواصفات عالية تناسب المستخدم المصري، سواء كان للاستخدامات العادية أو الألعاب أو الاستخدامات الاحترافية.
مواصفات التابلت المصري الجديدوخلال جولتنا في شركة «بنها»، شاهد المحرر العسكري لجريدة «الوطن» باكورة منتجات الشركة من أجهزة «التابلت المصرية الجديدة»، والمنتج بقياس 8 بوصة، وقال «العباسي»، إن الوزارة ستطلق جهازي «تابلت» في الفترة المقبلة، أولها الذي شاهدته «الوطن»، وهو تابلت مزود بـ«8 جيجا رام»، وشاشة مقاومة للكسر، وسيتم طرح جهاز تابلت «10 بوصة» في وقت لاحق.
وقال رئيس شركة «بنها»، إن الشركة حريصة على إنتاج مواصفة تكنولوجية متقدمة بالتعاون مع كبرى الشركات الهندية والصينية، حتى يخرج منتج منافس في السوق المحلي و العالمي، قائلاً: «نحن نستخدم مكونات عالية الجودة لمنافسة كبرى الماركات العالمية».
موعد طرح التابلت المصري الجديدوأوضح «العباسي»، أنه على الرغم من امتلاك «تابلت لونج لايف» لأعلى المواصفات، إلا أن سعره يقل بنسبة تتراوح ما بين 15 و20% عن الماركات العالمية الأخرى، مشيرًا إلى أنه سيتم طرحه في الأسواق خلال الربع الأول من العام الجاري، على أن يتم طرح تابلت الـ«10 بوصة» بنهاية عام 2025.
وتطرق العباسي إلى منتجات الشركة من الشاشات التليفزيونية، مشيرًا إلى أن الشركة طرحت شاشات بمقاسات تتراوح من 32 بوصة إلى 65 بوصة، وأن هذه الشاشات متوفرة في منافذ البيع التابعة لوزارة الإنتاج الحربي، مؤكدًا أن الشركة واثقة في جودة منتجاتها، حيث يمكن للمواطنين مقارنة الشاشات مع غيرها من المنتجات المتاحة في السوق قبل الشراء.
ولفت العباسي إلى أن شركة بنها للصناعات الإلكترونية تنتج الألواح الشمسية وفقًا للمواصفات العالمية، وأنها حصلت على أعلى شهادات الجودة من قبل الجهات المعتمدة، مضيفًا أن الشركة نفذت العديد من المشروعات القومية في مجال الطاقة النظيفة، مثل تركيب محطات الطاقة الشمسية في العاصمة الإدارية الجديدة وكافة المحافظات المصرية، مؤكداً أن جميع هذه المحطات تستخدم الألواح الشمسية المنتجة في «مصنع بنها».
وأكد «العباسي» أن شركة بنها للصناعات الإلكترونية كانت من أوائل الشركات التي أدخلت خط إنتاج للألواح الشمسية، تماشيًا مع استراتيجية الدولة للتوسع في استخدام الطاقة النظيفة، موضحًا أن الشركة بدأت بإنتاج الألواح الشمسية بقدرة 250 وات، ثم توسعت لتشمل الألواح بقدرة 550 وات و620 وات، مما ساهم في تلبية احتياجات السوق المحلي.
وأضاف أن الشركة تقدم حلولًا للطاقة الشمسية للمنازل والجهات الحكومية، بالإضافة إلى المشروعات الكبرى مثل الفنادق.
وفي مجال الصناعات العسكرية، أكد «العباسي»، أن مصنع «بنها» يلعب دورًا محوريًا في تلبية احتياجات القوات المسلحة من الأجهزة والمعدات المتطورة، موضحًا أن المصنع يعمل على توفير أحدث الأجهزة الإلكترونية بأيدي مصرية، مثل الطائرات الهدفية، وأجهزة الإعاقة الإلكترونية، والرادارات، ومنظومة التعارف المصري المشفرة، بالإضافة إلى مراكز القيادة المتنقلة وأجهزة الاتصال المشفرة.
وأوضح رئيس مصنع «144 الحربي»، أنه تم إنتاج الطائرة الهدفية المصرية «عرابي»، والمنتجات آنفة الذكر، ومن بينها رادار مصري، وهي المنتجات التي تُصنع بنسبة 100% من المكونات المحلية، مما يعكس جهود الدولة في توطين الصناعات الإلكترونية وتعزيز الاكتفاء الذاتي، مشددًا على أن المصنع يعمل بشكل دائم على تطوير هذه الأجهزة وفقًا لأحدث التكنولوجيا العالمية لضمان فاعليتها في الميدان.
وأوضح «العباسي»، أن مصنع «144 الحربي» أبرم شراكات مع كبرى الشركات العالمية لتوطين التكنولوجيا المتقدمة، ومن بينها شركة «تالس» الفرنسية العالمية المتخصصة في أجهزة الاتصال، وشركة «هانوا» الكورية في مجال تصنيع كاميرات المراقبة.
وأشار رئيس مصنع «144 الحربي»، إلى أن المصنع يعمل على تطبيق أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في منتجاته، مما يمكنها من أداء مهامها بكفاءة عالية وتوفير معلومات دقيقة في الوقت الفعلي.
واستكملت «الوطن» جولتها التفقدية في خطوط إنتاج شركة «بنها»، وتفقدنا خط إنتاج «التجميع السطحي»، والذي ينتج الكروت الإلكترونية، والتي تُعتبر أساس أي صناعات إلكترونية ورقمية، واستعرض المهندس محمد الشامي، مدير إدارة قسم التجميع السطحي، مراحل عملية التجميع المتقدمة التي تُنفذ في أحد خطوط الإنتاج الحديثة، موضحًا أن القسم يختص بتجميع العناصر الإلكترونية السطحية الدقيقة، التي تتراوح أبعادها إلى أجزاء من المليمتر، باستخدام خطي تجميع سطحي مزودين بتكنولوجيا يابانية متطورة.
وأكد «الشامي» أن هذه التقنية تعتبر من أحدث التقنيات المستخدمة في مجال التجميع السطحي؛ حيث يتم تجميع الدوائر الخاصة بالأجهزة الإلكترونية بدقة عالية، مشيرًا إلى أن كل عملية في هذه المراحل تتم وفقًا لمعايير دقيقة تضمن جودة المنتج النهائي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مصنع 144 الحربي شركة بنها للصناعات الإلكترونية وزارة الإنتاج الحربي الإنتاج الحربي المصانع الحربية كاميرات المراقبة شرکة بنها للصناعات الإلکترونیة الإنتاج الحربی أن الشرکة فی مجال التی ت إلى أن
إقرأ أيضاً:
البشر يتبنون لغة الذكاء الاصطناعي دون أن يشعروا
في ظاهرة تبدو كأنها خرجت من قصص الخيال العلمي، كشفت دراسة حديثة أن البشر بدؤوا بالفعل تبني أسلوب لغوي يشبه إلى حد كبير أسلوب الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل تشات جي بي تي.
هذا التحول الصامت، الذي رصده باحثون في معهد "ماكس بلانك لتنمية الإنسان" في برلين، لم يقتصر على المفردات فحسب، بل امتد إلى بنية الجمل والنبرة العامة للحديث، مما يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل اللغة والتنوع الثقافي في عصر هيمنة الآلة ومنطقها في التفكير.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"كل ما نريده هو السلام".. مجتمع مسالم وسط صراع أمهرة في إثيوبياlist 2 of 2سيرة أخرى لابن البيطار بين ضياع الأندلس وسقوط الخلافةend of list تسلل إلى حواراتنا اليوميةاعتمدت الدراسة، التي لم تنشر بعد في مجلة علمية وتتوفر حاليا كنسخة أولية على منصة (arXiv)، على تحليل دقيق لمجموعة ضخمة من البيانات اللغوية، شملت ما يقرب من 360 ألف مقطع فيديو من منصة يوتيوب الأكاديمية و771 ألف حلقة بودكاست. وقام الباحثون بمقارنة اللغة المستخدمة في الفترة التي سبقت إطلاق" تشات جي بي تي" في أواخر عام 2022 وما بعدها، وكانت النتائج لافتة.
لاحظ الفريق البحثي زيادة حادة في استخدام ما أطلقوا عليه "كلمات جي بي تي"، وهي مفردات يفضلها النموذج اللغوي، مثل "delve" (يتعمق)، "meticulous" (دقيق)، "realm" (عالم/مجال)، "boast" (يتباهى/يتميز)، و"comprehend" (يستوعب). هذه الكلمات، التي كانت نادرة نسبيا في الحوار اليومي العفوي، شهدت طفرة في الاستخدام. على سبيل المثال، ارتفع استخدام كلمة "delve" وحدها بنسبة 48% بعد ظهور تشات جي بي تي.
وللتأكد من هذه "البصمة اللغوية"، قام الباحثون باستخلاص المفردات التي يفضلها النموذج عبر جعله يعيد صياغة ملايين النصوص المتنوعة. ووجدوا أن استخدام هذه الكلمات في كلام البشر المنطوق ارتفع بنسبة قد تصل إلى أكثر من 50%، مما يؤكد أن التأثير لم يقتصر على النصوص المكتوبة، بل امتد إلى المحادثات اليومية.
تغير في الأسلوب والنبرةالمفاجأة الكبرى في الدراسة لم تكن في المفردات فحسب، بل في النبرة الأسلوبية العامة. لاحظ الباحثون أن المتحدثين بدؤوا يتبنون أسلوبا أكثر رسمية وتنظيما، وجملا أطول، وتسلسلا منطقيا يشبه إلى حد كبير المخرجات المنظمة للذكاء الاصطناعي، بعيدا عن الانفعالات العفوية والخصوصية اللغوية. هذه الظاهرة تعني أننا نشهد مرحلة غير مسبوقة: البشر يقلدون الآلات بطريقة واضحة.
إعلانيصف الباحثون ما يحدث بأنه "حلقة تغذية ثقافية مغلقة" (closed cultural feedback loop)؛ فاللغة التي نعلمها للآلة تتحول، بشكل غير واع، إلى اللغة التي نعيد نحن إنتاجها.
يقول ليفين برينكمان، أحد المشاركين في الدراسة: "من الطبيعي أن يقلد البشر بعضهم بعضا، لكننا الآن نقلد الآلات"، في مشهد يؤكد تحول الذكاء الاصطناعي إلى مرجعية ثقافية قادرة على التأثير في الواقع البشري.
تآكل التنوع اللغويرغم الطابع الطريف الذي قد تبدو عليه هذه الظاهرة، فإن الدراسة تحمل في طياتها تحذيرا جادا حول مستقبل التنوع الثقافي واللغوي. يلفت الباحثون الانتباه إلى أن اعتمادنا المفرط على أسلوب لغوي موحد، حتى لو بدا أنيقا ومنظما، قد يؤدي إلى تآكل الأصالة والتلقائية والخصوصية التي تميز التواصل الإنساني الحقيقي.
وفي هذا السياق، يحذر مور نعمان، الأستاذ في معهد "كورنيل تك"، من أن اللغة عندما تكتسب طابع الذكاء الاصطناعي قد تفقد الآخرين ثقتهم في تواصلنا، لأنهم قد يشعرون بأننا نسعى لتقليد الآلة أكثر من التعبير عن ذواتنا الحقيقية.
تشير الدراسة إلى أن ما بدأ كأداة للمساعدة في الكتابة والبحث قد تحول إلى ظاهرة ثقافية واجتماعية مرشحة للتوسع. فإذا كان الإنترنت قد أدخل على لغتنا اختصارات تقنية مثل "LOL"، فإن ما يحدث اليوم هو انعكاس مباشر لعلاقة أعمق وأكثر تعقيدا بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.
وتؤكد هذه النتائج أن اللغة ليست مجرد كلمات، بل هي مرآة للسلطة الثقافية ومنبع للهوية. ومع تحول الذكاء الاصطناعي إلى جزء من هذه السلطة، فإن تبنينا لأسلوبه قد يعني أننا، وبشكل غير محسوس، نفقد جزءا من شخصيتنا وهويتنا اللغوية الفريدة في ساحة معركة هادئة تكتب فيها فصول جديدة من تاريخ التواصل البشري.