د.حماد عبدالله يكتب: سمات المدن الجميلة (الحب ) !!
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
حديث جديد قديم عن "الحب" في شوراع وميادين عاصمة الجمال في العالم (روما)..(إيطاليا)
لا حرج هناك، ونحن نطلق على مثل هذه التصرفات (قلة حياء) ونصل بالصفات إلى (قلة أدب) بل يعاقب القانون المصري أي تعبير مماثل لما يحدث في عاصمة الجمال بجريمة (خدش الحياء العام) يعني فيها 6شهور سجن على الأقل!!
وربما يساعد على خلق هذه الحالة من الحب في الشارع الأوربي وخاصة في (روما) مجال حديثنا اليوم، المناخ العام للمدينة، فهي مدينة حالمة بتماثيلها ،والنحت على جدران مبانيها، ونظافة شوارعها ،ونضارة زرعها، وإخضرار نباتاتها، والإضاءات المسلطة على أسطح وواجهات مبانيها، والحدائق المنتشرة بشكل غير طبيعي، والأرائك، والمطاعم المتراصة، والطاولات المنتشرة على أماكن مخصصة لها على الأرصفة، ولكن ( متروك في الرصيف جزء مقدس للمشاه) كله بحساب، والشموع المضائه، والنبيذ الأحمر والأبيض والروزية، وأصوات خرير المياه من النوافير المنتشرة حتى في (الحواري)، والأنشطة التى تزاول في الميادين، من تجارة انيقة وجميلة في محلات و(فتارين ) أكثر أناقة مهما كان حجمها، ومن رسامين على لوحات (النوْال) يبدعون في رسم بورتريهات للزواروالمارة، ويستمر هذا في جميع ليالي الأسبوع، أو عرض للوحات بكل أصناف الأدوات الفنية، (زيت أو باستيل أو رصاص أو حتى فحم) !!
ولا أحد ينافس أحد بالصوت أو النداء على سلعة، أو حتى بأن يهتم بما تقوم أنت به، كل واحد حر، ولكن حريته تنتهي عند حرية الأخرين !!
وأناس مثلي ومثلك مهمتهم أن يشاهدوا هذا ( المسرح الحي ) إما واقفًا متفرجًا عن بُعدْ، أو جالسًا على منضدة يأكل (بيتزا) مع الليمون أو البرتقال في حالتنا (كمسلمين) وننظر مشدوهين ،ولكن حذار أن تفتح فمك من الإندهاش، حتى لا يضحك عليك زميل لك من (بلدياتك) لأن الأخرين لم ولن يهتموا بوجودك أصلًا !! والميادين في (روما) لها تاريخ ولها رواد ولها زوار، يأتونها كل فترة من كل مكان في العالم إذ مروا بهذه التجربة.
فهذا ميدان (نافونا ) وهذه مجموعة ثماثيل لرجال أقوياء وأحصنة هائجة ومياه تنفجر من كل إتجاه، والكل في مشهد (مرتعد) رافعي أياديهم لأعلى في إتجاه كنيسة قديمة، يعود تاريخها للعصور الوسطى وكأن الحال يقول، بأن هناك (هولًا ) سيحدث وهذه التماثيل تكاد تنطق بالخوف مما سيقع، وميدان أخر (ديلتفري) وهي نوافير وصنابير وأمواج من المياه وفوقها ووسطها مجموعة من التماثيل فوق بحيرة صناعية صغيرة لا تتعدى الخمسمائة متر وعمق (الخمسون سنتيمتر) ويطلق عليها نافورة (الأحلام) وهنا يحلم الزوار بأي شئ وهم مغمضون أعينهم وملقيين بعملات بلادهم المعدنية في تلك البحيرة، والتى ينزل فيها بعض الصبية لإلتقاط تلك العملات الأجنبية وأيضاَ الأوروبية، فلا مانع من ذلك !!
وبإلقاء (العملة ) ،وحلمك بشئ، قطعًا لن يتحقق منه شئ إلا عودتك لهذا المكان، وهذا أكيد!!
وفوق كل شئ وبجانبه، الموسيقى المترامية للأسماع في كل مكان، فهناك مئات من الأفراد يحملون الالآت الموسيقية الوترية بالذات، لكي يعزفوا للناس أجمل وأرق المعزوفات العالمية، هكذا الشوارع والميادين في (روما) !!
فكيف لا يؤثر ذلك على حالة (الحب) بين شاب وشابة، بين رجل وأمرأة، بل بين الطيور المنتشرة بكثرة وهدوء (خاصة الحمام) دون خوف من أنفلونزا الطيور (البدعة المصرية)!!
كل شئ يدعوك أن تحب وأن تعيش هذه الحالة والحمد لله أن القانون المصري لم يصل هناك إلى وصف هذه الحالة الإنسانية الجميلة (بخدش الحياء العام) وإلا كانت تبقى (محزنة).
والحمد لله أن هناك مدينة إسمها (روما) لمن يريد أن يعيش هذا الإحساس، أو يقوم بدور في (المسرح الحي ) في عاصمة الجمال بالعالم أو على الأقل لمشاهد يريد أن يحضر هذا العرض المسرحي (مجانًا ) دون تذكرة !!
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
عاشا معا وماتا سويا يحتضن كلاهما الآخر.. قصة حب مؤثرة بين زوجين في الإسماعيلية
عاشا الزوجان، حياة هادئة يسودها الحب والاحترام، وكونا أسرة مترابطة جمعها الحب والإخوة والاحترام وأدوا رسالتهما تجاه الأبناء، وانعم الله عليهما برؤية أحفادهما، ولم يشاء القدر أن يفرقهما في رحلتهما الأخيرة فماتا معا في نفس اليوم وكلا منهما يحتضن الآخر ويودعه في صمت..
قصة حب نادرةشهدت محافظة الإسماعيلية، واقعة اهتزت لها قرية المنايف، في وداع عائلة لأب وأم في مشهد حزين وفي ليلة واحدة.
حسب رواية الأبناء، يتمتع الزوجين بسمعة طيبة حيث عاشا معا ما يقرب من 50 عاما، في حب ومودة ورحمة، بنوا خلالها عائلة ضمت الأبناء والأحفاد، شملوهم بعطفهم داخل منزل كبير، تعالت فيه أصوات الضحكات بين الكبار والصغار.
لم يمر يوم دون لقاء يجمع فيه الزوجين المتحابين أبنائهما واحفادهما، خلقوا خلالها ذكريات عطرة حنونة، حتي في اللحظات العصيبة كانوا فيها خير سند.
رحيل الزوجينإلي أن جاءت الفاجعة التي حلت على العائلة صغيرها قبل كبيرها، وداع بدون لقاء، الجد والجدة فارقا الحياة دون مقدمات.
وبحسب رواية الأبناء، مات الزوجان محتضنان بعضهما، مات الزوج واتبعته الزوجة كأنها تمارس واحدة من عادتها التي اتصفت بها، لحقت به بعد ٦دقائق ، ولم يتحمل قلبها الصدمة حزنا عليه.
فى قرية المنايف بالإسماعيلية، انتهت أعظم قصة حب يضرب بها المثل في الوفاء والإخلاص.
وبحسب التحريات في الواقعة، بدأت القصة بإصابة الحاجة زبيدة بالقلب وعلى الفور سارع بها زوجها للطبيب الذى أكد أن الحالة تحتاج رعاية ومتابعة وهنا تأثر وبشدة عم زينهم حزنا على رفيقة عمره وشريكة حياته خلال ٥٠ عاما كانا فيها مثالا فى الحب والوفاء ورعاية أبناءهم ثلاثة رجال وسيدة.
جلس عم زينهم بجوار زوجته يراعيها ويقدم لها الدواء ويصلي الفجر داعيا لها بالشفاء ، لم يتحمل قلبه الحزن وتوفى بعد صلاة الفجر تحت قدميها، لم تكن الحاجة زبيدة تتصور أن زوجها توفي نادت عليه اقتربت منه وضعت يدها على قلبه لتكتشف أنه مات لم تتحمل الصدمة توفت فى الحال لتلحق به بعد ٦دقائق من وفاته وفق تقرير الوفاة ، وليكتشف الأبناء والأحفاد وفاتهما صباحا عندما نزلوا يتابعونهما ويقبلون أياديهم كعادتهم كل يوم.