نساء مغربيات يحيين تقليد الحناء بعد اعتراف اليونسكو به كتراث ثقافي
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
حظي فن الحناء باعتراف منظمة اليونسكو كتراث ثقافي غير مادي لـ16 دولة عربية، من بينها المغرب، حيث تعد هذه الممارسة التقليدية جزءا لا يتجزأ من الاحتفالات العائلية والمناسبات الخاصة. ومن أبرز هذه المناسبات الاحتفال بالحمل.
هاجر، التي وصلت إلى الشهر السابع من حملها، اختارت أن تحتفل بهذه المناسبة بطريقة تعكس تراثها المغربي والعربي.
فباستخدام الحناء، التي تعتبر رمزا للبهجة والسعادة، غطت يديها وقدميها بتصاميم تقليدية تعكس ارتباطها الوثيق بجذورها الثقافية.
تقول هاجر: "الحناء هي طريقتنا في التعبير عن الفرح. لقد ورثنا هذه العادة عن أمهاتنا وجداتنا، اللواتي كن يحتفلن بالحناء في كل مناسبة سعيدة".
ماما يعقوبي، وهي فنانة حناء ذات خبرة تمتد إلى 30 عاما، وتعد واحدة من أشهر الفنانات في هذا المجال.
تعتمد يعقوبي على طرق تقليدية في تحضير عجينة الحناء، حيث تقوم بطحن أوراق الحناء يدويا باستخدام مطرقة نحاسية، ثم تضيف الماء والسكر لتكوين العجينة، وتصفيتها عبر جوارب نايلون للحصول على القوام المثالي.
وتوضح يعقوبي، أن هناك أنواعا مختلفة من الحناء في المغرب، مثل حناء مراكش وحناء فاسي، والتي تحظى بشعبية كبيرة بين النساء اليوم.
في ديسمبر من العام الماضي، أدرجت اليونسكو فن الحناء كتراث إنساني غير مادي، بهدف حماية هذا التقليد العريق من الاندثار. ومع ذلك، تشير يعقوبي إلى أن التقاليد المرتبطة بالحناء بدأت في التلاشي، حيث كانت النساء في الماضي يقمن بطقوس خاصة للحناء، بينما أصبحت اليوم تمارس بطرق أكثر حداثة وسرعة.
رغم التغيرات، لا تزال هاجر تقدر هذه التقاليد القديمة. فخلال الاحتفال، تستلقي مسترخية بينما ترسم يعقوبي النقوش على يديها وقدميها، في تناغم بين التقليد والحداثة. كما يقدم التمر والحليب كجزء من الضيافة المغربية التي تعبر عن الاحترام والتقدير للمرأة الحامل.
تعترف يعقوبي بأن الحناء بدأت تفقد بعضا من قيمتها التقليدية، خاصة مع انتشار خدمات الحناء السريعة في الشوارع. وتقول: "قيمة الحناء تكمن في ممارستها داخل المنازل، حيث تعتبر طقسا خاصا يجمع النساء. أما رسم الحناء في الشارع فلا يحمل نفس المعنى".
Relatedفي موسم الأعياد.. متطوعون أوكرانيون يحيون تقاليد مسرح "فيرتيب" في مناطق كانت تسيطر عليها روسيامهرجان فيفشاني الشتوي في مقدونيا الشمالية: احتفال بتقاليد عمرها 1400 عامموكب الملوك الثلاثة يزين شوارع مدريد.. احتفال سنوي يعيد إحياء التقاليد التوراتيةومع ذلك، لا تزال الحناء تجذب انتباه السياح الذين يزورون المغرب، حيث يقبلون على تجربتها كوسيلة للتعرف على الثقافة المحلية.
تقول يعقوبي: "الكثير من السياح يتركون المغرب وهم يحملون ذكريات الحناء على بشرتهم، مما يجعل هذه الممارسة وسيلة للتعريف بتراثنا".
تنتهي المناسبة بزغاريد النساء وسكب الشاي المغربي التقليدي، في جو من الفرح والترابط الأسري. تقول إحدى الضيوف، جميلة رشدي: "نحن هنا لنشارك هاجر فرحتها، وقد قمنا بالحناء كتعبير عن دعمنا لها".
وتضيف فاطمة الزهراء ماد: "هذا صحيح، لقد قمنا بالحناء للتعبير عن فرحتنا بها (هاجر) والتعبير عن الترابط الأسري ودعمها في هذه المناسبة".
تستخدم الحناء في المغرب في العديد من المناسبات الثقافية والدينية والاجتماعية، مما يجعلها جزءا أساسيا من الهوية المغربية والعربية. ورغم التحديات التي تواجهها هذه الممارسة التقليدية، إلا أنها تظل رمزا للفرح والتراث الذي يستحق الحماية والتقدير.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية المغرب: أمواج عاتية تضرب السواحل الأطلسية وتتسبب في خسائر مادية كبيرة المغرب ينجح في إحباط مخطط إرهابي كان في مرحلة التحضير لعمليات تفجيرية بعد صراع دموي .. "القط" في الشِباك: المغرب يسلم القضاء الفرنسي زعيم عصابة مخدرات تقاليد وممارساتالسعوديةمنظمة اليونسكوالمغربالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل روسيا دونالد ترامب قطاع غزة ضحايا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل روسيا دونالد ترامب قطاع غزة ضحايا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني السعودية منظمة اليونسكو المغرب إسرائيل روسيا دونالد ترامب قطاع غزة ضحايا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فولوديمير زيلينسكي سوريا السعودية أبو محمد الجولاني بنيامين نتنياهو لبنان الحناء فی
إقرأ أيضاً:
نساء مكة يملأن صحن الطواف بعد مغادرة الحجاج .. فيديو
مكة المكرمة
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مؤثرة وملهمة تُظهر نساء مكة وهن يملأن صحن الطواف بالحرم المكي الشريف، وذلك عقب انتهاء ذروة مناسك الحج ومغادرة غالبية الحجاج والرجال العاملين في خدمة ضيوف الرحمن.
ويُعد هذا المشهد جزءًا من عادة سنوية متوارثة لدى نساء مكة المكرمة، حيث يحرصن على التواجد في صحن المطاف لأداء الطواف والدعاء، في لحظة يندر أن يكون فيها الحرم خاليًا تقريبًا، مما يُضفي روحانية وسكينة خاصة على المكان.
يُذكر أن هذه العادة تهدف إلى عدم ترك صحن المطاف خاليًا من الذكر والطواف، وهو ما يعكس عمق الارتباط الروحي الذي تحمله نساء مكة تجاه أطهر البقاع، وحرصهن على مواصلة نسق الطاعة والدعاء حتى بعد انقضاء موسم الحج.
https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/06/X2Twitter.com_Ap3YJSkVfibhGWKX_720p.mp4اقرأ أيضًا :
جبل الرحمة يكتسي بالبياض مع تدفق أعداد كبيرة من الحجاج.. فيديو