كتّاب ونقاد يناقشون الترجمة وحوار الحضارات في اليوبيل المئوي لمجلة "فسيفسيت"
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، استضافت القاعة الدولية في "بلازا 2" ندوة بعنوان "الترجمة وحوار الحضارات: اليوبيل المئوي لمجلة فسيفسيت – الإمكانيات ودورها في التعريف بالأدب العربي والمصري"، وذلك في إطار محور "تجارب ثقافية".
شهدت الندوة مشاركة الدكتور أحمد عفيفي، أستاذ ورئيس قسم بكلية دار العلوم، والمترجمة أولينا خوميتسكا، مديرة المركز المصري للغة والثقافة العربية، وأدارها الكاتب والناقد والمترجم الدكتور سمير مندي.
استعرضت تورينكو الدور الذي لعبته مجلة "فسيفسيت" في تقديم الأدب العربي والمصري للجمهور الأوكراني على مدار قرن كامل منذ تأسيسها، مشيرةً إلى مكانتها التاريخية في عالم الترجمة والأدب.
أما سفير أوكرانيا يفهيني ميكيتنكو، فقد أعرب عن سعادته بالمشاركة في هذه الفعالية، مؤكدًا ارتباطه الشخصي بالمجلة، حيث عمل والده في تحريرها لأكثر من 33 عامًا، بينما تولى هو مؤخرًا منصب رئيس تحريرها. وأشار إلى أن المجلة نشرت على مدار تاريخها أعمالًا بأكثر من 85 لغة، شملت نحو 600 رواية وآلاف القصائد والمسرحيات والقصص القصيرة من 105 دول حول العالم. كما أعلن أن المجلة ستصدر قريبًا أعدادًا خاصة تهتم بإبداعات لغات أخرى.
من جانبها، عبّرت أولينا خوميتسكا عن سعادتها بالمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، مشيرةً إلى أن مجلة "فسيفسيت" لعبت دورًا محوريًا في تعزيز التبادل الثقافي بين أوكرانيا والعالم، وبخاصة في تعريف القرّاء الأوكرانيين بالأدب العربي والمصري.
تأسست المجلة في يناير 1925 على يد فاسيل إيلان بلاكينتي، بمساهمة من ميكولا خفيلوفي، وتوقفت عن النشر عام 1934، ثم استأنفت نشاطها عام 1958 لتصبح منبرًا عالميًا للترجمة الأدبية. كما أسست جائزتين أدبيتين بارزتين: "جائزة ميكولا لوكاش الأدبية" و"جائزة أولينا ميكيتينكو الأدبية"، التي خُصصت للمترجمين الشباب.
في مداخلته، أوضح الدكتور أحمد عفيفي أهمية الترجمة كوسيلة أساسية في بناء الجسور الثقافية بين الشعوب، معتبرًا أنها تلعب دورًا حيويًا في تعزيز الحوار الحضاري وتوسيع آفاق التفاهم بين الثقافات المختلفة. وأشار إلى أن حركة الترجمة من العربية إلى الأوكرانية قدمت نماذج أدبية متميزة، من بينها ترجمات سريهي رييبالكين للأدب العربي، وترجمات أولينا خوميتسكا ولوليتا مزنر، بينما برز في الترجمة من الأوكرانية إلى العربية اسم عماد الدين رائف.
وأكد عفيفي ضرورة دعم المترجمين وتأهيلهم بشكل احترافي، مع توفير الموارد المالية والتقدير الأدبي لهم، لضمان استمرار حركة الترجمة كجسر أساسي بين الثقافات.
أما الدكتور سمير مندي، فقد أشار إلى أن حركة الترجمة بين الأوكرانية والعربية شهدت ازدهارًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مستعرضًا الشراكة الثقافية الممتدة بين البلدين. وذكر أن هذه العلاقة بدأت مبكرًا، حيث رصد ترمسكي تحولات المجتمع اللبناني في أحد مؤلفاته، بينما وثّق ميخائيل نعيمة تجربته الدراسية في أوكرانيا في كتابه "رحلتي السبعون".
وأوضح أن عشرينيات القرن الماضي كانت فترة نهضة ثقافية متزامنة في كل من أوكرانيا ومصر، حيث انشغل النقاد والكتّاب في كلا البلدين بأسئلة جوهرية حول الكتابة وأهدافها.
وأكد أن مجلة "فسيفسيت" ساهمت بدور محوري في تقديم صورة عن الأدب الأوكراني للقارئ العربي، كما نشرت أعمالًا لأبرز الكتّاب المصريين والعرب، مثل نجيب محفوظ، توفيق الحكيم، عبد الرحمن الخميسي، يوسف السباعي، يوسف القعيد، ميخائيل نعيمة، غسان كنفاني، وإبراهيم الكوني.
كما تطرّق إلى مساهمة المجلة في نشر الشعر العربي، حيث ضمت صفحاتها قصائد لعدد من كبار الشعراء، مثل حافظ إبراهيم (1958)، محمد صدقي، البياتي، نزار قباني، وجبران خليل جبران.
اختتم المشاركون الندوة بالتأكيد على أن الترجمة ليست مجرد وسيلة لنقل النصوص، بل هي جسر للتلاقح الحضاري وتبادل الرؤى الفكرية، مشددين على أهمية تعزيز التعاون في مجال الترجمة بين العالم العربي وأوكرانيا، لدعم الحوار الثقافي والتفاهم المتبادل بين الشعوب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب الأدب العربي
إقرأ أيضاً:
تقرير: المشهد الليبي يظهر تراجع قوة الدبيبة.. الحديث عن حكمه أصبح بـصيغة الماضي
سلط تقرير نشرته مجلة "إيكونوميست" تحت عنوان "أسوأ مؤتمر في العالم" الضوء على تطورات الأوضاع السياسية في ليبيا، مشيرة إلى تحول خطط الحكومة الليبية لـ"بناء دبي" على البحر المتوسط إلى "جحيم"، على حد قولها.
وقالت المجلة في تقرير ترجمته "عربي21"، إن شعار "ليبيا تبني" وهو ما قدم على أنه أضخم مشروع "إكسبو" بني أبدا في شمال أفريقيا واجتذب رجال أعمال من الصين وتركيا ومالطا، لكن مع وصولهم في 12 أيار/مايو، بدأت قذائف الهاون بالتساقط، فقد أطلق مسلحون على متن شاحنات مزودة برشاشات ثقيلة النار، وسيطروا على نصف العاصمة طرابلس.
وتناثرت السيارات المحترقة في الشوارع وأغلقت المدارس والأسواق والبنوك أبوابها واقتحم مسلحون البنك المركزي. وسرق أحدهم الغزلان من حديقة حيوان طرابلس. وتراجعت بريطانيا بهدوء عن نصائحها المتعلقة بالسفر، والتي خففتها قبل شهر، وحذرت من جميع الرحلات إلى طرابلس وسارعت السفن في الميناء إلى المغادرة.
ونقلت تركيا، الحليف الرئيسي للحكومة، مواطنيها جوا إلى شاطئ الأمان.
وعلقت المجلة أن الجهود في طرابلس لإعادة ضبط عجلة الدولة بعد الإطاحة بمعمر القذافي في أثناء الربيع العربي عام 2011، تترنح مرة أخرى. فقد انكسر الجمود بين الحكومة المعترف بها دوليا في الغرب، بقيادة عبد الحميد الدبيبة، وخليفة حفتر، الرجل القوي الذي يحكم الشرق مع أبنائه.
وأشارت المجلة إلى أن الصراع الذي كان كامنا خرج وتحول إلى أعمال عنف لم تشهدها ليبيا منذ خمسة أعوام.
وعلى الرغم من الاعتراف الدولي به، كان الدبيبة دائما الأضعف، فعلى عكس آل حفتر، الذي كان مقاولا، وليس أمير حرب، تعتمد سلطة الدبيبة على تحالف غير مستقر من الميليشيات.
وعندما أصبحت أكثر اضطرابا تحداها، محققا بعض النجاح الأولي عليها، إلا أن جوهر النزاع يدور حول المال، حسب التقرير.
وقالت المجلة إن الدبيبة وعائلته أفرغوا خزينة دولة كان يجب أن تكون من أغنى دول أفريقيا. فعندما تراجعت الأموال التي يدفعها للميليشيات أبدت هذه تمردا متزايدا وحاولت البحث عن مصادر دعم بديلة، مثل اختطاف رؤساء الشركات الكبيرة والاحتفاظ بهم كرهائن.
وعندما خشي الدبيبة أن حكمه أصبح عرضة للتهديد، دعا حرسه عبد الغني الككلي، أهم قائد ميليشيا وأقواهم لحضور لقاء في 12 أيار/مايو وقتلوه، ثم انتقلوا لمواجهة وتحييد أكبر ميليشيا تعرف باسم قوات الردع الخاصة، وهي جماعة سلفية تسيطر على مطار طرابلس الرئيسي والأحياء المحيطة به، لكنها قاتلت حتى سيطرت على نصف العاصمة، وفقا للتقرير.
وتعلق المجلة أن "سكان طرابلس ضاقوا ذرعا وسئموا زعيما أفسد جشعه الوعد ببناء دبي على البحر الأبيض المتوسط. وتعبوا من انتظار الانتخابات، الموعودة منذ عشرة أشهر بعد أن عينته الأمم المتحدة رئيس حكومة مؤقتة في شباط /فبراير عام 2021".
وتقول المجلة إن الكثيرين يرون في الدبيبة واحدا من "الفلول"، أو فلول نظام القذافي. وبعد وقف إطلاق النار الذي رحّبت به الأمم المتحدة في 14 أيار/مايو، تدفق آلاف المتظاهرين إلى الشوارع، مرددين نفس الشعارات التي رفعوها مرارا ضد القذافي عام 2011: "إسقاط النظام وإجراء انتخابات وإعادة توحيد الشرق والغرب".
وفي الوقت نفسه يراقب آل حفتر، وفق المجلة، الأمور ويقيمون الوضع وإن كانوا يستطيعون استغلال السخط في الغرب. فهم يسيطرون على برلمان الشرق وحقول النفط ونسبة 80% من البلاد. وقد فشل حصارهم الدموي في عام 2020 لطرابلس، لكنهم قاموا منذ ذلك الوقت باستمالة حلفائهم على أمل العودة.
ولفتت المجلة إلى أن أنصارهم في الزاوية والزنتان يتحركون. وهناك تقارير عن تحركات في سرت وسط البلاد وغدامس قرب الحدود مع الجزائر، وربما من أجل حرف نظر الجماعات التي وقفت مع الدبيبة.
وفي جلسة عقدها برلمان الشرق في 19 أيار/مايو ببنغازي، ثاني مدن ليبيا ومعقل حفتر أعلن الحاضرون عن عدم "شرعية" حكم الدبيبة واقترحوا استبداله. وقام عدد من وزراء الدبيبة الذين خافوا من اقتراب ساعة الحساب بالاستقالة من مناصبهم.
ويقال إن رئيس الوزراء الليبي أرسل عائلته إلى لندن، لكنه متمسك بالسلطة، على حد قول المجلة. وفي محاولة يائسة للظهور بمظهر المسيطر، استدعى أتباعه من مسقط رأسه مصراتة لتأمين الشوارع.
وأشار التقرير إلى أنهم أطلقوا النار على المتظاهرين. ومع بقاء مطار العاصمة الرئيسي تحت سيطرة الردع، أعاد فتح مطار طرابلس الدولي المعطل لأول مرة منذ سنوات.
وتعهد بتحويل ثكنات الككلي في طرابلس إلى منتزه وتطهير العاصمة من ميليشياتها المتبقية، أو كما يسميهم "المبتزين والمجرمين" و"سمك القرش". لكن بدونهم، قد يزداد نفوذه هشاشة.
وقد بدأ الليبيون والدبلوماسيون الأجانب يتحدثون عن حكمه بصيغة الماضي، ومع إعادة فتح المطار، فعلى الأقل لديه فرصة للنجاة، حسب تعبير المجلة.