نهيان بن مبارك يستقبل شيو يونغ شين ويشيد بجهوده في نشر ثقافة التسامح والتعايش
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
استقبل معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، في مجلسه بالعاصمة أبوظبي، الأب شيو يونغ شين، كبير رهبان معبد شاولين والمرجع الديني البارز في البوذية الصينية، وذلك في إطار تعزيز الحوار الثقافي وترسيخ قيم التسامح والتعايش بين الشعوب.
ويُعد الأب شيو يونغ شين شخصية بارزة في البوذية الصينية، وهو رئيس معبد شاولين العريق، المعروف بتاريخه الممتد لأكثر من 1500 عام.
وخلال اللقاء، رحّب معاليه بالأب شيو يونغ شين، مشيدًا بجهوده في نشر ثقافة التسامح والتعايش وتعزيز الحوار بين الحضارات عبر فلسفة “تشان” البوذية، التي تقوم على مبادئ الرحمة والمحبة والاحترام المتبادل.
وأشار معاليه إلى دور معبد شاولين في دعم التبادل الثقافي وتعزيز التعاون بين الشعوب، خاصةً من خلال نشر فنون الكونغ فو وممارسات التأمل التي تعزز التوازن الذهني والجسدي.
أثنى على جهود معبد شاولين في رعاية الأيتام والفئات المحتاجة، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تتماشى مع المبادئ الإنسانية الراسخة التي تتبناها دولة الإمارات في تقديم الدعم والمساعدة للمجتمعات الأكثر احتياجًا حول العالم.
وأكد معاليه متانة العلاقات الثقافية التي تربط بين دولة الإمارات والصين، مشيرًا إلى أن الإمارات لطالما كانت مركزًا عالميًا لتعزيز الحوار والتسامح بين الثقافات المتنوعة، معرباً عن تقديره الكبير لمساهمات الأب شيو يونغ شين في نشر قيم السلام والتسامح والتعايش الإنساني عبر القارات، مما يساهم في تعزيز الروابط الثقافية بين الشعوب المختلفة.
وأضاف معاليه أن دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تؤمن بأهمية بناء جسور بين الثقافات المختلفة، وتعزيز قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، وهو ما يتماشى مع رسالة الأب شيو يونغ شين في تحقيق الانسجام والسلام العالمي.
من جانبه، عبّر الأب شيو يونغ شين عن سعادته الكبيرة بزيارة دولة الإمارات، مشيدًا بتجربتها الرائدة في تعزيز التسامح وجعله ركيزة أساسية لسياساتها الوطنية والمجتمعية، مما يجعلها نموذجًا يُحتذى به عالميًا في تعزيز قيم الاحترام المتبادل والتعايش السلمي بين مختلف الأديان والثقافات، وهو ما يتماشى مع فلسفة “تشان” التي يؤمن بها معبد شاولين.
وأعرب عن تطلعه إلى تعزيز التعاون الثقافي بين الجانبين مستقبلاً.
وفي ختام اللقاء، أهدى الأب شيو يونغ شين معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان مجموعة من الكتب التي تسلط الضوء على تاريخ معبد شاولين وفلسفة “تشان”.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
كبار العلماء يحتفون بختم «علل الترمذي».. أحمد معبد عبد الكريم: هذا العلم صفوة الصفوة
عقدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالأزهر، احتفالية علمية كبرى بالجامع الأزهر بمناسبة ختم شرح كتاب «علل الترمذي» للإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي، والذي تولى شرحه وإجازته الأستاذ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، عضو هيئة كبار العلماء، على مدار عامين كاملين، وسط حضور علمي رفيع ضمّ نخبة من علماء الأزهر وطلابه من مختلف دول العالم، في مشهد يعكس استمرارية المدرسة الأزهرية في خدمة السنة النبوية وإحياء تقاليد المجالس العلمية.
وأكد الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، أن ختم شرح كتاب «علل الترمذي» يمثل مناسبة علمية بالغة الأهمية، تُجسّد عناية الأزهر الشريف بعلوم الحديث النبوي، مشيرًا إلى أن هذا الكتاب يُعد من أبرز المراجع المعتمدة في نقد الروايات وكشف عللها الخفية.
ونوّه بأن هذا العمل لم يكن مجرد دروس تلقى، بل هو مشروع علمي متكامل، شارك فيه طلاب علم متميزون من شتى البلدان، تلقّوا على يد الدكتور أحمد معبد علوم العلل والرواية والدراية، مؤكدًا أن استمرار هذه المجالس العلمية في الجامع الأزهر يثبت أن الأزهر لا يزال حصنًا حصينًا للفهم الصحيح للدين، وميدانًا نابضًا بالتحقيق والتدقيق.
من جانبه، وصف فضيلة الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، الأزهر الشريف بأنه "هبة من الله وسنة كونية"، ومقصد للعلماء وطلاب العلم من أنحاء العالم، مشددًا على أن الأزهر ليس مؤسسة تعليمية فحسب، بل منارة حضارية تحتضن علوم الشريعة واللغة والإنسان.
وأوضح أن علم الحديث يُعد من أعظم مفاخر الأمة الإسلامية، لما فيه من منهج نقدي فريد يُميز الصحيح من السقيم، مشيرًا إلى أن ختم شرح "علل الترمذي" يُجسّد عراقة المدرسة الأزهرية وحرصها على صيانة السنة النبوية، ويُعد تتويجًا لمسيرة علمية أصيلة.
من جانبه، أعرب أ.د أحمد معبد عبد الكريم، عضو هيئة كبار العلماء، عن سعادته بختم هذا الكتاب القيم، مبينًا أن «علل الترمذي» ينبثق من علم هو صفوة الصفوة، نشأ في حضن الأزهر بتواضع وإخلاص، مشددًا على أن الإخلاص هو سرّ ظهور الأعمال الصالحة.
وقدّم الإجازة لشرح الكتاب بجميع مروياته عن شيوخه، منوّهًا بأن هذا الشرح ليس غريبًا عن مناهج الأزهر، بل سبق أن كان موضوعًا لرسالة جامعية نوقشت على يد كبار العلماء، من بينهم الإمام الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر الأسبق، والدكتور موسى شاهين لاشين.
وقد شهدت الاحتفالية حضورًا علميًا مميزًا، ضم فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر،، إلى جانب عدد من أعضاء هيئة كبار العلماء، وأساتذة الجامعة، وطلاب العلم، في أجواء علمية جسدت تواصل الأجيال والانتماء العميق لتراث الأمة الحديثي، وسط إشادة واسعة بالدور الحضاري الذي يضطلع به الأزهر في حفظ علوم السنة النبوية، ونقلها إلى الأجيال بمنهجية راسخة وروح متجددة.