الثقافة العمانية تشعل معرض القاهرة للكتاب بالأسئلة وتفتح حوارات التاريخ والأدب
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
القاهرة "عمان": تختتم سلطنة عمان اليوم مشاركتها في معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي حلت به "ضيف شرف" على الدورة 56 من المعرض. واحتفى المعرض، الذي يسدل الستار اليوم على فعالياته ومناشطه، بالثقافة العمانية وبمنجزاتها التاريخية والحديثة، كما احتفى بالكتاب العماني وبالكتّاب العمانيين الذين حضروا للقاهرة ودخلوا في حوارات ثقافية وفكرية حول مختلف صنوف المعرفة.
وقال سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي، وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة متحدثا عن مشاركة سلطنة عمان في المعرض: تمثل هذه المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب أهمية خاصة نظرا لما تحظى به جمهورية مصر الشقيقة من ثقل معرفي وما تتميز به من أهمية ثقافية، تجعل منها قبلة للإنجاز الثقافي والفني في الوطن العربي قاطبة. لذا فإن وزارة الثقافة والرياضة والشباب أولت هذه المشاركة أهمية بالغة وأعدت برنامجا ثقافيا متنوعا يليق بما يحظى به معرض القاهرة الدولي للكتاب من سمعة عربية ودولية، وسعينا في الوزارة بأن يقدم البرنامج الثقافي صورة ناصعة للمنجز الحضاري والثقافي العماني وما يمكن أن تسهم به سلطنة عمان في هذا المجال في مختلف قطاعات المعرفة والإبداع. كما حرصنا على إبراز الأبعاد الحضارية القديمة التي تربط بين كل من عمان ومصر في عهودهما القديمة كحضارتين عريقتين كان لهما دور بارز في خدمة الإنسانية.
ومن جانبه قال الشيخ عبدالله بن محمد الحارثي، مدير عام المديرية العامة للمعرفة والتنمية الثقافية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب: لقد تبنينا منذ البداية رؤية واضحة للمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وتوخينا إبراز حضارتين بارزتين تسهمان في مسيرة الحضارة الإنسانية وهما الحضارة العمانية والحضارية المصرية، عبر مختلف العصور والأطوار التاريخية، وقد كان هذا جليا وواضحا في برامجنا ومعروضاتنا ومحتويات جناحنا الذي كان يغص بالزوار المصريين وغير المصريين طيلة أيام المعرض، حيث نجح البرنامج في التعريف بالعلاقة التاريخية العريقة التي تربط بين الحضارتين، كما أثبت الإسهام العماني الذي قدمه العمانيون في مصر قادة وعلماء وأدباء، بالإضافة إلى جهود العلماء المصريين الذين كان لهم دور بارز في النهضة العمانية الحديثة. إن التبادل الثقافي والمعرفي بين عُمان ومصر هو السمة الأبرز بين البلدين عبر العصور".
وقال أحمد بن سعود الرواحي، المدير العام المساعد للمديرية العامة للمعرفة والتنمية الثقافية، بوزارة الثقافة والرياضة الشباب: لقد كان معرض القاهرة الدولي للكتاب حدثا استثنائيا، نفتتح به مشاركاتنا الخارجية لهذا العام. وقد كانت مشاركة ناجحة بك المقاييس إذ قدمت سلطنة عمان إرثها وتاريخها الحضاري وفنونها التعبيرية والجمالية تحت سقف واحد، وأبرزت جملة من رموزها الحضارية التي أسهمت في الحضارية الإسانية مثل الخليل بن أحمد الفراهيدي وابن الذهبي والملاح أحمد بن ماجد السعدي وابن رزيق وأبي مسلم البهلاني ونور الدين السالمي وغيرهم. كما سعت الوزارة للتعريف بالمشهد الثقافي العماني في تجلياته المعاصرة في مختلف مجالات الإبداع والفكر والمعرفة، حيث شارك في البرنامج الثقافي نخبة من المثقفين والمفكرين العمانيين الذين قدموا صورة مشرقة عن الثقافة العمانية. كما حرصت الوزارة على مشاركة الكتاب والأدباء المصريين في الفعاليات العمانية، بغية تحقيق المشاركة الفاعلة في النشاط الثقافي بين البلدين الشقيقين".
وشهد جناح سلطنة عمان خلال أيام المعرض إقبالا كبيرا من مختلف الفئات التي زارت المعرض سواء بهدف التعرف أكثر على تفاصيل من الثقافة العمانية أو عبر السؤال عن دور النشر التي تنشر كتب الروائيين والشعراء العمانيين.
كما شهد البرنامج الثقافي العماني المصاحب لمشاركة "ضيف الشرف" حضورا جيدا صاحبه حوارات مفتوحة حول أسئلة الثقافة والفكر والمعرفة.
وضمن البرنامج المصاحب لمشاركة "ضيف الشرف" أقيمت جلسة حوارية بعنوان "من القاهرة .. هنا مسقط" تحدث فيها سعادة السفير عبدالله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عُمان لدى جمهورية مصر العربية؛ ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، عن الصالونات والأندية الثقافية العمانية في القاهرة: تاريخها، وأعلامها، وإسهاماتها، ومستقبلها مشيرا إلى ما أضافته من مساهمة في التعريف بالثقافة العمانية وروادها عبر مختلف الأجيال، كما تحدث الرحبي عن التفاعل الكبير الذي لقيته تلك الصالونات وما تضمنته من ندوات وبحوث وكانت منطلقا لكتابات بحثية عميقة عن التاريخ العماني.
كما تحدث الدكتور أحمد درويش عن تجربته الشخصية الثرية في سلطنة عمان أكاديميا ومشاركا في برامج إذاعية وتلفزيونية ومندمجا في المجتمع العماني والمشهد الثقافي بشكل خاص ومدى تأثير كل ذلك على تجربته الثقافية.
بعد ذلك تحدث الصحفي عاصم رشوان عن تجربته العملية في الصحافة في سلطنة عمان والسنوات التي عمل فيها وكان راصدا للتحولات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وكيف قادته الأمر إلى التأليف عن عُمان وعن نهضتها الحديثة.
كما قدم الدكتور محمد بن علي البلوشي محاضرة بعنوان: "البيئة والإنسان في عُمان عبر العصور.. قراءةٌ في السجلّ الأثري قدّمها" وناقش المحاضر العلاقة المعقدة والعميقة بين الإنسان وبيئته في سياق جغرافيا عُمان الفريدة. وحاول البلوشي في محاضرته شرح ذلك التعقيد ودواعيه وتفاعل الإنسان مع التحديات التي فرضتها البيئة العمانية منتهيا إلى تأكيد أن "التفاعل لم يكن مجرد استجابة للضرورة، بل كان أيضا محفزا لابتكار استراتيجيات معيشية متطورة".
وأقيمت امسية شعرية ضمن الفعاليات الثقافية شارك فيها أربعة شعراء من سلطنة عمان ومصر حيث شارك فيها الشاعر بدر الشيباني وعائشة السيفي من سلطنة عمان وحسن شهاب الدين وهاجر عمر من مصر.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولی للکتاب الثقافة والریاضة الثقافة العمانیة سلطنة عمان سلطنة ع
إقرأ أيضاً:
تلفزيون وإذاعة سلطنة عمان..استمرارٌ في التطوير والتنويع
سعيد العمري: نعزز وندعم كل عمل ناجح .. ومستمرون في تقييم ما يقدم
يوسف اليوسفي: هذه الأرقام بوصلة عملية في رسم خارطة البرامج المقبلة
متابعون يؤمنون بفرصة تحقيق حضور محوري في البرامج التي تلامس قضايا الناس اليومية
*********************
في عصر تتجاذب فيه المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي أقطاب الجمهور صوتا وصورة، سجل تلفزيون وإذاعة سلطنة عمان نسبة رضا فاقت 70 بالمائة، حيث حافظ تلفزيون وإذاعة سلطنة عمان على قاعدة متينة من المتابعين ببلوغ نسبة الرضا العام عن المحتوى البرامجي لإذاعة وتلفزيون سلطنة عمان 76% للقنوات الإذاعية و73% للقنوات التلفزيونية، بحسب استطلاع للرأي العام نفذه المركز الوطني للإحصاء والمعلومات بالتعاون مع وزارة الإعلام خلال الفترة من 18 مايو إلى 18 يونيو 2025م.
واستهدف الاستطلاع قياس مدى رضا الجمهور العماني عن جودة وتنوع المحتوى الإذاعي والتلفزيوني، مع التعرف على اهتماماتهم وتفضيلاتهم، ومدى توافق البرامج المقدمة مع تطلعات واحتياجات مختلف الفئات العمرية والاجتماعية داخل سلطنة عمان.
*********************
المنهجية والعينة
ونفذ الاستطلاع عبر مقابلات هاتفية منظمة، شارك فيها 1500 مواطن عماني، ممن تجاوزت أعمارهم 18 عاما، من جميع محافظات السلطنة، ومن الجنسين، واعتمد فيه على العينة العشوائية البسيطة مع هامش خطأ لا يتعدى 3% ودرجة ثقة إحصائية بلغت 95%.
جهود مستمرة لتجويد المحتوى
وفي إطار سعي وزارة الإعلام إلى تعزيز التواصل مع الجمهور العماني، شارك المواطنون في تقييم المحتوى الإعلامي وقدموا ملاحظاتهم التي تشكل مصدرا مهما لتطوير البرامج الإعلامية.
وحرصا من الوزارة على الاستفادة من نتائج الاستطلاع، تستمر الجهود نحو تحسين جودة البرامج، وتطوير مضامينها لتكون أكثر تنوعا وشمولا، مع التركيز على رفع كفاءة المحتوى الدرامي والترويجي والبرامج المخصصة للأطفال، بما يتناسب مع توجهات واحتياجات الجمهور.
وفي حديثه لـ«عُمان» قال سعيد بن تمان العمري مدير عام تلفزيون سلطنة عمان: «لا شك أن النسبة مرضية إلى حد ما في ظل التراجع والعزوف العالمي في نسبة الإقبال على مشاهدة التلفزيون، وهذا ما أحدثته الطفرة التقنية والمعلوماتية الحديثة، أو بما يسمى الإعلام الحديث، وفي الواقع لم نصل إلى هذه النسبة إلا نتيجة العمل المستمر على مواكبة التجديد والتطوير في الأدوات والمضمون والمحافظة على قوة الحضور والتأثير، وهذا ما تم الاشتغال عليه خلال الفترة الماضية، محافظين على الإنتاج التلفزيوني والبرامجي المهني والرصين مع إنتاج موازي آخر وهو صناعة محتوى رقمي حديث يحمل المضامين والأهداف نفسها على منصات التلفزيون الرقمية، لذلك ومهما اختلف شكل وطريقة المتابعة نؤمن بأن المضمون الهادف والقريب من المشاهد والملبي لاحتياجاته وتطلعاته سوف يصل ويحقق الأهداف المرجوة منه وهذا بالتأكيد ما نسعى إليه خلال الفترة القادمة».
وقال يوسف اليوسفي مدير عام إذاعة سلطنة عمان: «في ضوء المعطيات الصادرة عن مركز الإحصاء الوطني ووزارة الإعلام، فإن وصول نسبة رضا العمانيين عن القنوات الإذاعية إلى 76% يعد مؤشرا إيجابيا وذا دلالة خاصة في عصر تتزاحم فيه البدائل الإعلامية من منصات رقمية وشبكات تواصل اجتماعي وخدمات بث عند الطلب. هذه النسبة تعكس أن الإذاعة العمانية ما زالت تحتفظ بمكانة راسخة في المشهد الإعلامي، وتنجح في الحفاظ على جمهورها وتلبية تطلعاته رغم التحولات السريعة في أنماط الاستهلاك الإعلامي. ويقرأ هذا المستوى من الرضا باعتباره دليلا على استمرار الثقة والمصداقية التي تتمتع بها الإذاعة كمصدر للمعلومة الموثوقة والمحتوى المتوازن، خصوصا في بيئة إعلامية تتسم أحيانا بوفرة المعلومات ولكن باختلاطها بين الموثوق والمضلل. كما أن الإذاعة، بخبرتها المتراكمة وحضورها الوطني، ما زالت توفر ما يبحث عنه المستمع من تواصل مباشر مع القضايا المحلية واهتمامات المستمع في مختلف الموضوعات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية وملامستها للهوية الوطنية ومع ذلك، فإن الحفاظ على هذه النسبة وتعزيزها يتطلب استمرار التطوير في المحتوى، وتبني أساليب أكثر ابتكارا في تقديم البرامج، إضافة إلى الاستثمار في التفاعل الرقمي والمزاوجة بين البث التقليدي والمنصات الحديثة، بحيث تتحول الإذاعة من مجرد وسيط تقليدي إلى وسيلة متعددة المنصات تتقاطع مع اهتمامات مختلف شرائح الجمهور، خاصة الشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر من مستخدمي المنصات الرقمية. ولذلك فإن نسبة الرضا التي حصلت عليها الإذاعة تمثل رصيدا من الثقة يجب استثماره في مرحلة جديدة من التطوير في الإذاعة. فالجمهور اليوم، حتى وإن أبدى رضاه، يتوقع المزيد من التجديد في القوالب البرامجية، وفتح مساحات أوسع للتفاعل المباشر، وتقديم محتوى متنوع يجمع بين العمق المعرفي والبعد الترفيهي، والاهتمام بالقضايا المحلية بما يضمن بقاء الإذاعة في دائرة المنافسة في بيئة إعلامية شديدة التشظي وبما يضمن استدامة التأثير وتوسيع قاعدة الجمهور».
تقييم مستمر وتطوير متواصل
وأضاف سعيد العمري: «هناك تقييم مستمر لما يقدم عبر شاشات وقنوات تلفزيون سلطنة عمان بعد كل دورة برامجية حيث نعزز وندعم كل عمل ناجح ونعمل على تصحيح مواطن الخلل إن وجدت، لذلك سنعمل على دراسة عناصر الجذب في الدورات البرامجية الحالية التي أسهمت في هذه النتيجة من خلال الحرص على التنوع الذي يلامس مختلف الأذواق، ويتجه إلى كل الفئات العمرية وبمختلف التوجهات، والسعي لزيادة النسبة عبر البحث عن مكامن النقص الذي ينشده الجمهور ونوعية البرامج والمواد التي يرغب في مشاهدتها على قنوات تلفزيون سلطنة عمان، وتكامل الأدوار نحو صناعة محتوى بهوية وطنية قيمة يسهم في ترسيخ مكانة عمان، ودور التلفزيون في إيصال صورة وصوت عمان في الداخل والخارج».
وتابع يوسف اليوسفي: «يمكن قراءة هذه الأرقام باعتبارها بوصلة عملية في رسم خارطة البرامج المقبلة، فهي لا تمثل مجرد نسبة تكشف نسبة رضا الجمهور بل تعكس اتجاهات وميول الجمهور، وتحدد بدقة ما يستحق الاستمرار وما يحتاج إلى تطوير أو إعادة صياغة. الرهان هنا ليس فقط على الحفاظ على هذه النسبة، بل رفعها من خلال الاستثمار في نقاط القوة التي أبرزها الاستطلاع، ومعالجة جوانب القصور التي قد تكون خفية خلف الأرقام. أما على صعيد التغييرات الجذرية المحتملة، فيمكن أن تشمل تحويل بعض البرامج التقليدية إلى منصات تفاعلية، تجمع بين البث المباشر والمشاركة الرقمية الفورية وإدخال موضوعات أكثر التصاقا باهتمامات الفئات الشابة، وفئات المجتمع الأخرى مع مراعاة المزج بين الطابع المعرفي والترفيهي وتعزيز البرامج الحوارية والبرامج الأخرى التي تمنح المستمع قيمة معرفية أعمق وتفتح له آفاقا جديدة مع ضرورة ابتكار أساليب سرد جديدة في تقديم المحتوى الثقافي بما يتماشى مع إيقاع العصر. وهنا لا بد من الإشارة إلى أهمية توسيع الشراكات الإعلامية والمجتمعية لرفد المحتوى بأفكار وتجارب متنوعة، وزيادة ارتباط الإذاعة بالمجتمع بهذه المقاربة، تصبح الأرقام أداة للتخطيط الاستراتيجي، وليست مجرد نتيجة إحصائية، بحيث تُترجم إلى قرارات تطويرية واضحة تحافظ على ولاء الجمهور وتكسب فئات جديدة.
معدلات الرضا العام
استخدم الاستطلاع استبانة إلكترونية بأسئلة تغطي 13 محورا برامجيا رئيسيا، حيث قيم المشاركون مستوى رضاهم على مقياس من 1 إلى 5 نقاط، تمثل الدرجة 1 عدم الرضا التام، والدرجة 5 رضا تام. وأظهرت نتائج الاستطلاع أن «متوسط الرضا العام» عن المحتوى البرامجي لتلفزيون وإذاعة سلطنة عمان بلغ 3.7 من 5 نقاط، وهو مؤشر إيجابي عكس رضا سبعة أعشار الجمهور عما يقدم من برامج متنوعة. وبلغ معدل الرضا عن المحتوى الإذاعي 3.8 نقطة، متفوقا بشكل طفيف على المحتوى التلفزيوني الذي حصل على 3.7 نقطة.
وأشارت بيانات الاستطلاع الخاصة بالقنوات التلفزيونية الرسمية إلى أن المشاهدين أبدوا رضا مرتفعا عن المحتوى الذي يتناول مستجدات الحالات المدارية المختلفة، حيث حصل هذا الجانب على معدل رضا بلغ 4.4 نقطة، ما يعكس أهمية هذا النوع من التغطيات بالنسبة للجمهور في السلطنة وقت التأثر بظروف جوية استثنائية. كما حظي المحتوى التفاعلي مع الأحداث الوطنية والأعياد الدينية بتقدير جيد، بمعدل رضا بلغ 4.2 نقطة، مما يبرز ارتباط المتابعين بالقضايا الوطنية والمحلية.
وفي مجالات أخرى، أظهر الاستطلاع أن المحتوى الترويجي للأماكن السياحية بسلطنة عمان حصل على معدل 3.4 نقطة، وهو ما يمثل فرصة لتعزيز هذا النوع من البرامج بما يسهم في تحفيز السياحة الداخلية. أما البرامج الموجهة للأطفال، مثل مسابقات (نور، قمرة)، فقد سجلت 3.2 نقطة، مما يتيح مجالًا للابتكار وإثراء محتوى الطفل.
وفيما يتعلق بالبرامج الرمضانية، أظهرت النتائج أن المسلسلات الدرامية الرمضانية سجلت معدل رضا 3.0 نقاط، فيما تراوحت معدلات رضا البرامج الحوارية والمسابقات الرمضانية بين 3.6 و3.7 نقطة، وهو ما يفتح آفاقا لتطوير المحتوى الدرامي الرمضاني بما يلبي تطلعات المشاهدين ويزيد من جاذبيته.
أما القنوات الإذاعية الرسمية، فقد كشف الاستطلاع عن تصدر برامج إذاعة القرآن الكريم قائمة المحتوى الأكثر رضا لدى الجمهور، بمعدل مرتفع بلغ 4.5 نقطة، تلتها التغطيات المتعلقة بالحالات المدارية بمعدل 4.4 نقطة، ثم المحتوى المرتبط بالأحداث الوطنية والأعياد الدينية بمعدل4.3 نقطة.
وفي مجالات أخرى، أظهر الاستطلاع أن المحتوى الترويجي للأماكن السياحية في الإذاعة حصل على 3.3 نقطة، بما يشير إلى مساحة لتعزيز هذا النوع من البرامج بما يجذب اهتمام المستمعين. كما تراوحت معدلات الرضا لبرامج الأطفال بين 3.7 نقطة، والبرامج الرياضية والإذاعية الرمضانية بين 3.4 و3.8 نقطة، وهو ما يعكس تنوع مستويات التفاعل مع هذه الفئات البرامجية، ويتيح مجالا لتطويرها بما يلبي تفضيلات مختلف شرائح الجمهور.
الاستثمار في برامج جديدة
وفيما تكشف الأرقام عن هذه المعدلات، تعكس شهادات بعض المتابعين تفاصيل ما لمسوه من تغييرات في الأداء البرامجي وجودة المحتوى خلال السنوات الأخيرة. ومن هذا الجانب يروي المتابع جاسم البداعي تجربته مع تلفزيون وإذاعة سلطنة، لافتا إلى جوانب التحسين وفرص التطوير قائلا: "خلال السنوات الأخيرة، لاحظت تحسنا ملحوظا في جودة الصورة والصوت، وتنوعا أكبر في البرامج و الموضوعات التي تلامس اهتمامات مختلف شرائح المجتمع. كما أصبح أسلوب التقديم أكثر جاذبية، مع اهتمام واضح باختيار المذيعين، إضافة إلى تقديم بعض البرامج النوعية التي تتميز بمحتواها وأفكارها."
وأضاف: "على صعيد المحتوى الدرامي والبرامج الحوارية، برز تطور في الإخراج وجودة التصوير، واستضافة شخصيات مؤثرة ومتخصصة.كما أن إشراك أسماء مميزة في الكوميديا جعل بعض الأعمال الدرامية أكثر قبولا لدى شريحة واسعة، وهو ما أضفى على المتابعة قدرا أكبر من المتعة."
وتابع: " في شهر رمضان خصوصا الأعمال الدرامية، بينما على مستوى الإذاعات كان هناك اهتمام واضح بالمحتوى والبرامج ونوعية الضيوف، وهذا المستوى يثري الساحة الإعلامية ويمنح المستمع تجربة أكثر عمقا وتنوّعا، من خلال طرح موضوعات هادفة وحوارات ثرية تلامس اهتماماته وتفتح أمامه آفاقا معرفية جديدة. أرى أنه من المهم التوسع في البرامج الحوارية والتفاعلية التي تتيح للمشاهد أو المستمع مساحة للمشاركة المباشرة، نظرا لأن هذه البرامج موجهة بالأساس للجمهور، وتلعب دورا محوريا في ربطه بالمحتوى، كما تسهم في إثراء النقاشات بآراء متنوعة وخبرات متعددة، وتعكس رأي المجتمع وتطلعاته، مما يمنح العمل الإعلامي عمقًا ومصداقية ويعزز حضوره وتأثيره في المجتمع.".
واختتم: "من البرامج التلفزيونية التي لفتت انتباهي مؤخرا برنامج "مع الشباب"، الذي تميز بجودة الإعداد وقوة الطرح، إضافة إلى إتاحة مساحة للحوار المباشر بين المسؤول والمواطن، وأعتقد أن هذه العناصر يمكن استثمارها في إنتاج برامج جديدة تحافظ على هذا المستوى من الجودة، وتناقش قضايا الوطن واهتمامات الشباب بعمق وشفافية".
وأشارت مروة يعقوب إلى أن البرامج الإذاعية والتلفزيونية شهدت نقلة ملموسة في بعض الجوانب، خاصة الإخراج الفني الذي أضفى على بعض البرامج جودة أعلى وحضورا بصريا أعمق. كما برزت موضوعات جديدة طُرحت بأساليب مبتكرة وعلى فترات معينة، إلى جانب توجه البث عبر الوسائل الحديثة مثل البودكاست مواكبةً للتحديثات في القطاع بما يعزز التجربة الإعلامية المحلية.
وقالت: "أؤمن بوجود فرصة للتوسع وتحقيق حضور محوري في البرامج التي تلامس قضايا الناس اليومية، وتقدّم محتوى تحليليا موثوقا بأسلوب جاذب، مع تعزيز الإنتاج الوثائقي والتخصصي، خاصة في مجالات العلوم والثقافة والابتكار والشباب. كما أرى أن إبراز "السـمت العُماني" للرجال والنساء يُعد ضرورة مُلحّـة في ظل تماهي الثقافات عبر الفضاء الرقمي. كـما أجد المجال رحبـا وخضبـا لبناء برامج حوارية تلتقي فيها الأفكار بـتناغم مُلفت لتقدم صورا واقعية لمستجدات الحياة ووقائعها بأكثر من منظور، مما يحقق لها قيمة الواقعية ويُسـاهم للمشاهد والمستمع بالإحساس بالانتماء. وأؤكد في هذا السياق على أهمية دراسة سيكولوجية الجمهور قبل صياغة المحتوى وبناء القالب الإخراجي، واختيـار طاقم التقديم، إلى جانب توظيف أساليب عرض حديثة واستثمار وجود المنصات الرقمية التفاعلية لتعزيز حضور هذه البرامج وقياس تأثيرها على الجمهور".
وأضافت: "رغم أن متابعتي للبرامج ليست منتظمة، إلا أنني في كل مرة أتعرض فيها لمحتوى الإذاعة والتلفزيون المحليين أجد برامج تطرح موضوعات تخصصية ذات قيمة علمية، وهو توجه إيجابي يعزز مصداقية القنوات ويثري رسالتها الإعلامية. ويظل في ذاكرتي برنامج “بيوت” بما يتميز به من خصوصية في المضمون ورصانة في الطرح، مما يجعله نموذجا للأعمال الوثائقية الهادفة".