الثقافة العمانية تشعل معرض القاهرة للكتاب بالأسئلة وتفتح حوارات التاريخ والأدب
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
القاهرة "عمان": تختتم سلطنة عمان اليوم مشاركتها في معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي حلت به "ضيف شرف" على الدورة 56 من المعرض. واحتفى المعرض، الذي يسدل الستار اليوم على فعالياته ومناشطه، بالثقافة العمانية وبمنجزاتها التاريخية والحديثة، كما احتفى بالكتاب العماني وبالكتّاب العمانيين الذين حضروا للقاهرة ودخلوا في حوارات ثقافية وفكرية حول مختلف صنوف المعرفة.
وقال سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي، وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة متحدثا عن مشاركة سلطنة عمان في المعرض: تمثل هذه المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب أهمية خاصة نظرا لما تحظى به جمهورية مصر الشقيقة من ثقل معرفي وما تتميز به من أهمية ثقافية، تجعل منها قبلة للإنجاز الثقافي والفني في الوطن العربي قاطبة. لذا فإن وزارة الثقافة والرياضة والشباب أولت هذه المشاركة أهمية بالغة وأعدت برنامجا ثقافيا متنوعا يليق بما يحظى به معرض القاهرة الدولي للكتاب من سمعة عربية ودولية، وسعينا في الوزارة بأن يقدم البرنامج الثقافي صورة ناصعة للمنجز الحضاري والثقافي العماني وما يمكن أن تسهم به سلطنة عمان في هذا المجال في مختلف قطاعات المعرفة والإبداع. كما حرصنا على إبراز الأبعاد الحضارية القديمة التي تربط بين كل من عمان ومصر في عهودهما القديمة كحضارتين عريقتين كان لهما دور بارز في خدمة الإنسانية.
ومن جانبه قال الشيخ عبدالله بن محمد الحارثي، مدير عام المديرية العامة للمعرفة والتنمية الثقافية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب: لقد تبنينا منذ البداية رؤية واضحة للمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وتوخينا إبراز حضارتين بارزتين تسهمان في مسيرة الحضارة الإنسانية وهما الحضارة العمانية والحضارية المصرية، عبر مختلف العصور والأطوار التاريخية، وقد كان هذا جليا وواضحا في برامجنا ومعروضاتنا ومحتويات جناحنا الذي كان يغص بالزوار المصريين وغير المصريين طيلة أيام المعرض، حيث نجح البرنامج في التعريف بالعلاقة التاريخية العريقة التي تربط بين الحضارتين، كما أثبت الإسهام العماني الذي قدمه العمانيون في مصر قادة وعلماء وأدباء، بالإضافة إلى جهود العلماء المصريين الذين كان لهم دور بارز في النهضة العمانية الحديثة. إن التبادل الثقافي والمعرفي بين عُمان ومصر هو السمة الأبرز بين البلدين عبر العصور".
وقال أحمد بن سعود الرواحي، المدير العام المساعد للمديرية العامة للمعرفة والتنمية الثقافية، بوزارة الثقافة والرياضة الشباب: لقد كان معرض القاهرة الدولي للكتاب حدثا استثنائيا، نفتتح به مشاركاتنا الخارجية لهذا العام. وقد كانت مشاركة ناجحة بك المقاييس إذ قدمت سلطنة عمان إرثها وتاريخها الحضاري وفنونها التعبيرية والجمالية تحت سقف واحد، وأبرزت جملة من رموزها الحضارية التي أسهمت في الحضارية الإسانية مثل الخليل بن أحمد الفراهيدي وابن الذهبي والملاح أحمد بن ماجد السعدي وابن رزيق وأبي مسلم البهلاني ونور الدين السالمي وغيرهم. كما سعت الوزارة للتعريف بالمشهد الثقافي العماني في تجلياته المعاصرة في مختلف مجالات الإبداع والفكر والمعرفة، حيث شارك في البرنامج الثقافي نخبة من المثقفين والمفكرين العمانيين الذين قدموا صورة مشرقة عن الثقافة العمانية. كما حرصت الوزارة على مشاركة الكتاب والأدباء المصريين في الفعاليات العمانية، بغية تحقيق المشاركة الفاعلة في النشاط الثقافي بين البلدين الشقيقين".
وشهد جناح سلطنة عمان خلال أيام المعرض إقبالا كبيرا من مختلف الفئات التي زارت المعرض سواء بهدف التعرف أكثر على تفاصيل من الثقافة العمانية أو عبر السؤال عن دور النشر التي تنشر كتب الروائيين والشعراء العمانيين.
كما شهد البرنامج الثقافي العماني المصاحب لمشاركة "ضيف الشرف" حضورا جيدا صاحبه حوارات مفتوحة حول أسئلة الثقافة والفكر والمعرفة.
وضمن البرنامج المصاحب لمشاركة "ضيف الشرف" أقيمت جلسة حوارية بعنوان "من القاهرة .. هنا مسقط" تحدث فيها سعادة السفير عبدالله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عُمان لدى جمهورية مصر العربية؛ ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، عن الصالونات والأندية الثقافية العمانية في القاهرة: تاريخها، وأعلامها، وإسهاماتها، ومستقبلها مشيرا إلى ما أضافته من مساهمة في التعريف بالثقافة العمانية وروادها عبر مختلف الأجيال، كما تحدث الرحبي عن التفاعل الكبير الذي لقيته تلك الصالونات وما تضمنته من ندوات وبحوث وكانت منطلقا لكتابات بحثية عميقة عن التاريخ العماني.
كما تحدث الدكتور أحمد درويش عن تجربته الشخصية الثرية في سلطنة عمان أكاديميا ومشاركا في برامج إذاعية وتلفزيونية ومندمجا في المجتمع العماني والمشهد الثقافي بشكل خاص ومدى تأثير كل ذلك على تجربته الثقافية.
بعد ذلك تحدث الصحفي عاصم رشوان عن تجربته العملية في الصحافة في سلطنة عمان والسنوات التي عمل فيها وكان راصدا للتحولات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وكيف قادته الأمر إلى التأليف عن عُمان وعن نهضتها الحديثة.
كما قدم الدكتور محمد بن علي البلوشي محاضرة بعنوان: "البيئة والإنسان في عُمان عبر العصور.. قراءةٌ في السجلّ الأثري قدّمها" وناقش المحاضر العلاقة المعقدة والعميقة بين الإنسان وبيئته في سياق جغرافيا عُمان الفريدة. وحاول البلوشي في محاضرته شرح ذلك التعقيد ودواعيه وتفاعل الإنسان مع التحديات التي فرضتها البيئة العمانية منتهيا إلى تأكيد أن "التفاعل لم يكن مجرد استجابة للضرورة، بل كان أيضا محفزا لابتكار استراتيجيات معيشية متطورة".
وأقيمت امسية شعرية ضمن الفعاليات الثقافية شارك فيها أربعة شعراء من سلطنة عمان ومصر حيث شارك فيها الشاعر بدر الشيباني وعائشة السيفي من سلطنة عمان وحسن شهاب الدين وهاجر عمر من مصر.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولی للکتاب الثقافة والریاضة الثقافة العمانیة سلطنة عمان سلطنة ع
إقرأ أيضاً:
تطبيق رقمي يجمع بين التعليم والترفيه لغرس الوعي الثقافي لدى الأطفال
مع التطور التكنولوجي المتسارع الذي نشهده، لم يعد الاهتمام بغرس الثقافة لدى الطفل نوعا من الرفاهية، بل يعد أساسا لخلق مجتمع قادر على التمسك بجذوره الثقافية والحضارية منطلقا في وجه التحديات المستقبلية، ومتسقا مع التغيرات بما لا يمس هويته وأصالته، ومن هنا تأتي أهمية تعزيز كل ما يساهم في تشكيل الوعي الثقافي للأطفال بوسائل تواكب عصر التكنولوجيا والتحول الرقمي.
ومن هذا المنطلق، أطلقت وزارة الثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة تطبيق توت الإلكتروني، كمنصة رقمية تعليمية وترفيهية تهدف إلى ترسيخ قيم ودعم المهارات وتوفير مناخ ثقافي مناسب للأطفال في عمر ما قبل المدرسة وحتى 18 عاما، ضمن بيئة آمنة يمكن للطفل التفاعل معها، حيث تمثل الثقافة محورا أساسيا في بناء شخصية واعية مستنيرة تساهم في تنمية المجتمعات وبناء الأوطان، ولا سيما إذا كان هناك حرص على زرعها وتنميتها منذ الطفولة، حيث يكتسب الطفل بكل سهولة ما يحيط به من قيم ومبادئ ومعرفة، تؤتي ثمارها في المراحل المتقدمة على هيئة إنسان فطن واسع الأفق، وتنعكس على اهتماماته وسلوكه وقدراته.
وحول الهدف الرئيسي الذي انطلقت منه فكرة التطبيق، قال دميان مرقص مدير قصر ثقافة بيلا في كفر الشيخ ومطور تطبيق توت الإلكتروني، إن التطبيق يعد بمثابة هدية من وزارة الثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة لكل طفل مصري، حيث يتوفر التطبيق بشكل مجاني لتوصيل المحتوى المميز الذي تنتجه الوزارة والهيئة وتحويلها للشكل الرقمي الذي يفضله الأطفال في عصر الرقمنة، ولضمان اطلاع الأطفال على محتوى ثقافي هادف وفي بيئة آمنة، موضحا أن التطبيق يضم أهم سلاسل القصص التي تصدرها هيئة قصور الثقافة للأطفال، والتي يتم الاستعانة فيها بكتاب ومؤلفين ورسامين متخصصين، ويتم تعزيزه بشكل دوري بمطبوعات وإصدارات إضافية.
وفيما يتعلق بالتنوع الثقافي لمحتوى القصص بالتطبيق، أكد مرقص، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن الوزارة والهيئة حرصتا على إثراء المحتوى الثقافي في القصص المقدمة والاهتمام بأن يكون لذلك المحتوى دور مهم في ربط الطفل بالهوية الثقافية المصرية، إضافة إلى ذلك، يتم تنفيذ أنشطة في بعض المناسبات كشهر رمضان الكريم، والاحتفاء به من خلال إضافة فوزاير توت الرمضانية تحت اسم (سلي صيامك مع توت)، تشمل 30 فزورة عن أماكن سياحية وشخصيات عامة، وخصصت الهيئة جائزة يومية لاثنين من الفائزين بالمسابقة التي لاقت إقبالا رائعا ومشاركة كبيرة.
ونظرا لأن التطبيق الإلكتروني يهدف بشكل أساسي إلى الاستخدام الهادف لأدوات التكنولوجيا، أوضح مطور التطبيق أنه يتضمن أدوات تفاعلية عدة، منها تحويل الكتب إلى صوتية إلى جانب المقروءة بناء على رغبة القراء، وذلك لمساعدة ذوي الهمم من المكفوفين، وليصبح للكتاب نسختان إحداهما مكتوبة والأخرى منطوقة بطريقة احترافية، إلى جانب الحرص على تقنية سهولة الاستخدام ليتمكن الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة من استخدام التطبيق دون الحاجة إلى الإجراءات التقليدية بالتطبيقات الأخرى، كخطوات تسجيل الدخول والتأكيد عبر البريد الإلكتروني، وهي خطوات يصعب على الأطفال في هذا السن القيام بها بمفردهم، وباستخدام تلك التقنية يستطيع الطفل بمجرد الدخول على التطبيق استخدامه بشكل مباشر واختيار القصة من غلافها والتصفح بمجرد لمس الشاشة، أو سماع القصص الصوتية بمجرد اختيارها.
وأشار إلى أن هناك حرصا دائما على مواكبة كل ما هو جديد في مجال التكنولوجيا واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لجذب انتباه الأطفال بعيدا عن منصات التواصل الاجتماعي التي تمثل خطرا على الثقافة في حال استخدامها بشكل خاطئ، ولذلك يتم التجهيز للأجازة الصيفية للأطفال من خلال تنفيذ ألعاب تعليمية إلكترونية يستفيد منها الطفل خلال وقت اللعب، إلى جانب دراسة مقترح أن يقوم طفل أو مجموعة من الأطفال بكتابة قصتهم الخاصة، وتقديمها ليتم مراجعتها لغويا وإرشادهم للتحسينات للخروج بعمل لائق يمثل وزارة الثقافة.
وحول الخطوات المتبعة للترويج للتطبيق للوصول لعدد أكبر من الأطفال، أوضح مرقص أنه يتم المشاركة في الفعاليات الثقافية المهمة كمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وطباعة رمز الاستجابة السريعة QR code على إصدارات الهيئة، ليتمكن الأطفال من الدخول إلى التطبيق مباشرة، إضافة إلى طباعته على اللوحات والملصقات والمطبوعات التي كان يتم توزيعها بالمعرض، واستغلال أداة CEO أو الأرشفة على محركات البحث وتحسينها حتى يظهر الموقع في أول النتائج بمجرد البحث باسمه، كما يحظى التطبيق باهتمام كبير على صفحات الهيئة العامة لقصور الثقافة على وسائل التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضاًجامعة جنوب الوادي تناقش إطلاق تطبيق رقمي لتسهيل حجز العناية المركزة والحضانات
جامعة المنيا تتجه نحو التميز الأكاديمي وتطبيق التحول الرقمي
تطبيق رقمي للاستفادة من مبادرة سيارات المصريين بالخارج.. «اعرف خطوات التقديم»