زراعة أشجار وتطوير أحواض الزراعة بشوارع حي غرب أسيوط
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
صرح اللواء هشام أبوالنصر محافظ أسيوط اليوم الاربعاء أن الوحدة المحلية لحي غرب أسيوط برئاسة ممدوح جبر رئيس الحي قد قامت بتنفيذ تطوير أحواض الزراعة واستكمال أعمال تشجير وزراعة عدد من أشجار الفيكس بالمنطقة المحيطة بجامعة أسيوط حتى بوابة الجامعة البحرية بنطاق حي غرب أسيوط فضلًا عن نظافة ورفع مخلفات القمامة من صناديق وحاويات القمامة ونقلها إلى الأماكن المخصصة لها خارج الكتلة السكانية
وجاء ذلك بمشاركة نواب رئيس الحي ومسئولي النظافة وأقسام الزراعة والرصد والمتابعة والتوعية والتواصل
مشيرًا إلى العمل على النهوض بمختلف المرافق والخدمات المقدمة للمواطنين تنفيذًا لخطة المحافظة لرفع كفاءة الطرق الرئيسية والفرعية والمواقف لخلق بيئة جمالية لإعادة الواجهة الحضارية المميزة لمحافظة أسيوط.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اسيوط الجامع الجامعة الخدم الخدمات الخدمات المقدمة الرئيس الرئيسي الرئيسية الرصد الحضاري الحضارية الحي الرصد والمتابعة التواصل التوعية السكانية الجام الزراعة السك السكان البح البحر البحري البحرية الأربعاء الأم الأماكن الب الطرق الطرق الرئيسية العمل ألف الفر أقسام
إقرأ أيضاً:
جان دارك والضمير الحي
حمد الناصري
تُعد جان دارك، الفتاة الفرنسية ذات الستة عشر ربيعًا، بطلة قومية خالدة في الذاكرة الأوروبية. وُلدت في وسط فرنسا الفِلاحي عام 1412 ميلادية، وتنحدر من عائلة بسيطة، لكنها سرعان ما صعدت إلى صفحات التاريخ حين ادعت تلقيها وحيًا إلهيًا يأمرها بطرد الإنجليز من الأراضي الفرنسية. تمكنت جان دارك من قيادة فرنسا إلى سلسلة انتصارات خلال حرب المائة عام، ومهدت بذلك الطريق لتتويج شارل السابع ملكًا على فرنسا.. وقد عُرفت بلقب "العذراء والقديسة"، لكنها قُبض عليها في سن التاسعة عشرة، إثر خيانة داخلية، وسُلمت للإنجليز، حيث حُوكمت بتهمة "الزندقة والعصيان"، وأُعدمت حرقًا عام 1431م.
لكن الكنيسة الكاثوليكية أعادت النظر في قضيتها. ففي عام 1456م، أي بعد 25 عامًا من إعدامها، شكل البابا كاليستوس الثالث لجنة أعادت مُحاكمتها وخلصت إلى براءتها، مُعلنة إياها "شهيدة". وفي عام 1909، تم تطويبها رسميًا، وهي خطوة كنسية تسبق إعلان القداسة. ثم في عام 1920، أعلنت الكنيسة الكاثوليكية جان دارك قديسة، وجعلتها من شُفعاء فرنسا، إلى جانب القديس مارتن المعروف بتضحيته الإنسانية حين اقتسم معطفه مع فقير يرتجف بردًا.
ادعت جان دارك أنها رأت الله في رؤيا يأمرها بمساعدة الملك شارل السابع واستعادة فرنسا من الاحتلال الإنجليزي.. وبعد وفاتها، ألهمت شخصيتها كثيرًا من الكُتاب والفنانين، وظهرت في أعمال أدبية وسينمائية، حتى صارت رمزًا للبطولة والإيمان والتضحية.
إن موقف الإعلامي البريطاني بيرس مورغان، كان صدى حديث للضمير في عصرنا الحالي، فالضمير الحي يُؤدي إلى مشاعر النَّدم والحسرة والأسف عند ارتكاب سلوك يتعارض مع القِيَم أو فِعل يتنافىَ مع الأخلاق .. فقدرة الضمير الحي، على تحمل المسؤولية، تنعكس على الوعْي والثقة بالنفس وعلى الجد والمُثابرة والعزم.. وفي موقف المُتضامنين مع أهل غزة بإدانة الكيان الغاصب والمناصرين لقضية فلسطين، المحتل للأراضي الفلسطينية، والمؤمنين بحل الدولتين، يؤكدون بأنَّنا نحتاج إلى من يرفع الصوت في وجه الظُلم، لا سيما حين تكون المأساة أمام أعين الجميع، كما هو الحال في غزة.
وهنا يبرز الإعلامي البريطاني الشهير بيرس مورغان، الذي وقف وقفة جريئة ومُشرفة حين واجه سفيرة إسرائيل في بريطانيا، تسيبي هوتوفلي، بقوله: "إسرائيل تقتل الأطفال كل يوم، وتمنع دخول الصحفيين إلى غزة بحجة الخوف على سلامتهم... نحن لسنا أغبياء".
بهذا التصريح، عرى مورغان نوايا الاحتلال، وأحرج السفيرة التي تهربت من الرد.. كانت لحظة حاسمة في الإعلام الغربي، أثبت فيها أنَّ الكلمة الحرة ما زالت قادرة على إرباك منظومة الظُلم، مهما عظُمت قوتها الدعائية.
خلاصة القول.. إن ما يجمع بين جان دارك، الفتاة التي أنقذت فرنسا بروحها وعزيمتها، وبين أصوات حرة في عالم اليوم، كالإعلامي بيرس مورغان، هو الوقوف في وجه الظُلم مهما كان شكله أو مصدره.. جان دارك لم تكن فقط فتاة تقود الجيوش؛ بل ضمير أمة حي، والمواقف التي تتكرر اليوم في مواجهة العدوان، مهما اختلفت الأدوات، تؤكد أنَّ البطولة ليست محصورة بالسيف، بل قد تكون في الكلمة التي تُقال بوجه الطُغيان. فحين يسكت الجميع، تظل الحقيقة بحاجة إلى من يتجرأ على قولها.. وهذا ما فعله مورغان، حين تحدى الزيف الإعلامي، وانحاز إلى الحق الإنساني المجرد، تمامًا كما فعلت جان دارك منذ ستة قرون.