توقعات بانضمام 20 دولة جديدة.. هل تقدم مجموعة البريكس بديلا للتكتلات الغربية؟
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
جوهانسبرغ – رغم عدم تحقيقها التوقعات، فإن دول مجموعة البريكس لا تزال تضع نفسها بديلا للمنتديات المالية والسياسية الدولية القائمة خارج التيار الغربي باعتبارها أسرع الاقتصادات نموًا في العالم.
وسينصب النقاش خلال قمة مجموعة البريكس -التي ستنطلق غدا الثلاثاء في جوهانسبرغ- على توسيعها بضم 20 دولة جديدة إلى المجموعة، التي تضم في عضويتها البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
وفي حال قبول العديد من الأعضاء الجدد، فسيتم تعيين البريكس بوصفها كتلة عالمية مهمة، مع تعزيز القوة السياسية والاقتصادية، مما سيجعلها كتلة من الدول غير الغربية (معظمها من جنوب الكرة الأرضية)، وهذا سيؤثر على الجغرافيا السياسية والجيواقتصادية العالمية بشكل كبير.
وأكد مدير مركز الدراسات الشرق أوسطية الأفريقية نعيم جينا أن دول البريكس يمكن أن تحدث تحولا في خريطة المنطقة، موضحا أن البلدان في الجنوب العالمي تسعى بشكل متزايد إلى شكل من أشكال عدم الانحياز في المشهد العالمي.
وأضاف جينا -في حديث للجزيرة نت- أن هذا يشمل الدول التي لا تزال قريبة من الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، مثل الهند والسعودية، مشيرا إلى أن دول البريكس تسمح لهم بالحفاظ على روابطهم الغربية بينما لا يزالون في كتلة مع دول جنوب الكرة الأرضية الأخرى والدول التي تتعارض بطريقة ما مع الغرب مثل روسيا والصين، "مما يعني أن مجموعة البريكس يمكن أن تشكل نوعًا من الكتلة الفضفاضة في المنتديات المتعددة الأطراف مثل مجلس الأمن الدولي والهيئات الأخرى".
منتدى غير رسميوكانت أكثر من 20 دولة قد أعربت عن اهتمامها بالانضمام إلى البريكس، بما في ذلك فنزويلا والجزائر وإثيوبيا والسعودية وإيران والإمارات.
وتنطلق قوة مجموعة البريكس باعتبارها تضم الصين ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، والتي من المتوقع أن تصبح الأكبر في العقود القليلة المقبلة، حيث تشكل سوقا ضخما خاصة للمواد الخام.
ونأت دول البريكس بنفسها منذ بداية الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث لا تشارك الهند أو البرازيل أو جنوب أفريقيا أو الصين في عقوبات على موسكو، وأصبح هذا واضحًا بشكل متزايد مع المستويات شبه التاريخية للتجارة بين الهند وروسيا، أو في اعتماد البرازيل على الأسمدة الروسية.
وشهدت دول البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا -باعتبارها من الاقتصادات الناشئة الرائدة في أوائل القرن الـ21- مسارات نمو مختلفة للغاية، إلا أنها امتلكت أهمية في الاقتصاد العالمي في وقت يسود فيه قدر كبير من الأسئلة المفتوحة حول عدم اليقين الجيوسياسي.
ما دول البريكس؟ ولماذا هي مهمة؟مجموعة البريكس هي تكتل اقتصادي عالمي، بدأت فكرة تأسيسه في سبتمبر/أيلول 2006، ويضم 5 دول تعد صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
وكلمة "بريكس" (BRICS) عبارة عن اختصار بالإنجليزية يجمع الأحرف الأولى بأسماء هذه الدول، وأصبحت بمرور الوقت منتدى مؤسسيا بشكل أعمق، حيث عقدت المجموعة منذ عام 2009 مؤتمرات قمة سنوية مع جدول أعمال موسع بشكل متزايد.
وكان إنشاء بنك التنمية الجديد "إن دي بي" (NDB) في عام 2014 برأس مال قدره 50 مليار دولار لبدء التشغيل علامةً بارزة أخرى، وذلك لتوفير الاحتياطي الطارئ لمجموعة البريكس، وهي آلية سيولة توفر الدعم للأعضاء الذين يواجهون ضغوطا قصيرة الأجل في ميزان المدفوعات أو عدم استقرار العملة.
ومنذ إنشائه في عام 2015، أقرض البنك 33 مليار دولار لنحو 100 مشروع، في وقت انضم فيه 3 أعضاء جدد في السنوات الثلاث الماضية، هي بنغلاديش ومصر والإمارات العربية المتحدة، ومن المقرر أن يتم قبول أوروغواي قريبًا، حيث لا تحتاج الدولة إلى أن تكون عضوًا في البريكس للانضمام إلى البنك.
وبحسب الباحث نعيم جينا، فإن نموذج بنك التنمية الجديد لا يختلف عن نموذجي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، إذ إنه مملوك لأعضاء البريكس، ولكن تم وضعه بديلا للنموذج الرأسمالي العالمي نفسه.
توسع دول البريكس يضفي أجواء من القلق من منظور غربي، فمع استثناء جزئي لجنوب أفريقيا، أصبحت دول البريكس، بدرجات متفاوتة، أكثر قومية وسلطوية خلال العقد الماضي.
وبحسب إيمانويل ماتامبو مدير الأبحاث في مركز دراسات أفريقيا-الصين بجامعة جوهانسبرغ، فإن الصين والبرازيل وروسيا والهند شهدت تحولا شعبويا صارخا، فضلا عن تعرض "الأقليات للاضطهاد وتقييد الحقوق المدنية" في تلك الدول.
ولفت إلى أن بعض صانعي السياسات في أوروبا والولايات المتحدة يشعرون بالقلق من أن تصبح دول البريكس ناديا اقتصاديا للقوى الصاعدة التي تسعى للتأثير على النمو والتنمية العالميين.
وأشار ماتامبو، في حديثه للجزيره نت، إلى أن المجموعة عبارة عن مزيج انتقائي من القوى الإقليمية التي تشعر بالضيق من "الطبيعة المنحرفة" للنظام الدولي السائد، الذي يبدو أنه يفضل مجموعة السبع عن التكتلات الأخرى.
وأكد ماتامبو أهمية قمة البريكس المنعقدة في جنوب أفريقيا لسببين على الأقل، أولهما أنه من المتوقع أن تؤثر في الصراع الروسي الأوكراني، إذ إن موسكو عضو في مجموعة البريكس، والثاني هو الجاذبية المتزايدة للمجموعة والتي أظهرها عدد البلدان التي أعربت عن اهتمامها بالانضمام للمجموعة.
وستفتتح القمة الـ15 لبريكس غدا الثلاثاء في جوهانسبرغ، ويشارك فيها، بجانب الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، زعماء من بينهم الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، غير أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يحضر بناءً على مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية باعتبار أن جنوب أفريقيا عضو في المحكمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مجموعة البریکس جنوب أفریقیا دول البریکس إلى أن
إقرأ أيضاً:
خبير علاقات دولية: روسيا اعتمدت الجنيه المصري في التبادلات التجارية مع مصر ودول البريكس
كتب- حسن مرسي:
أكد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، على التطور اللافت الذي تشهده العلاقات المصرية الروسية في الآونة الأخيرة، مشيرًا إلى أن هذا التطور هو استمرار للعلاقات التاريخية الوطيدة التي جمعت بين مصر والاتحاد السوفيتي سابقًا، مؤكدًا على استمرار هذا التعاون في ظل التحديات المشتركة وتوافق المواقف بين البلدين.
وخلال مداخلته على قناة "إكسترا نيوز"، أوضح عاشور أن روسيا تولي تقديرًا كبيرًا لمصر، خاصة بعد عام 2014، نظرًا لتوجه روسيا الثابت ضد التنظيمات المسلحة والإرهابية.
وقال: إن روسيا صنفت المباحثات مع مصر على المستوى السياسي برفيعة المستوى والتي لا تطبقها روسيا إلا مع دول قليلة تعتبر قوى كبرى.
وأشار أستاذ العلاقات الدولية إلى التكرار اللافت للزيارات المتبادلة بين البلدين، لافتًا إلى أن الرئيس السيسي يعد من أكثر الرؤساء مشاركة في الاحتفالات السنوية لذكرى الانتصار على النازية في روسيا، وهو ما يعزز اللقاءات الثنائية والتعاون في الملفات الأمنية المشتركة، مثل مكافحة الإرهاب والتطرف، وجهود إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، ومواجهة التهديدات الأمنية في المنطقة.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت العلاقات تتجاوز التعاون المرحلي نحو شراكة استراتيجية، أكد الدكتور عاشور أن العلاقات المصرية الروسية تشهد بالفعل نوعًا من الشراكة الاستراتيجية، موضحًا أن هذه الشراكة تنبع من الاشتراك في التحديات والتهديدات الإقليمية، حيث يتلاقى الموقف الروسي في كثير من جوانبه مع الموقف المصري في مواجهة هذه التحديات، على عكس بعض الاختلاف في المواقف مع الولايات المتحدة الأمريكية.
ونوه بأن التوجهات المصرية تتجه نحو التوافق مع المواقف الروسية بشكل أكبر، خاصة على المستوى الأمني، نظرًا للخبرة الكبيرة التي يمتلكها الجيش المصري في مكافحة الإرهاب، والتي تتوازى مع الخبرة الواسعة للجيش الروسي على المستوى العالمي في هذا المجال.
وفي سياق أهمية مصر بالنسبة لروسيا في تحركاتها بالشرق الأوسط وأفريقيا، قال الدكتور عاشور: إن هذا الاهتمام تجلى في دعم روسيا لتطلعات مصر، خاصة في مجال الطاقة النووية، مشيراً إلى تمويل روسيا لـ 85% من تكلفة محطة الضبعة النووية.
وأضاف أن روسيا كان لها دور في قبول مصر في مجموعة البريكس عام 2024، لافتًا إلى استفادة مصر من هذه العضوية، خاصة وأنها من أكبر الدول المستوردة للقمح في أفريقيا، وكانت تعتمد على روسيا وأوكرانيا قبل الأزمة الأوكرانية، وتوجهت بشكل أكبر نحو روسيا بعد ذلك.
ورداً على سؤال حول احتمالية الخروج باتفاقيات اقتصادية جديدة، أشار الدكتور عاشور إلى أن هناك توجهًا لتعزيز التعاون الاقتصادي بين دول البريكس لتقويض الهيمنة الدولارية، خاصة بعد "انكشاف الوجه الحقيقي" لدونالد ترامب، على حد تعبيره.
وقال: إن روسيا اعتمدت الجنيه المصري في التبادلات التجارية مع مصر ودول البريكس، ورأى أن مصر، في ظل قيادة الرئيس السيسي، تمثل نموذجًا لقوة الدولة وهو ما يعزز العلاقات الثنائية.
وأشار إلى أن زيارة الرئيس السيسي الأخيرة لروسيا تأتي بعد زيارة لليونان ذات أهداف اقتصادية في مجال الطاقة، معتبرًا أن الزيارة الروسية تحمل أبعادًا سياسية واقتصادية استراتيجية لمصر في ظل التحديات الإقليمية.
اقرأ أيضًا:
أبو مازن خلال لقائه السيسي بموسكو: إسرائيل تحتجز 2 مليار دولار من مستحقات فلسطين
السياحة تكشف عن موعد بدء موسم العمرة الجديد 1447هـ
زيادة غير مسبوقة.. موعد صرف منحة عيد الأضحى للعمالة غير المنتظمة
"منصف بعد ظلم سنين".. أول تعليق من ساويرس على تعديلات قانون الإيجار القديم
معهد الفلك: اكتمال بدر "ذو القعدة" الاثنين المقبل.. وهذا موعد عيد الأضحى
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الدكتور رامي عاشور أستاذ العلاقات الدولية التبادلات التجاريةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
خبير علاقات دولية: روسيا اعتمدت الجنيه المصري في التبادلات التجارية مع مصر ودول البريكس
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك