عواصم "وكالات": ضرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عرض الحائط بسياسة أمريكية متبعة منذ عقود حيال القضية الفلسطينية وأثار انتقادات لاذعة عندما قال إن أمريكا ستستولي على قطاع غزة وتحوله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد "إعادة توطين" الفلسطينيين في أماكن أخرى.

وأثارت هذه الخطوة الصادمة تنديدات دولية. و"أكّدت سلطنة عُمان على موقفها الثابت ورفضها القاطع لأي محاولات لتهجير سكان قطاع غزّة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى ضرورة احترام حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق المشروعة لإقامة دولته المستقلة على أرضه".

وحذرت في بيان صادر عن وزارة الخارجية من "أن أي خطط ترمي إلى نقل الفلسطينيين من أراضيهم تُعدُّ انتهاكا صارخا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدوليّة، وتهديدا للأمن والاستقرار في المنطقة".

من جانبها رفضت السعودية، خطة ترامب تماما، ووصفت تركيا تصريحات ترامب بأنها "غير مقبولة"، وقالت فرنسا إن ذلك يهدد بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.

وقالت روسيا والصين وإسبانيا وألمانيا وأيرلندا وبريطانيا إنها لا تزال تؤيد حل الدولتين الذي شكل أساس السياسة الأمريكية في المنطقة لعقود، وينص على أن غزة ستكون جزءا من دولة فلسطينية مستقبلية تشمل الضفة الغربية المحتلة.

وقال ترامب في أول إعلان كبير يتعلق بسياسة بلاده في الشرق الأوسط إنه يتصور بناء منتجع تعيش فيه مختلف الجنسيات في وئام.

ووصف جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره السابق، قطاع غزة العام الماضي بأنه واجهة بحرية عقارية "قيمة".

وذكر سامي أبو زهري القيادي في حركة حماس الأربعاء أن تصريحات ترامب "سخيفة وعبثية" وأكد أن حماس تظل ملتزمة بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل وضمان إنجاح مفاوضات المرحلة الثانية منه.

وقال مايكل ميلشتاين ضابط المخابرات السابق وأحد أبرز المتخصصين الإسرائيليين في شؤون حماس إن تعليقات ترامب تضع إسرائيل في مسار تصادمي مع جيرانها العرب.

وأضاف "ربما يحاول ترامب تعزيز الضغط على الدول العربية حتى لا تثير أي عقبات إذا حاول الترويج للتطبيع بين السعودية وإسرائيل".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

ملفا غزة وإيران يعقدان حسابات واشنطن في الشرق الأوسط

وفي هذا السياق، يشهد قطاع غزة مستويات غير مسبوقة من الموت والدمار، بينما تواجه المؤسسات الدولية عجزا متزايدا عن تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.

ووفقا لحلقة (2025/7/24) من برنامج "من واشنطن" تصف التقارير الميدانية الوضع في غزة بأنه كارثي على نحو لا مثيل له في التاريخ الحديث، مع تصاعد معدلات الجوع وانتشار المجاعة التي تطرق كل باب.

وتزامنا مع هذه التطورات الإنسانية المأساوية، شهد النظام الإنساني الدولي تراجعا خطيرا في قدرته على العمل، حيث تواجه المؤسسات الإغاثية قيودا شديدة تمنعها من توفير خدماتها وإنقاذ الأرواح.

وقد انعكست هذه الأوضاع المتدهورة على التغطية الإعلامية الأميركية لأحداث غزة، حيث كشفت الحلقة عن تحولات مهمة تشير إلى زيادة ملحوظة في حجم التغطية مقارنة بالأشهر الأولى من الصراع.

ويفسر مراقبون هذا التغيير في المشهد الإعلامي بالضغط الشعبي المتزايد والتحول في آراء المواطنين الأميركيين بخصوص دعم إسرائيل، خاصة مع انتشار الصور والمشاهد المؤثرة على نطاق واسع.

وفي الوقت نفسه، تواجه وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" تحديات وجودية، حيث أوقفت عدة دول دعمها للوكالة في أعقاب اتهامات إسرائيلية.

وتشير التقديرات إلى أن الهجمات الأخيرة على دير البلح، التي استهدفت مخازن المنظمات الإغاثية، تمثل الخطوة الأخيرة نحو تحقيق هدف إخراج جميع الفلسطينيين من غزة أو حصرهم في معسكرات جنوبي القطاع.

وفي سياق متصل، يعاني الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من تهميش متزايد لدوره، حيث أصدرت الحكومة الإسرائيلية قرارا باعتباره شخصا غير مرغوب فيه، وهو أمر لم يحدث في تاريخ المنظمة الدولية عبر 8 عقود.

وتؤكد هذه التطورات أن الإستراتيجية الإسرائيلية تهدف إلى إخراج الأمم المتحدة بالكامل من إدارة الملف الفلسطيني والإبقاء على دوامة المفاوضات والوساطات.

إعلان

الملف الإيراني

وعلى صعيد متوازٍ، تشهد المنطقة تطورات جديدة في الملف الإيراني في أعقاب الضربات العسكرية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية، حيث يرى المستشار السابق للأمن القومي الأميركي جون بولتون أن الأوضاع لا تزال غير محسومة، مع فرض وقف فعلي لإطلاق النار على كل من إيران وإسرائيل.

واستنادا إلى هذا التحليل، يعتقد بولتون أن هذا الوضع يترك مصير البرنامج النووي الإيراني والنظام نفسه في حالة غموض، مما يشير إلى هدنة مؤقتة وليس حلا مستقرا.

وفي المقابل، تتزايد الأصوات في الأوساط الأميركية التي تدعو لتغيير النظام في إيران، حيث يرى بولتون أن النظام الإيراني يعاني من تراجع في شعبيته لأسباب اقتصادية واجتماعية متعددة.

وتشمل هذه الأسباب الاحتجاجات على أسعار الغذاء وسوء إدارة الاقتصاد وغضب النساء منذ مقتل مهسا أميني قبل عامين، مما يشير إلى نظام فقد جزءا كبيرا من قاعدته الشعبية، حسب ما يرى بولتون.

ومن زاوية أخرى، قدم المفكر الأميركي من أصل إيراني ولي نصر تحليلا بديلا للتحديات الإقليمية، حيث يعتقد أن التحدي القادم في المنطقة ليس إيران بقدر ما هو صعود فكرة توسيع دولة إسرائيل لتشمل أجزاء من عدة دول عربية.

وبناء على هذه الرؤية، يرى نصر أن مشكلة إيران مع العالم العربي ليست كبيرة كالمشكلة التي يمثلها التموضع العسكري الإسرائيلي الواثق بالنسبة للمنطقة.

وتدعم هذا التحليل ديناميكيات الصراع الجديدة في الشرق الأوسط، حيث انهار النفوذ الإيراني في لبنان وسوريا وضعف في العراق، مما قلل من التهديد الذي تمثله إيران للعالم العربي مقارنة بما تشكله إسرائيل.

وفي هذا الإطار، يؤكد نصر أن الصراع الحالي يدور بين قوتين غير عربيتين، بينما يراقب العرب من بعيد وتحاول كل من إسرائيل وإيران كسب تأييدهم.

24/7/2025-|آخر تحديث: 22:37 (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • «ويتكوف»: اتفاقيات أبراهام مرشحة للتوسع.. و10 دول قد تنضم هذا العام
  • أكسيوس: إدراة ترامب تدرس "تغيير استراتيجيتها" في غزة
  • ترامب يتراجع عن تهدئة غزة ويدعو للتصعيد وسط أزمة إنسانية
  • على إسرائيل إنهاء المهمة.. هل تصريح ترامب يغلق باب التفاوض بشأن غزة؟.. مصادر تجيب لـCNN
  • وسيط أمريكي: ترامب يوافق على إقامة دولة فلسطينية
  • الأمم المتحدة: غزة تعاني من نفاد الأغذية العلاجية المتخصصة
  • مهاجما خطة ماكرون للاعتراف بدولة فلسطين.. روبيو: خدمة لدعاية حماس وصفعة لضحايا 7 أكتوبر
  • نحو مواجهة مع إسرائيل؟.. تركيا تسعى للسيطرة على الشرق الأوسط
  • أول تعليق من إدارة ترامب على اعتزام ماكرون الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • ملفا غزة وإيران يعقدان حسابات واشنطن في الشرق الأوسط