قد يعتقد البعض أن كلمة «نحنوح» كلمة عامية ولكنها من كلام الفصحى البليغ، ومعناها فى إحدى القصائد الجاهلية لشاعر غير معروف يقول فى أحد أبيات قصيدته «فيا أيها الرجل المعلى قلبه.. اصبر على النحنـوح صبر البعطلى» فالشاعر هنا يطلب من الرجال رفيعة الخُلق الصبر على النحنوح مثل صبرهم على صغير البعير عندما يصدر صوتاً من جوفه قريبًا من السعال ولكنه ليس هو، يقول عنها نحنحة وفاعلها «نحنوح» وكان المصريون إلى وقت قريب يفعلون ذات الفعل عندما يدخلون منازل الغرباء لكى ينبه أهل المنزل لقدومه، إلا أن هذا اللفظ مع الوقت أصبح له معنى آخر لدى العامية، حيث إن الرجل النحنوح أصبح هو الذى يُجيد التمثيل ويستخف بعقول الناس ويتصنع الأدب والرقة وهو ليس كذلك، ناعم فى بداية كلامه، وبعد ما أن يَخدع الناس بأدبه نجده شخصًا آخر قليل الأدب والأخلاق، لا يحترم حُرمة بيت الغير فى كل شىء، ناعم كالأفعى مع النساء قبل الرجال، فيطلقون عليه أيضاً «مسهوك» نعم كالمخدر الذى يتخلل أعصابك دون أن تحس بأى ألم، يقلب الحقائق ويهرب من المواقف التى تحتاجه الناس فيها، فهؤلاء «المنحنحون» أصابوا المجتمع بالفشل والأزمات.
لم نقصد أحداً!
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
حركة الكيزان وأياديها البيضاء..!!
حركة الكيزان وأياديها البيضاء..!!
د. مرتضى الغالي
خرج أمين حسن عمر من جحره الذي لزمه أثناء اندلاع ثورة ديسمبر العُظمى.. والتي قال عنها إنها ليست ثورة بل حركة مصنوعة لا يزيد عدد المشاركين فيها عن ثلاثة آلاف متظاهر.. حسب تقديرات السفراء والخبراء الغربيين الذين حدثوه..!!
خرج هذا الرجل بعد انقلاب البرهان وحرب الكيزان ليملأ الفضاء بحواراته وتصريحاته (وإظهار قرفه من السودانيين ومن ثورتهم الباسلة)..! ومن أقواله الأخيرة “إن الحركة الإسلامية (يقصد حركتهم المُجرمة التي تتبضّع بالدين) تمد أياديها بيضاء لجميع الوطنيين من اجل إعادة أعمار الوطن”..!
..هذا كلام يجعل السلحفاة تستلقي على ظهرها مفطوسة من الضحك.. لو كانت أوضاع الوطن تسمح بمثل هذه الملهاة وسط كل هذا الموت والخراب والدماء..!
مسكين هذا الرجل الذي يعيش في كهوف أوهامه ويحاول مخاطبة الحجارة الصُم بأن حركتهم الآثمة التي عملت كل ما في وسعها لتدمير الوطن هي التي تمد أياديها البيضاء لتعيد بنائه…!
أي أيادٍ بيضاء..؟! إنها أيادٍ ملطّخة بدماء السودانيين من مشطها إلى رسغها.. ومن عقلة أصابعها إلى مخلع كتفيها.. مروراً بالأربطة والأوتار والزنود والسواعد والمعاصم والكفوف..!!
لا جدوى مع هذه الأوهام والأباطيل أن نذكر له (قائمة المذابح والمجازر) التي ارتكبتها حركتهم بحق السودانيين منذ ميلادها الملعون وإلى يومنا هذا..! فتلك جرائم دموية التي لن تمحوها كل مُخرجات وتراكيب هيدروكسيد الصوديوم والبوتاسيوم.. وستظل شاخصة مرصودة في ألواح الأزل والأبد.. من لدن (صحف إبراهيم وموسى).. وإلى نفخ البوق وقيام الساعة..!
هذا هو الضلال الذي لا علاج له..! لقد هرب هذا الرجل من أستاذه الترابي صاحب المشروع الخبيث الذي أطلقوا عليه من باب أسماء الأضداد “المشروع الحضاري”.. والذي وصل بنا إلى الموت والتشريد والنزوح وخراب الوطن طوبة على طوبة.. وأشلاء على أشلاء..!!
لقد هرب الرجل من أستاذه الترابي لينضم إلى صف المخلوع.. صف الاستوزار والمناصب وأموال السُحت وصف استباحة الموارد والمرافق والمناصب والتصديقات.! وعندما تداول الناس في أمر الثروات المفاجئة التي هبطت على جماعة المؤتمر (غير الوطني).. وشاهدوا تكاثر إنشاء المدارس الدولارية الخاصة التي اشرأبت بأعناقها على أنقاض المدارس الحكومية والتعليم العام.. تعلّل الرجل في معرض الدفاع عن (ذمم الكاوتشوك) بأنه باع حواشة والده في تفاتيش الجزيرة…!
وقتها رد عليه العارفون بأن معنى كلامه هذا أن ثلاثة مزارعين في (تفتيش ود الماجدي أو الماطوري) من الممكن أن يبيعوا حواشاتهم وينشئوا من ثمنها (هارفارد سودانية) في شمال شرق الجزيرة..!
حكى الراحل الأثير كمال الجزولي عليه الرحمة في مقالاته الماتعة عن حكاوي أمين حسن عمر وقال إن مقدمة برامج تلفزيونية أجرت مقابلة مع أمين.. وسألته مبدية تعجّبها بأن القوة التي اعتقلت المخلوع البشير بعد اندلاع ثورة ديسمبر وجدت في غرفة نومه (25 مليون دولار أمريكي) بينما الفقر يطحن الناس الشوارع..! يقول الجزولي (فإذا بأمين حسن عمر ابن مخزنجي السكة حديد بعطبرة يبدي دهشته من السؤال ويقول للإعلامية بالحرف الواحد: (كلامك دا كلام مفلسين ساكت.. إنتي قايلة 25 مليون دولار دي كتيرة)..!
طبعاً لا مشكلة في عمل والده.. فقد كان مثله مثل السودانيين الكادحين الذين يأكلون لقمة الحلال من عمل أيديهم..!
ويعلق كمال الجزولي على ذلك بقوله: (انظر يا رعاك الله كيف تنخفض “القيمة الدينية” لدى هذا الداعية الإسلاموي بينما ترتفع “القيمة البنكية”)..! ثم يضيف الجزولي أن هذه الواقعة استدعت إلى ذاكرته مقابلة تلفزيونية قالت فيها والدة المخلوع “الحاجة هدية” عليها الرحمة إنهم كانوا يعانون ضيق العيش في بيت متواضع بحي كوبر.. هي ووالد المخلوع وزوجته وإخوته الطلبة وأسرهم.. وكان دخلهم الوحيد جميعاً مرتب المخلوع.. ثم أضافت قائلة: (إلا اسع أحمدك يا ربي عمر ريّحنا غاية الراحة)..!
يقول كمال الجزولي: كان من بين حضور اللقاء التلفزيوني المناضل البجاوي خفيف الظل “عبد الله موسى” فعلق على حديث والدة المخلوع بقوله: (والله ياخوانا كان كدي الزول دا ليهو حق يعمل انقلاب)..!
وهكذا كان انقلاب البرهان (على ذات الوتيرة) حتى يلحق “بسلفه الصالح” في الانتقام لنفسه وتحقيق أحلامه.. وأضغاثها الموروثة عن والده..!
اللهم لطفك.. هل بلغ حظ السودان من السوء أن تضيع أحلام بنيه وبناته وأعمارهم بين هذه الشاكلة من البشر..؟!!
قال أمين حسن عمر إن حركتهم تمد أياديها البيضاء من أجل إعمار السودان…!! نكتة غاية في اللزوجة والحموضة؛ وفيها ما فيها من الاستعباط والاستحمار والسماجة.. الله لا كسّبكم..!
[email protected]
الوسومأمين حسن عمر السودان الكيزان المشروع الحضاري ثورة ديسمبر حسن الترابي د. مرتضى الغالي كمال الجزولي