كتب .. #نادر_خطاطبة

على هامش تغيير اسم ميدان المرحوم فضل الدلقموني، واستبداله باسم “ميدان الحرمين”، وتبرير بلدية إربد قرارها بمنع تكرار الأسماء على معالم متعددة، تجنُّبًا للُبس في عناوين المواقع، وهو التبرير الذي شهد تباينًا من حيث الرفض والقبول، ائذنوا لي بإشهار موقف شخصي، باعتباري صحفيًا واكب قضايا إربد المدينة لربع قرن وأكثر، وعليه أقول:

“كان الأفضل للبلدية لو تجنبت مثل هذا القرار، لاعتبارات سوء فهم ستحيط به من جهة، وسوء نوايا ستجد فيه مناخًا خصبًا للهجوم على مجلسها ورئيسها، خصوصًا ونحن على أبواب أحاديث انتخابية مبكرة.

لكن، أما وقد اتُّخذ القرار، ولاقى تباينًا وحدّةً في وجهات النظر حياله، فلا بد لنا من إضاءات نطرحها بشأن تسمية معالم المدينة، علَّ فيها فائدة لكل معنيٍّ بالأمر، وسبل تنظيمه مستقبلًا. وعليه نتساءل:

مقالات ذات صلة المنافقون يتفقدون آثار القصف الصاروخي الإيراني على الكيان 2025/06/29

هل تأخذ معايير إطلاق الأسماء على الشوارع والميادين والحدائق والقاعات وغيرها، بعين الاعتبار الذاكرة الجمعية، والأبعاد العاطفية والتاريخية، وما استقر في الوجدان من تسميات شعبية تجذرت على أماكن عامة، دون تدخل رسمي؟ بحيث باتت التسميات تشكل هوية المكان وسيرته في الوعي العام، وبصورة لا يمكن خلالها فرض أيِّ مسمّى (رسميًّا) على معلمٍ مسمّى (شعبيًّا). بمعنى أن اللافتات لم تفلح في تغيير الذاكرة الشعبية حيال أسماء كثير من المعالم، مما عكس فشل القرار الإداري في فرض تسميته عليها.

وسياق الخوض في الجدل الدائر حيال قرار بلدية إربد، يقودني للجزم أن الآلاف، وربما مئات الآلاف، لا يعرفون موقع ميدان الرمز الوطني المرحوم فضل الدلقموني، وإن جرت الاستعانة حتى بالرسمي ليرشد العامة حول موقعه الجغرافي، فجوابه سيكون:
هو المتعارف عليه “دوّار المدينة الصناعية”. وهذا يعيدنا إلى مربع قصة فشل اللافتة، والقرار الرسمي كإجراء إداري، أمام فعل وجداني شكّل هوية عفوية للمكان، لأنه أصلًا ليس عنوانًا جغرافيًّا، بقدر ما هو مرتبط بزمن وتاريخ وشعور ومصالح يومية عاشها الناس جيلًا بعد جيل.

ونزيد بغرض الإفادة، متكئين على حقيقة خضتُ في معالجتها كصحفي قبل عقدين أو أكثر، حيال الميدان ذاته، حيث التقطت له مجموعة صور، تُبيّن أن اسمه للقادم من شمال المدينة هو “ميدان فضل الدلقموني” وفق لافتة معلّقة، فيما اسمه للقادم من جنوبها هو “ميدان المرحوم حسن التل”، على يافطة معلّقة أيضًا. وكان أن نشرتُ تقريرًا في صحيفة الرأي، أحدث جلبة لدى أصحاب القرار من جهة، وأخرى عشائرية من جهة أخرى، أفضت إلى توافق على اعتماد تسمية المرحوم الدلقموني لدوار (المدينة الصناعية)، وإطلاق اسم المرحوم التل على ميدان يبعد عنه مئات الأمتار شرقًا. للأسف، الذاكرة الشعبية حتى اللحظة تطلق عليه تسمية (دوار المريسي). وما نورده هنا هو حقائق، الغاية منها التوضيح أن الكثير من الأسماء المكتسبة عاطفيًا ووجدانيًا، اللافتات وحدها لا تكفي لتغيير ما استقر في الذاكرة حيالها.

بالمقابل، ثمّة أمثلة مضيئة لمشاريع أو ميادين وشوارع حديثة، أُطلقت تخليدًا لحوادث وطنية مؤثرة، فحملت أسماء شهداء أو رموز بارزة، أُطلقت على مواقع لم تكن قد اكتسبت من قبل تسميات شعبية أو دلالات زمنية، أو حتى تاريخية نسبيًّا، فجاء الاسم ليملأ فراغًا لا ليزيح ذاكرة، فنجح في ترسيخ نفسه بسرعة، وبصمت، في وجدان الناس، كونه كان وليد اللحظة، لا على حساب لحظة سابقة.

ما نود قوله، مع احترامنا لجميع مواقف الحالة الشعبية، وحتى الرسمية، والتباينات التي نشهدها وما نزال في سياق التعقيب على إجراء وقرار البلدية، أن الفرق الذي يصنع كل الحكاية، هو أن تكون التسميات مبادرات رمزية تحمل صدق الفكرة، لا ردَّ فعلٍ سريعًا يسعى إلى إثبات الحضور بلا أثر، وأن نُقرّ بحقيقة أن إطلاق الاسم في فضاء لم تتكوّن له ذاكرة بعد، يصبح هو ذاكرته. أما فرض أسماء على فضاءات مليئة بالتاريخ والدلالة، فلا بد أن يدخلها في صراع معها.

نتفق أن الهدف من مبادرات إطلاق الأسماء هو تكريم الرموز الوطنية، لكن الأجدر أن تكون هذه المبادرات متصالحة مع وجدان الناس، غير متعارضة مع التاريخ الشفهي الذي خطّته الذاكرة الجمعية. وهذا لا يتحقق إلا من خلال مشاريع رمزية جديدة، لا عبر محاولة “استعارة” أمكنة لها دلالاتها المتجذرة. فالناس لا يتبنون الأسماء الرسمية التي قد تولد قطيعة مع ذاكرتهم، حتى وإن حُفرت على لافتة. فيما التسميات التي تولد من المصالحة بين القرار والوجدان، هي التي تعيش، وتصبح عنوانًا حقيقيًّا للمكان، ولمن خُلد فيه.

نتفق أن الهدف من مبادرات إطلاق الأسماء هو تكريم الرموز الوطنية، لكن الأجدر أن تكون هذه المبادرات متصالحة مع وجدان الناس، غير متعارضة مع التاريخ الشفهي الذي خطّته الذاكرة الجمعية. وهذا لا يتحقق إلا من خلال مشاريع رمزية جديدة، لا عبر محاولة “استعارة” أمكنة لها دلالاتها المتجذرة. فالناس لا يتبنون الأسماء الرسمية التي قد تولد قطيعة مع ذاكرتهم، حتى وإن حُفرت على لافتة. فيما التسميات التي تولد من المصالحة بين القرار والوجدان، هي التي تعيش، وتصبح عنوانًا حقيقيًّا للمكان، ولمن خُلد فيه.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: نادر خطاطبة

إقرأ أيضاً:

من المغنيسيوم إلى فيتامين د.. 8 عناصر غذائية فعّالة لتعزيز الذاكرة ومكافحة التدهور العقلي

يُعد دماغنا من أقوى أعضاء الجسم، ومثل باقي أعضاء الجسم، يحتاج إلى العناصر الغذائية المناسبة للحفاظ على نشاطه وتركيزه وصحته. ومع ذلك، مع تزايد التوتر والشيخوخة وتحديات نمط الحياة، يواجه الكثير من الناس فقدان الذاكرة وضبابية الذهن والإرهاق الذهني هذه الأيام ولكن، هناك عناصر غذائية معينة تحمي الدماغ وتساعد على مكافحة التدهور العقلي.

أطعمة تُعزز صحة الدماغ

تساعد هذه العناصر الغذائية القوية على تقليل الالتهاب، ودعم وظائف خلايا الدماغ، وتحسين التركيز، وحتى إبطاء التدهور العقلي المرتبط بالعمر لذا، فإن تضمين هذه العناصر الغذائية في نظامك الغذائي اليومي يُمكن أن يُحسّن ذاكرتك وصحة دماغك بشكل ملحوظ مع مرور الوقت. إليك بعض هذه العناصر الغذائية المهمة والأطعمة الغنية بها:

المغنيسيوم

يلعب المغنيسيوم دورًا مهمًا في وظائف الدماغ وتنظيم المزاج. فهو يُساعد على تنشيط النواقل العصبية المسؤولة عن التواصل بين خلايا الدماغ. عندما تنخفض مستويات المغنيسيوم في الجسم، يرتبط ذلك بضعف التركيز والقلق ومشاكل الذاكرة. كما يدعم المغنيسيوم اللدونة العصبية، وهي قدرة الدماغ على التكيف والنمو.

من الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم: الخضراوات الورقية، والمكسرات، والبذور، والحبوب الكاملة. قد يساعد تناول مكملات المغنيسيوم أيضًا في تقليل ضبابية الدماغ وتحسين الأداء الإدراكي.

أحماض أوميغا 3 الدهنية

تُعد أحماض أوميغا 3، وخاصةً حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA)، مهمة لبنية الدماغ وأدائه السليم. فهي تساعد في بناء أغشية الخلايا وتدعم تواصل خلايا الدماغ. وقد وجدت دراسة نُشرت عام 2022 في مجلة "المغذيات" أن تناول أحماض أوميغا 3 الدهنية بانتظام يزيد من قدرة الفرد على التعلم والذاكرة والصحة الإدراكية وتدفق الدم إلى الدماغ. تُقلل هذه الدهون الصحية من التهاب الدماغ، ويمكن أن تساعد أيضًا في تقليل خطر الإصابة بالأمراض العصبية التنكسية مثل الزهايمر.

من الأطعمة الغنية بأوميغا 3: الأسماك الدهنية مثل السلمون، وبذور الشيا، والجوز. الكاتيكين

فيتامين هـ

فيتامين هـ هو مُضاد أكسدة قابل للذوبان في الدهون، ويحمي خلايا الدماغ من الإجهاد التأكسدي. يُدعم تناول فيتامين هـ بانتظام صحة الدماغ من خلال الحفاظ على أغشية الخلايا وتقليل الأضرار المرتبطة بالعمر. تشير دراسة أجريت عام ٢٠١٤ إلى انخفاض معدل التدهور المعرفي سنويًا لدى الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من فيتامين هـ (من النظام الغذائي والمكملات الغذائية) مقارنةً بمن يتناولون كميات قليلة منه. يتوفر هذا العنصر الغذائي المهم المُعزز للدماغ بكثرة في المكسرات والبذور والسبانخ والأفوكادو.

فيتامين د

يُطلق عليه غالبًا اسم "فيتامين أشعة الشمس"، وهو مهم أيضًا لنمو الدماغ ووظائفه بشكل سليم يرتبط انخفاض مستويات فيتامين د باضطرابات المزاج وفقدان الذاكرة وزيادة خطر الإصابة بالخرف. يساعد فيتامين د في تنظيم الجهاز العصبي ويدعم التواصل بين خلايا الدماغ. يمكن امتصاص فيتامين د من خلال أشعة الشمس، ولكن يمكن الحصول عليه أيضًا من الأسماك الدهنية والأطعمة المدعمة والمكملات الغذائية.

فيتامين ب12

يُعد فيتامين ب12 ضروريًا لصحة الأعصاب الجيدة ووظائف الدماغ السليمة. على العكس من ذلك، يمكن أن يؤدي نقص فيتامين ب12 إلى مشاكل في الذاكرة والإرهاق وحتى الاكتئاب. 

يدعم فيتامين ب12 إنتاج النواقل العصبية ويساعد في تكوين الغلاف الواقي للأعصاب فيتامين ب12 عنصر غذائي قابل للذوبان في الماء، لذا يجب تناوله بانتظام. يوجد بشكل رئيسي في المنتجات الحيوانية كاللحوم والبيض ومنتجات الألبان، مما يجعل تناول المكملات الغذائية أمرًا مهمًا للنباتيين والنباتيين الصرف.

مقالات مشابهة

  • الكأس الذهبية لا تبتسم للضيوف.. السعودية ثامن المنتخبات التي تفشل في التتويج باللقب
  • تسمية ابنك بهذه الأسماء يعرضك لغرامة 200 جنيه | احذرها
  • محللون وخبراء: المهلة الزمنية التي حددها ترامب لوقف إطلاق النار بغزة غير واقعية
  • قوات العدو الصهيوني تقتحم عدداً من البلدات في الضفة الغربية
  • من المغنيسيوم إلى فيتامين د.. 8 عناصر غذائية فعّالة لتعزيز الذاكرة ومكافحة التدهور العقلي
  • فتح باب الاكتتاب على مقاسم المدينة الصناعية بحلب
  • بني كنانة .. وفاة شقيقين بينهما خمسة أيام
  • صحف عالمية: إسرائيل تفشل إستراتيجيا بغزة وداخليا بعد حرب إيران
  • توافد جماهيري كبير إلى ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وساحات المحافظات