السيد الخامنئي محذراً: إذا هاجم الأمريكيون أمننا سنهاجم أمنهم
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
يمانيون../ حذر قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي، اليوم الجمعة، الولايات المتحدة من مغبة تنفيذ تهديداتها ضد إيران، مؤكدا أنه إذا هاجم الأمريكيون أمننا سنرد بمهاجمة أمنهم.
وقال السيد علي خامنئي، خلال استقباله حشدا من قادة القوة الجوية التابعة للجيش الإيران: إن التجربة أثبتت أن التفاوض مع الولايات المتحدة ليس ذكيا ولا مشرفا ولا حكيما وإن المفاوضات مع الولايات المتحدة لن تحل مشاكل إيران.
وأضاف “تفاوضنا مع الولايات المتحدة خلال العقد الماضي لمدّة عامين تقريباً، وتمّ التوصل إلى معاهدة، لكن الأميركيين لم يتصرفوا بموجب المعاهدة، والشخص الذي في السلطة حاليا (ترامب) مزّقها ولم يلتزم بها”.
وتابع “حتى قبل مجيئه (ترامب)، لم يلتزم أولئك الذين أبرموا الاتفاق بتنفيذه، كان الاتفاق يهدف إلى رفع العقوبات الأمريكية، لكن العقوبات لم تُرفع! لم تُرفع العقوبات الأمريكية! كما وضعوا عائقًا في الأمم المتحدة ليبقى كتهديد دائم فوق رأس إيران.
وأردف بقوله “حسنًا، هذه تجربة، فلنستفد منها، قدمنا التنازلات، تفاوضنا، تنازلنا، تراجعنا، لكننا لم نحصل على النتيجة التي كنا نرجوها، ومع ذلك، قام الطرف الآخر بإفساد هذا الاتفاق، وانتهكه، ومزقه، مؤكدا أنه لا ينبغي التفاوض مع حكومة كهذه، فالتفاوض معها ليس عقلانياً، وليس ذكياً، ولا مشرفاً.
وشدد على أنّ “التفاوض مع أمريكا ليس له أيّ تأثير في حلّ مشاكل البلاد”، مضيفاً: “يجب ألا نسمح لهم أن يتظاهروا أمامنا بأننا إذا جلسنا على طاولة المفاوضات، فإن هذه المشكلة أو تلك سوف يتم حلها، بل لن يتم حل أيّ مشكلة من خلال التفاوض مع أمريكا”.
وقال: إن الأمريكيين يجلسون ويعيدون رسم خريطة العالم على الورق، لكن هذا مجرد حبر على ورق، ولا أساس له في الواقع. فهم يدلون بآرائهم حولنا، يتحدثون، يهددون.
وأكد أنه إذا هددنا الأمريكيون، فسوف نهددهم، وإذا نفذوا تهديداتهم، فسننفذ تهديداتنا أيضًا، وإذا تعرضوا لأمن أمتنا، فسنستهدف أمنهم بلا شك، مبينا أن هذا التصرف مستمد من تعاليم القرآن وأوامر الإسلام، وهو واجب يقع على عاتقنا. نأمل أن يوفقنا الله في أداء واجباتنا.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الولایات المتحدة التفاوض مع
إقرأ أيضاً:
لينت خطابها مع عدم قبول “الهيمنة الغربية”.. إيران ترفض السلاح النووي وتلوح بقبول التفاوض المشروط
البلاد – طهران
في خضم التوترات الإقليمية والمفاوضات المتقطعة حول برنامجها النووي، تسعى إيران، عبر تصريحات وزير خارجيتها عباس عراقجي، إلى رسم معادلة دقيقة: التأكيد على رفضها امتلاك السلاح النووي من جهة، والتشديد على حقها غير القابل للتنازل في تخصيب اليورانيوم من جهة أخرى. هذه المعادلة تكشف عن توازن دقيق بين محاولة استرضاء المجتمع الدولي، وتثبيت “حق سيادي” تعتبره طهران رمزاً لمقاومة الهيمنة الغربية.
خطاب عراقجي، الذي تضمن نبرة تصالحية تجاه رفض الأسلحة النووية، يعكس ثبات إيران على مبدأ طالما روّجت له في المحافل الدولية: “السلاح النووي ليس ضمن عقيدتنا الدفاعية”. لكن هذا الرفض لا يُقرأ في فراغ، بل يُنظر إليه كجزء من استراتيجية تفاوضية أوسع تهدف إلى تخفيف الضغوط وتهدئة مخاوف القوى الكبرى، خصوصاً مع اقتراب أي تفاهم محتمل مع واشنطن. إلا أن هذا الرفض لا يعني قبولاً بأي قيود خارجية على البرنامج النووي المدني الإيراني، وهو ما برز بوضوح في حديث عراقجي عن “الحق غير القابل للتصرف في التخصيب”، في إشارة ضمنية إلى أن أي اتفاق لن يُكتب له النجاح ما لم يعترف بحق إيران في امتلاك دورة الوقود النووي الكاملة.
التمسك الإيراني بحق التخصيب يتجاوز البُعد التقني إلى ما هو أعمق: بعد سيادي وهوياتي، فعراقجي لم يتحدث عن التخصيب كحاجة علمية أو اقتصادية فحسب، بل ربطه بمفهوم “رفض الهيمنة”، وهو تعبير محوري في الخطاب السياسي الإيراني منذ الثورة عام 1979. هذا الربط يُظهر أن طهران تعتبر المساس بهذا الحق ليس مجرد انتقاص من مصالحها النووية، بل تعدياً على استقلال قرارها الوطني. لكن في الوقت ذاته، لا يمكن استبعاد أن هذا الخطاب موجّه أيضًا لاستخدام “حق التخصيب” كورقة تفاوضية في أي اتفاق مستقبلي، بما يسمح لإيران بكسب تنازلات اقتصادية أو سياسية دون التنازل الكامل عن طموحاتها النووية.
إشارة عراقجي إلى “عدم وفاء” الدول النووية بالتزاماتها في معاهدة عدم الانتشار (NPT) تكشف عن أحد الخطوط الدفاعية الإيرانية في السجال الدولي: الإيحاء بأن إيران ضحية ازدواجية المعايير. بهذا المنطق، تحاول طهران نزع الشرعية عن الضغوط الغربية، ليس فقط بالاحتجاج القانوني، بل بتأطير المعركة ضمن صراع أوسع بين الجنوب العالمي والدول الكبرى التي تحتكر القوة النووية.
ويُظهر الخطاب الإيراني حول الملف النووي مزيجًا من الصرامة المبدئية والمرونة التكتيكية، فرغم التصعيد اللفظي، تبقي طهران باب التفاوض مفتوحًا، وتواصل التفاوض بوساطة عمانية مع الولايات المتحدة. هذه السياسة تشبه إلى حد كبير “حافة الهاوية المحسوبة”، حيث تستخدم إيران الخطاب السيادي لتعزيز موقفها التفاوضي، دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة.