أفاد مصدر إيراني لـ "يورونيوز" بأن المفاوضات بين إيران والترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) بشأن البرنامج النووي الإيراني ستجري عند التاسعة والنصف بتوقيت اسطنبول (6:30 بتوقيت غرينتش) من صباح الجمعة على مستوى نواب وزراء الخارجية في مبنى القنصلية الإيرانية بمدينة اسطنبول التركية. اعلان

وتجري هذه الجولة من المفاوضات للمرة الأولى منذ الضربات الأمريكية والإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية في يونيو/ حزيران الماضي، بهدف قياس مدى استعداد طهران للتوصل إلى حل وسط لتجنب العقوبات.

الثقة شرط إيراني

في السياق عينه، نقلت وكالة "رويترز" عن نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي أن طهران مستعدة لاستئناف المحادثات النووية مع واشنطن إذا تم احترام بعض المبادئ.

وأضاف آبادي أن على واشنطن بناء الثقة مع طهران وضمان ألا تؤدي المفاوضات لتجدد العمل العسكري، موضحاً أنه يمكن استئناف المحادثات شرط الاعتراف بحقوق إيران وفق معاهدة حظر الانتشار النووي.

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الخميس، في حديث للتلفزيون الإيراني، إن "المحادثات التي ستُعقد غدًا هي استمرار للمحادثات السابقة"، مضيفاً: "مواقفنا واضحة تمامًا. ليعلم العالم أن مواقفنا لم تتغير إطلاقًا، وسنواصل الدفاع بحزم وثبات عن حقوق الشعب الإيراني، لا سيما فيما يتعلق بالطاقة النووية السلمية، وتحديدًا قضية التخصيب، وسنبقى ثابتين على موقفنا".

وتعهد عراقجي "بالدفاع عن حق بلاده في التخصيب" خلال المحادثات مع الترويكا.

كانت إيران والدول الثلاث قد أجرت مفاوضات في جنيف، خلال شهر يونيو/ حزيران الماضي، بعد نحو أسبوع من بداية الحرب الإسرائيلية الإيرانية. حينها أكد عراقجي رفض طهران أي تفاوض عن قدراتها العسكرية أو أنظمتها الدفاعية، مشدداً على ضرورة حصر المحادثات في الملف النووي فقط.

لاحقاً، شنّت الولايات المتحدة هجمات ضدّ ثلاثة مواقع نووية إيرانية فوردو، ونطنز، وأصفهان، وأكد عراقجي لاحقاً أنها تعرضت لأضرار شديدة. منذ ذلك الحين، توقفت المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة التي جرت على 5 جولات قبل الحرب في مسقط وروما التي كانت ترعاها سلطنة عمان.

مطلع يوليو/ تموز الحالي، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن مفتشيها غادروا إيران عائدين إلى مقر الوكالة. وأفادت الوكالة بأن المفتشين كانوا في طهران طوال فترة التصعيد العسكري الذي استمر 12 يوماً مع إسرائيل الشهر الماضي، والذي تضمن ضربات أمريكية على المنشآت النووية في إيران.

ووافق الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان على قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد الصراع مع إسرائيل، مما أثار مخاوف بشأن إخفاء إيران لبرنامجها النووي.

لاحقاً، أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي من نيويورك، الأربعاء، بأن إيران وافقت على السماح لفريق فني من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة البلاد خلال الأسابيع المقبلة لمناقشة العلاقات بين طهران والوكالة.

تهديد بتفعيل آلية الزناد

حذر وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، الثلاثاء، من أنه إذا لم تُفضِ المفاوضات النووية مع إيران إلى "اتفاق يمكن التحقق منه"، فسيتم تفعيل "آلية الزناد" ضد إيران بحلول 31 أغسطس/ آب المقبل.

وقالت وزارة الخارجية الألمانية إن برلين، إلى جانب باريس ولندن، تواصل جهودها المكثفة للتوصل إلى حل دبلوماسي دائم بشأن الملف النووي الإيراني. وحذرت مجددًا من أنه إذا لم يتم التوصل إلى حل، في غضون شهر ونصف الشهر تقريبا من الآن، فسيظل خيار تفعيل آلية الزناد مطروحًا.

كانت إيران قد عقدت اجتماعاً ثلاثياً مع روسيا والصين في طهران، الثلاثاء، على مستوى المديرين العامين لمناقشة احتمالية تفعيل "آلية الزناد".

ويوم الأحد، التقى علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني، علي خامنئي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لبحث قضايا، بينها البرنامج النووي الإيراني.

من جهتها، حذّرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، في 15 يوليو/ تموز من أن الوقت المتاح لتفعيل آلية الزناد "ينفد"، مشيرة إلى أن الملف سيُناقش في الاجتماع القادم لمجلس العلاقات الخارجية التابع للاتحاد الأوروبي.

تشكل "آلية الزناد" مصدر قلق بالغ لطهران، إذ تعني إعادة فورية لجميع العقوبات الدولية التي رفعت عنها في عام 2015، بما في ذلك الحظر العالمي على الأسلحة، ومنع نقل المعدات النووية، والقيود المفروضة على القطاع المصرفي وشركات التأمين

وقال رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، اية الله صادق آملي لاريجاني، الخميس إن "آلية الزناد هي غطرسة جديدة وأن الجمهورية الاسلامية ستتصدى لهذه الغطرسة".

وأضاف في كلمة ألقاها أمام اجتماع المجمع أن "آلية الزناد لا تتمتع في الواقع الحالي للاتفاق النووي بأي سند قانوني ومصداقية، لأن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق ولم يف الأوروبيون بالتزاماتهم".

كان الوزير الفرنسي بارو قد صرّح أواخر يونيو/ حزيران أن فرنسا وشركاءها الأوروبيين قادرون على إعادة فرض العقوبات الدولية على الأسلحة والمعدات النووية والقطاعات المالية الأساسية في إيران "بمجرد إرسال رسالة واحدة فقط".

تشكل "آلية الزناد" مصدر قلق بالغ لطهران، إذ تعني إعادة فورية لجميع العقوبات الدولية التي رفعت عنها في عام 2015، بما في ذلك الحظر العالمي على الأسلحة، ومنع نقل المعدات النووية، والقيود المفروضة على القطاع المصرفي وشركات التأمين.

سعت واشنطن في سبتمبر/ أيلول 2020 إلى تفعيل "آلية الزناد" بهدف إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران، غير أن هذه الخطوة لم تفلح، إذ فقدت الولايات المتحدة آنذاك حقها في استخدام هذه الآلية بسبب انسحابها الرسمي من الاتفاق النووي عام 2018.

ماذا يعني تفعيل هذه الآلية؟

ببساطة، فإن تفعيل آلية الزناد يعني إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران تلقائيًا.

وتُعد آلية الزناد (Snapback) آلية قانونية واردة في القرار 2231 لمجلس الأمن، تتيح إعادة فرض العقوبات على إيران تلقائيًا في حال "عدم امتثال جوهري" من طهران بالتزاماتها النووية، ودون الحاجة لتصويت أو إجماع داخل الهيئة الدولية.

Related طهران تتهم الترويكا الأوروبية بالتضحية بالاتفاق النووي رضوخاً لواشنطنإيران تبدي استعدادها لمفاوضات نوويّة مع الترويكا الأوروبية... وباريس تشترط جدية طهران في ذلك إيران تعود إلى طاولة المفاوضات النووية مع "الترويكا الأوروبية"

بحسب هذه الآلية، إذا لم تتوصل الأطراف إلى توافق حول التزام إيران بالاتفاق خلال 10 سنوات من تنفيذ الاتفاق، يمكن لأي من الدول الخمس الكبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين) رفع الأمر إلى مجلس الأمن، ليبدأ مسار إعادة العقوبات.

بعد تفعيل المسار، لدى مجلس الأمن 30 يوماً للتصويت على قرار يمدد تعليق العقوبات على إيران، ويتطلب القرار 9 أصوات على الأقل دون استخدام أي من الأعضاء الدائمين لحق النقض "الفيتو".

إذا لم يُعتمد القرار، تُعاد جميع العقوبات تلقائياً ما لم يقرر مجلس الأمن غير ذلك.

10 سنوات على الاتفاق النووي

الدول الأوروبية الثلاث المعروفة باسم الترويكا الأوروبية هي الأطراف المتبقية في اتفاق عام 2015 إلى جانب الصين وروسيا.

وانسحبت الولايات المتحدة في 2018 من الاتفاق الذي رُفعت بموجبه العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.

وينادي الأوروبيون بضرورة معاودة إحياء المفاوضات في ظل توقف تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية على المنشآت النووية ومع قرب انقضاء الموعد النهائي لاتفاق 2015 في 18 أكتوبر/ تشرين الأول.

بدأت العقوبات الأممية على إيرانية منذ عام 2006 على خلفية الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني. وقد شملت إجراءات عدة، أبرزها حظر تصدير واستيراد المواد والتقنيات المتعلقة بتخصيب اليورانيوم وإنتاج الصواريخ الباليستية، إضافة إلى تجميد أصول عدد من الأفراد والكيانات المرتبطة بالبرنامج النووي أو الحرس الثوري الإيراني، كما تضمنت قيودا على سفر بعض المسؤولين الإيرانيين.

صدرت هذه العقوبات في سلسلة من القرارات جاءت متتالية، بدءا بالقرار 1737 عام 2006، فالقرار 1747 عام 2007، ثم القرار 1803 عام 2008 انتهاء بالقرار 1929 عام 2010.

وفي عام 2015، عقب التوصل إلى الاتفاق النووي المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة" (JCPOA)، أصدر مجلس الأمن القرار 2231 الذي نص على رفع تدريجي لتلك العقوبات مقابل التزامات من جانب إيران.

المصادر الإضافية • يورونيوز

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل سوريا حركة حماس غزة ضحايا يهود إسرائيل سوريا حركة حماس غزة ضحايا يهود ألمانيا إيران فرنسا البرنامج الايراني النووي بريطانيا اسطنبول تركيا إسرائيل سوريا حركة حماس غزة ضحايا يهود معاداة السامية قطر روسيا الاتحاد الأوروبي فرنسا أوكرانيا الوکالة الدولیة للطاقة الذریة الترویکا الأوروبیة إعادة فرض العقوبات الولایات المتحدة العقوبات الدولیة البرنامج النووی النووی الإیرانی الاتفاق النووی وزیر الخارجیة مجلس الأمن على إیران عام 2015 إذا لم

إقرأ أيضاً:

صراع طهران وتل أبيب يتصاعد.. النووي الإيراني يعود لصدارة المشهد الإقليمي

في وقت بالغ الحساسية يشهده الشرق الأوسط، تتسارع الأحداث بين طهران وتل أبيب وسط مؤشرات متزايدة على دخول المنطقة مرحلة جديدة من التصعيد السياسي والعسكري، بعد عودة الملف النووي الإيراني إلى الواجهة الدولية من جديد.

فبين تهديدات متبادلة وضربات محدودة تنسب لهذا الطرف أو ذاك، أصبحت الأوضاع تنذر باحتمال تحول الحرب الباردة بين الجانبين إلى مواجهة مفتوحة، تتجاوز حدود الوكلاء وتصل إلى صدام مباشر بين قوى إقليمية ودولية، في وقت يشهد فيه النظام العالمي اضطرابات عميقة وتغيرًا في التحالفات.

وتأتي هذه التطورات في ظل عجز المسارات الدبلوماسية عن تحقيق أي اختراق حقيقي في الملف النووي الإيراني، وتزايد القلق من أن تمضي طهران في استكمال مشروعها الذي ترى فيه بعض العواصم الغربية تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي والدولي، بينما تعتبره إيران حقًا سياديًا لتطوير قدراتها العلمية والدفاعية.

أحمد فؤاد أنور: الحديث عن إحياء النووي الإيراني يكشف فشل الضربات الأمريكية والإسرائيلية

قال أحمد فؤاد أنور في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن الحديث عن إكمال المشروع النووي الإيراني يختلف تمامًا عن مجرد السعي أو محاولات الإحياء، وأضاف أن تحول البرنامج إلى قدرة نووية مكتملة يمنح طهران «حصانة» ورافدًا من الردع يصعب على أي طرف توجيه ضربة حاسمة ضدها.

أوضح أنور أن استمرار قدرة إيران على التحرك في هذا الملف يشير إلى أن الضربات التي نسبت للولايات المتحدة أو لإسرائيل لم تكن فعالة بما يكفي لوقف تطور القدرات الإيرانية، مضيفًا أن مجرد النقاش الحالي عن إحياء البرنامج دليل على محدودية أثر هذه العمليات.

نوه إلى أن المواجهة شملت ضربات متبادلة استهدفت مراكز وأهدافًا حساسة في الطرفين من عمليات اغتيال لعلماء إلى هجمات على منشآت استراتيجية ما يعكس منطق الردع المتبادل وتصاعد وتيرته في المنطقة.

لفت إلى أن عملية استهداف أهداف داخل إيران أو وصول ضربات من اليمن رغم بساطة وسائلها أثارت تساؤلات عن فعالية منظومات الدفاع الجوي المتفوّق عليها إعلاميًا، بما في ذلك منظومات متقدمة لطالما تم الترويج لقدراتها.

شدد أنور على أن توجيه ضربات واسعة لإيران لن يكون ممكنًا من دون موافقة أو مشاركة أميركية فعلية، وأن ذلك يزيد من تعقيد أي مسار عسكري محتمل ويجعل الخيارات السياسية والدبلوماسية أكثر أهمية.

وأكد أنور أن التعاون التقني والاقتصادي والاستخباراتي بين إيران وقوى كبرى قد يغير موازين القوة ويطيل أمد المواجهة إلى حرب استنزاف، وهو ما قد لا يخدم مصالح تل أبيب في سيناريو تصعيد طويل الأمد.

ختامًا قال أحمد فؤاد أنور إن المشهد الراهن يؤكد أن المنطقة أمام لعبة معقدة من الردع المتبادل والتحالفات المتعددة الأبعاد، وأن الحلول القصيرة النافذة العسكرية وحدها لن تكون كافية لاحتواء الأزمة.


 

طباعة شارك الملف النووي الإيراني الشرق الأوسط طهران قوى إقليمية إسرائيل

مقالات مشابهة

  • صراع طهران وتل أبيب يتصاعد.. النووي الإيراني يعود لصدارة المشهد الإقليمي
  • إيران لا تعتزم استئناف المباحثات مع الأوروبيين بشأن ملفها النووي
  • بوتين ونتنياهو يبحثان حرب غزة والملف النووي الإيراني
  • الخارجية الإيرانية: لا نخطط لاستئناف المحادثات النووية مع الدول الأوروبية
  • إيران:العقوبات الدولية على بلادنا لاقيمة لها بوجود الخزينة العراقية
  • طهران عن آلية الزناد: أموالنا في بغداد آمنة
  • طهران: تفعيل آلية الزناد من قبل الترويكا الأوروبية "أمر غير مبرر"
  • إيران تؤكد عدم استئناف المفاوضات النووية مع أوروبا
  • إيران تعلن وضع خطة داخلية لمواجهة "آلية الزناد"
  • إيران تشدد على الحل التفاوضي لملفها النووي.. وتحذف أربعة أصفار من عملتها تحت وطأة العقوبات