الثورة نت:
2025-12-14@23:02:07 GMT

تحرُّك «ثورة الجياع»

تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT

تحرُّك «ثورة الجياع»

 

غابت القيادة الجامعة وحضرت قيادة متعددة الرؤوس تحت مسميات لا تتقاطع مع الأخرى إلا عند مستوى الولاء الذي تبديه هذه القيادات للداعمين الخارجيين من المحتلين، وعدا ذلك فإن بعض المكونات تحاول ممارسة السلطة الأبوية على الأخرى في مسعى لتصدر المشهد كواجهة ممثِلة للجميع.

يحدث هذا في المناطق اليمنية المحتلة، حيث انتهج المحتلون عن قصد وتعمد خلق حالة الشتات بين هذه المكونات ما يبقيها باستمرار في صراع معلن وخفي، الأمر الذي انعكس بدوره وبشكل مباشر على خدمة المواطنين الذين ما عاد لهم جهة تمثلهم أو تدافع عن مصالحهم، فالمكونات الهزيلة شكلا ومضمونا اقتصر هدف كل منها على تأمين واقعها وبيئتها خشية وقوعها فريسة للمكونات الأخرى.

وفي كل حين وبدفع خارجي واضح، تبرز التحرشات بين المكونات، ليبدأ كل منها بشحذ سيوفه وتفعيل أوراقه، وفي الخِضم تبرز النعرات بين أبناء المجتمع تحت عناوين الحقوق ورفض الإقصاء والتهميش والمطالبة بالعدالة والمساواة إلى آخر ذلك، وجميعها عناوين برّاقة إلا أن طريقة توظيفها يحيلها إلى سيوف تُفرق بين أبناء المجتمع الواحد وتُعمق من آفة الانشداد والارتباط بالمجتمعات الصغيرة والأطر الضيّقة، لترى أبناء المديرية الفلانية تتظاهر من اجل واقعها وترى أبناء المربع الفلاني يتظاهر لتزويد مناطقه بالخدمات وحق المشاركة في رسم ما يسميه خطط المستقبل، ثم تدخل المكونات لتُزايد على مصالح هؤلاء في محاولة للتشكيك في قدرات مكونات أخرى قريبة أو مرتبطة بسلطة الاحتلال، وصولا إلى توتير كل بيئة الناس الذين تظل أولويتهم، توفير الأمن وتأمين لقمة العيش في ظل واقع الاستهداف الذي يتعرضون له من تحالف العدوان.

كل هذا والمحتل يشاهد ويتابع تنفيذ السيناريو المرسوم لهذه الأدوات، وإذا شعر بخروج عن النص، دفع بمن يلفت انتباههم، كما يؤكد واقع الحال، أن هناك أيادي تتعمد خلق مثل هذه الأجواء المتناحرة المسمومة وتوتير الحياة لصرف الناس عن الالتفات والاهتمام بالحياة السياسية كي يسهل للمرتبطين بالخارج المحتل تكييف واقع المناطق المحتلة وفقا لما يناسب مصالحهم.

في ظل هذه الأجواء يغيب المسؤول المعني بالدرجة الأولى بالتقصير في توفير الخدمات وتضيع مصالح الناس، وما كان انفجار بركان الغضب الشعبي في عدن الخميس إلا دليلاً على أن المخطط الاحتلالي لإذلال الناس يسير وفق ما هو مرسوم تماما، وسيظل هذا الحال ما بقي المسؤولون المنضوون في مسميات بلا سلطان كمجلس القيادة أو حكومة بن مبارك، فضلا عن مسميات الكيانات الصغيرة، في حالة ارتهان للمحتل.

تحرُك «ثورة الجياع» منذ ما قبل تأطُرها في إطار حركة تحمل نفسها الاسم، لم يأت لأهداف سياسية أو سلطة وإنما سعيا لتامين لقمة العيش، ومطالبة من هم في إطار المسؤولية بموجب قرارات دول الاحتلال، بالوفاء بواجباتهم تجاه الوطن والمواطنين وهي ابسط ما يمكن العمل به كالكهرباء والماء وصرف المرتبات وضبط انهيار العملة، ولا إعجاز أو تعجيز في مثل هذه المطالب لكنها تصير كذلك لدى المسؤولين حين لا تكون أولوية بالنسبة لهم.

صحيح انه يجري التعامل اليوم مع بركان «ثورة الجياع» بصورة ترقيعية إسعافية بلا رؤية أو خطة استراتيجية تضمن ديمومة الخدمات وصرف المرتبات وإيقاف التعامل بالعُملة، إلا أن ما شهدته عدن وعدد من المحافظات المحتلة سواء بمساره التنظيمي أو شكل الخروج الهادر، يشير إلى انطلاق بداية النهاية لهذا الواقع، فالناس ضاقوا ذرعا من واقع لا تتوافر فيه ابسط مقومات الحياة، ومن حالة العجز عن الوفاء بالتزاماتهم تجاه من يعولون.

لا شيء يبرر العجز في استمرار تيار الكهرباء وصرف المرتبات والسيطرة على سعر العملة، ولا تفسير لهذا الجمود في تحريك الأمور في اتجاه التخفيف من وقع الأزمات، فما تسمى بالوديعة السعودية تصل، وفي اللحظة التي كان امل الناس أن تؤدي إلى رفع شيء من ثقل الهموم، اذا بمؤشر سعر الصرف يرتفع إلى (2250) للدولار الواحد و(600) ريال للريال السعودي، واذا بجرعة جديدة للمواد النفطية تأخذ مسارها ليصل سعر جالون البنزين سعة (20) لتراً إلى (32) ألف ريال، واذا بأسعار المواد الغذائية ترتفع بشكل جنوني والكهرباء تنقطع، ولا تفسير لذلك إلا بكونه تعمداً في استهداف حياة المواطنين.

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مجمع إعلام قنا ينظم ندوة حول"المشروعات القومية واقع عملي ضد الشائعات"

نظم مجمع إعلام قنا، ندوة تثقيفية بعنوان" المشروعات القومية واقع عملي ضد الشائعات" بمقر المعهد المتوسط للخدمة الاجتماعية بقنا،ضمن الحملة الإعلامية التي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي تحت شعار "اتحقق قبل ما تصدق" برعاية الكاتب الصحفى ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، وبتوجيهات الدكتور أحمد يحيى، رئيس قطاع الإعلام الداخلى بالهيئة. 

 

حاضر في الندوة الدكتور علاء شاكر رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة قوص ومدير مشروعات حياة كريمة بمحافظة قنا، بحضور يوسف رجب مدير مجمع إعلام قنا، والدكتور على ربيع عميد الكلية التكنولوجية بقنا، والدكتور خالد صلاح سيد عميد المعهد، وأدارتها رحاب عبد الباري مسئولة البرامج التنموية بمجمع الإعلام. 

 

وتحدث يوسف رجب مدير مجمع إعلام قنا عن الشائعات كآفة خطيرة تهدد المجتمعات، وتستهدف فئة الشباب صناع التنمية وبناة الوطن لبث روح الإحباط واليأس بينهم. 

 

مضيفًا أن ضجيج الشائعات وتشويشها على الرأي العام يعظم دور مجمع الإعلام ليطرق الموضوعات الحيوية بحضور المتخصصين الذين يقومون بالرد على الأكاذيب بالأرقام والإحصائيات مقدمين الدليل على صحة الإنجازات والمشروعات القومية كواقع عملي يتحدث عن نفسه.

 

وقال الدكتور علاء شاكر رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة قوص، ومدير مشروعات حياة كريمة بمحافظة قنا، إن الشائعات تحمل جزء ضئيل من الحقيقة مخلوط بأجزاء كثيرة مفبركة يتم تناقلها بشكل عشوائي وتلقائي بين الجمهور دون وعي أو تدقيق في صحة الخبر المنشور، وأن الشائعة قد يكون مصدرها شخص واحد أو مجموعة أو جهة معادية يندفع الجميع لترديدها خلف مطلق الشائعة لزعزعة الاستقرار وأمن المواطن. 

 

وأشار مدير مشروعات حياة كريمة بقنا، إلى أن احتواء الشائعة على جانب حقيقي يوحي بأنها صحيحة ليصدقها المتلقي، الذي يمكنه التأكد من صحة ما ينشر بالعودة للجهات الرسمية المسئولة عن نشر الخبر متمثلة في مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، وكذلك المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، والبيان الوزاري، والبيانات الصادرة من محافظ الإقليم كمصادر رسمية تؤكد المعلومة أو تنفي الأكاذيب. 

 

وأكد شاكر، بأن أفضل رد على الشائعة هو التعامل مع الإنجازات على أرض الواقع والاستفادة من الخدمات المقدمة للمواطن كتجربة يخوضها بنفسه ليتثبت من الحقيقة وينقلها للغير لتصحيح المفاهيم السلبية المتداولة بينهم، لأن الأذن تصدق عادة ما تسمع أما العين فلا تصدق إلا الواقع الذي أمامها.  

 

وأوضح مدير مشروعات حياة كريمة بقنا، بأن الندوات التوعوية المنظمة للشباب ضد الشائعات من خلال مبادرة "تصدوا معنا" ومبادرة "صحح مفاهيمك" تعد نماذج ناجحة ترسخ لفكرة النقد الموضوعي في مواجهة عدوى الشير والانسياق وراء الترند، لافتًا إلى أن خطورة الشائعة تمتد لأبعد مما يتصور مطلقها بداية من تدمير سمعة أشخاص وإلحاق الضرر النفسي بهم وانتهاء بتهديد أمن الوطن حتى يطول تأثيرها مطلق الشائعة نفسه.

 

وأضاف شاكر، بأن مبادرة حياة كريمة تمكنت من تنفيذ ١٦٣٨ مشروع خلال المرحلة الأولى، تشمل الصرف الصحي والغاز للقرى المستهدفة كبنية تحتية منفذة على أساس سليم، إلى جانب ٢٢٥٠ مشروع ضمن مبادرة تنمية صعيد مصر لتوصيل المياه والكهرباء ورصف الطرق وتجميل الشوارع، بجانب ما شهدته المناطق الصناعية من تطوير لجذب الاستثمار وتجميع التكتلات الحرفية بهدف توفير فرص العمل والاهتمام بصناعة العسل الأسود والفركة ورفع جودة محصول الشمر. 

 

واستطرد مدير مشروعات حياة كريمة بقنا، كما شهدت محافظة قنا طفرة فى منظومة الطرق منها إنشاء محور الشهيد باسم فكري بطول ١٩ كم لربط الطريق الصحراوي الشرقي بالغربي بين قفط ونقادة وقوص، إلى جانب محور أبو تشت دار السلام لربط محافظتي قنا وسوهاج، ومحور بين مركزى الوقف دشنا، بجانب شبكة الطرق بين المحافظة والمحافظات المجاورة.

 

وأوضح شاكر، بأن المشروعات القومية تشمل التوسع في استصلاح الأراضي لتحقيق الاكتفاء الذاتي بدلاً من الاستيراد، ومشروع الطاقة النظيفة ومشروع المثلث الذهبي، كل ذلك يضم للإنجازات المنفذة خارج محافظة قنا والتي مثلت ثورة في عالم الطرق مثل القطار السريع الذي يمكن المسافر من اختصار وقت الرحلة بين القاهرة وقنا إلى ثلاث ساعات فقط.

مقالات مشابهة

  • عالم بـ الأوقاف: طلب العلم النافع ضرورة يفرضها واقع متغير ومتسارع
  • (200) عام على "ثورة الديسمبريين"
  • قراءة في "الشراكة مع الهند".. واقع العمالة وآفاق الاستثمار
  • ثورة ديسمبر: ثورة الوعي والكرامة والمواطنة المتساوية
  • ثورة ديسمبر بوصفها مشروعًا لبناء وطن جديد بين الجهاد المدني وإعادة تأسيس الدولة
  • المشروعات القومية واقع عملي ضد الشائعات .. ندوة لمجمع إعلام قنا | صور
  • مجمع إعلام قنا ينظم ندوة حول"المشروعات القومية واقع عملي ضد الشائعات"
  • بشرى سارة.. جدول الإجازات الرسمية لعام 2026
  • محكمة تونسية تقضي بسجن المعارضة عبير موسي 12 عاما
  • الكرة المصرية في مفترق طرق.. والجبلاية تحتاج ثورة تصحيح