يمانيون:
2025-07-27@07:17:13 GMT

تحرُّك «ثورة الجياع»

تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT

تحرُّك «ثورة الجياع»

وديع العبسي
غابت القيادة الجامعة وحضرت قيادة متعددة الرؤوس تحت مسميات لا تتقاطع مع الأخرى إلا عند مستوى الولاء الذي تبديه هذه القيادات للداعمين الخارجيين من المحتلين، وعدا ذلك فإن بعض المكونات تحاول ممارسة السلطة الأبوية على الأخرى في مسعى لتصدر المشهد كواجهة ممثِلة للجميع.
يحدث هذا في المناطق اليمنية المحتلة، حيث انتهج المحتلون عن قصد وتعمد خلق حالة الشتات بين هذه المكونات ما يبقيها باستمرار في صراع معلن وخفي، الأمر الذي انعكس بدوره وبشكل مباشر على خدمة المواطنين الذين ما عاد لهم جهة تمثلهم أو تدافع عن مصالحهم، فالمكونات الهزيلة شكلا ومضمونا اقتصر هدف كل منها على تأمين واقعها وبيئتها خشية وقوعها فريسة للمكونات الأخرى.


وفي كل حين وبدفع خارجي واضح، تبرز التحرشات بين المكونات، ليبدأ كل منها بشحذ سيوفه وتفعيل أوراقه، وفي الخِضم تبرز النعرات بين أبناء المجتمع تحت عناوين الحقوق ورفض الإقصاء والتهميش والمطالبة بالعدالة والمساواة إلى آخر ذلك، وجميعها عناوين برّاقة إلا أن طريقة توظيفها يحيلها إلى سيوف تُفرق بين أبناء المجتمع الواحد وتُعمق من آفة الانشداد والارتباط بالمجتمعات الصغيرة والأطر الضيّقة، لترى أبناء المديرية الفلانية تتظاهر من اجل واقعها وترى أبناء المربع الفلاني يتظاهر لتزويد مناطقه بالخدمات وحق المشاركة في رسم ما يسميه خطط المستقبل، ثم تدخل المكونات لتُزايد على مصالح هؤلاء في محاولة للتشكيك في قدرات مكونات أخرى قريبة أو مرتبطة بسلطة الاحتلال، وصولا إلى توتير كل بيئة الناس الذين تظل أولويتهم، توفير الأمن وتأمين لقمة العيش في ظل واقع الاستهداف الذي يتعرضون له من تحالف العدوان.
كل هذا والمحتل يشاهد ويتابع تنفيذ السيناريو المرسوم لهذه الأدوات، وإذا شعر بخروج عن النص، دفع بمن يلفت انتباههم، كما يؤكد واقع الحال، أن هناك أيادي تتعمد خلق مثل هذه الأجواء المتناحرة المسمومة وتوتير الحياة لصرف الناس عن الالتفات والاهتمام بالحياة السياسية كي يسهل للمرتبطين بالخارج المحتل تكييف واقع المناطق المحتلة وفقا لما يناسب مصالحهم.
في ظل هذه الأجواء يغيب المسؤول المعني بالدرجة الأولى بالتقصير في توفير الخدمات وتضيع مصالح الناس، وما كان انفجار بركان الغضب الشعبي في عدن الخميس إلا دليلاً على أن المخطط الاحتلالي لإذلال الناس يسير وفق ما هو مرسوم تماما، وسيظل هذا الحال ما بقي المسؤولون المنضوون في مسميات بلا سلطان كمجلس القيادة أو حكومة بن مبارك، فضلا عن مسميات الكيانات الصغيرة، في حالة ارتهان للمحتل.
تحرُك «ثورة الجياع» منذ ما قبل تأطُرها في إطار حركة تحمل نفسها الاسم، لم يأت لأهداف سياسية أو سلطة وإنما سعيا لتامين لقمة العيش، ومطالبة من هم في إطار المسؤولية بموجب قرارات دول الاحتلال، بالوفاء بواجباتهم تجاه الوطن والمواطنين وهي ابسط ما يمكن العمل به كالكهرباء والماء وصرف المرتبات وضبط انهيار العملة، ولا إعجاز أو تعجيز في مثل هذه المطالب لكنها تصير كذلك لدى المسؤولين حين لا تكون أولوية بالنسبة لهم.
صحيح انه يجري التعامل اليوم مع بركان «ثورة الجياع» بصورة ترقيعية إسعافية بلا رؤية أو خطة استراتيجية تضمن ديمومة الخدمات وصرف المرتبات وإيقاف التعامل بالعُملة، إلا أن ما شهدته عدن وعدد من المحافظات المحتلة سواء بمساره التنظيمي أو شكل الخروج الهادر، يشير إلى انطلاق بداية النهاية لهذا الواقع، فالناس ضاقوا ذرعا من واقع لا تتوافر فيه ابسط مقومات الحياة، ومن حالة العجز عن الوفاء بالتزاماتهم تجاه من يعولون.
لا شيء يبرر العجز في استمرار تيار الكهرباء وصرف المرتبات والسيطرة على سعر العملة، ولا تفسير لهذا الجمود في تحريك الأمور في اتجاه التخفيف من وقع الأزمات، فما تسمى بالوديعة السعودية تصل، وفي اللحظة التي كان امل الناس أن تؤدي إلى رفع شيء من ثقل الهموم، اذا بمؤشر سعر الصرف يرتفع إلى (2250) للدولار الواحد و(600) ريال للريال السعودي، واذا بجرعة جديدة للمواد النفطية تأخذ مسارها ليصل سعر جالون البنزين سعة (20) لتراً إلى (32) ألف ريال، واذا بأسعار المواد الغذائية ترتفع بشكل جنوني والكهرباء تنقطع، ولا تفسير لذلك إلا بكونه تعمداً في استهداف حياة المواطنين.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

لا تضيعها.. 5 فرص اغتنمها في شبابك قبل الهرم

وجه الدكتور السيد نجم، من علماء الأزهر الشريف، مجموعة من النصائح المهمة للشباب، داعيًا إلى اغتنام النعم التي يعيشها الإنسان قبل أن تزول، وعلى رأسها نعمة الصحة والفراغ، مشددًا على أهمية الاستفادة من الوقت وبناء مستقبل مشرق يقوم على العمل والإيمان.

وخلال لقائه مع نهاد سمير، في برنامج «صباح البلد» المذاع عبر شاشة قناة صدى البلد، أوضح السيد نجم، أن النبي محمد ﷺ نبهنا إلى خمس فرص ثمينة ينبغي اغتنامها قبل فوات الأوان، وهي: الحياة قبل الموت، والصحة قبل المرض، والغنى قبل الفقر، والفراغ قبل الانشغال، والشباب قبل الهرم، مشيرًا إلى أن الكثير من الناس يندمون على ضياع هذه النعم.

واستشهد نجم بحديث النبي ﷺ: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»، موضحًا أن الغفلة عن استثمار هاتين النعمتين تُعد خسارة كبيرة، مؤكدًا أن يوم القيامة يُعرف بـ يوم التغابن لأن الناس سيكتشفون كم أضاعوا من فرص في حياتهم.

واستحضر نجم أقوال الصحابة والتابعين عن قيمة الوقت، فذكر ما قاله الحسن البصري: «ما من يوم يمر على ابن آدم إلا وينادي: يا ابن آدم، أنا يوم جديد، وعلى عملك شهيد، فاغتنمني، فإني لا أعود إلى يوم القيامة"، وأضاف: "إنما أنتَ أيام، فإذا ذهب يومك ذهب بعضك».

اقرأ أيضاًالأزهر يكشف حقيقة لقاء الإمام الأكبر بـ تركي آل الشيخ وعرض الـ5 مليارات جنيه

محافظ الأقصر يُشارك في تدشين مبادرة تدريب طلاب الأزهر على الوعي السياحي

الأزهر يُطلق نداءً عالميًّا لتحرك فوري لإنقاذ أهل غزة من المجاعة القاتلة

مقالات مشابهة

  • انتقالي حضرموت: حان الوقت للتدخل عسكريا لفرض أمر واقع يرفض "الوصاية"
  • الأونروا: الناس في غزة جثث تتحرك
  • تسارُع
  • "أونروا": الناس يعانون بغزة ولا أحد آمن
  • غوتيريش: الكلمات لا تطعم أطفال غزة الجياع
  • الحشود المليونية بالعاصمة صنعاء تؤكد الانتصار لصرخات الجياع في غزة ورفض جريمة الإبادة
  • الحشود المليونية بصنعاء تؤكد الانتصار لصرخات الجياع في غزة ورفض جريمة الإبادة
  • لا تضيعها.. 5 فرص اغتنمها في شبابك قبل الهرم
  • واقع مخيمات الضفة ومستقبلها بعد 6 أشهر على السور الحديدي
  • الاطلاع على واقع العمل القضائي في مدينة سلمية