نقابات عمالية تدعو ماكرون لعقد قمة عاجلة لمواجهة تهديدات الذكاء الاصطناعي على العمال
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
دعت إحدى أكبر المجموعات العمالية في أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومؤسسات الاتحاد الأوروبي إلى مواجهة عاجلة لهيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى على الذكاء الاصطناعي (AI)، مشيرة إلى أن هذه الهيمنة تشكل تهديدًا كبيرًا للعمل والمجتمعات.
وأصدرت هذه الدعوة في بيان حصري شاركته مع فريق "يورونيوز"، محذرة الحكومات من أن تركيز شركات التكنولوجيا على مصالحها الخاصة قد يؤدي إلى تدمير القيم الأوروبية وحماية العمال.
وجاءت هذه الرسالة المفتوحة من الاتحاد الأوروبي للنقابات العمالية (ETUC)، التي تمثل 45 مليون عامل في مختلف أنحاء أوروبا، إلى ماكرون في الوقت الذي كان يشارك فيه إلى جانب قادة العالم، شركات التكنولوجيا، والباحثين في قمة الذكاء الاصطناعي التي تُعقد في باريس.
وأكد البيان أن أي جهود تهدف إلى ضمان تأثير إيجابي للذكاء الاصطناعي على العمال والأسواق والوظائف ستكون غير مجدية إذا تم احتكار الذكاء الاصطناعي من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى.
كما شدد البيان على أن تركيز هذه الشركات على تحقيق الأرباح يهدد القيم الاجتماعية في أوروبا.
وطالب الاتحاد الأوروبي للنقابات العمالية الحكومات التي تشارك في القمة بالالتزام بتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في مكان العمل، وضمان تمثيل أفضل للنقابات في هذه القمم والفعاليات المستقبلية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، مع تطبيق قوانين المنافسة بشكل أكثر فاعلية، بما في ذلك الإجراءات لتفكيك الشركات الكبرى.
من جانب آخر، أشارت دراسة حديثة صادرة عن جولدمان ساكس إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي قد تؤثر على 300 مليون وظيفة بدوام كامل على مستوى العالم، مما قد يؤدي إلى "اضطراب كبير" في أسواق العمل.
من جهته، حذر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة (OpenAI)، من أن التقدم التكنولوجي قد يؤدي إلى تحسين العديد من المقاييس الاجتماعية والاقتصادية على المدى الطويل، لكنه قد يفاقم في الوقت ذاته الفجوة بين رأس المال والعمل، مما يتطلب تدخلاً مبكرًا.
وفي القمة، أكدت كريستي هوفمان، الأمينة العامة للاتحاد العالمي لنقابات العمال، أن غياب العمال المتأثرين بالذكاء الاصطناعي عن هذه المحادثات قد يؤدي إلى تزايد عدم المساواة بشكل غير أخلاقي.
وأضافت: "نحن نعلم من التاريخ أن الانتقال الشامل للذكاء الاصطناعي ممكن، ولكن إذا لم نتحرك بشكل سريع وفعال، فإن ملايين الأشخاص قد يفقدون وظائفهم في السنوات المقبلة. علينا أن نتخذ قرارات حاسمة بشأن المستقبل الذي نريد أن نعيشه، ولا وقت لدينا لنضيع".
ومع ذلك، أضاف تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2020، أن هذه التقنية قد تعطل حوالي 85 مليون وظيفة بحلول عام 2025، لكنها في الوقت نفسه قد تخلق 97 مليون وظيفة جديدة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بلجيكا تستعين بالذكاء الاصطناعي لتعزيز الأمن والاتصالات الذكاء الاصطناعي في التوظيف: 77% من الباحثين عن عمل يستخدمونه.. فهل يسهل الفرص أم يزيد الفجوات؟ "حدثت أمور مدهشة".. تقارير تزعم أن غوغل زودت الجيش الإسرائيلي بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في حربه الذكاء الاصطناعيعمالتكنولوجيا ظروف العملإيمانويل ماكرونالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة بنيامين نتنياهو دونالد ترامب إسرائيل روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة بنيامين نتنياهو الذكاء الاصطناعي عمال تكنولوجيا ظروف العمل إيمانويل ماكرون دونالد ترامب إسرائيل روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة بنيامين نتنياهو سوريا أوكرانيا الاتحاد الأوروبي الأكراد قسد قوات سوريا الديمقراطية وقاية من الأمراض الذکاء الاصطناعی فی شرکات التکنولوجیا بالذکاء الاصطناعی یعرض الآنNext قد یؤدی إلى
إقرأ أيضاً:
سام ألتمان: الذكاء الاصطناعي القادم لن يكرّر.. بل يبتكر
في عصرٍ تتسابق فيه الابتكارات وتتجاوز حدود الخيال يوماً بعد يوم، يطلّ سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن ايه آي، برؤية جديدة تقفز نحو مستقبل يعيد تعريف معنى التفكير والإبداع. في مقال حديث بعنوان "التفرّد اللطيف" يضع ألتمان تصورًا جريئًا: ليس فقط أن الذكاء الاصطناعي سيفهم العالم، بل سيبدأ قريبًا باكتشافه من جديد. أنظمة قادرة على طرح أفكار غير مسبوقة، صياغة فرضيات علمية، وتوليد رؤى لم تخطر حتى على عقول كبار الباحثين.
اقرأ أيضاً.. سام التمان: "أوبن إيه آي" ليست شركة عادية ولن تكون كذلك أبداً
مستقبل الذكاء الاصطناعي كما يتصوره ألتمان
عرض الرئيس التنفيذي لشركة أوبن ايه آي،، سام ألتمان، في مقاله الجديد بعنوان "التفرّد اللطيف"، رؤيته للمستقبل القريب الذي سيرتبط ارتباطًا وثيقًا بتطور الذكاء الاصطناعي. وكما هي عادته، قدّم ألتمان تصورًا مستقبليًا طموحًا حول الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، مشيرًا إلى أنه بات قريبًا من التحقق، مع حرصه على التقليل من وطأة توقيت وصوله الفعلي.وفق موقع "تك كرانش" المتخصص في موضوعات التكنولوجيا.
يركز المقال على أن الأعوام الخمسة عشر المقبلة ستشهد تحوّلًا جذريًا في مفاهيم العمل والطاقة وغيرها من الشؤون التي تخص المجتمعات، بفضل أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على تقديم رؤى جديدة وغير مسبوقة. ويعتقد ألتمان أن العام 2026 قد يكون لحظة محورية، حيث من المرجّح أن تظهر أنظمة قادرة على توليد أفكار مبتكرة ومفاهيم لم يصل إليها البشر بعد.
الذكاء الاصطناعي كمولّد للرؤى الجديدة
يشير ألتمان إلى توجه واضح داخل أوبن ايه آي، لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي لا تكتفي بفهم المعلومات أو تنظيمها، بل تتخطى ذلك إلى توليد أفكار جديدة أصيلة. وقد ألمح الشريك المؤسس ورئيس أوبن ايه آي،، غريغ بروكمان، في أبريل الماضي إلى أن نماذج o3 وo4-mini تم استخدامها بالفعل من قبل العلماء لتوليد أفكار مفيدة وجديدة.
هذا التحوّل نحو الذكاء الاصطناعي القادر على الإبداع النظري لا يقتصر على أوبن ايه آي، وحدها، بل أصبح هدفًا مشتركًا لدى العديد من الشركات المنافسة.
سباق الاكتشاف العلمي بين شركات الذكاء الاصطناعي
في مايو الماضي، نشرت شركة جوجل ورقة علمية حول "AlphaEvolve"، وهو وكيل برمجي يقدم حلولاً رياضية مبتكرة. وفي الشهر نفسه، أعلنت شركة "FutureHouse"، المدعومة من الرئيس التنفيذي السابق لجوجل، إيريك شميدت، أن أداتها الذكية نجحت في تحقيق اكتشاف علمي حقيقي. أما شركة Anthropic فقد أطلقت مبادرة لدعم البحث العلمي باستخدام الذكاء الاصطناعي.
تسعى هذه الشركات، إن نجحت، إلى أتمتة أحد أهم جوانب العملية العلمية: توليد الفرضيات، مما قد يمكنها من اختراق مجالات صناعية ضخمة مثل اكتشاف الأدوية، وعلوم المواد، وغيرها من التخصصات ذات الطابع البحثي العميق.
الصعوبات التي تواجه الذكاء الاصطناعي في مجال الإبداع
بالرغم من التقدّم، لا يزال المجتمع العلمي متحفظًا تجاه قدرة النماذج الحالية على توليد رؤى أصلية. كتب توماس وولف، كبير العلماء في Hugging Face، مقالًا أوضح فيه أن أنظمة الذكاء الاصطناعي لا تزال عاجزة عن طرح الأسئلة العظيمة، والتي تُعد أساس أي اختراق علمي كبير.
كما صرّح كينيث ستانلي، وهو باحث سابق في أوبن ايه آي، ويقود الآن شركة "Lila Sciences"، أن المشكلة الأساسية تكمن في أن النماذج الحالية لا تمتلك حسًّا حقيقيًا بما هو إبداعي أو مثير للاهتمام، وهي خاصية ضرورية لتوليد فرضيات جديدة ذات قيمة.
ما يمكن أن يحمله المستقبل القريب
إذا تحققت توقعات ألتمان، فإن العام 2026 قد يمثل لحظة فاصلة تنتقل فيها أنظمة الذكاء الاصطناعي من أدوات تحليلية إلى شركاء فاعلين في إنتاج المعرفة العلمية. هذا التحوّل قد يغيّر شكل الأبحاث في مجالات مثل الفيزياء، والرياضيات، والكيمياء الحيوية، وحتى الفلسفة.
لكن التحدي الأكبر يكمن في الوصول إلى نماذج قادرة على طرح أفكار غير متوقعة أو بديهية أو ربما قابلة للاختبار والتجريب وقادرة على فتح آفاق جديدة للفهم البشري.
مقال سام ألتمان لا يُعد مجرد تأمل في المستقبل، بل يُحتمل أن يكون إشارة إلى خارطة طريق تسير عليها أوبن ايه آي، في المرحلة المقبلة.
والسؤال المفتوح الآن هو: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح يومًا ما شريكًا فكريًا حقيقيًا للإنسان في رحلته لفهم العالم؟.
لمياء الصديق (أبوظبي)