محمد هنيدي.. «كوميديان على نار هادئة»
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
قبل نهاية التسعينيات من القرن الماضي، حجز الفنان محمد هنيدي مقعداً فى الصفوف الأولى بقلوب الجمهور، مع سيطرته على الشاشة و«سرقته» الكاميرا بطريقته المميزة، ليصبح واحداً من نجوم الألفية الجديدة الذين احتلوا بصورهم «الأفيشات» وتصدروا بأسمائهم «التترات».
عمل تلو الآخر جعله يثبت كلتا قدميه فى عالم النجومية، ينتقل بسلاسة من عمل لآخر مثل الحاوي الذى يخبئ فى جرابه «ضحكات» يلقى بها فى وجه جمهوره الذى يتلقف بدوره «الإفيهات واللزمات» التي تتحول على مدار نحو 27 عاماً لـ«كوميكس» على صفحات السوشيال ميديا ومنصات التواصل الاجتماعي، وكما نجح فى انتزاع ابتسامات من وجوه وقلوب محبيه، نجح أيضاً مع الجالسين خلف الشبكات العنكبوتية.
من يراهن على الجمهور دائماً «كسبان»، حقيقة يدركها جيداً أهل الفن، ومن ثم ترقب آرائهم وانطباعاتهم ليس بالأمر الهين، إما أن يصعدوا بك إلى السماء أو يجعلوك تهبط درجات، لذا كان «هنيدى» يضع نصب عينيه دائماً على هؤلاء الذين منحوه وسام النجومية، يغضبون منه أحياناً ليس عن كره، ولكن عن محبة لمطالبته بالأفضل دائما.
لأن الجميع يعى جيداً أنه إذا كان يحتاج «هنيدى» هتاف محبيه، فإن الجمهور بحاجة كذلك إلى «خفة دمه» التى تجعل الشخص يقبل على الحياة بروح هادئة أحياناً أو قفزات مجنونة فى الهواء من شدة الضحك تجعل من حوله ينظرون إليه مبتسمين، ويؤكدون أنه فى هذه اللحظة بحاجة إلى «شهادة معاملة أطفال».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: محمد هنيدى الأفيشات
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الكذب عارض بشري والسكوت لا يعني دائما الرضا
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان من العوارض البشرية الكذب: وهو خطأ متعمد عن سوء نية، لذلك هو خطيئة ويكون لحقد أو تدبير سيء أو خجل أو نحو ذلك.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه من الكذب ايضا الذهول ويكون عن عدم تركيز الأمر وقلة العناية به، ويكون عن دهشة من أمر طارئ، ومن العوارض البشرية الإكراه من الغير سواء أكان أدبياً أو مادياً.
واشار الى ان كل هذه العوارض التي تعتري الإنسان تجعل الأصل أنه "لا ينسب لساكت قول"، فالناقل قد يقع في شيء من العوارض البشرية، فإذا سكت المنقول عنه لا ينسب له قول ذلك القائل ولا بد من التحري ومن هنا اخترع المسلمون علوم التوثيق في جانب القرآن، وضبطوا المسألة غاية الضبط ليس فقط على مستوى الآية أو الكلمة أو الشكلة، بل على مستوى الأداء الصوتي وفي جانب السنة أبدوا أكثر من عشرين علما لضبط الرواية، والنبي ﷺ يحذر من هذا فيقول : « من كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار ».
وفي جانب العلوم المختلفة أوجدوا أسانيد الدفاتر أي الكتب في العلوم جميعًا، ونراهم في جانب القضاء يؤكدون على العدالة والضبط في الشاهد، فليس كل أحد تقبل شهادته، بل لابد من حالة نأمن فيها تقليل العوارض البشرية، وضبط النقل متمثلا بالحديث النبوي الشريف فعن ابن عباس قال : « سُئل النبي ﷺ عن الشهادة. قال : هل ترى الشمس ؟ قال : نعم. قال : على مثلها فاشهد ».
أما إذا لم يكن قد صدر عنه القول أو الفعل أصلا فهو أشد من الحالة الأولى، ولا يكلف قطعا برد كل بهتان عليه، ويذكر الإمام السخاوي في الضوء اللامع أبياتا عن شيخه يلخص فيها تلك الحالة :
كم من لئيم مشى بالزور ينقله ** لا يتقي الله لا يخشى من العار
يود لو أنه للمرء يهلكه**ولم ينله سوى إثم وأوزار
فإن سمعت كلاما فيك جاوزه ** وخل قائله في غيه ساري
فما تبالي السما يوما إذا نبحت
** كل الكلاب وحق الواحد الباري
وقد وقعت ببيت نظمه درر **قد صاغه حاذق في نظمه داري
لو كل كلب عوى ألقمته حجرا ** لأصبح الصخر مثقالا بدينار
وعلى الرغم من تقرر هذه القاعدة في الشرع نقلا وشهادة وقضاء وعلماً فإن الشرع استثنى منها شأن كل قاعدة ما يستوجب الاستثناء لغرض صحيح أخر فقال رسول الله ﷺ: « البكر تستأمر فتستحي فتسكت. قال : سكاتها إذنها ».
فأيام ما كانت الناس تستحي وكان الحياء خلقا كريماً كانت البنت تخجل عندما يتقدم لها خاطب فإذا سألها أبوها استحت فقدر الشرع هذا الحياء، والنبي ﷺ يقول : « الحياء خير كله ». فاكتفى بصمتها عن إذنها، وهي أيضًا إذا كرهته أو رفضته لا تخجل من إبداء رأيها والجهر به، ومن هنا جاء في الثقافة الشائعة (السكوت علامة الرضا) وهو علامة قاصرة على البكر التي تستحي فتعميم هذه العلامة ليس بسديد.
هل لنا أن نواصل أصولاً لحياتنا الثقافية نرجع إليها جميعا وتكون بمثابة الدستور أو بمثابة ميثاق الشرف الثقافي أو إننا سنظل هكذا في متاهة حوار الطرشان نسير من غير أصول نسعى في حياتنا الثقافية على غير هدى.