جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة تعلن 12 فائزا في دورة 2024-2025
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
أعلنت جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة أمس الاثنين أسماء 12 فائزا من 5 دول عربية في دورتها لعام 2024-2025.
الجائزة يمنحها المركز العربي للأدب الجغرافي- ارتياد الآفاق في أبو ظبي ولندن، وقد أُسست عام 2000 وقدّمت لأول مرة عام 2003، وهي مخصصة لأفضل الأعمال المحققة والمكتوبة في أدب الرحلة.
وذهبت الجائزة في فرع "الرحلة المحققة" إلى 4 فائزين هم عبد الهادي الكديوي من المغرب عن "رحلة الهشتوكي" لأبي العباس الجزولي التملي أحزي الهشتوكي، وحرية الريفي من المغرب عن "شفاء الغرام في حج بيت الله الحرام" لمحمد بن محمد بن الحسن الحجوجي الدمناتي، وطه الشاذلي من مصر عن "سياحة البلدان" لمصطفى بن حسين الحموي الدمشقي الشافعي، ومحمد الأندلسي من المغرب عن "الرحلة المكية.
وفي فرع "الرحلة المترجمة" فاز بالجائزة عصام محمد الشحادات من الأردن عن ترجمة "رحلة إلى مصر وسوريا" للمستشرق والمؤرخ الفرنسي قسطنطين فرانسوا فولني.
وفي فرع "الرحلة المعاصرة" ذهبت الجائزة مناصفة إلى عيسى مخلوف من لبنان عن "باريس التي عشت.. دفتر يوميات"، ومحمد سالم عبادة من مصر عن "الفتوحات البوهيمية.. رحلات في بلاد التشيك والمجر وإيطاليا".
إعلانكما جاءت الجائزة في فرع "اليوميات" مناصفة بين السعودي مشعان المشعان عن كتاب "ما أحمله معي.. حياة وأسفار وتصورات أخرى"، والمغربي محمد محمد خطابي عن كتاب "على وقع خطوات كريستوفر كولومبوس.. رحلة إلى أميركا الجنوبية".
وفي فرع "الدراسات" ذهبت الجائزة إلى 3 فائزين من المغرب هم عبد العزيز جدير عن "الرحلة الأميركية إلى ديار الطنجية"، ومحمد النظام عن "الرحالون المغاربة وفرنسا في عصر الحماية"، وعبد الرحمن التمارة عن "صدى المشاهد".
وقال الشاعر السوري نوري الجراح المدير العام للمركز العربي للأدب الجغرافي والمشرف على الجائزة في بيان إن الأعمال المتسابقة هذا العام "تميزت كالعادة بوفرة المخطوطات التي تنتمي إلى فروع تحقيق المخطوطات ودراسات الرحلة، وبدرجة أقل الرحلة المعاصرة واليوميات، والرحلة المترجمة".
وأضاف الجراح "في فرع الدراسات يعيد بيان هذا العام الإشارة إلى الاهتمام المتزايد بأدب الرحلة تحقيقا ودرسا، وفق وعي متنامٍ بخطوة هذا الأدب، وأهميته في استكشاف نظرة العربي إلى ذاته في علاقته بثقافته، وإلى الآخر في اختلافه الثقافي، وبالتالي تظهير تطور الوعي بالاختلاف من خلال دراسة الظواهر الناجمة عن السفر والتواصل مع الآخر".
وسيقام حفل توزيع الجوائز على مرحلتين في كل من الرباط وأبو ظبي بموعدين يحددان لاحقا، وتقام على هامش توزيع الجوائز ندوة عن أدب الرحلة والأعمال الفائزة يشارك فيها الفائزون وأعضاء لجنة التحكيم وعدد من الدارسين العرب والأجانب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات من المغرب فی فرع
إقرأ أيضاً:
مؤسسة الفقيه التطواني تعلن عن تنظيم جائزة عبد الله كنون
تُنظّم مؤسسة الفقيه التطواني، مطلع شهر شتنبر المقبل، جائزة عبد الله كنون، في مبادرة تروم الوفاء لرجلٍ جعل من الفكر رسالة، ومن العلم سلوكًا، ومن الهوية مشروعًا نهضويًا متجددًا.
وحسب بيان المؤسسة، أن المبادرة تأتي في زمنٍ تتزاحم فيه التحوّلات وتتراجع فيه سلطة المعنى، يبقى استحضار القامات العلمية والفكرية الكبرى ضرورة مُلِحّة لا ترفًا ثقافيًا.
وتضيف المؤسسة:
لقد كان عبد الله كنون واحدًا من أولئك الذين أدركوا مبكرًا أن الصراع الحقيقي في زمن الاستعمار لم يكن عسكريًا فحسب، بل كان صراعًا على المعنى والانتماء، على اللغة والهوية، على الذاكرة والمستقبل. لذلك انبرى بقلمه ووعيه لتأصيل الذات المغربية في بعدها العربي الإسلامي، وتصحيح الصورة النمطية التي ظلت تُقصي المغرب من سجل الإسهام الحضاري، فكان أن قدّم للعالم العربي كتابه الأشهر « النبوغ المغربي في الأدب العربي »، الذي تجاوز فيه مجرد التأريخ للأدب، ليؤسس لرؤية حضارية تُنصف المغرب، وتُعيد ربطه بالعمق الثقافي للأمة.
وما يميز تجربة كنون الفكرية، أنه لم يكن خطيبًا في سوق الكلمات، بل مفكرًا يُعيد بناء الوعي من داخل التراث، دون أن يسقط في اجتراره، ودون أن يُسلم نفسه لغواية القطيعة. لقد كتب بنَفَس العالم، ووعي المصلح، وأدب الأديب، فامتدت كتاباته لتشمل الأدب والفكر والتاريخ واللغة والدعوة. ولم تكن كتبه سوى تجليات لمشروع شامل، يُؤمن بأن النهضة لا تقوم على التغريب، بل على الاستيعاب الواعي للتراث والانفتاح المسؤول على العصر. وفي زمن الاستقلال، انخرط عبد الله كنون في بناء المؤسسات العلمية والفكرية، فكان أحد الوجوه البارزة في رابطة علماء المغرب، وممثلاً للمغرب في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، كما حافظ على حضوره في الصحافة والندوات والحوارات الفكرية، منفتحًا على المشرق دون انبهار، ومعتزًا بمغربيته دون انغلاق.
واليوم، حين نحتفي باسمه من خلال هذه الجائزة، فإننا لا نستحضر فقط مؤلفًا ومفكرًا كبيرًا، بل نعيد طرح أسئلة المشروع الثقافي المغربي في صيغته المتوازنة: الأصيلة في مرجعياتها، المنفتحة في أدواتها، الواعية بسياقها. ولعل ما يُضفي على هذه المبادرة قيمة مضافة، هو ما جمع بين عبد الله كنون والفقيه التطواني من وشائج علمية وروحية نبيلة. لقد ربطت بينهما علاقة تقدير صادق، تُوّجت بكتابة كنون لمقدمة رفيعة في كتاب الفقيه التطواني حول لسان الدين ابن الخطيب، عبّر فيها عن إعجابه العميق بمنهجه في قراءة النصوص، وقدرته الفائقة على استخراج سيرة ابن الخطيب من بين سطور مؤلفاته، واصفًا هذا العمل بما لا يصدر إلا عن فطاحل العلماء المحققين. لقد كان كنون يرى في الفقيه التطواني امتدادًا لجيل العلماء الذين يُشبهون ما يكتبون، ويكتبون كما يُفكرون.
إن هذه الجائزة، في عمقها الرمزي، ليست مجرد لحظة احتفائية، بل إعلان عن استمرار مشروع ثقافي وطني كبير، يربط الذاكرة بالفعل، والرمز بالرسالة، ويجعل من الوفاء منطلقًا لتجديد الوعي، وتحصين المستقبل