بقلم صلاح محمد احمد
عملت ردحا من الزمان فى مجلس الصداقة الشعبية العالمية تحت قيادة الراحل أحمد عبد الرحمن محمد ، ومسألة انتدابى لذاك المجلس بعد عودتى من إجازة دون مرتب اخذتها هروبا من تخطيات طالتنى، حدث الانتداب عقب لقاء لى عاصف مع أمين عام شؤون السودانيين العاملين بالخارج.
اعتبرت انتدابى للمجلس آنذاك أبعادا لى، وكان فى مقدورى أن احتج.
اقتربت من الشيخ احمد عبد الرحمن..وعلمت أنه بحكم تجربته الطويلة ومعرفته بطبيعة التكوينات الحزبية والثقافية في. السودان القارة لم يكن اسيرا لتمترس حزبى قابض.. ديدن الكثيرين من أطياف سياسية متنوعة لم يتربوا فى منصات الزعيق وسب الاخريين.
وبعد احالتى للمعاش.. وددت أن ازور مقر المجلس..، وبمجرد وصولى لهناك.. وجدت جمعا من العاملين يهرولون حولى. ويدفعوننى لمكتب الشيخ احمد.. قائلين إنه يبحث عنك.. ويريدك أن تكون من طاقم العاملين معه، وبدخولى إليه أوعز إلى الذهاب الى المسؤول الإدارى لإنهاء إجراءات تعيينى،..وذهبت إلى ذاك المسؤول..الذى أخذ يماطل بحجة أن هناك عوائق فنية.. يجب تذليلها وبعد مرور اسبوع لم أكن فى وضع... يتيح لى الصبر على روتين لا اطيقه وصرفت النظر تماما الانضمام لطاقم المجلس.
اولى الملاحظات التى تراءت لى..عن فكرة إنشاء مجلس الصداقة الشعبية العالمية..بأنها ذات الفكرة التى تبنتها الأحزاب الشيوعية إبان سطوة الاتحاد السوفييتي.. خلال الصراع المحتدم بين المعسكر الاشتراكى والمعسكر الرأسمالى الحر، ولايغيب عن البال بأن التنظيم الاسلامى السياسى تحت قيادة عراب الحركة د. حسن الترابى كان شديد التأثر بتجربة الشيوعيين فى التنظيم والسير على منواله، و هذا المجلس كان فى الاساس لكسر الجمود الروتيني لأى نظام ايدولوجى، ولأعطاء الانطباع بأن فى مشاركة النظام أطراف عدة...وذلك لاستقطاب التأييد الشعبى والنخبوى من عناصر مختلفة سواء على الصعيد السياسى أو الثقافى أو الاجتماعى، بينما اس القرارات. الاساسية فى يد تنظيم يوجه لتثبيت اركانه، اى يمكن لقول بأن مجمل ما يقوم به هذا المجلس يمكن اعتباره من مجاهدات العلاقات العامة،ومن. يتم اختياره ليكون مسؤولا عن مثل هذه المهام لابد أن يكون مستوعبا لمجريات الأمور فى كافة المجالات، فعلى سبيل المثال ر ئيس ذاك المجلس المعلن كان هو الراحل. السياسى عز الدين السيد المنضم لحزب الاتحاديين، والذى لم اتشرف برؤيته طيلة عملى بالمجلس، وشملت الإدارات نفس تلك الموجودة بوزارة الخارجية، وكان على رأس الإدارة الآسيوية. اللواء حمادة عبد العظيم حمادة عضو المجلس. العسكرى بعد انتفاضة أبريل ١٩٨٥، ومدير إدارة الامريكيين الراحل هاشم عثمان. وزير الخارجية الأسبق إبان العهد المايوى، والمسؤولة عن العلاقات العامة الإعلامية الشهيرة ليلى المغربى,,بينما الت الإدارة الأفريقية لأخ من الإقليم الجنوبى..مع تعيين فنانين من امثال الموسيقار عبد القادر سالم..واستضافة. أخريين كالراحل. عبد الكريم الكابلى ..وكان المجلس كثير الاحتفاء بالبروفسير. الطيب زين العابدين الرافض فى الأساس لانقلاب ٣٠ يونيو ١٩٨٩ ..الخ
اجاد الشيخ احمد عبد الرحمن إدارة هذا المجلس بحكم أنه جزء أصيل فى السلطة مما يتيح له الحصول على التمويل المالى الازم لإدارة شؤون المجلس وإقامة الندوات المختلفة..عن الصداقة بين الشعوب ..وعلاقات متوازنة مع دول الجوار..الخ
رحم الله الشيخ احمد عبد الرحمن.اذكر أنه أتى متوكأ على عصاه فى تأبين الزميل الراحل عطا الله احمد البشير وحرصت على سؤاله عن مجريات الأحداث. وما هو المتوقع من أنصار النظام السابق فكانت إجابته..عليهم أن يسردبوا...اى يختفوا من الساحة..اى لم يقل عليهم المواجهة والتصدى وهنا تأتى حكمة الشيوخ العالمين بأن العنف يخلق العنف المضاد وبأن السياسة فى تعريفها الجامع فن تحقيق الممكن.
رحم الله الشيخ وربما احكى اكثر عن تجربة بمجلس الصداقة الشعبية العالمية
صلاح محمد احمد
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الشیخ احمد عبد الرحمن
إقرأ أيضاً:
وداعا سيدة المسرح العربي.. الموت يغيب سميحة أيوب عن عمر ناهز 93 عاما
القاهرة - الوكالات
ذكرت وسائل إعلام مصرية، اليوم الثلاثاء، أن الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، الملقبة بـ"سيدة المسرح العربي"، توفيت عن عمر ناهز 93 عامًا، بعد مسيرة حافلة بالعطاء الفني والإبداع المسرحي الذي ترك بصمة خالدة في تاريخ الفن العربي.
بدأت الراحلة مشوارها الفني عام 1947، وشاركت في عدد كبير من الأعمال المسرحية، السينمائية، والتلفزيونية، إلا أن المسرح كان عالمها الأول والأكثر تألقًا، حيث لمع نجمها في أكثر من 100 عرض مسرحي، من أبرزها:
"سكة السلامة"، "السبنسة"، "رابعة العدوية"، "دماء على ستار الكعبة"، "سقوط فرعون"، و**"الفتى مهران"**.
تميّز أداؤها بالقوة والصدق، واستطاعت أن تحافظ على حضورها في ذاكرة المشاهد العربي لعقود طويلة، كما تولت إدارة عدد من المسارح المصرية وشاركت في دعم الحركة الثقافية، ما جعلها رمزًا من رموز الفن المصري الأصيل.
ومن المتوقع أن تشهد جنازتها حضورًا واسعًا من الفنانين والمثقفين ومحبي المسرح، تكريمًا لمسيرتها الطويلة ومكانتها في قلوب جمهورها.