هل يشعر الميت بمن يزوره ويرد عليه السلام؟ يعد من أكثر الأسئلة المنتشرة بين الناس، وثبت أن الميت يشعر بمن يزوره في القبر ، ورغبت الشريعة الإسلامية في زيارة قبر الميت لأنها عظة لنا، حيث إن الميت يشعر ويستأنس ويفرح بمن يزوره، ويرد عليه السلام، كما ورد في حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويستحب للمسلم زيارة القبور والسلام على أهلها، والميت يعرف المسلِّم عليه ويرد عليه السلام، كما أن الموتى يتقابلون فى عالم البرزخ، وهو العالم الذى يتخلل الفترة من الموت إلى يوم القيامة.


 

هل الميت يشعر بمن يزوره

وقال الدكتور محمد شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إن الميت يشعر بمن يزوره، مستشهدًا بما روي عن بريدة رضي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُهُمْ إِذَا خَرَجُوا إِلَى الْمَقَابِرِ، فَكَانَ قَائِلُهُمْ يَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ لَلَاحِقُونَ، أَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ» أخرجه مسلم في "صحيحه".

واستدل «شلبي» في إجابته عن سؤال: «هل يشعر الميت بمن يزوره ومن يسلم عليه؟» بما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا مِنْ رَجُلٍ يَمُرُّ بِقَبْرِ رَجُلٍ كَانَ يَعْرِفُهُ فِي الدُّنْيَا، فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ، إِلَّا عَرَفَهُ وَرَدَّ عَلَيْهِ» أخرجه تمام في "فوائده"، والبيهقي في "شعب الإيمان"، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد".


وأشار إلى أنه صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنه أمر بقتلى بدر، فأُلقوا في قَلِيب، ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم: «يَا فُلانُ بْنَ فُلانٍ، وَيَا فُلانُ بْنَ فُلانٍ، هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَإنَّي وَجَدت ما وعدني ربي حقًّا»، فقال له عمر رضى الله عنه: يا رسول الله، ما تخاطب من أقوام قد جيفوا؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «والَّذِي بَعَثَنِي بِالحَقِّ مَا أَنتُمْ بِأَسْمَع لِمَا أَقُولُ مِنهُم، وَلَكِنَّهُم لَا يَستَطِيعُونَ جَوابًا» أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما" بألفاظ مختلفة.

هل الميت يشعر بمن يزوره في القبر

أوضحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، أن الروح يسلكها الله في البدن في الحياة الدنيا فتوجب له حسًا وحركةً وعلمًا وإدراكًا ولذةً وألمًا، ويسمى بذلك حيًا.ـ ثم تفارقه في الوقت المقدّر أزلًا لقطع علاقتها به فتبطل هذه الآثار ويفنى هيكل البدن ويصير جمادًا ويسمى عند ذلك ميتًا ولكن الروح تبقى في «البرزخ».

وأضافت لجنة الفتوى في إجابتها عن سؤال: «هل يشعر المتوفى بالزيارة؟» أن «البرزخ»: هو ما بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة من يوم الموت إلى يوم البعث والنشور حية مُدركة تسمع وتبصر وتسبح في ملك الله حيث أراد وقدر، وتتصل بالأرواح الأخرى وتناجيها وتأنس بها سواء كانت أرواح أحياء، أم أرواح أموات، وتشعر بالنعيم، والعذاب، واللذة، والألم بحسب حالتها وترد أفنية القبور.

ونقلت ما قاله ابن القيم في كتابه «زاد المعاد»: «إن الموتى تدنو أرواحهم من قبورهم وتوافيها في يوم الجمعة، فيعرفون زوارهم ومن يمر بهم ويسلم عليهم ويلقاهم أكثر من معرفتهم بهم في غيره من الأيام، فهو يوم تلتقي فيه الأحياء والأموات، وروي أن الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويوما قبله ويوما بعده ، وهذا هو مذهب جمهور أهل السنة وبه وردت الأحاديث والآثار».

هل يشعر الميت بزيارة أهله 

أجمل دعاء للميت في يوم الجمعة.. استغفروا لأخيكم الآنأفضل 200 دعاء للميت .. يسعد بها وتنير قبره وتجعله في رياض الجنة

حكم زيارة القبور والسلام على أهلها

يستحب للمسلم زيارة القبور والسلام على أهلها، والميت يعرف المسلِّم عليه ويرد عليه السلام كما ذكرنا؛ قال الإمام النووي في "المجموع شرح المهذب" (5/ 310، ط. دار الفكر): [قال أصحابنا رحمهم الله: ويستحب للزائر أن يدنو من قبر المزور بقدر ما كان يدنو من صاحبه لو كان حيًّا وزاره].

وقال الإمام ابن القيِّم في "الروح" (ص: 5): [وقد شرع النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه، فيقول: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين)، وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل، ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد، والسلف مجمعون على هذا، وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به].

وذكر المناوي في "فيض القدير" (5/ 287): [وقال الحافظ العراقي: المعرفة ورد السلام فرع الحياة ورد الروح، ولا مانع من خلق هذا الإدراك برد الروح في بعض جسده، وإن لم يكن ذلك في جميعه. وقال بعض الأعاظم: تعلق النفس بالبدن تعلق يشبه العشق الشديد، والحب اللازم، فإذا فارقت النفس البدن فذلك العشق لا يزول إلا بعد حين، فتصير تلك النفس شديدة الميل لذلك البدن؛ ولهذا ينهى عن كسر عظمه ووطء قبره].

معنى الموت

الموت ليس معناه فناء الإنسان تمامًا، ولا هو إعدام لوجوده الذي أوجده الله له، بل إن الموت حالة من أصعب الحالات التي يمر بها الإنسان؛ حيث تخرج فيها روحه؛ لتعيش في عالم آخر، فخروجها من الجسد الذي كانت بداخله صعب، فالموت هو مفارقة الروح للجسد حقيقة؛ قال شيخ الإسلام الغزالي في "إحياء علوم الدين" (4/ 493): [ومعنى مفارقتها للجسد: انقطاع تصرفها عن الجسد بخروج الجسد عن طاعتها].
 

آراء الفقهاء في سماع الموتى كلام الأحياء

اختلف أهل العلم في سماع الموتى للأحياء على أقوال القول الأول: ذهب إلى نفي سماع الأموات للأحياء، والدليل الأول: قوله تعالى: «إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ» (النمل: 80) وذكر ابنُ جرير - رحمه الله - في تفسير هذه الآية (21/36): هذا مَثَلٌ معناه: فإنك لا تَقدر أن تُفِهم هؤلاء المشركين الذين قد خَتم الله على أسماعهم، فسلَبهم فَهم ما يُتلى عليهم من مواعظ تنزيله، كما لا تقدر أن تُفهم الموتى الذين سلبهم الله أسماعهم بأن تجعل لهم أسماعًا.

ثم روى بإسناده الصحيح عن قتادة قال: "هذا مَثَلٌ ضربه الله للكافر، فكما لا يسمع الميتُ الدعاء كذلك لا يَسمع الكافر، «وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ» أي: لو أن أصَمَّ ولَّى مُدبرًا ثم ناديتَه لم يَسمع، كذلك الكافرُ لا يسمع ولا ينتفع بما سمع، فثبت من هذه النُّقول عن كتب التفسير المعتمدة أن الموتى في قبورهم لا يسمعون، كالصُّمِّ إذا ولَّوْا مُدبرين.

الدليل الثاني: قوله تعالى: «ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ » (فاطر: 13، 14).

ووجه الدلالة من الآية: أن الصالحين لا يسمعون بعد موتهم، وغيرهم مثلهم بَداهة، بل ذلك من باب أولى كما لا يخفى، فالموتى كلُّهم إذًا لا يسمعون.

الدليل الثالث: حديث قَليب بدر: والحديث أخرجه البخاري عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "وقف النبي - صلى الله عليه وسلم - على قَليب بدرٍ فقال: «هل وَجدتم ما وَعد ربُّكم حقًّا؟» ثم قال: «إنهم الآن يَسمعون ما أقولُ»، فذُكِر لعائشة فقالت: إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنهم الآن يعلمون أنَّ الذي كنتُ أقول لهم هو الحق» ثم قرأت: «إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى» حتى قرأت الآية».

وعند البخاري ومسلم أيضًا من حديث أبي طلحة رضي الله عنه: «أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أمرَ يوم بدرٍ بأربعةٍ وعشرين رجلاً من صناديد قريش فقذفوا في طويٍّ من أطواء بدر خبيث مُخبَّث، وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليالٍ، فلما كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشد عليها رحلها، ثم مشى واتبعه أصحابه وقالوا: ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجتِه حتى قام على شَفَة الرَّكِيِّ، فجعل يُناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم: «يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله؟ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربُّنا حقًّا، فهل وجدتم ما وعدكم ربُّكم حقًّا؟!» فقال عمر: يا رسول الله، ما تُكَلِّم من أجسادٍ لا أرواح فيها؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفس مُحمد بيده، ما أنتم بأسمع مما أقول منهم»،.

قال قتادة رحمه الله: "أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخًا وتصغيرًا ونِقمة وحدةً وندمًا"، ووجه الاستدلال بهذا الحديث يتضح بملاحظة أمرين:

الأول: ما في الرواية الأولى من تقييده - صلى الله عليه وسلم - سماع موتى القَليب بقوله: "الآن" فإن مَفهومه أنهم لا يَسمعون في غير هذا الوقت وهو المطلوب، وهذه الفائدة نبَّه عليها العلَّامة الألوسي في كتابه "روح المعاني" (6/455): ففيه تنبيه قوي على أن الأصل في الموتى أنهم لا يسمعون".

الأمر الآخر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقرَّ عمر وغيره من الصَّحابة على ما كان مُستقرًّا في نفوسهم واعتقادهم أن الموتى لا يسمعون، فقد قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: "ما تكلِّم من أجساد لا أرواح فيها؟".

وجاء في "مسند الإمام أحمد" عن أنس - رضي الله عنه - قال: "فسمع عمر صوته فقال: يا رسول الله، أتناديهم بعد ثلاث؟ وهل يسمعون؟ يقول الله عز وجل: «إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى»، فقال: «والذي نفسي بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوا»..

ومن هذا يتضح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقر الصَّحابة - وفي مُقدِّمتهم عمر - على فَهمهم للآية على ذلك الوجه العامِّ الشامل لموتى القَليب وغيرهم؛ لأنه لم يُنكره عليهم، ولا قال لهم: "أخطأتم" فالآية لا تنفي مُطلقًا سماع الموتى، بل إنه أقرَّهم على ذلك، ولكن بيَّن لهم ما كان خافيًا عليهم في شأن القليب، وأنهم سمعوا كلامه حقًّا، وأنَّ ذلك أمرٌ خاصٌّ مُستثنى من الآية مُعجزة له - صلى الله عليه وسلم.

يقول قتادة - رحمه الله - أحدُ رواة الحديث: "أحياهم الله حتى أسمعهم توبيخًا، وتصغيرًا، ونقمة، وحسرة، وندامة".

الدليل الرابع: ما أخرجه الإمام أحمد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن لله ملائكة سيَّاحين في الأرض، يُبلغونني عن أمتي السَّلام».

ووجه الاستدلال به أنه صَريح في أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يَسمع سلام المُسلِّمين عليه، إذ لو كان يَسمعه بنفسه لما كان بحاجَة إلى مَن يُبلِّغه إليه، كما هو ظاهر لا يخفى على أحد إن شاء الله تعالى.

وإذا كان الأمر كذلك، فبالأولى أنه - صلى الله عليه وسلم - لا يسمع غير السلام من الكلام، وإذا كان كذلك، فلَأَنْ يسمع السلام غيره من الموتى أولى وأحرى، ثم إن الحديث مطلق يشمل حتى مَن سلَّم عليه - صلى الله عليه وسلم - عند قبره.

القول الثاني: ذهب فريق من أهل العلم إلى أن الموتى يسمعون في الجملة، ولا يسمعون في كل الأحوال، وهناك فريق آخر رأى أنهم يسمعون في كل الأحوال، لكنَّهم لا يستطيعون الانتفاع بما يسمعونه أو حتى مجرَّد الردِّ.


قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - كما في كتابه "الروح" (ص 60): "وأما قوله تعالى: «وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ» (فاطر: 22)، فسياق الآية يدل على أن المراد منها: أن الكافر الميِّت القلب لا تقدر على إسماعه إسماعًا يَنتفع به، كما أن مَن في القبور لا تقدر على إسماعهم إسماعًا ينتفعون به، ولم يُرد سبحانه أن أصحاب القبور لا يسمعون شيئًا البتَّةَ، كيف وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم يسمعون خَفق نعال المُشيِّعين؟ وأخبر أن قتلى بدر سمعوا كلامه وخطابه، وشُرع السلام عليهم بصيغة الخطاب للحاضر الذي يسمع، وأخبر أن مَن سلَّم على أخيه المؤمن ردَّ عليه السلام، وهذه الآية نظير قوله: «إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ» (النمل: 80).

وقد يقال: نفي إسماع الصُّم مع نفي إسماع الموتى، يدل على أن المراد عدم أهليَّة كل منهما للسماع، وأن قلوب هؤلاء لمَّا كانت ميِّتة صمَّاء كان إسماعها ممتنعًا بمنزلة خطاب الميِّت والأصم، وهذا حق، ولكن لا ينفي إسماع الأرواح بعد الموت إسماع توبيخ وتقريع بواسطة تعلقها بالأبدان في وقت ما، فهذا غير الإسماع المنفي، والله أعلم.

وحقيقة المعنى: أنك لا تستطيع أن تُسمع من لم يشأ الله أن يُسمعه، «إِنْ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ» (فاطر: 23)، أي: إنما جعل الله لك الاستطاعة على الإنذار الذي كلَّفك إياه لا على إسماع من لم يشأ الله إسماعه".

زيارة الميت والدعاء له 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: هل يشعر الميت بمن يزوره المزيد صلى الله علیه وآله وسلم المیت یشعر بمن یزوره النبی صلى الله علیه صلى الله علیه وسلم رضی الله عنه رسول الله رحمه الله ال م و ت ى أن النبی ى الله ع ول الله لا یسمع هل یشعر على أهل م علیه ما کان ل الله

إقرأ أيضاً:

هل أصلي سنة الفجر في البيت أم المسجد؟.. كثيرون لا يعرفون

لاشك أن يجري الاستفهام عن هل أصلي سنة الفجر في البيت أم المسجد ؟، بعقول أولئك الحريصين على صلاة الفجر ونيل ثوابها كاملاً، وكذلك الذين يدركون فضلها العظيم، حيث إن ركعتي سنة الفجر بحسب وصف رسول الله -صلى الله عليه وسلم - هي خير من الدنيا وما فيها ، وهو ما يوجب التوقف عندها كثيرًا ومعرفة أفضل كيفية لأدائها ومن ثم معرفة هل أصلي سنة الفجر في البيت أم المسجد ؟، فإذا كانت فريضة الفجر - الصبح - في المسجد فلا تزال أحكام السُنة فيها كثير من الاستفهامات منها هل أصلي سنة الفجر في البيت أم بالمسجد؟.

كيف تتساقط ذنوبك كأوراق الشجر؟.. بـ4 أذكار قبل وبعد أذان الفجرمتى ينتهي وقت صلاة الفجر؟.. الإفتاء: تُصلى قضاء بعد هذه دقيقةهل أصلي سنة الفجر في البيت

قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن صلاة سنة الفجر هي سنة مؤكدة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ولم يكن يتركها في السفر أو الحضر.

وأوضح "عثمان" في إجابته عن سؤال: هل أصلي سنة الفجر في البيت أم المسجد ؟، أنه قد تركنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - على المحجة البيضاء ، وأرشدنا إلى كل ما فيه خير وفلاح لنا في الدنيا والآخرة، ومن ثم نجد في الأثر إجابة سؤال هل أصلي سنة الفجر في البيت أم المسجد .

وأضاف أنه النبي -صلى الله عليه وسلم - كان يصلي سُنة الفجر بعد الأذان في بيته، ثم يأتي فتقام الصلاة -عليه الصلاة والسلام-، يصلي ركعتي الفجر، ويضطجع بعدها على جنبه الأيمن بعض الشيء.

وتابع: ثم يتوجه للصلاة -عليه الصلاة والسلام-، ويقول: إن بلالًا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم كان إذا طلع الفجر، وأذن المؤذن صلى ركعتين -عليه الصلاة والسلام- خفيفتين، ثم يضطجع بعدها ضجعة خفيفة، ثم يتوجه إلى المسجد -عليه الصلاة والسلام-.

صلاة سنة الفجر

وجاء أن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لسنة الفجر بأنها خفيفة، فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها- أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتي الفجر إذا سمع الأذان، ويخففهما. رواه مسلم.

 وفي الصحيحين عنها أيضًا أنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخفف الركعتين اللتين قبل صلاة الصبح، حتى إني لأقول هل قرأ بأمِّ الكتاب؟ وأم الكتاب هي الفاتحة.

و قال الحافظ ابن حجر في كتابه (فتح الباري شرح صحيح البخاري): مَعْنَى قَوْل عَائِشَة: هَلْ قَرَأَ فِيهِمَا بِأُمِّ الْقُرْآن ـ أَيْ مُقْتَصِرًا عَلَيْهَا، أَوْ ضَمَّ إِلَيْهَا غَيْرهَا؟ ـ وَذَلِكَ لِإِسْرَاعِهِ بِقِرَاءَتِهَا, وَكَانَ مِنْ عَادَته أَنْ يُرَتِّل السُّورَة، حَتَّى تَكُون أَطْوَل مِنْ أَطْوَل مِنْهَا. اهـ. 

ومن هذا الحديث استفاد المالكية استحباب الاقتصار على قراءة الفاتحة فقط في سنة الفجر، وإن كان الجمهور يستحبون القراءة فيها بعد الفاتحة بسورة الكافرون في الركعة الأولى، وبسورة الإخلاص في الركعة الثانية؛ وذلك لما ثبت في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ.

ويظهر من وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لسنة الصبح بأنها خفيفة، أنه كان لا يطيل ركوعها وسجودها، وإنما يقتصر فيهما من الأذكار على المجزئ أو أدنى الكمال؛ لأن هديه صلى الله عليه وسلم في صلاته عموما أنها قريبة من السواء.

 ويتحقق فيها التوازن والتناسب في الزمن الذي يستغرقه أداء كل ركن، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ -رضي الله تعالى عنه- أنه قَالَ: رَمَقْتُ الصَّلَاةَ مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدْتُ قِيَامَهُ، فَرَكْعَتَهُ، فَاعْتِدَالَهُ بَعْدَ رُكُوعِهِ، فَسَجْدَتَهُ، فَجَلْسَتَهُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، فَسَجْدَتَهُ، فَجَلْسَتَهُ مَا بَيْنَ التَّسْلِيمِ وَالِانْصِرَافِ، قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ.

قال الحافظ ابن حجر في شرحه لصحيح البخاري: وَأَجَابَ بَعْضُهُمْ عَنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ، أَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ: (قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ) لَيْسَ أَنَّهُ كَانَ يَرْكَعُ بِقَدْرِ قِيَامِهِ، وَكَذَا السُّجُودُ وَالِاعْتِدَالُ، بَلِ الْمُرَادُ أَنَّ صَلَاتَهُ كَانَتْ قَرِيبًا، مُعْتَدِلَةً، فَكَانَ إِذَا أَطَالَ الْقِرَاءَةَ، أَطَالَ بَقِيَّةَ الْأَرْكَانِ، وَإِذَا أَخَفَّهَا، أَخَفَّ بَقِيَّةَ الْأَرْكَانِ. انتهى.

وورد عن سنة الفجر، السنة فيها التخفيف، فيقرأ الإنسان في الركعة الأولى: { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } [الكافرون:1] وفي الثانية: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } [الإخلاص:1] أو يقرأ في الأولى: { قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} [البقرة:136] الآية في سورة البقرة، وفي الثانية: { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ } [آل عمران:64]. 

وفي الركوع يخفف أيضاً، فيقتصر على أدنى الكمال، ثلاث مرات: سبحان ربي العظيم. وفي السجود كذلك. وفي التشهد أيضاً لا يطيله. هذه سنة الرسول عليه الصلاة والسلام ....." اهـ.

 ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم مع تخفيفه لهذه الصلاة، لم يكن يُخِلُّ فيها بالطمأنينة؛ لأنها ركنٌ، وتبطل الصلاة بدونها، وللفائدة انظري ما تستحب القراءة به بعد الفاتحة في صلاة سنة الفجر.

صلاة الفجر

تعد صلاة الفجر أو صلاة الصبح هي أوّل الصلوات الخمس المفروضات على جميع المسلمين، وهي صلاة جهرية تتكوّن من ركعتين مفروضة وركعتين سنة قبلها وتسمّى سنة الفجر أو ركعتا الفجر وهي سنة مؤكّدة واظب عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم-.

وقد سُمّيت صلاة الفجر بهذا الاسم نسبةً إلى وقتها من الصبح الذي ينجلي فيه الظلام وينتشر الضوء في جميع الآفاق فقد سٌمّي فجرًا لانفجار الضوء وزوال العتمة والليل.

فضل صلاة الفجر

1. تجلب الرزق الواسع يقول عليه الصلاة والسلام: «اللهم بارِكْ لأمتي في بكورها، وكان إذا بعث سَرِيَّةً أو جيشًا بعثهم أولَ النهارِ، قال : وكان صخرٌ تاجرًا فكان يبعثُ في تجارتِه أولَ النهارِ فأثْرَى وكثُرَ مالُه».

2. تطرح البركة في الرزق.

3. طيب النفس وصفائها.

4. حصد الحسنات صلاة الفجر في وقتها وفي جماعة لها فضل وثواب عظيم كما أنها من أسباب تحصيل الأجر الجزيل العظيم.

5. الحفظ في ذمّة الله، فهو ضمان الله -سبحانه وتعالى- وأمانه وعهده، وليس لأحدٍ أن يتعرّض للمصلّي بسوء.

6. شهادة الملائكة له وتشريف من الملائكة برفع أسماء من صلّى الفجر لله عز وجل.

7. دعاء الملائكة واستغفارها لمن يصلي الفجر.

8. أجر قيام الليل فصلاة الفجر تعدل قيام ليلة كاملة.

9. دخول الجنة لمن يصلّي الفجر، يقول عليه الصلاة والسلام: (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ).

10. أجر حجة وعمرة .

11. صلاة الفجر تجعل الإنسان في ذمه لله طوال اليوم.

12. رؤية الله سبحانه وتعالى فصلاة الفجر لها في الإسلام مكانةٌ عظيمةٌ؛ فهي من أهمّ الصلوات المكتوبة وأقربها إلى رب العزة تبارك وتعالى، فـ صلاة الفجر تُظهر قُرب المسلم من خالقه؛ حين يقوم وينهضُ من نومه في وقت الفجر «وهو وقت يكون الناس فيه نيامًا»، فيقوم ويتوضّأ ويَخرج في هذا الوقت في ظُلمةِ الليل متجاوزًا برد الشتاء وحر الصيف؛ ليُطيع الله تعالى، وليقوم بما أمره به ربُّ العزة تبارك وتعالى من صلاة الفجر .

13. هي خير من الدنيا وما فيها إذا التزم المسلم بها؛ وذلك لِعِظَم فضلها وأجرها عند الله سبحانه وتعالى، فقد وَرَدَ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «ركعَتا الفَجْرِ خَيرٌ مِنَ الدُنيا وما فيْها ».

14. صلاة الفجر في جماعة أنها النّور التّام للعبد المسلم المؤمن يوم القيامة، وهذا الفضل والأجر لمن يشهد صلاة الفجر مع الجماعة، فقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «بشّرِ المَشائيْنَ فيْ الظُلمِ إلى المَسَاجدِ بالنُور التّامِ يومَ القيْامَة».

15. صلاة الفجر تجعل المسلم بحماية الله ورعايته، فقد رُوِيَ عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنه قال: «مَنْ صَلّى الصُبحَ فَهوَ فيْ ذِمَة الله».

16. صلاة الفجر من أسباب النّجاة من النّار.

17. فيها البشارة بدخول الجنّة؛ فقد ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال: «مَن صلَّى البردَينِ دخَل الجنةَ»، متفق عليه، والمقصود بالبردين هنا هما صلاتي الصّبح والعصر، وقد ثبت الترغيب في أن يؤدّي المسلم صلاة الصّبح في جماعة.

18. أنها ضمانُ للمسلم -بالتزامه بـ صلاة الفجر - بقاءه في صفّ الإيمان والأمن من النفاق.

19. تقي من عذاب الله وغضبه وعقابه.

20. الدعاء بعدها مستجاب ، حيث إنها من الصلوات المكتوبة ، كما أن لها فضل خاص.

طباعة شارك هل أصلي سنة الفجر في البيت أصلي سنة الفجر في البيت هل سنة الفجر في البيت سنة الفجر في البيت هل أصلي سنة الفجر أصلي سنة الفجر سنة الفجر

مقالات مشابهة

  • د. عادل القليعي يكتب: دعونا نعمل .. لا تلتفتوا للشائعات!
  • نور على نور
  • قصر النهار.. أسباب سهولة العبادات في الشتاء
  • ما هي صحة حديث شاوروهن وخالفوهن؟.. عالم أزهري يوضح
  • هل يختار الله من يصلي الفجر؟ كن واحدًا منهم بهذا الأمر
  • حكم الدعاء بقول: «اللهم بحق نبيك» .. يسري جبر يوضح
  • هل أصلي سنة الفجر في البيت أم المسجد؟.. كثيرون لا يعرفون
  • هل حرم الإسلام التعصب بكل أشكاله وصوره
  • بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من رحاب الجامع الأزهر الشريف
  • هل يستجاب الدعاء وقت نزول الأمطار؟.. الإفتاء تجيب