عربي21:
2025-07-27@17:59:18 GMT

نهاية المثقف.. من حلم التغيير إلى مجرد البحث عن دور

تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT

نهاية المثقف.. من حلم التغيير إلى مجرد البحث عن دور

منذ ثلاثة عقود، تكثف اهتمام المفكرين بتحديد مفهوم المثقف وصوره، وأدواره، وعلاقته بالسلطة، وأزمته، وكتبت كتب كثيرة، ألفها مفكرون كبار، وتدرج التفكير في هذا الموضوع، بشكل تنازلي، وذلك من تأصيل دور المثقف باعتباره طليعة النهضة والتقدم، إلى تأصيل دوره الإيديولوجي التغييري الثوري، ومن تأصيل دوره الاحتجاجي المعارض ضد السلطة السياسية، إلى الانعطاف لدوره في الوساطة بين ثقافتين، لتبدأ موجة أخرى من الكتابة التي تطرح أزمة المثقف"، أو نهاية بعض أنواعه (نهاية الداعية) أو أزمة النخب، أو  "نقد أوهام النخب"، لتنتهي  هذه الموجة بالكامل، وتحل محلها موجة أخرى، تبشر بنخب جديدة تعوض المثقف، وتبرر وجودها ودورها بتأثيرها في وسائل التواصل الاجتماعي (المؤثرون) لينتهي بذلك الحديث عن ثقافة الالتزام، والثقافة العضوية كما أصل لمفرداتها غرامشي، وتحل محلها ثقافة التفاهة (ألان دونو) أو ثقافة الغباوة(دينيس كروندانوفيتش، و بليندا كانون).



هذه التحولات التي عرفها دور المثقف، أو التغيرات التي مست وضعه في المجتمع، باتت تطرح سؤالا مهما، يتعلق بتجديد دوره في المجتمع، وما الذي يبرر وجوده، قبل أن يبرر وظيفته، وهل انتهى دوره بالنظر إلى نهاية ما يسمى بالمثقف العام، أو انتهى دوره باعتبار أن أنواعا أخرى حلت محله؟ أم انتهى دوره، لأنه اختار مكانا آخر، غير المكان الذي يبرر استمرار دوره في المجتمع؟ أم انتهى دوره، لأنه اختار أن يمارس وظيفة الوساطة الفاقدة للمعنى، في محيط لم يعد فيه ضفتان، تحتاجان لجسر يصل بينهما، إذ العالم مشحون بالمراكز الحضارية، ولم يعد سجين ذات وآخر؟

نهاية مثقف الإيديولوجيا

بين أيدينا كتابان مهمان، الأول، كتبه عبد الله العروي عن "أزمة المثقفين العرب: تقليدية أم تاريخانية"، يعود نشره لفترة مبكرة (1978)، والثاني كتبه عبد الإله بلقزيز عن "نهاية الداعية: الممكن والممتنع في أدور المثقفين" صدر عام (2000)، وهما معا، يشتركان في الحد الأدنى، في الإقرار بأن المثقف الإيديولوجي، يعيش أزمة، أو انتهت مهمته.

كتاب عبد الله العروي، القديم نسبيا، كان الأكثر تعمقا في نقد الطابع الإيديولوجي للمثقف، إذ انصرف همه بشكل أساسي إلى نقد التقليد، فوسع منظوره له، ورأى أنه لا يقتصر على السلفي الذي يفكر بمنطق الفقيه، ولكنه أيضا يشمل القومي والماركسي الأردوثودوكسي والليبرالي، لأنهم جميعا، وإن كانوا يحلمون بالتقدم، إلا أن منهجهم في التفكير تقليدي، وما كان منهجه تقليدا، لا يمكن في نهاية المطاف سوى أن ينتج التقليد. فرأى ألا مخرج من أزمة المثقف، سوى بانتظامه في التاريخانية، أي الاقتناع بأنه لا تقدم من غير سلك نفس الطريق الذي سلمه التقدم الأوربي، أي الانطلاق أولا من الليبرالية، واعتبار هذه المرحلة الانتقالية، وسيطة، يتم من خلالها القطع مع التقليد، وتأهيل المجتمع والسلطة للانتقال إلى الماركسية. أما كتاب عبد الإله بلقزيز، فقد اتجه في مسار آخر، حاول أن يناقش أزمة المثقف من خلال محدداته الثلاثة، أو من خلال العلائق التي تربطه بهذه المحددات الثلاثة: (المعرفة، والجمهور، والسلطة). ويرى أن الصور التي أخذها المثقف (شعبوي، نخبوي، معارض، انتهازي) ترتبط بنوع العلاقة التي ينسجها مع هذا الثالوث، فيكون شعبويا، حين يستعلي على المعرفة بالجمهور. ويكون نخبويا حين يستعلي على الجمهور باسم المعرفة. ويكون معارضا حين ينحاز للمجتمع ضد استبداد السلطة وتغلوها، ويتحول إلى عقل السلطة، حينما يكون سلاحها وشرعيتها في تبرير السياسات التي تضر بالمجتمع.

إن محنة ابن حنبل تعكس في نظر الجابري التحدي الإيديولوجي الذي كان يشكله هذا المحدث للسلطة السياسية، وأن قضية خلق القرآن، لم تكن في الجوهر سوى الشعار الديني الذي يخفي الخلاف السياسي بين السلطة السياسية وبين المعارضة. ولأن محنة ابن رشد كانت محيرة، بحكم العلاقة القوية التي كانت بين الفقيه الفيلسوف وبين الخليفة الموحدي، فإن فك لغزها، حسب الجابري، تم حقل السياسة، لا في حقل العقيدة أو الفلسفة.بهذا الاعتبار، طرح عبد الإله بلقزيز سؤال موقع المثقف، وهل لا يزال للمثقف الداعية (أي المثقف الإيديولوجي) دور في المجتمع، وهل لا يزال المجتمع يتحمل ثرثراته الكلامية، في الوقت الذي عرف فيه المجتمع تحولات عميقة، مست حتى وظيفة المثقف نفسها، وهل يعتقد المثقف اليوم أن الصورة التاريخية التي يحملها عن نفسه، توفر له الحجة لتبري رقدرته على الإنجاز والفعل في المجتمع، أم أنه يفعل ذلك لمجرد التعويض النفسي عن فقدان دوره ونهاية مهمته كداعية إيديولوجي قياسا إلى ما كان يقوم به في المراحل السابقة.

هذا النموذجان (العروي وبلقزيز) في نقد المثقف، اللذان ربطا بين أزمة المثقف ودوره الإيديولوجي، انطلقا في الواقع من نفس المقدمات، لكنهما وصلا إلى نتائج مختلفة. فبينما اتجه العروي إلى نقد البعد المنهجي في عمل المثقف الإيديولوجي، بحجة أنه ينتج التقليد، وأنه لا يمكن للمثقف حتى ولو كان يتطلع بإيديولوجيته إلى التقدم أن ينجح في هذا المسعى، ومنهجه يفضي إلى دعم منظومة التقليد، بينما كانت نتيجة بلقزيز مغايرة تماما، إذ على الرغم من تفكيكه لأزمات المثقف والانهيارات التي مست بطوبى المثقف الملتزم، فإنه فتح بابا مختلفا لتبرير الحاجة لدور آخر للمثقف، أسماه بتأسيس تعريف جديد لالتزام المثقف.  وفي شرحه مقتضيات هذا التعريف الجديد حرص بلقزيز على أن يوجه دور المثقف في ثلاثة اتجاهات: الجانب المعرفي (قضية التنوير، أي أن يكون المثقف في طليعة القوة الاجتماعية المعنية بمقاومة الجهل والأمية والخرافة وتوزيع المعرفة والفكر في أوساط الناس.) وذلك بعيدا عن قضايا التجييش السياسي والتحريض الطبقي، والجانب الثقافي (دعم استقلالية الثقافة وحرية التفكير)، والجانب الوطني (حماية السيادة).

ولأن علاقة المثقف بالسلطة، تحتاج لتأطير، فقد كانت نظرة بلقزيز مغايرة للنظرة العقائدية (الإيديولوجية) التي تنتصر للمثقف المعارض للسلطة، دون أن تضع في دائرة المساءلة أن هذا المثقف المعارض يقوم في الآن ذاته، بخدمة سلطة أخرى، هي سلطة حزبه أو حركته السياسية، ولذلك، اقترح بلقزيز مخرجا يبقي على دور للمثقف ضمن دائرة الالتزام "الجديد"، سماه المثقف الذي يجنح إلى تأسيس سلطة للمعرفة تقوم بدور تفسير العالم بدل أن تحمل الطوبى الماركسية، بدوره في تغيير العالم.

نهايةالمثقف المعارض للسلطة
 
في الواقع، لا يمكن أن نحصي حجم الكتب التي كتبت عن العلاقة بين المثقف والسلطة، فقد صدر إدوارد سعيد كتابه: "تمثلات المثقف"، في طبعته الأولى بالانجليزية سنة 1994، وتمحور سؤاله الأساسي حول تعريف المثقف، وعلاقته بالسلطة، وهل هو صاحب مهنة محترف، أم مفكر هاوي مستقل. واستعار تعريفين للمثقف، الأول لأنطونيو غرامشي، يرى فيه أن جميع الناس مفكرين، لكن وظيفة المثقف أو المفكر في المجتمع لا يقوم بها كل الناس. والثاني، لجوليان بندا، الذي اعتبر أن المثقفين هم عصبة من الملوك الفلاسفة الذين يمتلكون المواهب الفائقة، ويتشربون الأخلاق الرفيعة، ويشكلون ـ على قلتهم-ضمير البشرية.

ينتقد إدوارد سعيد التعريف الثاني، ويرى أنه أقرب إلى الخيال، وأنه يحمل صورة عن المثقف لا يتحملها الواقع، ولا تعكسه حقيقته، ويميل إلى تعريف غرامشي، ويرى أن المثقف هو الذي يقوم في المجتمع بجملة من الوظائف.

الجديد في مقاربة إدوارد سعيد ذلك التصنيف الذي وضعه للمثقف، أي المثقف المحترف الذي يرى في الثقافة حرفة يسترزق منها وينفر من السياسة، والمثقف الهاوي الذي ينحاز إلى الفئات الفقيرة والمستضعفة ويناصر الحرية والمظلومين.

يناقش إدوارد دور المثقف من خلال اشتباك المعرفة بالسلطة، وأن خيانة المثقف تبدأ حين تصير المعرفة التي يكتسبها أداة لخدمة السلطة، في حين يتمثل الالتزام، في تجسيد استقلالية المثقف عن السلطة، والتموقع فيعمق وطليعة الحركات الاجتماعية، وامتلاك للحس الأخلاقي والنقدي، والتحرر من أوهام الإيديولوجية المزيفة، وخوض معارك الحرية والعدالة والكرامة للمجتمع.

كتاب آخر، جعل من قضية العلاقة بين السلطة والمثقف موضوعه الأساسي، لكنه فضل أن ينحو منحى تأصيليا، بالعودة لمحنتين عاشهما مثقفين مختلفين في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية، هما الإمام أحمد بن حنبل والفقيه الفيلسوف ابن رشد.

يتعلق الأمر بكتاب المفكر العربي محمد عابد الجابري: "المثقفون في الحضارة العربية محنة ابن حنبل وابن رشد" الذي صدرت طبعته الأولى سنة 1995، وقد حاول فيه أن يقدم تفسيرا لمحنتين لعلمين من أعلام الثقافة العربية الإسلامية، وذلك في سياقين زمنين وجغرافيين مختلفين، بعيدا عن السردية العقدية والمذهبية، وأن يؤطرها ضمن قراءة سياسية، استمدها من بعض الروايات التاريخية، وحاول تفسيرها من زاوية اشتباك السلطة المعرفية (سلطة المثقف) والسلطة السياسية (سلطة الحاكم الخليفة).

ما يهمنا في هذه القراءة، أن الجابري اختار تعريفا مختلفا للمثقفين، أي الذين يحملون أفكارا خاصة بهم عن الإنسان وعن المجتمع، ويقفون موقف الاحتجاج والتنديد إزاء ما يتعرض له الأفراد والمجتمعات من ظلم وتعسف من السلطات، أيا كانت سياسية أو دينية. وبناء على هذا التعريف اختار الجابري أن يتجنب الفروق بين بعض التصنيفات (مثل الفرق بين الفقيه والفيلسوف أو المحدث) فهذه التصنيفات التخصصية، لا تتقابل مع المثقف، بل قد تتطابق معه، فيكون المحدث مثقفا، ويكون الفقيه مثقفا، ويكون الفيلسوف مثقفا، متى ما جعل من مهمته النقد الاجتماعي، والتحول إلى ضمير للمجتمع الحي.

وهكذا، فإن محنة ابن حنبل تعكس في نظر الجابري التحدي الإيديولوجي الذي كان يشكله هذا المحدث للسلطة السياسية، وأن قضية خلق القرآن، لم تكن في الجوهر سوى الشعار الديني الذي يخفي الخلاف السياسي بين السلطة السياسية وبين المعارضة. ولأن محنة ابن رشد كانت محيرة، بحكم العلاقة القوية التي كانت بين الفقيه الفيلسوف وبين الخليفة الموحدي، فإن فك لغزها، حسب الجابري، تم حقل السياسة، لا في حقل العقيدة أو الفلسفة. ولذلك يرجح في قراءته أن سببه محنة ابن رشد سياسي، يعود إلى آرائه التي عبر عنها في "جوامع سياسة أفلاطون"، لاسيما احتفائه بالحكم الجماعي بدل الفردي، وقوله بجواز ولاية المرأة، ونقده لتصرفات الحاكم المستبد، هذا فضلا عن علاقته "المشبوهة" مع أخ الخليفة والي قرطبة.

لا يختلف إدوارد سعيد في نظرته للمثقف في علاقته بالسلطة عن الجابري، فالفرق الوحيد بينهما، هو أن الأول، اتجه منحى التنظير(المفاهيم) في حين أن الثاني اتجه في منحى التأصيل بإعادة قراءة السردية التاريخية، وترجيح القراءة السياسية عوض القراءة العقدية، وذلك كله للتأصيل لمفهوم المثقف الناقد للسلطة.

علي حرب، "في أوهام السلطة"، كان بين هذا (إدوارد سعيد) وذاك (الجابري)، أو قل للدقة كان قريبا من بلقزيز، أو كان بلقزيز قريبا منه.  فقد اختار أن ينتقد الوظيفة الاجتماعية للمثقف، معتبرا أن حمل شعار الدفاع عن الحرية والكرامة والعدالة، يصير المثقف نخبويا، لأن وظيفة المثقف، ينبغي أن تتجه إلى فعل التنوير، أي   النزول إلى المجتمع، وتغيير أفكاره ومنهج تفكيره، بدل تعبئته بشعارات لخوض معارك إيديولوجية وسياسية. ولذلك لا يتردد علي حرب، مثله في ذلك، مثل عبد الإله بلقزيز، في الحديث عن نهاية المثقف العقائدي، الذي ينصرف همه عن فعل التنوير، ويعبر فقط عن طموحات جماعة سياسية، ويكتفي بتعبئة المجتمع، وتحويله إلى مجرد نصير، من غير تغيير فكره، وثقافته، ومنهج تفكيره.

يتفق علي حرب مع بلقزيز في دور المثقف إزاء السلطة السياسية، ويختلف طرحهما تماما عن طرح إدوارد سعيد، إذ الفرق عندهما كبير بين تثوير الجمهور ضد السلطة، وتعبئته بشعارات كبيرة، وتحميل المثقف مسؤولية تغيير المجتمع (مهمة طوباوية مستحيلة) وبين ممارسة دوره في التنوير والمعرفة وإشاعة الفكر النقدي، وتأسيس وعي مجتمعي قاعدي ثقيل، يصير مع الزمن عصيا على التطويع من طرف أي سلطة. في حين، لا يتردد إدوارد سعيد في استرجاع مقولة غرامشي، ومقولة الالتزام، التي تعني حمل هموم المستضعفين والمظلومين والدفاع عن قضايا الحرية، ومناهضة واستبداد السلطة.

في المحصلة، تؤشر هذه التحولات في كتابات المثقفين عن أدوارهم، بأن سقف طموحهم، قد نزل بشكل كبير، وانتهى ببعضهم إلى الإعلان عن نهاية المثقف، في حين بقي الأقل تفاؤلا منهم، يحمل أملا صغيرا، حاول تجسيده في تجديد مفهوم الالتزام، وأخذ مسافة عن مفهوم الالتزام بالمعنى العضوي الغرامشي، ذلك المعنى الذي كانوا يؤصلون له في بداية التأسيس لصورة المثقف ودوره الريادي في التغيير.

نهاية المثقف الوسيط

تقدم أدبيات فكر النهضة فكرة واضحة عن مفهوم الوساطة. فسواء تعلق الأمر، بمستقبل لثقافة في مصر (طه حسن)، أو بتخليص الإبريز (الطهطاوي) أو " بـ"الإسلام بين العلم والمدنية"، أو " ما هي النهضة" لسلامى موسى، فإن الدور الذي رسمه هؤلاء للمثقفون، على اختلافهم الفكري، هو الوساطة بين الفكر الغربي والفكر العربي الإسلامي، وذلك بغض النظر عن هذه الوساطة، وهل هي ترجمة للفكر الغربي، ومحاولة لتوطينه في العالم العربي، أو محاولة لتأويل النص الديني وإعادة قراءته بالشكل الذي لا يتعارض مع الحداثة. فالثابت، حتى والخلاف قد اشتد بين الاتجاهين السلفي والليبرالي، كما يرى ألبير حوراني في "الفكر العرب في عصر النهضة" فإن دور الاتجاه السلفي، لم يكن يقل في شيء عن دور الاتجاه الليبرالي في تقريب النهضة الأوربية من المجال التداولي العربي.

علي شريعتي في كتابه: "مسوؤلية المثقف" لم يخرج عن هذه المعادلة، حتى وهو يفرق في المثقف بين المثقف الأصلي والمثقف المقلد، منطلقا في ذلك من مفهوم المثقف في السياق الأوربي.

فمهما كانت المسافة بين هذين الصنفين من المثقف عنده، فإن الإضافة التي قدمها شريعتي لفكرة الوساطة بين ثقافة الغرب وثقافة الأمة، هو أن يستوعب المثقف الأصلي في سياق تأصيله للنهضة في وطنه، أهمية تثبيت الهوية في مجتمعه ومراعاة الفروقات الثقافية بي ين التجربة الأوربية وبين سياقه المخصوص سواء في قراءته للأحداث، أو استلهامه للأفكار، أو محاولته التأصيل لها للنهضة الحضارية.

والحقيقة أن مهمة الوساطة في مرحلة النهضة، وحتى بعدها، كان لها ما يبررها. فمن جهة حصلت صدمة الحداثة في اللحظة الاستعمارية، أو قبلها مع الاحتكاك بالغرب (سواء من خلال البعثات العلمية، أو الرحلات السفارية، أو الرحلات بشكل عام). ومن جهة أخرى، كان المثقف هو الأداة الوحيدة لنقل صورة الغرب إلى الجمهور، فلم تكن هناك من طريقة لمعرفة الغرب، سوى كتابات المثقفين الذين درسوا هناك ضمن بعثات ثقافية وعلمية (طه جسين أو الطهطاوي وغيرهم) أو الذين عاشوا هناك لظروف معنية (محمد عبده)، أو زاروا الغرب في إطار مهام حكومية أو دبلوماسية (الرحلات السفارية).

مع التطور التكنولوجي، وثورة الاتصالات، والثورة الرقمية، لم يعد هذه الوساطة مبررة، فقد أصبح العالم قرية صغيرة، وصار بإمكان الواحد منا بنقرة على شاشة الهاتف الذكي، أو الحاسوب أن يلقي نظرة واسعة كل شيء عن أي مكان في العالم، بل صار من الممكن التواصل مع أي مواطن في العالم، ولم تعد حتى اللغة ضرورية في هذا التواصل. فقد صارت هناك اشكال غريبة من التواصل، بل أصبحت برمجيات الترجمة تقدم خيارات مهمة للاتصال، بالشكل الذي أصبح وظيفة المثقف في نقل ما في الغرب، منحصرة في مساحات جد ضيقة تتعلق بالإنتاج العلمي والفلسفي والتقني، وذلك عبر الترجمة.

 في الواقع، طرحت على مفهوم الوساطة ثلاث مستويات مهمة، تتعلق كلها بسؤال الوساطة بين من ومن؟ وهل العالم لا يزال يختصر في الصورة التي رسمها مفكر النهضة حين كان يتحدث عن الأنا والآخر، أي العرب والغرب، أم أن العالم تعدد بشكل صار فيه العرب والغرب مجرد مركزين حضاريين إلى جانب مراكز حضارية متعددة، بل تجرب نهضوية كثيرة (المستوى الأول).

يقدم كتاب ألان دونو "نظام التفاهة" تفسيرا للتحولات التي تجري ليس فقط في المجال الثقافي، وإنما في جميع المجالات الاقتصادية والمالية والعلمية والسياسية والفنية والإعلامية، ويعتبر أن نظام التفاهة هو مشروع مكتمل تقوم عليه الامبريالية المتوحشة، وأنه ينسف كل القواعد المبنية في مختلف الأنظمة الحياتية.نهاية هذه الوساطة التي يعود عهدها إلى فكر النهضة، قلص دور المثقف إلى ابعد الحدود، بل قلص تصوره لمفهوم الوساطة نفسها، فصار بعض المثقفين، يطرحون الوساطة بين ثقافة النخبة وبين ثقافة الجمهور (المستوى الثاني)، أي كيف نحول أفكار المثقف النخبوية إلى أفكار قابلة للتداول، حتى تصير متملكة مجتمعيا، أي ان المثقف الذي كان يبرر وجوده بالتعقيد والتجريد والنخبوية، صار يبحث عن تبرير وجوده، بالتبسيط واستمالة الجمهور بتنزيل درجة الكثافة في لغته، وتقريبها من لغة العموم.

اتجاه ثان من المثقفين (المستوى الثالث)، قلص هذه الوساطة أكثر، وربما كانت صدمة جائحة كورونا شديدة، فحفزت بعض المثقفين إلى أن يقصروا مهمة المثقف في ردم الهوة بين ثقافة الجمهور التي تميل لنظرية المؤامرة (مقاومة التلقيح) وبين ما تقوله الثقافة العلمية (التلقيح) ولعلهم في ذلك كانوا يبحثون عن خيار للخروج من العزلة في بيوتهم أكثر مما يفكرون في تأصيل هذا النوع من الوساطة.

ثقافة التفاهة.. حينما يعلن المؤثرون نهاية المثقف

يقدم كتاب ألان دونو "نظام التفاهة" تفسيرا للتحولات التي تجري ليس فقط في المجال الثقافي، وإنما في جميع المجالات الاقتصادية والمالية والعلمية والسياسية والفنية والإعلامية، ويعتبر أن نظام التفاهة هو مشروع مكتمل تقوم عليه الامبريالية المتوحشة، وأنه ينسف كل القواعد المبنية في مختلف الأنظمة الحياتية.

ومن ذلك النظام الثقافي، الذي كان المثقف يحتل فيه موقعا مركزيا، فجاء نظام التفاهة، ببينة جديدة، وفاعلين جدد، ومضمون جديد، وشبكات إنتاج وتوزيع مختلفة، جعلت المؤثر في وسائل التواصل الاجتماعي بديلا عن المثقف، بل جعلت قوته تفوق قوة المثقف، بل لم يعد هناك ما يمنع الأمي والعامي، ورجل الشارع البسيط، من أن يخلق جمهوره الواسع، عبر المعجبين والمتابعين والمعلقين، بما يفوق جمهور المثقف، خاصة وأن المضمون، لم يعد يشترط معنى، أو قواعد، بل أكبر القواعد التي تؤطر هذا المضمون هو اللامعنى، أو الفراغ، وفي بعض الأحيان، يكون المضمون هو ما ضد القواعد والأطر الثقافية والأخلاقية والمعايير المعترف بها اجتماعيا.

والمشكلة، أن هؤلاء المؤثرين، لم يعد لهم مكانهم الرمزي في فضاء التواصل الافتراضي فقط، بل بسبب من قوتهم في هذا المجال، صاروا موضوع طلب أكثر من المثقف نفسه، فصاروا يعوضونه حتى في النقاشات الثافية، التي يطلب فيها رأي المثقف باعتباره مختصا، فيكون المؤثر هو الأولى بالحضور، في برامج الثقافة والرياضة والسياسة والفن والإعلام، فأضحى مطربا، بدل المطرب، ومبدعا بدل المبدع، ومتحدثا بدل المثقف، وممثلا سينمائيا بدل الفنان، فأعلن باختصار نهاية المثقف، ونهاية كل أصنافه الحديثة.

خاتمة

هذا المآل المأساوي للمثقف، جعل الكثير من المثقفين، يتطلعون إلى البحث عن تجديد دورهم، فمنهم من أصبح ينحو منحى التقنوقراطي، ويضع نفسه في خدمة السلطة. فبدل أن يكون أداة لتحديث المجتمعات، يصير آلية في يد السلطة لإعادة إنتاج التقليد. وبعضهم، تملكته الرغبة في تقليد المؤثر، ويريد أن يغادر كل القواعد التي تعلمها في مهمته الثقافية، ويتحول إلى مجرد مؤثر، يقدم وصلات أو تغريدات، ويبحث مثل غيره من البسطاء على إعجاب هنا وهناك في منصات التواصل الاجتماعي. والبعض الآخر، يحاول أن يقدم خدماته الثقافية للسلطة في معارضتها للخصوم السياسيين. وبعضهم  الآخر، فضل أن يتعمق في نخبويته، وينحاز للتخصص الدقيق في الفلسفة أو الترجمة أو التاريخ، يخدم المعرفة الأكاديمية الصرفة بمعزل عن هموم المجتمع.

ومهما يكن مآل المثقف اليوم، فالتحولات التي مست دوره، تنبئ عن الهشاشة التي كان يتميز بها، حتى وقد كان يمني النفس بالقيام بأدوار طوباوية عظيمة تنطلق من تفسير العالم لتصل إلى تغييره.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير مفكرون نهاية ثقافة العرب ثقافة عرب نهاية مفكرون سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة السیاسیة نظام التفاهة الوساطة بین إدوارد سعید هذه الوساطة انتهى دوره دور المثقف فی المجتمع من المثقف المثقف فی بین ثقافة الذی کان ابن رشد من خلال دوره فی فی حین لم یعد ما کان فی هذا

إقرأ أيضاً:

ناصر الدين: نسعى للانتقال من المساعدة إلى التغيير

افتتحت الجمعية الطبية اللبنانية الدولية ILMA، مؤتمرها الطبي، في فندق إنتركونتيننتال فينيسيا – بيروت، بحضور وزير الصحة  الدكتور ركان ناصر الدين ممثلا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الدكتورة سعاد الرامي ممثلة وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، والنائبين عبد الرحمن البزري والياس جرادي، وزير الصحة السابق الدكتور فراس الابيض، نقيب اصحاب المستشفيات الخاصة البروفسور بيار يارد، نقيب الاطباء الدكتور الياس شلالا، رئيس الجمعية الدكتور وليد الأحمر، نقيب الصيادلة الدكتور جو سلوم، وحشد من أطباء وعلماء ومتخصصين في الرعاية الصحية من أصل لبناني من أكثر من 30 دولة، بهدف دعم الابتكار الطبي وتوطيد أواصر التعاون بين لبنان وطاقاته الطبية المنتشرة حول العالم.

بداية النشيد الوطني ثم كلمة ترحيبية لعريفي الاحتفال الدكتور مرجان مسو والدكتور شادي صراف حيث رحب بالمشاركين وكل الحضور واشاد بأهمية المناسبة.

الأحمر

ثم القى رئيس الجمعية الدكتور وليد الأحمر كلمة قال فيها: "يسعدني ويشرفني أن أرحب بكم في مؤتمرنا العالمي السنوي الثاني في بيروت، في 26 تموز 2025. إن هذا اللقاء يتجاوز كونه فعالية مهنية فحسب — فهو احتفال بالتواصل، والتعاون، والالتزام. إنه يجمع بين مهنيي الرعاية الصحية اللبنانيين من جميع أنحاء العالم، والذين يتشاركون الشغف بالطب والتعليم وخدمة مجتمعاتنا المحلية ووطننا الأم".

أضاف: "يأتي مؤتمر هذا العام في وقت يجمع بين التحديات والفرص. فأنظمة الرعاية الصحية حول العالم تواجه ضغوطاً متزايدة، في حين أن التقنيات الحديثة والتعاونات العابرة للحدود تعيد تشكيل طريقة ممارستنا للطب. وفي هذا السياق، تبرز الجمعية الطبية اللبنانية الدولية كقوة موحدة — تتجاوز الحدود، وتعزز تبادل المعرفة، والتضامن، والابتكار. يعكس برنامجنا لهذا العام تنوّع وديناميكية شبكتنا. فبالإضافة إلى استكشاف الدور التحويلي للذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، سنتناول أيضاً مواضيع بالغة الأهمية مثل أخلاقيات الطب، والطب عن بُعد، والمسؤوليات المتطورة للمهنيين الطبيين في عالم يتزايد تعقيده. ويملؤني فخرٌ خاص بأننا نلتقي مرة أخرى في بيروت — المدينة التي تجسّد صمود وذكاء الشعب اللبناني. إن وجودنا هنا يبعث برسالة قوية مفادها أننا، مهما كانت أماكن إقامتنا أو عملنا، نظل مرتبطين بلبنان وملتزمين بصحته وتعافيه".

وتابع: "يُعد مؤتمر ILMA السنوي حدثًا بارزًا على روزنامة الطب في لبنان، إذ يجمع نخبة من الأطباء والعلماء والمتخصصين في الرعاية الصحية من أصل لبناني من أكثر من 30 دولة. ويهدف هذا الحدث إلى دعم الابتكار الطبي، وتعزيز الصحة العامة، وتوطيد أواصر التعاون بين لبنان وطاقاته الطبية المنتشرة حول العالم. وسيتناول المؤتمر هذا العام مواضيع متقدمة تُعيد رسم ملامح مستقبل الطب والرعاية الصحية، أبرزها:

 الذكاء الاصطناعي في الطب،  الطب عن بُعد والتحول الرقمي، الأخلاقيات الطبية والمسؤولية المهنية.

ناصر الدين

ثم القى الوزير ناصر الدين كلمة قال فيها: "اسمحوا لي أولاً أن أتوجّه بالشكر إلى الجمعية الطبية اللبنانية الدولية (ILMA) على تنظيم هذا اللقاء الاستثنائي، وعلى تمسّكها الدائم برسالتها النبيلة: توحيد العاملين في القطاع الصحي اللبناني حول العالم، في سبيل بناء لبنان أكثر صحة. أرحب بكم جميعاً بفخر في وطنكم، لبنان، هذا البلد الذي صمد رغم الشدائد، ولا يزال يسطع من خلال تألق أبنائه وبناته، المقيمين والمغتربين على حد سواء".

أضاف: "اليوم، في هذه القاعة، نحن نُحيي الروابط بين الوطن وأبنائه، العقول اللامعة التي حملت لبنان في قلوبها أينما ذهبت، والتي تعود اليوم، لا فقط تعبيراً عن التضامن، بل حاملة معها الحلول، والخبرات، والالتزام الراسخ. إن إنجازات الجالية الطبية اللبنانية في الخارج تتحدث عن نفسها، من ابتكارات جراحية رائدة، إلى تطوير الرعاية الصحية الأولية، إلى ريادة الأبحاث في مجال التشخيص المعتمد على الذكاء الاصطناعي. لقد ساهمتم في رفع مكانة الطب اللبناني على المستوى العالمي. ولكن، وبينما نحتفل بهذه المساهمات، علينا أيضاً أن نتأمل في كيفية تحويل هذا الدعم من سخاء متقطع إلى تعاون منظم واستراتيجي. فاحتياجات شعبنا الصحية تتغير، ويجب أن تتغير معها طريقة تواصلنا مع جاليتنا. ولكي يكون تأثيرنا فعّالاً بحق، لا بد أن تكون شراكاتنا منسّقة، ومبنية على الحاجات الفعلية، ومتناغمة مع الاستراتيجية الوطنية الصحية. لهذا السبب، نعمل على وضع أطر واضحة لتفعيل دور الجالية، لتوجيه خبراتكم وابتكاراتكم واستثماراتكم في الاتجاه الذي يستجيب مباشرة لأولوياتنا الصحية. نحن نطمح إلى الانتقال من المساعدة إلى التغيير، ومن المشاريع المتفرقة إلى البرامج والسياسات،  ومن الزيارات العرضية إلى الأثر المستدام".

وقال: "ومن أبرز الأمثلة على هذا النوع من التعاون المستقبلي الواعد، التحول الرقمي. ففي وجه الأزمات والتشرذم، يقدّم لنا الصحة الرقمية خيطاً جامعاً قادراً على ربط مقدمي الرعاية، وتمكين المرضى، واستعادة الثقة في النظام الصحي. اليوم، يشكّل الذكاء الاصطناعي جوهر الرعاية الصحية الحديثة. إنه يعيد تشكيل كيفية اكتشاف الأمراض، وتقديم الرعاية، وتصميم الأنظمة الصحية. وأقول هذا ليس فقط بصفتي وزيراً، بل أيضاً كجراح أوعية دموية أُتيح له استكشاف التقاء الجراحة والذكاء الاصطناعي، وهي تجربة سأشارككم إياها في إحدى جلسات هذا اليوم. وفي إطار التزامنا بالتحديث والإصلاح، يسعدني أن أعلن أنه خلال الأسابيع المقبلة، سنُطلق رسمياً "استراتيجية لبنان للصحة الرقمية"، خارطة طريق تهدف إلى دمج الأدوات الرقمية والذكاء الاصطناعي في جميع مستويات الرعاية. هذه الاستراتيجية هي إعلان واضح عن نيتنا في بناء نظام صحي أكثر ذكاءً واستجابة، يرتكز على البيانات، والابتكار، والعدالة".

وختم: "رغم التحديات التي نواجهها من أزمات اقتصادية، وعدم استقرار، ونزاعات، نرفض أن نسمح لليأس أن يرسم مستقبلنا. هذا المؤتمر، وحضوركم، ودعمكم، كلها دلائل على أن لبنان لا يزال حياً، وأن إمكاناته ما زالت حاضرة. وسأنهي بكلمة أمل، أعتقد أنها تشكّل قناعةً مشتركة بيننا جميعاً: سيأتي يوم لا نعود فيه نتحدث عن "اللبنانيين في الخارج"، بل فقط عن اللبنانيين في وطنهم. يوم تصبح فيه مستشفياتنا وجامعاتنا ومراكز أبحاثنا بقيادة مواطنين عائدين، لا زوار، بل علماء وأطباء ومبتكرين عادوا لا فقط ليعطوا، بل ليكونوا جزءاً من الوطن. شكراً لإيمانكم بلبنان، وشكراً لكم لأنكم دائماً تلبّون النداء". مواضيع ذات صلة ناصر الدين: نسعى لتأمين حماية اللبنانيين بالدواء العالي الجودة Lebanon 24 ناصر الدين: نسعى لتأمين حماية اللبنانيين بالدواء العالي الجودة 26/07/2025 15:35:54 26/07/2025 15:35:54 Lebanon 24 Lebanon 24 جابر تابع مع ناصر الدين والمديرة الاقليمية لمنظمة الصحة دعم القطاع Lebanon 24 جابر تابع مع ناصر الدين والمديرة الاقليمية لمنظمة الصحة دعم القطاع 26/07/2025 15:35:54 26/07/2025 15:35:54 Lebanon 24 Lebanon 24 ناصر الدين تفقد والمديرة الاقليمية لمنظمة الصحة مراكز الرعاية في الضاحية Lebanon 24 ناصر الدين تفقد والمديرة الاقليمية لمنظمة الصحة مراكز الرعاية في الضاحية 26/07/2025 15:35:54 26/07/2025 15:35:54 Lebanon 24 Lebanon 24 ناصر الدين وقع استراتيجية التعاون 2026 - 2029 مع منظمة الصحة العالمية Lebanon 24 ناصر الدين وقع استراتيجية التعاون 2026 - 2029 مع منظمة الصحة العالمية 26/07/2025 15:35:54 26/07/2025 15:35:54 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً ميقاتي أبرق إلى فيروز معزياً: رحيل زياد خسارة كبيرة للفنّ ولبنان Lebanon 24 ميقاتي أبرق إلى فيروز معزياً: رحيل زياد خسارة كبيرة للفنّ ولبنان 14:14 | 2025-07-26 26/07/2025 02:14:36 Lebanon 24 Lebanon 24 بقرادونيان: روح زياد الرحباني ستبقى حية إلى ما لا نهاية Lebanon 24 بقرادونيان: روح زياد الرحباني ستبقى حية إلى ما لا نهاية 15:24 | 2025-07-26 26/07/2025 03:24:48 Lebanon 24 Lebanon 24 مخابرات الجيش أوقفت مطلوباً أطلق النار على 4 أشخاص Lebanon 24 مخابرات الجيش أوقفت مطلوباً أطلق النار على 4 أشخاص 15:07 | 2025-07-26 26/07/2025 03:07:20 Lebanon 24 Lebanon 24 ماذا طلب وزير الماليّة من كتاب العدل؟ Lebanon 24 ماذا طلب وزير الماليّة من كتاب العدل؟ 15:05 | 2025-07-26 26/07/2025 03:05:33 Lebanon 24 Lebanon 24 النائب أسامة سعد يزور السفير أشرف دبور في زيارة وداعية Lebanon 24 النائب أسامة سعد يزور السفير أشرف دبور في زيارة وداعية 14:33 | 2025-07-26 26/07/2025 02:33:31 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة هذا سبب وفاة زياد الرحباني Lebanon 24 هذا سبب وفاة زياد الرحباني 13:18 | 2025-07-26 26/07/2025 01:18:21 Lebanon 24 Lebanon 24 الموت خطف حياته.. زياد الرحباني "وداعاً"! Lebanon 24 الموت خطف حياته.. زياد الرحباني "وداعاً"! 11:05 | 2025-07-26 26/07/2025 11:05:11 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير العدل يزفّ بشرى إلى اللبنانيين Lebanon 24 وزير العدل يزفّ بشرى إلى اللبنانيين 16:33 | 2025-07-25 25/07/2025 04:33:19 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد الأخبار عن عودتهما إلى بعض.. نادين نسيب نجيم تخرج عن صمتها وهذا ما قالته عن خطيبها السابق Lebanon 24 بعد الأخبار عن عودتهما إلى بعض.. نادين نسيب نجيم تخرج عن صمتها وهذا ما قالته عن خطيبها السابق 06:34 | 2025-07-26 26/07/2025 06:34:05 Lebanon 24 Lebanon 24 الغرق يتربص باللبنانيين.. البحر لم يعد آمنًا؟ Lebanon 24 الغرق يتربص باللبنانيين.. البحر لم يعد آمنًا؟ 16:30 | 2025-07-25 25/07/2025 04:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 14:14 | 2025-07-26 ميقاتي أبرق إلى فيروز معزياً: رحيل زياد خسارة كبيرة للفنّ ولبنان 15:24 | 2025-07-26 بقرادونيان: روح زياد الرحباني ستبقى حية إلى ما لا نهاية 15:07 | 2025-07-26 مخابرات الجيش أوقفت مطلوباً أطلق النار على 4 أشخاص 15:05 | 2025-07-26 ماذا طلب وزير الماليّة من كتاب العدل؟ 14:33 | 2025-07-26 النائب أسامة سعد يزور السفير أشرف دبور في زيارة وداعية 14:30 | 2025-07-26 باسيل نعى زياد الرحباني: سلام لروحك يا ابن فيروز وعاصي فيديو "أنا والقمر"… هدية جديدة من هشام جمال إلى ليلى زاهر (فيديو) Lebanon 24 "أنا والقمر"… هدية جديدة من هشام جمال إلى ليلى زاهر (فيديو) 17:00 | 2025-07-24 26/07/2025 15:35:54 Lebanon 24 Lebanon 24 "نعمل مهرجان للبوس".. نقيب الفنانين في مصر ينفعل مباشرة على الهواء بسبب قُبلة راغب علامة (فيديو) Lebanon 24 "نعمل مهرجان للبوس".. نقيب الفنانين في مصر ينفعل مباشرة على الهواء بسبب قُبلة راغب علامة (فيديو) 09:48 | 2025-07-24 26/07/2025 15:35:54 Lebanon 24 Lebanon 24 بأجواء عائلية بسيطة.. فنانة شهيرة تحتفل بخطوبة شقيقتها الصُغرى (فيديو) Lebanon 24 بأجواء عائلية بسيطة.. فنانة شهيرة تحتفل بخطوبة شقيقتها الصُغرى (فيديو) 09:25 | 2025-07-23 26/07/2025 15:35:54 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • سوريا تحدد موعد أول انتخابات برلمانية بعد التغيير.. الشرع يُقصي داعمي التقسيم
  • رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب محمد طه الأحمد لـ سانا: تم خلال اللقاء مع السيد الرئيس أحمد الشرع أمس، إطلاعه على أهم التعديلات التي أُقرت على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب، بعد الجولات واللقاءات التي قامت بها اللجنة مع شرائح المجتمع السوري
  • بين الحُسن والهيبة: لمن تصغي عقولنا اليوم؟
  • “دور المثقف في بناء الدولة والمجتمع” محاضرة بثقافي حمص
  • ناصر الدين: نسعى للانتقال من المساعدة إلى التغيير
  • الرسائل الواضحة والمهمة التي بعث بها الأستاذ أحمد هارون
  • موقع إسرائيلي: ما الذي يمكن أن يدفع المجتمع الدولي إلى التدخل ووقف الإبادة بغزة؟
  • ابو زيد يتحدث عن “المسافة صفر”.. التكتيك الذي حيّد نظام “تروفي” المتطور
  • قطر ومصر تؤكدان تواصل جهود الوساطة في غزة 
  • المدير التنفيذي لـ«ذا كلايمت ترايب» لـ«الاتحاد»: هدفنا تمكين الشباب وقيادة التغيير البيئي من قلب المجتمع