لجريدة عمان:
2025-07-06@11:11:39 GMT

«عيد».. عاقلٌ وحيد يُتهم بالجنون في عالم مختل!

تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT

قدمت فرقة الشفق المسرحية عرضها المسرحي «عيد»، في اليوم الثاني والأخير من الليلتين اللتين أحيتهما يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، وكانت الليلة الأولى بتقديم العرض المسرحي «أصبع روج»، وذلك على مسرح كلية الدراسات المصرفية والمالية ببوشر.

في الليلة الثانية، وقبل انطلاق العرض المسرحي، الذي رعاه المكرم الدكتور عبد الكريم بن جواد اللواتي، عضو مجلس الدولة، تم تكريم عدد من الجهات الداعمة والشخصيات المسرحية، كما كانت الفرصة سانحة لحديث رئيس فرقة الشفق المسرحية، عاصم الهاشمي، ليعلن عن حدثين مسرحيين خلال العام الحالي 2025، تمثل الأول في مهرجان بازار لمسرح الشارع، الذي سيقام في ولاية صحار في موقع مشروع «بازار صحار» في شهر أكتوبر المقبل، وسوف يضم المهرجان 21 عرضًا مسرحيًا بواقع 3 عروض يوميًا، وسيبلغ إجمالي قيمة الجوائز 5000 ريال عماني، كما أعلن عن فتح باب التقدم للمشاركة في المهرجان من خلال نوافذ سيتم الإعلان عنها في حسابات الفرقة المسرحية على منصات التواصل الاجتماعي.

إلى جانب ذلك، أعلن الهاشمي عن الحدث الثاني المتمثل في مهرجان الشفق التجريبي، وسيكون في مسقط خلال شهر ديسمبر القادم، وقد خُصص للمهرجان 5000 ريال عماني كإجمالي قيمة الجوائز المقدمة.

«عيد»

بعد ذلك انطلق العرض المسرحي «عيد»، وهو من أعمال الكوميديا السوداء، تحكي قصة «عيد»، رب الأسرة المحاط بعائلته المختلة عقليًا، فيعيش في صراع معهم طوال فترة حياته، فجميعهم لديهم قناعات تخالف الفطرة والمنطق والمعقول، فلا المرحاض مكان مخصص لقضاء الحاجة، وفرشاة الأسنان أداة لتنظيف أصابع القدم، والوسادة مكان لراحة الأرجل، والنظافة شيء منبوذ، والقذارة ميزة تُحسب للمتقدم للزواج!

تدور أحداث هذه العائلة في خط درامي متوازٍ بين حكاية الراوي تارة، وحكايات العائلة تارة أخرى، فجرت المسرحية في قالب «مسرحية داخل مسرحية».

يجد «عيد» نفسه تارة متهمًا من قبل الشرطة، فالعائلة التي لم تحتمل تصرفاته تشكوه للشرطة، ليدخل عليهم الضابط محاولًا حل مشكلاتهم، لكنه يُجن حينما يعرف بأفعال «عيد»، ناصحًا العائلة بأن تتوجه للطبيب النفسي، فالشرطة لا يمكنها حل المشكلات العائلية من هذا النوع.

ومن ثم يجد الطبيب النفسي نفسه كذلك في مشكلة كبيرة، فـ«عيد» السوي المحاط بالمجانين لا بد أن يساير عائلته، والشرطي، وكذلك الطبيب، فهو لم يكن محاطًا بعائلة مختلة فقط، بل بمجتمع مختل برمته، حتى الرجل الذي جاء ليتقدم لخطبة ابنة «عيد».

وفي ظل هذه الضغوط، يجد «عيد» نفسه خاضعًا وخانعًا ومنقادًا لعبثية واقعه، مرددًا «حاضر» و«نعم» و«أمركم».

العمل من تأليف الكاتب المصري يوسف مسلم، ومن إخراج وليد المغيزوي، الذي شارك في التمثيل بدور «عيد»، إلى جانب كل من ملوك النوفلية في دور الزوجة، وإبراهيم المعشري في دور الراوي، وبمشاركة إبراهيم السيابي، وسهيل الحراصي، وجهاد البلوشي، وصالح الرئيسي.

انطباع شخصي

على المستوى الشخصي، بدا لي العرض المسرحي تجربة مؤلمة أكثر منها كوميدية، فقد عايشت مأساة «عيد» كشخصية مضطهدة وسط عالم عبثي لا منطقي، لكن التساؤل الذي ظل يراودني طوال العرض هل كانت عائلة «عيد» مجنونة حقًا، أم أنهم أرادوا دفعه نحو الجنون؟ هذا الاضطراب في الإدراك جعلني أشعر بثقل الحكاية - قليلًا - رغم طابعها الساخر.

كذلك، لم أستطع التفاعل مع الكوميديا التي استندت إلى إهانة الزوجة والأبناء لوالدهم، والاستهزاء به، بل والصراخ عليه وإجباره على الخضوع، حتى بدا خوفه منهم وكأنه جزء من الموقف الكوميدي، وهو ما لم يكن سهل التقبل بالنسبة لي.

ومن ناحية الأداء، بدا مأزق نسيان النص واضحًا في بعض اللحظات، ورغم محاولات التدارك ظل أثره حاضرًا، خصوصًا عند من لعب دور الراوي. وهنا أشير إلى أن هذا الدور أربكني بحضوره المتداخل مع الشخصيات، إذ كنت أتوقع أن يسير في خط منفصل موازٍ للأحداث، لكنه في لحظات عدة دخل في المشاهد وحاول التفاعل والتوجيه، فلم أفهم دوره حقيقة، وكأنه كان يؤدي دور المخرج أكثر منه راويًا في العمل، وهو أمر لم يكن واضحًا بشكل كافٍ.

أؤكد فيما سبق أنه انطباع شخصي، فلا يعني أن العمل لم يكن جديرًا بالمشاهدة، إنما هي ملاحظات على أجزاء يسيرة من عمل جميل في مجمله، استطاع أن يشد الانتباه في مواضع كثيرة، ويصنع الضحك كذلك.

الجلسة النقدية

أعقب العرض المسرحي جلسة نقدية قدمها الكاتب والمخرج المسرحي محمد بن خلفان الهنائي، بحضور مخرج العمل وليد المغيزوي.

وعن العمل قال الهنائي: «ينتمي نص (وليمة عيد) إلى الكوميديا السوداء، حيث يسخر من الواقع الإنساني والاجتماعي بشكل خاص. تتجسد هذه السخرية من خلال المفارقات السردية والدرامية التي تبرز العبث واللامعقول في النص، مما يجعل المسرحية تنتمي إلى مسرح العبث والتجريب. العمل قائم على بناء درامي تجريبي، يتخلله عنصر الرمزية، حيث تدور الأحداث حول الشخصية الرئيسية «عيد»، الذي يعيش في مجتمع عبثي مشوَّه القيم، يحوّل الإنسان إلى مجرد مادة استهلاكية. نتيجة لذلك، يصبح عيد ضحية اضطهاد الأسرة والمجتمع، لينتهي به الحال كوليمة مأساوية. تحمل المسرحية العديد من الرسائل، أبرزها الصراع بين القوة والعقل، وبين القيم الاستهلاكية والقيم الإنسانية، وهو ما تم التأكيد عليه مرارًا في العمل، كما اعتمدت المسرحية على تكرار بعض العبارات، مثل قول الشخصية الرئيسية (حاضر... حاضر)، الذي يرمز إلى الاستسلام والخنوع، وهو أسلوب شائع في المسرح العبثي».

وتابع الهنائي: «أما على مستوى الإخراج، فقد وظف المخرج تقنية المسرح داخل المسرح من خلال شخصية الراوي، الذي كان يحرّك الأحداث ويتفاعل مع الجمهور، كاسرًا الجدار الرابع، في نقد ساخر للواقع المطروح في المسرحية. كذلك، لعب المكان دورًا رمزيًا مهمًا، حيث دارت معظم الأحداث داخل دورة مياه، مما يعكس طبيعة القمع والضياع التي يعيشها البطل. وتعددت الشخصيات في المسرحية، بين الشخصية الثانوية للزوجة وأولادها، الذين مارسوا سلطة القمع، وشخصيات أخرى مثل الضابط والطبيب، الذين كان يُفترض أن يكونوا مناصرين للإنسان، لكنهم في الواقع كانوا أدوات لتعزيز القهر، حتى الطبيب النفسي، الذي يُفترض أن يعالج المجتمع، كان يمثل ضررًا إضافيًا للشخصية الرئيسية، مما يعكس التناقضات العميقة التي يتناولها العمل».

أما وليد المغيزوي مخرج العمل فقد قال معقبا على المشاركين في الجلسة: «أود أن أشكركم على ملاحظاتكم القيّمة، نحن كفرقة نشعر بأننا محظوظون للغاية، فمن النادر أن تتاح لك الفرصة لعرض عملك أمام جمهور ومن ثم تحصل على تغذية راجعة صادقة ومفصلة تساعدك على تصحيح الأخطاء وتحسين العرض في المستقبل، نحن ممتنون لكل فرد من الجمهور الذي حضر، وخصص من وقته لمتابعة العرض، وصبر على التفاصيل، وتفاعل مع العمل، هذا الدعم والتوجيه يجعلنا أكثر حرصًا على تطوير أدائنا وتقديم عروض أفضل في المستقبل، أود أيضًا أن أشكر الممثلين وكل من عمل على هذا العرض، من الجميل أن نشعر بأن الجمهور يمنحنا فرصة حقيقية لتقديم أنفسنا، وهذا ما يجعل المسرح العماني مميزًا».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العرض المسرحی لم یکن

إقرأ أيضاً:

إطلاق النسخة العاشرة من مسابقة حسن عطية للتأليف المسرحي

أعلنت مؤسسة "س" للثقافة والإبداع عن اطلاق مسابقة الدكتور حسن عطية للتأليف المسرحي لأفضل نص مسرحي مستوحى من التراث والفلكلور الشعبي في مصر والعالم العربي، في دورتها العاشرة، والتي تقام على هامش المهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب.

قال الناقد الفني هيثم الهواري، رئيس اتحاد المسرحيين الأفارقة ورئيس المهرجان، إن هناك شروطا يجب توافرها على المتقدم لهذه المسابقة، أبرزها أن يكون النص المسرحي مستوحى من التراث و الفلكلور والموروثات الشعبية المصرية والعربية.

و أضاف: يجب ألا يكون النص المسرحي قد فاز في مسابقة أخرى، وأن النصوص الفائزة سيتم طباعتها في كتاب ويتم توزيعه ليكون متاحا لكل الفرق المسرحية لتقديمها على خشبة المسرح كما ستتم دعوة الفائزين لحضور المهرجان وتكريمهم خلال حفل الختام.

وتابع أن، هدف المسابقة تشجيع المواهب الأدبية وإلقاء الضوء على جيل جديد من المؤلفين المسرحيين وتشجيع الكتابة في مجال التراث والموروثات الشعبية وقد تم إلغاء شرط السن من العام الماضي لإعطاء الموهبين فرصة للكشف عن مواهبهم.

اقرأ أيضا:

بعد وفاة الفنان أحمد عامر.. ما هي أعراض السكتة القلبية وطرق الوقاية منها؟

تعرف على موعد الجنازة.. صور تجهيز قبر الفنان أحمد عامر في مقابر العائلة بسمنود

وزير الثقافة يلتقي محافظ القاهرة لبحث التعاون في استعادة مكانة العاصمة الثقافية

مقالات مشابهة

  • ريال مدريد يفتح باب رحيل رودريجو جويس.. بشرط وحيد
  • الليلة بالسامر.. عرض «العائلة الحزينة» في ختام مهرجان فرق الأقاليم المسرحية
  • مخرج يحدد مواصفات الممثل المسرحي الناجح
  • فن يشفي العليل | شريهان تشيد بالعرض المسرحي يمين في أول شمال
  • حماس: نجري مشاورات مع الفصائل بشأن العرض الذي تسلمناه من الوسطاء
  • أكرم حسني ووفاء عامر ونجوم الفن في العرض المسرحي يلا مسرح
  • البنك الأهلى يتعاقد مع يسري وحيد قادما من طلائع الجيش
  • في إطار اللقاءات التي ينظمها المرصد..حملاوي تستقبل عدد من الجمعيات
  • إطلاق النسخة العاشرة من مسابقة حسن عطية للتأليف المسرحي
  • تدخل السلطات المحلية لإنهاء رعب مختل عقلي بدوار السهيب ونقله إلى مستشفى الأمراض النفسية :